الخميس، 10 ديسمبر 2020

ودارت الاْيّام...قلم الشاعرة مريم السعيدي

(((((((((((( ودارت الاْيّام ))))))))))))) الاْيّام تمر وتمر وأنا أخيط الاْمنية بجانب الاْمنية وإذا بها ككتلة ثلج تذوب خلف بعضها لبعض الاْيام تمر وتمر لازلت أتذكّر الاْيّام الخوالي وأرى طيف جدّتي وهي تحاكينا أجمل حكايات ماقبل النوم وتراني أرسم حالي أنّني بطلة قصصها الاْيّام تمر وتمر مسحت مخيّلتي بل تظاهرت بالنّسيان لتلك الحكايات أرادت جدّتي في كلّ حكاية تعليمنا التّصرّف مع الدّنيا في كلّ حكاية موعظة ...وفي كلّ موعظة حكاية كم تمنّيت لو طال عمر جدّتي حتّى أحاكيها مافعلته بنا الدّنيا.. والاْيّام ..والدّهر.. كان لي حلما ..ولكنّي لا أعلم هل هو فعلا حلم خاصمتني الاْحلام تحدّتني تربّيت على مبادئ لم أستطع مخالفتها قالت لي أمّي كوني شريفة وكوني عفيفة عفيفة القلب واللّسان قالت لي اْمي كوني عذراء بمشاعرك بتصرّفاتك بملامحك قالت لي أمّي كوني صبورة .... كرهت الصّبر حتى خلت أنّه رجلا تمنّيت قتله وقنعت نفسي بالصّبر والإنتظار وهاهو عام جديد في طريقه إليّ لينحت في القلب ندبة ويترك بالجوف صرخة لاشيئ جديد ..لاشيئ يذكر.. سوى صدى همسات الاْمس .. وضحكات الاْمس.. وبكاء الاْمس... لاشيئ سوى أحلام عجنتها بمياه عيوني لاشيئ سوى أعاصير العمر في كل عام أصنع من وهم الاْحلام أنثى من ورق اْنثى تختبأ بين طيّات الصّفحات وتخفي دمعها بين الاْسطر.. ترسم بسمات وسط حزن طويل تتنفّس أحرف الشّوق منّي لماض بعيد للمّة العائلة ..لجدّتي وحكاياتها.. لاْمّي وتراتيلها وعزفها على أوجاعها حنين على موعد مع فجر.. والدّمع على موعد مع ليل.. وذكرى مؤرّقة للنّوم ... وحلم لشمس تصافح الاْمل ... وضوء شمع ينسج من أمسي الفرح مريم السعيدي تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق