الجمعة، 1 نوفمبر 2024

. عَاشَ نُوفَمبَرُ، ثَمنُ الحريّةِ بقلم. دخان لحسن. الجزائر

 .    عَاشَ نُوفَمبَرُ، ثَمنُ الحريّةِ


يا دَويَّ الليلَةِ الحَمراءِ

            كيفَ استَطعتَ جَبرَ الخَواطِرِ ؟

حَقَنتَ فِي العُروقِ نُوفمبرَ

                   وأعلَنتَ أوّلَهُ فَجرَ الثّائِرِ

خُضتَ المَعارِكَ فِي كلّ شِبرٍ  

       فبَاتَ كلُّ شِبرٍ يُسَبّح فَوقَ المَنابِرِ

وسُستَ ثَورَةَ أخرَى بالأقلَامِ

            فِي صُحفِ المُجَاهدِ والبَصَائِرِ

نَبَضَتِ القلوبُ لَحضَتَها

       تُضَمِّدُ الجِراحَ في نَفسِ كُلِّ ظَامِرِ

سَلّم نُوفمبَرُ الجَزائرَ ثَورةً

        فَاقَ صَدَاهَا عَرينَ المُحتَلِّ الفَاجِرِ

مِن الأورَاسِ إلى الوَنشريسِ

           كانَ الرّصَاصُ يُعاقِبُ يَدَ الغَادِرِ

المَوتُ تصُولُ فَتكًا بَينَ الطُغاةِ

      والشّهادَةُ تَبتَسِمُ فِي حَنايَا الجَزائِرِ

لَاحَ مِن الرُّبوعِ وَمِيضُ الجِهادِ

     فَجَاءَت بالذَودِ يَدُ المُقِيمِ والمُهاجِرِ

وَلَبّى كُلُّ فُؤادٍ نِداءَ التّحرِيرِ

       حَتّى صَارَ التّكبِيرُ هُتافَ الحَنَاجِرِ

يَا لَهَا مِن لَيلةٍ مَنحَتِ التّارِيخَ

       حِبرًا لَا تُجَفِفُهُ أقلامُ الحُرّ والجَائِرِ

لَيلَةٌ فِي بَيَانِها لُغةُ كُلّ زَمانٍ

           تَصُونُ البِلَادَ بالأحرَارِ والحَرَائِرِ

أيُّها المُحُتَلُّ كَم جَثَمتَ عَلَينَا

          لَكن نُوفَمبَرَ ألبَسَكَ ذُلّ المَصَاغِرِ

انجَلَى ظِلًُ هُمُومِكَ فَسَالَت

     دُمُوعُ النّصرِ عَلَى خُدودِ كُلّ البَشائِرِ

لَقَد جَمَعَ نُوفمبَرُ الصُّفوفَ 

            وَكوّنَ جِدارَ الصَدِّ دونَ خَسَائِرِ

رَدَعَ العِدَى فِي كلِّ سَاحٍ 

           بِجَيشِ التّحرِيرِ رَمَاهُم للمَقَابِرِ

وَلمّا حَامَت طُيُورُ الأطلَسِ رَجمَتهَا 

           صُقُورُهُ في القُصورِ والحَضَائِرِ

صيَّرَ الإنسِلاخَ هُزَالًا زَائِلًا 

           ودَحَضَ الإندِمَاجَ  عِندَ الدّوَائِرِ

هَلّلَ نُوفمبَرُ للإستِقلَالِ بالكِفَاحِ

       وَأمَرَ التّارِيخَ يُسَجِّلُ كُلَّ الظّوَاهِرِ

ثَوَراتٌ وحَرَكّاتٌ وَتَضحِياتٌ

      أسّسَ بِهَا لِدَولةٍ أسّسَهَا عَبدُ القَادِرِ

أسْكَنَ بِداخِلهِ أوجَاعَ السّنِينَ

     وَتَفجّرَ يُلهِمُ الأحرَارَ صُنعَ الجَوَاهِرِ

نَحنُ الوَطنُ عُشّاقُ جَمَالهِ

           نُثنِي عَليهِ بالثّورَاتِ وَالمَفَاخِرِ        

يَصعبُ إحصَاءُ مَآثرِ ثَورَتِهِ

            وتَخجَلُ مِن عُلاهُ كُلّ العَشائِرِ

إن كُنّا فِي اللّيلِ الـسّائدِ ظَلامًا 

     فَنُوفمبرُ قمرُ الزّمَنِ الحَاضِرِ والغَابِرِ

وإن قُمنَا نَقُومُ للنّفوسِ نُغذّيهَا

                 حُبَّ نُوفمبَر بِحبرِ المَحَابِرِ

نَبنِي مَجدَ الأُمّةِ لَا يُثنِينَا 

                  قَرُّ الشِتّاءِ وَلا حَرُّ الهَواجِرِ

عَاشَ بالشُهَداءِ زَاهيًا وبأمطارِ

    الدّعَواتِ تُنطِقُ الحَصَى فِي المَحَاجِرِ

لَقَد أصبَحَ نُوفَمبَرُ قُدوَةً 

       والقُدوَةُ عَبرَ التّارٍيخِ حَياةُ المَصَائِرِ

صَاحَبَ عَينَ الشّمسِ وَأوصَى

        عَينَ الأبطَالِ تَحرُسُ رُبُوعَ الجَزَائِرِ


بقلمي. دخان لحسن. الجزائر


01 نوفمبر 2024



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق