مازلت ذلك الطفل الصّغير يا أُمِّي
لم لا أراني إلّا على الجانب الآخر من الرّصيف
أُلَوِّحُ لي بِيَدٍ مُخَضَّبَةٍ بِالْوَجَعْ
وبالأخرى أحمل حقيبة أحلام تالفة
لا تصلح للسّفر
كم أنا وحيد وحزين
وكم هي طويلة مسافات الضّياع
*
لم لا أراني أبدا على الجانب الضّاحك من الحياة
لماذا
- سُرعانَ ما تتخلّى عنّي - كلّ أشيائي الجميلة
لماذا
كلما تأمّلتُ من حصادِ العُمر صابةً ،
جَفَّتْ - على الفور - فُصول الفرح
ولماذا
ضاعت ضحكتي - مثلي تماما -
في صخب المدينة
سحائب الحلم القديم ما عادت تُمطِر
وتعويذة - أمس الطفولة والصّبا -
باتت عقيمة
*
أمّاه .. يا أمّاهُ
لقد أتعبتني الحياة
كَفْكِفي نزيفَ جُرحيَ الغائر
ضُمِّيني إلى صدرك الحاني
يا أُمِّي
كي أبكي كما لم أَبْكِ من قبل
خَبِّئيني في حُضنك الدافئ
كي أنام وأستريح
كي أنام وأستريح
محمد الناصر شيخاوي
تونس