الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

قصيدة بعنوان " همسات الدنين .." بقلم الشاعر المبدع \ أنور محمود السنيني


" همسات الدنين .."

دعيني وعينيك لو تسمحين ْ 
فكلي شجون وكلي حنين ْ 

دعيني أقبل أحلى الشفار
وأعتاض بالقرب في كل حين ْ 
دعيني فإني هنا وهناك
وفي كل زاوية لي أنين ْ 
أتمتنعين ؟ ويرضيك أحيا
بدونهما في الزمان حزين ْ؟
حرام عليك فلا العرف يرضى
عذابي لديك ولا أي دين ْ


قتلت بك الأمس واليوم شوقا
فيا غارة الله.... ما تقتلين ْ 
وياويح قلبي ويالهف نفسي
إذا قتلتني أيادي الشجون ْ 
ويا حسرة العمر حين أموت
وحين يقال : شهيد العيون ْ 
أتستشعرين ؟!! فماذا ستجدي
مآتم عمرك لو تحزنين ْ؟
وكيف شعورك والشعر ذكرى
على صفحات الدنى تقرئين ْ؟!

أخاف تعيشين بعدي جحيما
فهاتي نعيما زها بالجفون ْ 
دعينا نعش لحظات هوانا
فإن الحياة لكف المنون ْ 
صليني وأنت تفوحين حبا
من المسك أطيب والياسمين ْ 
صليني وفيك حنان وعطف
ولطف وظرف يضيء الجبين ْ 
صليني ومن فمك الحب يبدو
أرق على القلب من كل لين ْ

تعالي ليذهب مني الشقاء
وتسعدني غابرات السنين ْ 
حبيبة قلبي - وربي - حياتي
بدونك مهما تكن لا تكون ْ 
ولولاك في الحب والشعر حقا
لما عرف القلب معنى الجنون ْ 
أناديك من قعر بؤسي : تعالي
وردي بنفسك همس الدنين ْ 
تعالي ومدي يد العدل نحوي
فظلمك سيف وهجري الطعون ْ

وما عاد في الروح موضع طعن
فواعجبا منك لو تطعنين ْ!!
تعالي إلي إذا لم تكن
عذابات روحي عليك تهون ْ 
دعيني وعينيك حتى متى 
أنادي كأنك لا تسمعين ْ ؟!!
دعيني وعينيك مالم فأنت ِ
- ومعذرة - أظلم الظالمين ْ

بقلمي/ أنور محمود السنيني

مما نشر بتعديلات

قصيدة بعنوان .. " الديار المتناومة.." بقلم الشاعر المبدع \ أنور محمود السنيني


.. " الديار المتناومة.."

لن أطرق الباب بعد اليوم يادار ُ 
ولن أمد يدي ما خطوتي نار ُ 
عفوا إذا جئت يوما في زيارتكم
وما علمت بأن الأهل قد ساروا
كذاك قالت على الجدران لافتة
أشعارها وكأن الشعر إشعار ُ 
غاصت بأحرفه العينان صائدة
لسان حالك في الأحيان أشعار ُ
لوكان طرقي لباب الدار خاتمة
لما بدأت خطى شوقا لمن جاروا


وعدت والقلب مشحون بفاجعة
ما عاد تنفعها - لو قلت - أخبار ُ 
سأترك الدار في الأيام نائمة
ولست موقظها ما نامت الدار ُ 
ولن أمر عليها حين أقصدها
إلا مرور مزار فيه تذكار ُ 
تستلهم الروح منه كل غابرة
وكنه خاطرة والدمع أنهار ُ 
يسيل خدي بها حتى تبللني
كما تبلل أرض الله أمطار ُ

أرنو إليها وأشلائي ممزقة
وبين روحي وبين الجسم مشوار ُ 
طارت بعيدا كأني لست أحملها
الحزن عاصفة والآه إعصار ُ 
مبددا صرت والأحباب قد تركوا
أشباح دار بها رعب وأخطار ُ 
قد أقفرت بعد زهو كان يبهجها
ما عانق الأهل بالترحاب زوار ُ 
فلتهنأ الدار نوما غير موقظة
مادام في صمتها أهل وعمار ُ

لن أوقظ الدار أو أحيي مواجعها
ولن يكون لذا المشوار تكرار ُ 
فإن أتاني زمان العذر في ندم
فليس لي من هوان الدهر أعذار ُ 
نفسي العزيزة في خير وعافية
فإن أهينت يموت العز والعار ُ 
....
بقلمي أنور محمود السنيني

قصيدة " مص الأسى " للشاعر المبدع \ أنور محمود السنيني



" مص الأسى"

لكل حكاية تروى وقصه ْ 
سهاد في ثنايا الليل غصه ْ 
وحبي مثل حبي الآخرينا
له في كل يوم ألف قرصه ْ 
فما لي بانتظار حبيب قلبي
أمص من الأسى مليون مصه ْ ؟!!!
وفي هجري يواصلني حبالا
ويقطع حبل وصلي كالمقصه ْ 
وأبني قصر حبي من رخام
ويبني للهوى كوخا بجصه ْ 
فأشكو الشوق أوجاعا أهاجت
بأحشاء الفؤاد أشد مغصه ْ 
أقول له كفى فيدير ظهرا
ويأخذ في السكوت له منصه ْ 
وأكتب من مظالمه قصيدا
لعلي بالقريض أهز شخصه ْ 
وفي أحلى الشعور أقول : موتي
فراقك.. إنما لم يبد حرصه ْ 
وأحسبه على آهات حزني
يزيد ترنما ويجيد رقصه ْ 
فبئس الحب من طرف يعاني
من الثاني ويحيا شبه قصه ْ 
فيا قلبي كفانا في هوانا
حبيبا لم يجد في الوجد حصه ْ 
سأنساه وإن عادت إلينا
عواطفه فإن العمر فرصه ْ!!
محال أن أعود إلى المآسي
ولست مجددا للحب رخصه ُ !!.


بقلمي أنور محمود السنيني

قصيدة " الصمت الفصيح " للشاعر المبدع \ أنور محمود السنيني


قصيدة " الصمت الفصيح "

إني وددت من الجروح ْ يا جارتي يوما أصيح ْ

وأصيح في كل الأزقة والشوارع والسفوح ْ

وأصيح من باب الديار أو النوافذ والسطوح ْ

أهواك يا ريحانة الدنيا وأطيب كل ريح ْ

أهواك ما تغدو الطيور من الوكور وما ترورح ْ

أهواك ما عصفت ْ بنا في الحب عاصفة وريح ْ

أهواك يا روح القصائد في التغزل والمديح ْ

أهواك يا أولى النساء محبة وهوى صريح ْ

أنت النهاية في الغرام وأنت صاحبة الفتوح ْ

أنت الحبيبة في الهوى وأناالحبيب على الصحيح ْ

فإذا كتمت محبتي فبها عيونك قد تبوح ْ

حبي وحبك قصة سميتها الصمت الفصيح ْ

إنا هوينا بعضنا وهواك ينقصه الوضوح ْ

ولكم ْ نصحت بتركه ولكم تركت به النصيح ْ

وارحمتا لي من هواك وويح قلبي لو يطيح ْ!!!

أنا منك مجروح الفؤاد وقد أكون بك الذبيح ْ !!

لم كلما ألقاه منك ؟!! وما هو الثمن الربيح ْ؟!!

جودي بوصلك كالجفا ياربة الحب الشحيح ْ !!

ثني اللقاء وثلثي ودعي التجافي والنزوح ْ !!

ردي علي بأي شيء فالذي يأتي مريح ْ

وأصيح حتى يعلم الجيران ذا السر الفضيح ْ

وليألموا من صيحتي وقت الغبوق أو الصبوح ْ

فيسائلوا من ذا الذي جعل الفتى هذا ينوح ْ؟!!

ومن الذي جرح الفتى هل يرتضي دمه يسيح ْ؟!

فأصيح ملىء فمي بأنك أنت جارحة الجريح ْ

وبأن حبك قد أباح دمي وحبي لا يبيح ْ

وبأن صمتك قاتلي وسهام نظرتك المتيح ْ

وليعلموا طعنات صمتك لو أشرح للشروح ْ

ويسجل التأريخ أن محبتي جسد وروح ْ

وليشهد الندماء إن قصائدي بدمي تفوح ْ

وليكتبوا هذا قتيل فلانة فوق الضريح ْ !

وأود كالفرس الجموح بأن أصيح من الجروح ْ

لكنما ربي ودين محمد كبح الجموح ْ

وأرى القصائدخفضت صوتي فصار كما الفحيح ْ

وأعلل النفس العليلة بالأماني والطموح ْ

حينا بتلك وتارة بتخيلي الحلم المليح ْ

أبني به صرحا لنا فإذا هوى أبني صروح ْ

يا معبد الشعر الذي صلى إليك متى يلوح ْ

زيدي إذا شئت الجروح أو انقصي فأنا سموح ْ

مدي سكاكين الهوى مدي فلي صدر فسيح ْ

لكن ْ إذا قال الورى لك إنني الصب الطريح ْ

جيئي إلي وراقبي مما أرى رب المسيح ْ

جيئي إلي وضمدي كل الجروح لأستريح ْ !!.

بقلمي أنور محمود السنيني

قصيدة بعنوان " عقائد المحبين..." للشاعر المتألق \ أنور محمود السنيني


.... " عقائد المحبين..."

هو عبادة الحب الكذوب لديك ِ
بل إنه يا سيدتي
لم يزل منذ عرفتك إله هواك ِ
وأنا كما أنا
مازلت وسأبقى ألعن هذا الإله
وأكفر بشرائعه الجائرة بلا تردد
أكفر بقانونه الذي أباح دمي
وأتاح إلي - رغم ابتعادي - مسارب الجنون
وأدخلني في ملاعب الجن ولم يخرجني
لم يغلبني ولم أقدر عليه
في صراع أراه مع الأشباح
مع خيوط الحب التي نسجتها الأجفان
لتلفني حينا
وطورا تحيطني مثل بيت العنكبوت
حتى أقف سادرا على حرف أسئلتي
ماذا أسمي هذا الوجوم؟!!
كيف النجاة ؟!!
كيف أفر منك ِ؟!!
كيف أتخلص من مخالب الصمت لأنقذ نفسي؟!!
وأي حب هذا الذي تزعمينه في قلبك ِ ؟!!
يكفيني مغالطة سيدتي
ولا تلوميني حين ألعن هذا الإله
وأكفر بما يحثك عليه في الليل والنهار
أكفر بحياتك وفق تعاليمه الزائفة
وقانونه الظالم الغشوم
ولوائحه المختلقة التي لا تعرف معنى الهوى
ولماذا هو ؟
ولمن يكون إذا جاء ؟
وكيف يكون إذا دخلنا الهوى؟
أكفر بها لأنها لم تعلمك يوما
أن الهوى والحب الحق هو الكلمات
وألا عشق بلا كلمات
وألا غرام بلا كلمات
لم تخبرك مرة أنني أموت كل يوم وحين
بخناجر السكوت 
وأن خاصرة حبي عليها مليون طعنة
وأكثر..وأكثر.. لو أعد سيوف الطعان
أكفر بها لأنها لم تقل لك ما أقول
ولم ترشدك لتفحصي أشعاري
وتمحصي أفكاري وهي تجري بحبي
على أمواج البحور أو سطور الشجن المنثور
فاعبدي أنت هذا الإله
وصلي له كما شئت ِ
واخشعي له وتضرعي
وأطيلي القيام مثلما تريدين بين يديه
اركعي وأكثري من السجود كما يحب
وكما يحلو لك أيتها البتول
أما أنا يا سيدتي
وبعقيدتي التي تفوح بها قلوب العشاق 
وتبوح بأحرفها الجميلة أحاديثهم
سأبقى أكفر بما تؤمنين به
وأظل ألعن في دين الحب هذا الإله
إلى الأبد..إلى الأبد ...إلى يوم الدين.


بقلمي أنور محمود السنيني

" داء ودواء " قصيدة للشاعر المبدع \ أنور محمود السنيني

" داء ودواء.."

أألقاك يا حبيب ُ؟ فليت اللقا قريب ُ!!
ليته اليوم يدنو بل الآن.. لو تجيب ُ 
وحبذا لو يطول كما يطول المغيب ُ 
هواك حلو ومر هواك أمر عجبب ُ 
زهر وورد وفل وياسمين رهيب ُ


ند وعطر ونشر ومسك غلا وطيب ُ 
هواك شعر وفكر وسحر له دروب ُ 
هواك نبض لقلبي بروحي له دبيب ُ

سهرت والشوق أشكو سهادي فمن يجيب ُ؟!
لم الذي قد أتاني من الجوى ما يشيب ُ؟!
صبرت فيما أعاني وما مسني اللغوب ُ 
ولست أدري علام يحل قلبي اللهيب ُ ؟
دنيا الهوى أراها حياة غاب تريب ُ 
وليس فيها رقيب عليها ولا حسيب ُ 
يموت هذا بذنب وما لذاك الذنوب ُ

عجبت للعاشقين وكنت يوما أعيب ُ 
فلما سكنت روحي أصيبت بما أصيبوا
وعانيت ما يعانوا وعانقتني الكروب ُ 
وأصبحت في شكاء وأمسى لي النحيب ُ 
ومن همومي عليك علت بوجهي الندوب ُ 
أسقمتني بصد فلاحت بي الشحوب ُ 
وصرت بالشوق أحيا كشمعة ما تذوب ُ 
القلب في الليالي وفي نهاري كئيب ُ

تلوح للروح طيفا تروح فيه.. تجوب ُ 
كأن بي منك مسا رمتني به الغيوب ُ 
وصار لي من جنوني عليك حقا نصيب ُ

والله ما هوانا ولو دهتني الخطوب ُ 
إلا جميل ولكن وصال هجري عصيب ُ 
بنات عيني سحاب بكل وجدي تصوب ُ 
ولو سقت أرض قوم لاخضر منها الجديب ُ

حروف ليلي تنادي فليتها لا تخيب ُ 
أيا نجوم السماء ِ ويا ظلام مريب ُ 
ويا نسيم الهوى لي إلى حبيبي يئوب ُ 
ويا رياح الحنين ِ إذا أعتراك الهبوب ُ 
ويا حبيب الفؤادِ بربكم أن تجيبوا

عليل وأنت دائي فمن يكون الطبيب ُ؟
بعيد وأنت مني قريب ولا تغيب ُ 
سئمنا من الفراق ِ مرارة لا تطيب ُ 
هرمنا ونحن نحيا على خيال يشيب ُ 
فكيف تمضي الحياة ُ وأنت عني غريب ُ؟
وكيف أحيا زماني ولا يراني الحبيب ُ؟

أيا شمس كون حبي إلى متى ذا الغروب ُ؟
كفاني ظلام بعد عن اقتراب ينوب ُ 
أليس الهوى لقاء له يغني الطروب ُ؟ 
فما لحبي أتاه من الجفاء الرتيب ُ؟
شابت بنا الأماني وصاب حلمي العطوب ُ 
ولست أدري إلى من رحالي وما الركوب ُ ؟
وكل ما قد يريب ُ إليه كان الهروب ُ 
فيا حب دعك مني متى تموت القلوب ُ

بقلمي أنور محمود السنيني
من الإرشيف..