السبت، 2 نوفمبر 2024

الـطـائــر الــحــر الأثــيــري قصيدة بقلم الأديبة : دنيا صاحب / العراق

 الـطـائــر الــحــر الأثــيــري   


أَطــيــر في ســمـاء الإبــداع حــرة أَرفــرف بـأَجـنـحـة خــافــقـي 

 

أَرتـفـع بـغـبـطة نـسـيـم الـحــب عــرفـان مــوال هــواي الآثــيـــري

   

أَحـن بـفـطـرتي الـرجـوع إلـيك يامـلاذ روحـي ومـوطـنها الأصـلـي                

       

انـقـضـت سـنـيــن يــوســف عــجـاف صـابـرة عــاكــفــة بـكـهـفي                 


خــرجـت من سـجـن الـدنـيـا مـعـززة مـكـرمــة مـرفـوعــة هـامــتـي                


يـفيض العشق والـشوق طوفـان عـظـيم هـيجـانـه بـحـار مهـجـتـي          


تـتلألا الأنـوار من وجـنـتـي آيـة جـمـال الـروح إكـتـمـال مكـفـاءتـي

   

أَنعـم بـين الـحاضر والـمستقبل مرضية ومـيـمونـة بــشهـودك إلـهـي   


صبـوتي تناثرت على محيطكَ الواسع قـديسة الحـب والسلام رايـتي

 

نزعت الأنفس السبعة إمتثالاً لأَمركَ الـذي أنقضى به تحرير أَنفـسي    


عبوديتي خالصة لـكَ لا أَفـكر بأحـد سواكَ أَنت نــور قـلبي يا مهجتي   


تـرفـرف روحي على سكان الأرض تبلغهم  أن عـشقـكَ خلاصة حـيـاتي    


القصيدة بقلم الأديبة : دنيا صاحب / العراق


اللوحة بريشة الفنان المبدع عامر العبيدي/  العراق



جنون شاعر بقلم الشاعر // سليمان كاااامل

 جنون شاعر

بقلم // سليمان كاااامل

***********************

حينما تحلو......بالعين إمرأتي

أقول حقيقة...........أنت ملاك


لايغمضن لي.............جفن إلا

وأنا أودع............قبلتي يداك


وأشتم عطر.......أنفاسك حبا

وزهر تبديه..............ذرا رباك


وتتسابق أحرفي.. إليك غزلا

كأن عيني.............لاترى إلاك


هذا جمالك........ يأسر القلب

لاأشتاق خليلة.......لي سواك


وإن طالني........السوء أنقلب

وحشا كاسرا...... أصفع قفاك


دميمة أنت...... قبيحة الوجه

من بالقول...... الجميل أغراك


أحسبت أنك........ذات القوام

فيل بخرطوم.. عظيمة أذناك


ووجه كئيب.......... كأنه نذير

بحرب البسوس... بين خطاك


وتلك الشفاه........التي قبلتني

شفاه قرد............يالها شفتاك


واللسان لسان..... أفعى لدغها

سم يسري...........مآلهم قتلاك


جنون منك.......الزواج بشاعر

إن أبغضك..............فيا ويلاك

 ************************

سليمـــــــان كاااامل.... السبت

2024/11/2



آيات وجد بقلم الشاعرة : منية محمود

 "آيات وجد..."  (البحر الكامل)


في مقلتي آياتُ عشقٍ زادَها....


حلوالمحيا إذ رميتُ باسهم....


كالورد يزهو دائما في مقلتي....


والثغر اجمل ضحكة في مبسمي...


والطرف ناداني فبت مهيما....


والعشق يملكني وقلبك معصمي....


والجيد نور من يصارع مهجتي...


ياويح قلبي من سواد مظلم....


كالنور انت وشمس عيني والهوى...


اني بعشقك قد بليت ترحم....


ياموطني انت وغاية غايتي...


يامن ملكت الروح انت البلسم....


شعر : منية محمود



غربة .. بقلم الكاتبة بهيجة بالربيع بنرڨية

 غربة ..

أنا ووحدتي رفيقتان متلازمتان ...حالمتان ...

تلتصق الواحدة منّا بالأخرى كتوأمين ...

نمشّط السماء في ليالينا الطويلة ..

نرقب النّجوم معا..

نمسح قطرات الندى من على بتلات لزهور النائمة

نحسب دقّات السّاعة ..

ونصلّي للشّمس عند الفجر ..

نقطع الطّرقات المزدحمة في جسد واحد   , متعانقتين ...

نقرأ كتب الشعر وأدب الجاهلية ...

نطالع القمر في رحلاته الشهرية معا ...

نستقبل الليل متعانقتين ...متشابكتين ...

فتلهمني الدّفء وألهمها الأمان...

تسكن وحدتي في وأسكنها كالجسد وظلّه ...

وفي لحظة من لحظات الانعتاق المجنونة ..

تعثّرت و وحدتي بظلّ آخر ومعه وحدته ...

تعانقنا كغرباء يبحث كل منا في الآخر عن عنوان...

ووجدنا في اللقاء أنسا ...وبهجة... وفرحا ...شعور كاد يغيب عني ووحدتي ...

اتّحدنا الأربعة ...

وصرنا نحتفل معا ...ونهرب من الضّوضاء الى الصّمت النّاطق بيننا ...

وفي يوم قرّر هو ووحدته الرحيل ..ورحل..

أنا ما غضبت ...ولا ثرت... ولا حزنت....

وحدتي هي من فعل....

تنكّرت لي وحدتي ...

خاصمتني...قاطعتني ...أهلكتني من الضّجر...

صارت وحدتي تنضح مرارة...صارت قاسية...موحشة..

أصبحت لا تطيقني ...وأصبحت لا أحتملها ...

وكانت الحرب بيننا ...

عدوّتين صرنا ...أنا ووحدتي

ضاع الانسجام بيننا ...

وانفكّ الرّباط المقذّس الذي جمعنا...

حاولت أن أجعل وحدتي تدرك أنّ الظلّ ووحدته كانا رفيقين مؤقّتين وأنا الباقية ...

فتمرّدت وأعلنت أنّها به وبوحدته  عاشقة حالمة ...

خسرت وحدتي...وصرنا عدوّتين بعد أن كنّا في غربة الوجود رفيقتين ...متّحدتين...

أرأيت أيّ زلزال صنعت أيّها الظلّ ووحدتك ؟؟؟        

بهيجة بالربيع بنرڨية 

اليومُ المشؤومُ ذكرى وعد بلفور بقلم الشاعر محمود بشير

 اليومُ المشؤومُ

 ذكرى وعد بلفور 1917/11/2


بلفورُ ووعدُهُ


(بلفورُ) هذا قد أباحَ أَذانَا

         حاكَ الدّسيسةَ بالأذَىٰ أقْصانَا


نَجِسٌ بأفكارِ اللُّصوصِ أتَىٰ لنَا

            واسْتَنَّ شرْعاً يستبيحُ حِمانَا


قد أقحمَ الشُّذَّاذَ تنهَشُ أرضَنَا

           والأرضُ تُمْسِي مرتَعاً لِسوانَا


من سائرِ الأقطارِ لمْلَمَ شَملَهُمْ

            من بعدِ ويْلاتٍ جرَىٰ ما كانَا


مَنْ ذا الذي أعطاهُ صَكَّ خُضُوعِنَا

      مَنْ ذا الذي في المُهْلِكاتِ رمَانَا


مِنْ بعدِ (بيبَرْسَ) الذى أودَىٰ بِهِمْ

      مِنْ بعدِ (قُطْزٍ) أضمَرُوا العُدْوانَا


خَضَعَتْ دِيارُ(العُرْبِ)واشْتَدَّ الأذَىٰ

              ما قامَ فيهِمْ من يرُدُّ عِدانَا


(الغربُ) شَرٌّ يستطِيبُ شقاءَنَا

           إنْ نحنُ واجهْنَا الأذَىٰ عُمْيانَا


(سايْكُسُ وبيكُو)قسّمُواما قّسَّمُوا

        من بعدِ أنْ أقْصَوْا (بنِي عُثْمانَا)


واليومَ (غَزّةُ) يُسْتَباحُ تُرابَهَا

            (قُدْسٌ وضَفَّةُ) تفقِدانِ أمانَا


كلُّ الحَواضِرِ نكَّسَتْ أعلامَهَا

                 إلاَّ (فِلِسْطِينٌ) أبَتْ إذْعانَا


(فْلِسْطينُ) وقْفٌ لا غريبَ ينالُهَا

            حتَّىٰ وإنْ خُضْنَا الوغَىٰ ألْوَانَا


(فْلِسْطِينُ) كُلٌّ ينْتَفِي تقسيمُهَا

         هِيَ هكذَا مهمَا الزَّمانُ عَصانَا


هِيَ أرضُنَا طالَ الزَّمانُ أمِ انْتَهَىٰ

               هِيَ أُمّنَا هِيَ خيْرُ مَنْ آوَانَا


محمود بشير

2024/11/2



جل نار بقلم الكاتبة ربا رباعى

 جل نار


الوان صمتي اتقدت 

مذ ضمت نبضات قلبي بحبك

نيران سحر امواج ربيع قلبي

اشعل ثورة  عشقك

يتراكم الحرمان بين صيحات

نيران دمي

استعير الحياة من فضولي الاربعه

ومن الوان موسيقى التقيتها.

تسري بفؤادي.

تاججت عروقي فرحا

مذ نبض قلبي باسمك

جل نار

اه لنيران شذاك الملتهب

من أنفاسك

اني أشعر بلهفة

نطق احرف اسمك

تتراقص نبرات صوتي

واهات صدى صوتي يعلو

باني اهواك

بقلم ربا رباعى



رحى الأيام بقلم الشاعرة والكاتبة حنان فاروق العجمي

 رحى الأيام

بقلم الشاعرة والكاتبة 

حنان فاروق العجمي

 أجهشت بالبكاء

لم تمنع أنهار الحزن من جريانها

إنه وقت الفرح ...

لماذا تَعتٓصِرُ حُزناً؟

 الألمَ يُمِزّقُ أنسجتَها

تنظرُ إلى مسرحِ الأحداث من بعيد

الصَّخَب ...أصواتُ الضحكات

الغيبةُ تُسكَبُ من ورائها

تسمع الحروف ترى العيون راشقةً بظهرها

لا تُبالي بكل هذا 

تبحثُ عن شَقٍ صغير بِسُورِ الأحلام

نبضها ضعيف .... 

تشعُرُ بالإعياء ....

على الجانب الآخر من النهر

يشيرون إليها لتلتفت إليهم

الإغواءُ يراقبها يغريها بحياة رغداء

الحدائق الغناء

قصور تتلألأ أمام ناظريها

لكنها تُقاوم انهيارَ الروحِ

تُحاربُ بكلِّ الدروب

تَتَرَفَّعُ بكلِّ كبرياء

هل يوجد مَنْ يستحق العطاء؟

وهل بقِيَ بجعبتِها فروعٌ خضراء؟

سُرِقَ الزَّهرُ سُرِقَ العُمرُ

وتَبَرَّعَت عن طيبِ خاطرٍ بالسنوات

كل الفصول مَرَّت عليها

إلا ذلك المفقود !

صاحبُ البهجةِ والألوان

صاحبُ العطور والنغمات

أين ورود الصِبا؟

أين ما يدعونَهُ نسيم الحكايات؟

ما عاد في الكون غير السُّكات

رياح عاتية تدور بها وتدور

تفقد الزمان والمكان

لا تقوى على الصراخ

تتشبث بابتسامة طفلة

تَمُدُّ يدَها إليها 

تنزعُ من رأسِها ماضي وحاضرَ الذكريات

تدعوها لسكينةِ النَّفسِ لِوقفِ نزفِ الفؤاد

وتدور رحى الأيام تَتَبَدَّلُ المشاهدُ

تُخلَعُ قُفازات اللومِ ليُصَفِّقَ الرِّياء

وتختال الأفواه قاذفةَ الألم في استعلاء

تلفظُ حروفاً ناطقة الفضل لنا والمَنُّ مِنَّا

أقمنا عودَكِ مَدينةٌ أنتِ بقطراتِ الدماء

أماتوا بدايتَها ووأدوا إشراقَ الشمسِ فيها

تبرَّعوا بحياتها أمام عينيها ورسموا طريقها للموت

وقَدَّموا لها أطباق الاحتضار مُزَيَّنة بالأنوار

وقالوا بمحض إرادتها كان الاختيار

حان الوقت لإقامة العُرس لإطفاء الروح

للاستسلام للصمت لقبول الاندثار

كل المطلوب منكِ مؤانسة الصمت

مصادقة حفيف أوراق الأشجار

لا اختيار لديك ....لا اختيار



الأخلاق مقال د.سلوى بنموسى / المغرب

 الأخلاق  

 مقال د.سلوى بنموسى  /  المغرب 


الأخلاق

ونظل نتشبث بها أبا عن جد 

إنها ما نتميز به عن سائر المخلوقات 

تنطلق من قعر ذاتنا وتلج وجداننا وتبرز إنسانيتنا !!  

وتتألق بأعمالنا وباجتهذاتنا وإبداعاتنا ورقينا ..

الأخلاق منهجنا ودرب فروعنا تزيلنا من العتمة ومن الأفعال المشينة. وتقربنا لعالم المثل والفضيلة والاحتواء  

والإيخاء والمحبة والتعاون والإيثار وفن العطاء 

إنها وسيلتنا ومبتغانا ومنحانا في الحياة . 

 فالأمم بدون أخلاق يقمع صوتها وتخرس مداخلاتها  

وتنمحي هويتها وأصالتها وأعمالها وحسها

بالأخلاق نكون أو لا نكن  !!

إنها تتبت القلب ؛ وتعلي الهمم وتزكي النفس 

وتعظم أجر صاحبها دنيا وآخرة 

بالأخلاق نسود وبها تحكم الأمم عدلا وإنصافا ومودة وتقوى 

إذ بها نعتلي كرسي الحكمة والموعظة الحسنة .

ونكون على فطرتنا الربانية التي فطرنا عليها ذو الجلال والإكرام 

فما أروع الأخلاق التي تستوطن الأرواح والنفوس !!

 وما أجمل المجتمعات السائدة ايمانا واعتبارا  

ودنوا من الأعمال الصالحة والمميزة !

وعليه أخي : كن  ما شئت واكتسب أدبا وعلما وأخلاقا 

والله المستعان  !!


السفيرة د.سلوى بنموسى 

المغرب

من تكون أنت كلمات الشاعر عماد شكري حجازي

 ......من تكون أنت.......


سبع سنبلاتك غلال 

ومهد الروح طرح عضال 

الوقت حان من ألف عام 

دونما رشد هؤلاء نظم 

المقال 

القلب أوصد مسعاه اختزال 

حيث سطرك جئت أحتسي 

جرعات منك إليك تتأجج 

مواقيت توارد طيب

 الخصال 

الشطر نافذ متون وجدي

 احتمال 

والصمت يصدح اتكاء

 هول الأحوال 

الأوطان شاخت فرط

 انغماس الصائدين 

تعسسا حين اكتناز 

ويل الادخار الجمار 

والنبض حالك حضوره

 إلى جوارك اعتمال 

النور زال ودرب المسير 

للخلف صار اعتلال 

حرف بهيج يقرع صوت

 الضمير ربما تنفرج عتمات

 الظلال 

ساترك مغبون احتقانات

 أعوام حقبات هزال

 والندب فرط شجب أمة

 المشاهدات محض حصار 

إليك يفعم البيت رموزه 

أسفل كل حرف خطوط 

هرمت تجاربي احتلال 

الأثقال 

حتى الحين صرت وصارت

 رسالتي خطاب بليغ

 ينفض الاستكانات إحتلال 

اليوم أهمس النور

  هان والحنايا في أسرك

 صارت ابتهالات السؤال 

والشوق يحرق أيسر الضلع 

الحنين شابه محض اعتذار 

كينونة روح قران بين بين

 التوارد حروف تبتغي

 ود عتيق مجابهة أزمنة

 المحضرين مجال 

أشتاق جديد بعثك على

 السطور جذبي حضورا 

حتى تهيم أواصري بك

 اغتنام غمام وجودك

 اكتمال 


كلماتي الشاعر عماد شكري حجازي 

الجمعه 1/11/2024



قراءة انطباعية للقصة القصيرة جدا " طالب معاشه" للكاتب الكبير حسن برطال بقلم الأديب الطيب جامعي/ تونس

 قراءة انطباعية للقصة القصيرة جدا " طالب معاشه" للكاتب الكبير حسن برطال/ Hassan Bertal 


القصة

                       طالب معاشه

الطالب الذي لم يظهر اسمه  ضمن قائمة الناجحين،أصبح يفكر في الموت..طالب من غزة تبرع لفائدته ب(شهادته)../ 


القراءة

نص يشدّك إليه شدّا. وهو يحدث في نفسك "قلقلة" و  لتفكيرك "خلخلة". نحن لا نرى إلّا ما يرينا الواقع المتكرّر، فنطمئنّ إليه، على فظاظته و قبحه و لا معقوليته في أحيان كثيرة: حتّى المشاكل العادية و التّعثرات البسيطة... أضحت دافعا للتّفكير في الانتحار

 و قتل "النّفس التّي حرّم الله إلّا بالحق ". فكم سمعنا بمحاولة انتحار طالب فاشل في الامتحان، و كم سمعنا بانتحار فاشل في قصّة حب، و كم سمعنا بمحاولة انتحار ابن لخلافه مع أحد أبويه... و كم... وكم... 


النّصّ كلّه في جملتين اثنتين لا غير. كلتاهما اسميةّ مركبّة.

أمّا الأولى فالمبتدأ فيها معرفة بالألف و اللّام، و جاء النعت تضييقا للمعنى و زيادة في التّعريف و التّخصيص. فالشّخصيّة بلغت من العلم شأوا (طالب)، جعلها مؤهّلة لنيل الشّهادة منطقيّا. لكنّ الفشل كان نصيبها. و هذا وارد و غير مستبعد. ف"يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان" و نتيجة لذلك أصبحت تفكّر في وضع حدّ لحياتها. و هذا أيضا، كما قلنا سابقا، لم يعد مستبعدا في هذا الواقع  بحكم تكرّر الحالات، و إن كنّا نرفضه بالفطرة. بل لا نستغرب أن تحاول فعليّا وضع حدّ لحياتها. لكن مهما كان عِظم السّبب فلا شيء يبرّر الانتحار طبعا، ناهيك إذا كان السّبب تافها.

 هذه الشّخصيّة، في نظري، فعليّا ظلّت رغم محاولات التعريف اللّغوية( الألف و اللّام، النّعت بالمركّب الموصولي) نكرة من حيث الدلالة: فما اسم هذا الطّالب؟ و ما اختصاصه؟ و من أيّ بلد أو رقعة جغرافيّة؟...


و أمّا الجملة الثّانية، فكما الأولى، اسمية أيضا. المبتدأ فيها على خلاف الأولى نكرة، ولكنّه ارتقى دلاليّا إلى المعرفة بفضل النّعت

 و ما أضافه من تخصيص و تقييد جغرافيّ. فهو طالب من غزّة، تلك البقعة الجغرافية الصّغيرة المحاصرة المثقلة بهموم الاحتلال

 و منتجاته من غطرسة و ظلم و استبداد و قهر ... و موت متنقّل في كلّ شبر منها. في تلك الظروف يتسلّح الغزّاويّ بالعلم رغم ضبابيّة الأفق و سوداويّة المشهد و تقاطع الحاجات و اختلاف أولويّتها. و لربّما هذا وجه من وجوه المفارقات في تلك الرقعة العجيبة. و المفارقة أيضا أنّ هذا الطّالب يتنازل عن" شهادته"، بعد تعب و شقاء، لفائدة ذلك "الفاشل" النّكرة الّذي لا همّ له، على ما يبدو، إلّا طلب العلم. هذه قراءة في مستوى أوّل. غير أنّ المفارقة العميقة و الأقوى تكمن في مدلول "شهادة".  فليس المقصود طبعا الشّهادة العلميّة، بل الشّهادة في سبيل الله. إنّ الموت كما أسلفنا في كلّ مكان. و الغزّاوي يعلم جيّدا أنّه مشروع شهادة. و هذا الطّالب من أولئك الذين منّ الله عليهم بها في سبيله و سبيل الوطن السّليب، غيرأنّه آثر أن يتبرّع بها لفائدة طالب فاشل يفكّر في الانتحار لتجنيبه " فعل الكبيرة"( قتل النّفس). و هذا لعمري، قمّة الكرم و السّخاء و إيثار الغير. لا يهمّ، في نظري، إن كان الحدث واقعيا معيشا للتّأريخ و التّوثيق (لأنّه حدث تخييليّ بامتياز) أو لا بقدر ما تهمّنا القيمة الاعتبارية ألأخلاقيّة الإنسانيّة، و باعتباره فكرة. فمازال الفلسطيني يعطينا أشرف الدّروس في الحياة: التمسّك بالأرض و الدين والثّبات على المبدإ و الصّمود والتّضحية و الشّهادة و إيثار الغير ... و كلّ القيم السّامية في زمن لم يعد الأخ يفكّر في أخيه.


النّصّ عميق المعنى، يعبّر عن الواقع بما فيه من تناقضات

 و مفارقات عجيبة أحيانا. و لعلّ من بينها ما يرتبط بالعنوان

 و المتن. فبَوْنٌ شاسع بين " طالب معاشه" و " طالب شهادة".

و النّصّ للاعتبار و التّفكير، لمراجعة الفلسفة العامّة للحياة. لذلك قلت بأنّه خلخلة للنّفس و التّفكير.


هذه قراءة ذاتيّة للنّصّ الّذي يحتمل قراءات مختلفة طبعا.

احترامي و تقديري لأستاذنا الكبير حسن برطال.

                  الطيب جامعي/ تونس

متاريسُ الصَّدى.. أحاسيس: الكاتب مصطفى الحاج حسين.

 * متاريسُ الصَّدى.. 


    أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


قمر يسفُّ النّدى

وسماء تبطشُ بالدّروبِ الصّاعدة

نحو سياج انتظاري

أهزُّ العتمة من أكتافها

وأسأل عن ثقبِ نسمةٍ

أستظلّ بأصبعِ جذعها

لأحظى بانتشارِ الدّفءِ

في أروقةِ المدى

الجامح للإعتزال

واعتدال الرّؤى

والبصيرة الخائرة

خاب قلبي من نيران الحبّ

واعترفت دمعتي بالقنوطِ

حين أُغْلِقَ قبر أيّامي القادمة

على متاريسِ الصّدى

الطّافح بالعزيمة

والقبلات الجامحة

تعبتُ من حبٍّ يناهز الصّبر 

ويزرع فوق أسطري 

الرّيح العاتية بالحرمان 

وأجنحة القهر النّادبة 

على النّسيانِ.*


           مصطفى الحاج حسين. 

                   إسطنبول



سارقة العمر بقلم الكاتب أمين وجدي

 سارقة العمر

 

قالت وداعا

كأني لم أأرق

كأني لم أذب فيها شغفا

كأني في هواها لم اغرق

وداعا أردفت

بكل وقاحة 

وكفى 

كأن لا حب

كان بيننا سلفا

... 

لم تذرف دمعة

لا

لم تبدي أسفا

لم تهتم لقلب

دما نزفا  

لم تهتم لعمر

افنيته عاشقا لها كلفا 

لمن يشكو الفؤاد دنفا  

وجور حبيب ما أنصفا

حسب ان في حبها راحة

غير. الغدر في قربها ما عرفا

من ذا ينصف قلبا

غير العشق ذنبا ما اقترفا 

أمين  وجدي

13/01/22

دَعْ الْهُمُومَ . . بِقَلَمِ الشاعر عِمَادِ الْخذْرَى

 دَعْ الْهُمُومَ . .


دَعْ الْهُمُومَ وَلَا تَلْتَفِتْ

لِمَاضٍ وَلَّى وَ لَنْ يَعُودَ

وَعِشْ لِحَاضِرِكَ وَابْتَسِمْ

فَأَيَامُ الْعُمْرِ عِنْدَكَ مَحْدُودُ

وَابنِ لِنَفْسِكَ أَمَلًا تَصْبُو

إِلَيْهِ كَعَهْدٍ كَانَ مَوْعُودُ

وَ اصْبِرْ فَمِفْتَاحُ الْفَرَجِ

صَبَرٌ جَمِيلٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ

وَ ارض بِمَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ

تَعِشَّ رَاضِيًا مَسْعُودِ

فَمَا أَنَا بِنَاصِحُكُمْ لَكِنْ

اَلنَّصِيحَةُ مِنَ الدِّينِ


بِقَلَمِي عِمَادِ الْخذْرَى

مِنْ تُونِسَ



اَلْحَاقِدُونَ حَظْرُهُمْ أَكِيدُ بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 اَلْحَاقِدُونَ حَظْرُهُمْ أَكِيدُ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

اَلْحَاقِدُونَ حَظْرُهُمْ أَكِيدُ=وَمَا لَهُمْ فِي ذِمَّتِي عُهُودُ

بِجَهْلِهِمْ لَمْ يَرعَوُوا وَدَغْدَغُوا=أُسْطُورَةً قَدْ قَادَهَا التَّهْدِيدُ

وَيَطْلُبُونَ صَفْحَةً تُزْهَى بِهِمْ=فِي غَيِّهِمْ قَدْ زَارَهَا التُّلْمُودُ

إِلَى مَتَى نَتْرُكُهُمْ؟!!! يَا هَلْ تَرَى؟!!!=فَاقَ الْوَرَى فِي غِشِّهِ رِعْدِيدُ

***

لَا يَعْرِفُونَ قِصَّةً مُبْدِعَةً=نَادَاهُمُ فِي نَارِهِمْ أُخْدُودُ

مٌوتٌوا بِغَيْظِكُمْ فَمَا يَنْصُرُكُمْ =أَوْ يَصْطَفِيكُمْ فِي الْوَرَى صِنْدِيدُ

يَا كَارِهِيَّ مُتُّمُ وَزُلْتُمُ=وَالْخُلْدُ زَكَّانِي وَهَلَّ الْعِيدُ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



المحطة الثلاثون بقلم الشاعر حسام الشاعر - العراق

 المحطة الثلاثون


الثّلاثيــــن.. قد بَلَغـــْـتُ ولكــــنْ

في جبيني تَجَعُّــــــــدٌ و خُطوطُ

ذكرياتٌ.. ملامحٌ.. صُـــوَرٌ.. ناسٌ

وروحيْ  تَـفَـتَّــقـَـــتْ  وأُخيــــطُ

فرطُ يأْسٍ يُحيــطُ بيْ صدَمــاتٌ

عــثـَراتٌ.. و ما بِشْــيءٍ أُحيــــطُ

مُؤْلـِــمٌ حقًّـــا.. عالَـمٌ فيه فوضى

حِيَـــــلٌ أو وَهـْــمٌ و أنتَ بسيـطُ

عالَمٌ ليس عالمي فقْتُ مِن موتي

و توقيتـــي خاطـــئٌ مَغْلــــــوطُ

فَـــلِسانُ الحـُـــــرِّ الصدوق يُدَنّى

و مَنَصّــاتٌ يعتليهــــــا عبيـــــطُ

و وجــــوهٌ تَــعَـــدَّدَتْ كَــــمَعاشٍ

غَيْرِ وافٍ والعَيْـشُ فيه ضُغُــوطُ 

فزماني ثَــــــوْرٌ ، و أَحْـمَـــرُ لوني

غَـضـَـــبًا نَحْوَ لَوْنِـنِــا  يَسْتَشِيْـطُ

لا سماحٌ لا صُلْــحَ لا عُــذْرَ يجدي

لا سـلامٌ.. لا هُدْنَـــةٌ.. لا وسيـــطُ

وقْــتُــنـا كِذْبَـــةٌ وقد كُشِفَتْ، في

كلِّ حِيْـــنٍ أنجو - يُعادُ الشريــطُ

في عيونيْ الْخَضَـــارُ.. ما قالبــيْ

إلّا يـباسٌ ، تَــقَـشُّــفٌّ و خُيُــــوطُ

ذبلتْ زهــــرةُ الشَّبـــابِ فللعُمْــــرِ

حَــكـــايا ، نهايـــــةٌ و سُقــــــوطُ

.

البحر الخفيف 

.

حسام الشاعر - العراق



كبرنا خلاص. بقلم اشرف الشناوي شاعر عاميه

 ................ كبرنا خلاص............ 


وكنا زمان 

بنحلم اننا نكبر

كبرنا خلاص

ياريتنا فضلنا ماكبرنا

ياريت نرجع وتاني صغار

ونحلم كل يوم بنهار 

ياريت نرجع كما العصافير 

مابين توته وصفصافه 

نصلي نطير

ونرسم كل أحلامنا  وبالطباشير  

لانعرف جرح يوجعنا ولا مشاوير 

خادتنا الدنيا وياها لوهم  كبير

رجعنا بحلم متكسر 

َملان مسامير 

لا ضحكه معانا تسندنا 

ولا رجعنا في يوم

عصافير. 

.................. 


اشرف الشناوي 

شاعر عاميه 

البرامون 

المنصوره



لمن أتضرع *** بقلم الشاعر علي مباركي

 لمن أتضرع *** بقلم علي مباركي


لا يثلج الصدر عويل او نواح سوى

إذا سعى يطلب أمرا محالا هوى

في منجم الدهر غاض لا يفيق مدى

حتى تساق النفوس الشاكيات القرى

تتلوا نشيدا على أعتاب طفل بكى

في حرقة عند لفظ اسم اب فنى 

قبل اللقاء الذي لن يدرك  أبدأ 

والبنت نامت بغصة ترامت ضنى 

فاقت بجرح على أغصانها قد نما

يطفو على وجنة بيضاء لها سنى 

والشوق يهز قلبها حبا فيما خفى

عن ناظرها غصبا جراء كل العدى 

يا رب أين القضاء العادل للورى 

والرحمة لم تكن شرا يريق الدمى

الإ كوت انفسا ذاقت هوان العدى

ثم اعتدت تحضن شاذا بلا رؤى

هل يستوي العدل عند الشر وإن كفى

أم  أن في خلقك الأكوان ثقب ترى

من نظرة راغب في عدلك قد بنى

صرحا لخلاصه من بورة المنتدى

هل من مجيب لما قلبي له شكى

قد سامه الدهر أطباقا من الشقى


علي مباركي

سوسة /تونس في 01 نوفمبر 2024

بقايا حلم بقلم الشاعر حسن حوني جابر، العراق

 بقايا حلم 

أنتهت الأحلام المؤجلة 

            يراقص الريح أوراق جافة 

يمنع السقوط في الهاوية 

           تتزاحم الأحزان قلوب متعبة 

متاهات الروح قلوب حقودة 

        بلانوافذ زنازن مظلمة 

تحصي خيباتها قلوب يائسة 

           قلوب تحرقها حسرات ضائعة 

تناثرت على الحقل أغنام القرية 

     تتسارع  الدموع ببن وريقات الوحدة 

ينسكب الأبداع من قوارير المحبة 

       على حافة الخريف تهاوت بلاعودة 

مشاعر مهاجرة خطوات مبعثرة 

        تتساقط ببطء أوراق المحبة 

متاهات الروح تتقلب الأفئدة 

       أنا والليل وثقيع الوحدة 

شارع الذكريات خطوات مثقلة 

حسن حوني جابر، العراق



" غدير وصال " بقلم الكاتب محمد ختان

 " غدير وصال "

سفينتي أبحرت بحارا

اِنطلقت من ميناء كيان

رافعة مرساة للرحلة

أسقطت شراع النبض

لتسير فوق أمواج مبهمة

تتخبط بين مياه الواسعة

تجري سرعة تيار اللهفة

تعد الساعات حتى تصل

تجاهد الوصول بين المسافات الفاصلة

تعوم و تعوم في صحراء البحار

ليست لها خبرة في فن الإبحار

و لا تعرف الطريق الصحيح للوجهة

تسير قدما دون عنوان

تبحر بمدار ساشع لا حدود له

تحاول إقتفاء أثار النورس

الذي يختفي بدوره بين الفينة و الاخرى

تاركا السفينة راكنة عاجزة

لا تستطيع تحديد المسار الصحيح

و لا تقدر الإقدام بأي مغامرة

قد تنتهي بالدخول في متاهة الضياع

ستزحف رويدا رويدا حتى النهاية

تاركة حركة الأمواج و فعل الرياح

تنقل خطى رحلة السفر قدر الإمكان

لربما ترسوا على مرافئ المقصد

و تظهر علامات بزوغ ألوان قوس قزح

فاغدوا بشائر غدير الوصال

لتعلن عن مواسم تغاريد اللحن

تمت بقلم محمد ختان 22/10/2024



العاشق الثائر.... بقلم الكاتب عزت شعراوي

 العاشق الثائر....

العاشق الثائر

قلبي في هواك....

 لازال يحارب

هو أسيرك....

 مغلوب او غالب. !!

يقاتله الشوق

 والبعد عنك

قلبي في حربك.....

 بلا مخالب !

ولكن ...لم تعد بي طاقة 

وقد حاصرني حبك...

 من كل جانب 

يجول في خاطري

 أن أهرب اليك...

واعبر بحور الشوق....

 بلا مراكب

وأبحث في مدينتك ثائرا

رؤية عينيك.....

 هي كل المطالب

وانصب خيمتي امام بيتك

واظل لشرفتك.... أراقب

فاذا لم تاتي لي مستسلمة...

سيأتيك....

 ولتتحملي كل العواقب !

فادخليني محراب قلبك ...

لأصلي شكرا...

 علي نعمة الواهب

ودعيني أستريح بعينيك

قد تعبت......

 من حمل الحقائب

وأنهل من رحيق شفتيك 

اسكر منهما.....

 و ما انا بتائب !

ودعيني أختفي بين أحضانك

أذوب عطرا ....

بين الكواعب

دعيني أهمس...

 لأذنك "احبك "

دعيني لعنقك أداعب

فلا تخافي حين أضمك بقوة

قد أبدو لك أني غاصب  !!

ولا حين أقبلك بوحشية ...

فعقلي من الشوق ....

تراه غائب

فانا لا اعي

 حين يفتك بي الحنين

سأكون معك .....

كبركان غاضب  !

فلتعلمي أني منذ أحببتك

وانا باختبار الشوق راسب

ااه من حلم لازال بخاطري

والله علي امره غالب

انا في هواك.....

 ما لي الا الاماني  !!!

وحلمي بك 

ما لي غيره صاحب..

بقلمي

عزت شعراوي



خربشة بقلم د. انعام احمد رشيد

 خربشة

ويفيض بي بحر الهوى شوقاً له

يظهر علي خياله مبتسماً وسعيد

أرمي شباك الحب علني اصطاده

عجبا لِمَ لَمْ تعُدْ شباكي ..... تصيد

أهيف الطولِ جمعَ المحاسنَ كلها

قلبـي له مِنْ بين القلــوب شــهيدُ 

د. انعام احمد رشيد



"رحلة نسيان" بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش

 "رحلة نسيان"

قالت له : ما عدتُ أبالي إن مر

 طيفكَ في خيالي يوماً أو حضرْ

فطائرُ الحب هجر قلبي وارتحل 

غارقاً في متاهات السفرْ

لم تكن في حياتي سوى حلمٍ شاردٍ 

مس جفني يوماً ورمى عيني بالسهرْ

نأيتُ وفي بعض النأي راحةٌ

لصبٍ ناله من الهوى وصبٌ وهجرٌ 

 ذنبُ غادِرِه كبيرٌ لا يغتفرْ

رميتُ أوراقي كلها جانباً

 ومسحتُ من ذاكرتي بقايا صورْ

ما ركب بحر الحب عاشقّ 

إلا ناله منه بعض الخطرْ

أقفلتُ أبواب الذاكرة كلها

وخضتُ بحور النسيان 

أصارعُ أمواجه تارةّ 

فتصرعني وترميني 

في قاع الأحزان

وتتركني وحيدةً بيد القدرْ .

وتارةً أخرى تمضي مهزومةً

غارقةً في لجة الإنكسار 

تُلوح بالسفرْ .

أغلقت منافذ الشوق  بقلبي

وتركته هائماً  يعدو بعيداً ليس 

له في سمائي موطىء قدمْ . 

أحرقتُ مراكب الذكرى 

وأطلقتُ طيور اللهفة تسري 

لبغيتها بعد أن طال الأسر بها

وضج من ليلها السهرْ

وعدتُ سعيدةً لشاطىء الأمان 

أعتقُ الأمل بقلبي وأرفلُ بالأماني 

الجديدة وأحلمُ بليالي القمرْ

أعانقُ نجم المساء ليلاً

وأستقبلُ نور الصباح 

بلهفة ناسكٍ متصوفٍ

تلحف بعباءة الضوء فجراً

وتطلع للسماء واعتمر .

     . . . . . . . . . 

بقلمي فاطمة حرفوش



نزيف الصمت بقلم الكاتبة صفاء قرقوط

 نزيف الصمت  

*********

على هامش الكلمات  

نزف الصمت  ..  

كومة من جمر  

في موقد الذكريات  ..  

نار  ..  وماء  

وضجيج قلب  

وضباب غطى  

عيون السماء  ..  

رحلت النوارس  

لا ربيع قادم  

قد يطول الشتاء  ....  

صفاء قرقوط



إتحاد الكتاب التونسيين..بين اكراهات الراهن..واستحقاقات المدى المنظور.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إتحاد الكتاب التونسيين..بين اكراهات  الراهن..واستحقاقات المدى المنظور..


-المثقف أوّل من يقاوم..وآخر من ينكسر..


"أكثر الأفراح حزنا..أن تكون شاعرا.كل الإحزان الأخرى لا قيمة لها حتى الموت”(لوركا)


تصدير: 

سنظل نكتب بحضور الفكر والضمير أيضا.وسنظل كذلك على استعداد للشهادة من أجل ما نعتقد أنه الحق،ورغم أنهم حرموا علينا حتى حق الإستشهاد،واحتكروا لأنفسهم "بطولة الرأي الواحد "التي سنظل نرفضها..ونرفضها..ولو لم نجد غير أظفارنا..وجدران المقابر للكتابة والنشر..


قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن مؤسسات المجتمع المدني باتت تقوم  بدور فاعل،واعد وطموح على الصعيد المجتمعي..وعلى هذا الأساس،تببرز مشروعية السؤال عن دور اتحاد الكتاب التونسيين باعتباره مؤسسة مدنيَّة رسميَّة أو شبه رسميَّة تحتضن مثقفي تونس وحملة الأقلام ويجمعهم داخل منظومة واحدة،ومشروعية البحث عن الدور السابق والحالي والمستقبلي،وتقصّي الإمكانيات والنتائج،وكذلك أصول ومرجعيّات المواقف المتخذة،ومدى استقلاليتها عن الأصداء السياسية، وتبنيها بصدق لقضايا الكاتب التونسي وحقوقه في حرية التعبير وحرية الإبداع.وما بين الآمال المتوقعة والمعطيات المتحققة،كان لابد من ترتيب-هذه المؤسسة الشامخة-( اتحاد الكتاب التونسيين) بما يتناغم ويتوافق مع طموحات الكتاب..

وعلى الرغم من أن الفترات السابقة كانت"شبه" مضيئة،إلا أن التحدي الكبير اليوم لا يقع على هذه المؤسسة وفروعها،إنما يقع على الثقافة العربية برمتها لمواجهة التخلف بجميع مستوياته وأشكاله.لذا فالمرحلة القادمة ستكون مرحلة شائكة ستحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل على أرض الواقع،بالانتقال من الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والإدانة وإقامة الأمسيات الشعرية إلى ما هو أهم من ذلك بكثير،وأقصد التأثير المجتمعي.حيث ينبغي على اتحاد الكتاب التونسيين أن يكون شريكاً في رسم السياسات الثقافية الجديدة..

ولا ينطبق هذا الكلام على-هذا الإتحاد-فقط،بل ينسحب على بقية اتحادات الكتاب في كل بلد عربي على حدة،ما يعني ضرورة أن تستجيب وفق قدراتها واستراتيجياتها للتحديات التي تطرح نفسها بقوة ليواجهها العالم العربي.وينبغي أن تكثّف من دور المثقف حتى يستطيع تنوير الطريق وفتح الآفاق أمام الساسة،وبالتالي فإن على أصحاب القرار أن يستعينوا بالمثقفين والمبدعين.وهنا أشدّد أن على اتحاد الكتاب التونسيين أن يكون سلطة بحد ذاته،ولا يتْبَعْ لأية سلطة تنفيذية أخرى..بمعنى ثانٍ،يجب أن تكون العلاقة التي تجمع اتحاد الكتاب التونسيين مع السلطة علاقة متوازنة،علاقة أخذ وعطاء تسمح له بأن يأخذ منصب المستشار الثقافي في جميع القضايا والتجليات،ويحمل بالتالي مشاعل التنوير..و يجسّد دوره الحاسم في مواكبته لكل مستجدات الساحة،وألا يكون بمعزل عن الحراك السياسي العام في المجتمع،وكلٌّ في موقعه،وقد علّمنا التاريخ أن التغييرات التي حصلت في الوطن العربي والعالم قادها مفكرون ومثقفون..

لقد انتهى زمن الأبراج العاجية،وعلى المثقف أن ينظر إلى هموم شعبه وأن يتزعّم قضايا بلده( تونس) لتحلّ المشاكل بالحوار والتفاعل،وألا يتم الاكتفاء بكتابة قصيدة أو كتابة مقال..!

وهنا أقول : من الواضح أن اتحاد الكتاب التونسيين،سلاحه الثقافة.وبالتالي فإن أدوات حملة الأقلام للتغيير هي الإبداع، الندوة،الكتاب،المقال،القصيدة..لكن هذا لا يتم تفعيله إلا في وجود إرادة ومناخ من حرية التعبير لتستطيع إيصال رسالتك إلى عنوانها الصحيح..

وهنا أضيف : نحن بوصفنا كتابا وأدباء ومثقفين بحاجة لتشريع خطاب تنويري مستقل بعيدا عن مؤثرات الأنظمة السياسية العربية،بالإضافة إلى أننا نأمل من دولتنا التونسية أن تقدّم دعمها لهذا الإتحاد العتيد من أجل تنشيط الحراك الثقافي،وتفتح المجال أمام مثقفينا للخروج من عزلتهم والتواصل مع مثقفي العالم..

على سبيل الخاتمة :

يخيّل إلي أن هذه المرحلة التي نعيشها منذ عقد ونيف حتى الآن لا تمثل منعطفاً شديد الحدة في التاريخ العربي الحديث فقط،إنما تمثّل منعطفاً في الوعي الجمعي العربي.ولذلك نستطيع أن نتحدث عن علاقة جدلية بين الثقافي والسياسي.فكما كان لهذا المنعطف تأثيراته الكبرى في الجغرافيا السياسية العربية تحت ما سمي-تعسفا على الذكاء الإنساني-بـ "الربيع العربي"..! ،كان له أيضاً تأثيره في بلورة وعي الأفراد.ومنه تفرض المرحلة الجديدة على المثقف العربي أداء ثقافياً عالياً وباهراً وباذخ الدلالة،في الحفاظ على ذاكرة الأمة وتحصينها ضد ما يتهددها من أخطار،ومآزق..

إن أهم هدف استراتيجي ينبغي العمل عليه من قبل الكتاب والأدباء التونسيين-في تقديري- هو ألا يأخذنا الحقل السياسي بخلافاته وتشرذماته والعيوب الفاقعة الموجودة فيه.أن نبقى نتحدث عن رواية تونسية،أن نبقى نتحدث شعر تونسي، نقد تونسي،مسرح تونسي..،من أجل أن نحقق حلمنا في أن تكون ثقافتنا،هي الأداة أو الوسيلة التي توجهنا جميعاً.علينا أن نرى أنفسنا في مرآتنا الثقافية وأن نجعل الآخر يرانا ثقافيا..

وهنا أختم بكلمة أخيرة منبجسة من خلف شغاف القلب: التكريم الحقيقي للمثقف..هو أن تصان كرامته في وطنه..وأن تحترم كلمته..ومن هنا تجدر الاشارة إلى أن الكرامة التي أقصد إلى إثارة الانتباه إليها ها هنا، ليست تلك الكرامة التي يربطها البعض برغد العيش وهناء البال،والتي يحققها التمتع بأزاهير الحياة من مطالب طينية،حيوانية،رخيصة،إنما الكرامة التي أقصدها هي مُعْطًى فطريٌّ جاء مع الإنسان إلى هذه الحياة، وليس لأحد أن يَمُنَّ به على أحد. فالتكريم ثابت في حق الإنسان "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء،70)،وهو "ملكية فردية" له،لا يحق له أن يتنازل عنها.ومن فرَّط فيها ضلَّ الطريق،وسار إلى إهانة نفسه،لذلك لا أعتبر الكرامة "مطلبا" بالمفهوم النقابي للكلمة،لأنه لا أحد قادر أن يمنحها لك،ولكنها "مِلْكٌ"من فرَّط فيه،أهان نفسه،وأوردها مهالك الاستغلال،والإهانة،والعبودية.

وأرجو أن تستساغ رسالتي جيدا..وأن لايقع إخراجها عن سياقها الموضوعي..


محمد المحسن


*تنويه : إتحاد الكتاب التونسيين،ليس الناطق الرسمي لجميع الكتاب والأدباء والذي من المفترض أن تكون له مكانته كممثل للمثقف في تونس.ومن الأهمية بمكان أن تكون له كلمة تقال وأن تكون ذات قوة وتأثير،لأنها كلمة واعية من المفترض أن يمتلك من يقولها الوعي والرؤية المنهجية..

-كاتب المقال،كاتب عام اتحاد الكتاب التونسيين-فرع تطاوين.



**ثورة بحر** بقلم الكاتبة عائشة ساكري

 **ثورة بحر**


  هنا الأزرق يناديني،

  هذا الذي يسافر بي فوق

  موج الغيم ويرميني،

  وفي أعماق البحار، 

  حيث تنبش الأسرار، تناجيني.


   تتراقص الأرواح وتفيض براكين، 

  وأعاصير ثائرة تحاكيني.


   أرى جمال الكون في الأفق 

   يغويني، ويلهمني،

  وأرتمي في حضن المدّ والجزر،

  بسحرٍ يلقي بي بين أمواجه العنيفة.


  يا سطوة البحر العميق،

  يا سحابة العشق الأنيق،

  أنا حورية بين دروبك أغوص،

  أوقدت في القلب شوقاً يفيض،

  لهيباً وحنيناً في شراييني.

  وعندما تهمس القلوب،

  تثور براكين الشوق،

  وتسكب الأحلام خمراً

  في قلوب العاشقين.


  قلبي وقلبه التقيا صدفة،

  فهمست لنا عرائس البحار،

  يتناغم العزف الشجي في العمق،


  نور مشع بألوانه السرمدية

  على سطح ذاك البحر الأزرق البلوري،

  يضيء العتمة

  ويبحر بنا في غياهب البحر العميق.


  وفي هذا المد الأزلي، 

  نذوب كحلم في حضن الماء،

  وننثر أسرارنا للعالم، 

  كحكاية عشقٍ لا تنتهي،

  أبطالها البحر..وأمواجه، 

  بالأفق يعلو ويرتقي


عائشة ساكري - تونس - 13-4-2021