الجمعة، 8 نوفمبر 2024

طاهر مشي..شاعر تونسي أوقد شعلة الإبداع..وارتحل ب"مريديه" إلى مجاهل الذات..في مزيج من الشعر والسرد بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 طاهر مشي..شاعر تونسي أوقد شعلة الإبداع..وارتحل ب"مريديه" إلى مجاهل الذات..في مزيج من الشعر والسرد


قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أنّ القصيدة عند الشاعر التونسي الكبير -طاهر مشي عمليّة استشهاد على الورق،فهذا الشاعر-دون مجاملة ولا محاباة-يقف -كرجل سلطة- بحكم قدرته على الوصول إلى الجماهير والإمساك بنبض الشارع،بلغة تتغلغل في فقر الفقير،وتتجول على عربة البائع المتجول،وتجعل نفسها في موضع آخر وردة تعبق بعطر الجمال على رموش حسناء،فالشاعر التونسي طاهر مشي يرفض في كل الأحوال قصيدة مثل قصيدة زهير بن أبي سلمى،القصيدة التي تعيش نصف عمرها مرتجفة الكلمات في خيمة وتخاف ساعة الخروج إلى الناس.

وهنا أقول : هناك قراءات متعددة للنص الإبداعي،ولكن حين يتعلق الأمر بشاعر له قامة شاعرنا القدير د-طاهر مشي فإن قراءته تشكل تحدياً للقارئ والناقد معاً.

وأنا من المؤمنين أن لكل نص خصوصية،تفرض على القارئ رؤيته ومنهجه الخاص في التعامل معه.واعترف أن قراءة جل قصائد طاهر مشي فرضت عليّ نوعاً من الحصار لم أستطع منه الفكاك،كان ما سيطر علي هو رؤية الشاعر للعمل الإبداعي من حيث عملية الخلق،واللغة والصورة والتجربة.ولعلي أجد دور الناقد لا يبتعد كثيراً عن رؤية والاس مارتن الذي يقول :

"..فمسؤولية الناقد،هي اكتشاف أو خلق منظومة من العناصر ضمن ثقافة عصره بحيث تجعل الأدب مفهوماً.وكثيراً ما يتحتم عليه خلق البناء الضروري الذي يتم بوساطته تعليل الفوضوية “الطبيعة” للأدب،غير أنه على العكس من الكاتب التخيلي،فهو يعمل ضمن حدود أنظمة من الكوابح الموضوعة من قبل ثقافته وغرض نشاطه."

فهو لذلك أشبه ما يكون بعامل متجول بين شتى الحرف،حيث يعمد ببراعة إلى تطويع مجموعة متنافرة من الأشياء لحل مشكلة عملية.(ما هو النقد-والاس مارتن: مقالة ويليم ستانلي ميروين ص 90-91)

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع : هل يمكننا الدخول إلى فهم رؤية الشاعر من خلال شعره بنفس الطريقة التي يمكننا بها معرفة شخصيته من خلال شعره..؟

يقول ستيفن سبندر: “ولكن الشعر مسألة أخرى؛ فشخصية الشاعر هي شعره. إننا نعرف الرجل عن طريق شعره أكثر مما نعرفه عن طريق دقائق تاريخ حياته، بل إن ما يجذبنا إلى قراءة سير الشعراء والفنانين هو أننا نعرف ماذا كانوا من خلال إنتاجهم وما لم يكونوه عن طريق وقوفنا على دقائق حياتهم”. (الحياة والشاعر : ص. 65 )

في هذا السياق،يؤكّد الشاعر التونسي د-طاهر مشي أن الحياةَ داخل القصيدة غير الحياة التي يعرفها الآخرون،فالقصيدة لدى-هذا الشاعر-حياة جديدة تتعانق فيها رعشات الإحساس ونبضات القلب ونتاج العقل،وقد جسّد في بعض قصائده التي اطلعت عليها من زاوية نقدية،فكرة الزمان والإنسان وعلاقة الإنسان بالأزمنة وامتداد الهاجس المرافق للحس الإنساني،ليرسم لنا لوحات شعرية خلابة تترجم معالم الحياة في قلب وفكر الإنسان لحظة بلحظة.

وإذن؟

إنها إكراهات القصيدة إذا-نراها-،تمارس سطوتها على وجدان الشاعر،لم يعد للوعي مكان لأن اللاوعي استحوذ على أمكنة النزيف والبوح،إلهام كالسيل الجارف يحمل إلينا عبق الذات المنصهرة في صفحات الزمن،يحمل إلينا عبير فسيفساء فكرية رائعة..

تفننت قريحة الشاعر د-طاهر مشي في رسم قصائده الشعرية لتصير غواية البحث عن أسئلته الرابضة خلف دلالات-القصيدة-هاجسا جميلا يطارده في كل لحظة،لأنه اختار القصيدة منفى له يفر إليها من واقع مؤلم باحثا عن فوضى جديدة ولكنها أجمل من عالمه الخارجي،وألذ فراش ينام عليه ساعة الإمتزاج بالقصيدة والسفر إلى عوالم الحس الفلسفي بسريالية جميلة دون سابق إنذار.

هكذا يسافر الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي داخل ذاته ليعيش غربة أنيقة مع خلجات الذات وزخات الفكر متطلعا إلى غذ أفضل في مأمله وأمنيته.

ختاما أقول : صحيح ان طقس الكتابة،يشبه موعدا مع الغياب،قد يأتي وقد لا يأتي،قد يجيء ولا يأتي،ولكن المبدع المجتهد ،بعد كل خطوة ناجحة،مضطر لمتابعة التقدم في الكتابة،لتحصين خطواته السابقة،وتطوير حضوره،فبعد النجاح،لا يعود التوقف الإرادي ،مُباحا ولا يجوز.

ولكن..قصائد -طاهر مشي التي أبهرتني،هي قصائد جماليّة(وهذا الرأي يخصني) ترتسم رؤيتها بهندسة نسقية متفاعلة الخطوط، والألوان،والإيحاءات،والظلال اللونيَّة،والإيقاعات الداخليَّة؛إذْ تتفاعل الشذرات التصويريّة فيما بينها بأنساق مؤتلفة تؤكد فنيّة القصيدة،وتنظيمها النسقي الفاعل لديه في إضفاء طابع جمالي منسق على اللوحة المشهديّة ككل،كما لو أنَّها مرسومة بريشة فنية دقيقة ترصد الأبعاد والمشاهد والرؤى بدقة متناهية للمتلقي.

وها أنا..أرفع قبعتي-بتواضع شديد-انتصارا مطلقا لخطابه الشعري الوهّاج..

الكُلُّ يَنْزِفُ ... طينُهُمْ أم طينُها!


لا تسألِ الأوْطَان إن فارقْتَها
قد لا تجيبُ السُّؤلَ فَاضَ حَنٍينُها

فالنّبضُ في شوْقٍ لِقلبٍ دافِئٍ
والعينُ في كَمَدٍ وَزادَ أنينُها

والرّوحُ قد نهجَتْ طريقاً شائكاً
يا لوْعَةَ المكنونِ باتَ يُشينُها

قلبُ العُروبةِ قد تشظّى في الوغى
لا يجمعَ الأشبالَ قلبُ مُدِينُها


في (غزّةَ)الأعرابُ يدنو شِبلُها
يدعو إلهَ الكَوْنِ رَبّ يُعينُها

ألبيتُ يُحرَقُ والحياةُ مُخيفةٌ
والكلُّ ينظُرُ مَن تُراهُ مُعينُها؟

تلكَ الدّيارُ بعزِّها باتتْ سُدًى
والحزنُ في الأعطافِ قرّ مُهٍينُها

ماتتْ عُروبتُنا، وشاخَ بهاؤها
أرواحُ تُزهَقُ والعدوُّ يُشينُها

ما مَنْ يُجِيرٌ اليَوْم يهدي نُصرَةٍ
ما من مضمّدِ جرحِها فيزينُها

تمضي عروبتُنا بلا شيءَ لها
وَيْح الزّمانُ فقد سَلاَهَا دِينُها

كم من جبانٍ يعتلي أسوارَها
كم من لئِيم خَانَها وَيُهينُها

ومُجاهِدونَ يُغالبونَ عدوَّهُم
ما من معينٍ أو مجيزٍ يصونُها

هل ضاع في الأعراب دينُ محمّدٍ
حتّى تناولها الغريبُ يخونُها

رحلَ الوفاءُ من القلوب فأقفرَتْ
وغدا فسوقُ الظالمينَ يُدينُها

لكنّ نوراً في الظّلام أخالُهُ
عُربٌ تّهُبُّ ورَبُّنَا سيصونها

ألحقُّ يعلو فانتظِرها لُنُصرَةٍ
فالكُلُّ يَنْزِفُ ... طينُهُمْ أم طينُها!

 

 طاهر مشي

قد تميزت لغة شاعرنا بالشفافية والوضوح،فهي بعيدة عن لغة التعتيم والتهويم في سرف الوهم واللاوعي،تلك اللغة التي تلفها الضبابية القائمة والرمزية المبهمة،فلغته ناصعة واضحة لا غموض فيها،وتعبر عن مضامينه بأسلوب أقرب فيه إلى التصريح المليح منه إلى التلميح،هذا يعني أن الشاعر ذو مهج تعبيري سلس،وقاموسه الشعري لا يحتاج إلى كد ذهني وبحث في تقاعير اللغة،وأنا إذ أصرح بهذا إنما أغبط شاعرنا على الرؤى الواضحة والألفاظ المعبرة بذاتها.

ختاما أقول : يحاول هذاالشاعر التونسي القدير(طاهرمشي) أن يتحفنا-حينا-بما جادت به قريحته،وأن يحلق بنا في خيالاته العلوية،ويصهرنا في أتون ثورته الداخلية الوطنية المعطاءة حينا آخر،ولا يسعنا إلا أن نتمنى له ديمومة الإيداع ونأمل منه المزيد،ونهمس في أذنه بألا يكرر ذاته،وان يكون دائما ودائما متجددا.


محمد المحسن



الحب والألم في المجموعة القصصية ( أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر بقلم الأديبة: إسراء عبوشي

 الحب والألم في المجموعة القصصية ( أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر

الأديبة: إسراء عبوشي

صدر عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع هذا العام المجموعة القصصية (أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر، التي تقع في 134 صفحة من الحجم المتوسط، متضمنة 40 قصة قصيرة اجتماعية واقعية.

نحن أمام كاتبة مفعمة بالحب منذ الإهداء إلى محطتها الأخيرة يَشعر القارئ بهذا الحب مع الكاتبة ، وإن لم تكتب نفسها هي تمطر رذاذ روحها على أغلب أبطال قصصها، لا أعرف الكاتبة لكنني أحببتها، فمن يملك هذه الروح الجميلة التي تحيل المأساة إلى حياة، بأسلوب سردي بسيط يتنقل بين المفردات، ويحسن اختيار المعاني ، ويحاكي فكر القارئ ومشاعرة يستحق هذا الحب.

وليس هذا الحب إلا عدوى أصابتني من الحب الجميل الصادق والعفوية الرقيقة وفي قصص المجموعة ( أرصفة التعب )

حاورت الكاتبة هند يوسف خضر مشاعر القارئ، من خلال طرحها لمشاعر متباينة يسوقها القدر، ما بين خذلان وحب واستمرارية حياة، فتحت الأبواب المؤصدة على الألم.

يبتعد وسيم في قصة (غيبوبة) لكيلا يؤلم حبيبته بمرضه، فيؤلمها بغيابه، ويعود وقد تزوجت رغم أن حب وسيم ما زال بقلبها، ببساطة وعفوية تتوالى الأحداث، لا تجلد الكاتبة أبطالها فقط هي تفسح المجال للواقع والقدر ليتحكما بسير القصة.

والقدر يكون بطل قصة (موسيقى) كذلك حيث تصاب زوجة الأب بالعمى، فتأتي ابنة زوجها دينا لخدمتها، بعد أن أذاقتها مختلف أصناف العذاب، قصة اجتماعية واقعية ومؤثرة.

وفي قصة (غيبوبة) حب ماجدة الجارف يعرضها لألم غير مبرر لسنوات، ويجبرها أن تختار حياة لا تريدها، تنعدم خياراتها ليعود الحبيب ويشرح نفسه بعد فوات الأوان، هي رسالة فحواها: أبقى معي ولنواجه الحياة معا، خير أن نواجه العالم  كلٌّ على حِدَة، ولنتألم -سويا- خير من أن يكون كل منا سبب ألم الآخر

ومن القصص التي استوقفتني وأظهرت مهارات الكاتبة، وقدرتها على السرد قصة (بلا أصابع) هذه القصة ملخص للمشاعر الإنسانية بكل معانيها، تبدأ من الألم الذي يطغى على قصص المجموعة ثم الرحمة وما تعنيها من سمات، وتنتهي بالوفاء، بأسلوب سردي يأخذ القلب، ويتماهى مع ركن في الوجدان النقي، حيث نتمنى أن يضفي على كل ما نراه، ويمر علينا في حياتنا.

دماء الطفلة مقطوعة الأصابع تصبح لوحة فنية وكذلك المنقذ يوسف.

وتعالج القصة ظاهرة التنمر لا تطرحها فقد بل تجد حلا لها، حيث إن النجاح وحده الرد على كل المتنمرين.

وكان للقضية الفلسطينية ومخيمات اللجوء والمقاومة نصيب من قلم الكاتبة، حيث استطاعت أن تختصر القضية بأحلام مؤجلة، فكمْ من شاب وفتاة بقيت أحلامهم مؤجلة في وطن شهد أطول احتلالا على وجه الأرض، ولتقول إن لكل فلسطيني نصيب من مأساة وطنه.

أما حلم العودة للوطن فهو مرادف للاستشهاد، سيان عند أبي خالد المنفي في مخيمات اللجوء أن يعيش على أرض وطنه أو يدفن في جوفها، كلاهها وطن.

بدأت العديد من القصص في المجموعة من الشوارع والطرقات، وكأن الكاتبة تطالع وجوه المارة وتستقي من بريق عيونهم مآسيهم، وتشعر بألآمهم من خلال زفراتهم، تعبر عما لا يستطيعون التعبير عنه، تعارك معهم الألم وتبحث عن انصاف لأرواحهم وتربت على أكتافهم وتحاول أن تحوله إلى أمل، وتقول في النهاية إن الدنيا بخير، وتناقش كذلك عادات المجتمع وتقاليده وقيوده...

استخدمت الكاتبة عبارات بلاغية ولغة شعرية :

لعلها تعيد جنون البحر بحفنة ملح

عسانا نجد ما أضعناه من أيدينا عند مفترق قلب ونبضة

دخل في إناء قلبه يرتشف الأمل

لا أجيد فن أنصاف المطر، وفن الجلوس على طاولة الشاطئ

التوقيت الرمادي

الذي يسقط حلمه مضطر للسقوط في قعر الحياة

وغير ذلك الكثير من العبارات التي أثرت السرد، وأعطت عمقا للمجموعة، يؤولها القارئ حسب هواه

وهذا دليل على أن الكاتبة تملك لغة جزيلة وعميقة، وإمكانات شعرية خلاقة، وظفتها بأسلوب سردي متمكن، لا يمكن أن يقف القارئ متفرجا بل تلك اللغة تحثه على المشاركة وتثير وجدانه وتؤثر في فكره وتأخذه بعيدا ليعود محملاَ بالكثير من المعاني...

وقد كررت الكاتبة أسماء شخصيات أبطالها مثل: ماجدة، هند، شغف، جمال، وسام، في أكثر من قصة ضمن قصص المجموعة، وهذا حدث معي عندما كتبت مجموعتي القصصية ( ياسمين) وكأن الشخصيات عاشت معها مراراً وتقمصت حيوات عديدة وبحثت مع الكاتبة عن انعتاق روحها الغير قابلة للرحيل.



قهوة وسيجارة بقلم الكاتب صافي الجازوي

 --------------------------قهوة وسيجارة

أنام واصحى علي

فنجان قهوة وسيجارة

تاخدني الذكريات

واتوه من ذكري لذكري

وفجأة ياخدني

الحنين تارة والفكر تارة

وافكر في الدنيا الغدارة

مع فنجان قهوة وسيجارة

وتيجي علي بالي ناس

ناس طيبين وأمارة

وناس مليانة حقارة

وناس مساكين محتارة

ما هي أصل الدنيا دوارة

ومع قرب انتهاء القهوة

وآخر نفس في السيجارة

لا أدري من أنا؟

أنا اللي كان

والا أنا اللي هيكون

بشوف الدنيا ألوان

وبشوف البشر في جنون

يا ولداه على المطحون

سحقا على القهوة والدخان

خلوني أشوف الفتن وعدم الأمان

وبشوف كذب وجشع  وبهتان

وأسعار كل يوم في جنان

وشفت قتل الإنسان للإنسان

وفجأة دخل عليا ابني

وبيقولي يا بابا

انت طلبت فنجان قهوة؟

أمي بتقولك مافيش بن

وانت شربت آخر سيجارة

قبل ما تنام----------------------صافي الجازوي



مرثية لنجم..سقط في الأفول بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 مرثية لنجم..سقط في الأفول

 

(لروحك السلام..يا فتى الأحلام..)


أنا لا أريد الرحيل-يا إبني-

لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا

لا أريد أن يهجع البحر 

                      على كفتي

أو أن يسرج القلب أفلاكه 

للرحيل

فقط ما تبقى-منك-سوى عزف غيم

تعاويذ ضد الفراق

ونجمتك

                    تضيء هذي الطريق..

تمهل قليلا يا إبني..

                      ولا تترك الغيم يبكي

تمهل-قبيل الرحيل-

                           ودَع منك شيئا

يرتّب موعدا لفجر يجيء

علّ تجيء الفصول 

          بما وعدته الرؤى

لكن..

ترى ما سأقول..

حين جاءني البحر بأشرعتك..

                   مزقتها السيول

و مرّت بحذوي غيومك 

                        جذلى..

تداعب نرجس القلب

وقد لاح لي بين ثنايا المدى.. 

طيفك

يطرّز وهْمَ المسافة.. 

                وشاحا للذي سوف يأتي

ربّما أظل أداعب صوتي

أحاور روحي..

                 أرتّب حزني

كزهرة لوز

      أهملتها الحقول..

كغيمة في الأقاصي..

             أربكتها الفصول..

وداعا يا مهجة الروح..

أنت نجم هوى..

        في منعطفات الأفول..


محمد المحسن



رسا ئل ورد... بقلم الشاعرة : منية محمود

 "رسا ئل ورد..."  (البحر الوافر)


تعلمت الوداد من الورود....

اجود بما ملكت بلاحدود...


وريح الورد لاتحتاج شما....

وكم نحتاج صدقا في الوعود....


ومن الوانها ترتاح نفسي....

بها صفو الفؤادبلا صدود....


احب الناس في صدق النوايا....

بها نسمو بها كل الخلود....


الا ياورد علمهم وفاءا....

فلا نفعا بقتل للورود....


كأن الناس يملكهم سباتا.....

كأهل الكهف ناموا في رقود....


رسائل حبنا شوق فاقرأ....

حروف الحب في قلب ودود....


تعلمنا الورود دروس عشق....

لاهل الود في زمن البرود....


ولكن مانرى في كل حين....

حقودا قد تعلم من حسود....


فقابيل تعلم من طيور....

وكم دفن الغرام من الوجود....


وهابيل تلقته المنايا

بطعنات الصديق.... وفي الوريد.....


وكم طاغ تعمد قتل نفس....

وسفك دم كنيران الوقود....


الا ياورد لونك فيه ود.....

فعلمنا الوداد مع الورود....


سيغدوالكون اجمل كل شيء...

واجمل مايكون على الوجود....

بقلم : منية محمود



**بنت العرب** بقلم الكاتبة عائشة_ساكري

 **بنت العرب**


  أنا أنثى كل الفصول

  بنت العرب وكل الأوطان 

  حروفي موسيقى تونسية 

  هويتي من جذور قرطاجنيّة 


  أحببتك بعبق زهر اللوز

  في بداية كل ربيع،

 قافيتي عشقها سرمدي متين

 يملأ الأكوان بشوقٍ من حنين 


 قلبي نابض..يفيض مرفرفاً 

 من تونس الخضراء.... 

 ويرسم لي حلمي طريقاً 

 من زهورٍ، إلى جبال لبنان 

 وسهول كروم وزيتون فلسطين


 شوقي للعراق الأبي 

 وحلمي أشرب من نهر

 دجلة والفرات العظيم

 ويأسرني مذاق غلال

 الصنوبر الحلبي في 

 تلال دمشق الياسمين

 مروراً بعمّان الهيل إلى اليمن

 والسودان الجريح.......


 خلف هذا  الحلم أطير

 وأحلق في سماء الحرية

 وأراهن بقفزة ترميني

 في حظن إهرامات

 مصر العروبة وتعيد

 مداري لبلاد التقوى

 برشفة من ماء زمزم

 لتروي ضمأ الفؤاد.... 

 وتهديني إلى السبيل...


 وعلى هدى قلبي........

 كلّي شوق وحنين لربوع

 مغربنا العربي الكبير  

 ومن شواطئ بنغازي الساحرة

 إلى جبال أوراس جزائرنا الحبيبة 

 وكلي اشتياق لأهلي بتطوان

 ولكم مني ألف تحية وسلام

 من تونس الخضراء الجميلة

  دونت بما جادت به خواطري 

 حبا وكرامة لكل الأوطان. 

        

  عائشة_ساكري_من تونس_15_3_2022



مفارقات فلسفيه بقلم الاديب أيمن آصل ترك

 مفارقات فلسفيه

كل شيء مات
كيف أن يعود
الماضي
ايعود من
مات
ايعود من في الكهل
شباب
ايعود تاريخ
الاجداد
ايعود من حضارة
وتمحي
الاشباه
كل شيء مات
حتى الحاضر
في تغياب
وغياب
عن الاخلاق
و الانسان
اصبح
كل شيء
ريبوت
يحيا
بلا انسان
يحيا
بلا وجود
فعال
فقط
يسأل
عن التشبيه
و التشبيهات
ينام
بلا تواجد
ويعمل
دون فهم
او استفهام
او استخدام
رحل
التواجد
للقيم
من الانسان
ورحل
التاريخ
وذكراه
كتابة
وارقام
وياليت
ان يكمل
المشوار
كل شيء مات
حتى الاجساد
بات
بلا حياة
تأكل
وتشرب
وتنام
والموت
عند كل باب
يدخل
دونما استئذان
والكل
في غياب
عن
غدآ
والغد
قريب
كل شيء مات.
الاديب والشاعر. Ayman Asıltürk
08/11/2024...أيمن آصل ترك

أجراسٌ تقرع نبضي بقلم الكاتبة نجوى عزالدين تونس

 أجراسٌ تقرع نبضي

تنادي طيفك
توقظ شوقا
تأرّقَ جفنه وما غفا
وتُشعل فتيلَ عشق
قبل الأوان انطفى
مََنْ يسكتُ الأجراسَ
سأسدل السّتار َ
وأترك سماء ليلي مُضاءة
فلا يطرقُ الحلمُ بابي
وتُحْبَطُ كلّ خُطَط اللّقاء
ساغلقُ نافذتي في وجه الوهم
ساخرسُ صوتَ الحنين
وأكتمُ أنفاسَ الأنين
سأحجبُ عنك انكساري
وجرحا غائرا بالوتين
سأكفكفُ دمعي
وأخفي لوعةَ الرّحيل
سأترك بيني وبينك مسافةَ أمان
للنسيان
وأطمسُ ملامحَ الذّاكرة
فلا أعود اذكر اسمك وعنوانك
سألقي بوجع الحاضر
وما مضى من وجع السّنين
في قرار مكين
وأنهضُ منْ جديد
بقلمي نجوى عزالدين تونس 🇹🇳
Peut être une image de 1 personne

انتقام الأشواق بقلم الأستاذ فراس ريسان سلمان العلي

 انتقام الأشواق

******************
يغازلني طيفها باستمرار
فيشعل أوردتي بالنار
تتلظى أريكة أحلامي
وأخاف عليها أن تنهار
طالت بنفسي معاناتي
تدفعني بعنف كالإعصار
جربت أنساها مراراً
حاولت مرات كثار
رحلت وبعدت ولم أدرك
الحب يحلق كالأطيار
صورتها تعانق ذاكرتي
فأسرح بشغف منثار
و سادتي لو نطقت قالت
كيف تبارحك الأفكار
ابتليت بحنين محبتها
وحلقت بهواها المشاعر
ولأكسر من ملل الحرمان
أعلنت غرامها على الظاهر
فهجرها هل كان الغاية
ينسي ما مر وما صار
الأستاذ
فراس ريسان سلمان العلي
العراق
Peut être une image de 1 personne

كلمة بالعامية بعنوان: والله يا ناس وفي وأمين بقلم الشاعر يوسف ونيس

 بقلم يوسف ونيس مجلع - إيطاليا بريشيا

أصدقائي الأحباء، كلمة في حق البطل المغوار محب التراث والآثار، والواعد للسياحة بالازدهار.
كلمة بالعامية بعنوان: [والله يا ناس وفي وأمين]
والله يا ناس وفي وأمين ------ الكلب الأصيل الزين
مين أوحى له يا ترى مين ---- يفكرنا بجيناتنا الطيبين
صعب عليه تاريخ ثمين ------ ولا الأجداد المهمشين
ولا الأحفاد المقصرين ---- ولا عظمة الآثار المهملين
ولا قصده يصحي الحنين ----- اللي نام آلاف السنين
ولا بيقول خليكم فاكرين ----- إحنا برضو لسه حلوين
وبلادنا بلاد الآمنين ------ مسرة للقلب ومتعة للعين
وبكل الأطياف مرحبين ----- في أرض الود والمحبين
وتفضل أمجاد المصريين ----- شامخة إلى يوم الدين
بقلمي يوسف ونيس مجلع - مصر
Aucune description de photo disponible.

عطر وشموع بقلم الكاتبة زينب عياري

 عطر وشموع

كان يطفئ جمر عشقه
بدمع الورد ...
يحضنه لساعات ..
كي لا يصرخ في وجه الوقت
يستنشق أغنية " عيون القلب "
ينازع صمته الطويل
ويسخر من مهارة القدر ...
متخيلا عينيّ ...كانت تتلألأ في ليلي
ساجية تغطي شمس صبحه ...
يلعن الحدود المتعبة بيننا
وغرفته الضيقة ...
تلمع عيناه الزاحفتان
في أرضه المنفية ..
يمسك قلما مرتجفا حبره
غير أن الحروف لم تفصح عن رغبتها
فتطغى عليه لحظات مربكة
يمزق الرسائل يحرق أسرارها
يشتد العزف ..
ودهشة الشموع الراقصة
نحو سمائي العتقة ...
وحزني المكسور
اتهجى الموسيقى ..
اسبح لذكراه جهرا
بأصابع فارغة
وباقة من حياتي ....................
/ زينب عياري/ تونس /