الجمعة، 25 أكتوبر 2024

ياسمين بقلم الكاتب بلال هشهش بيلا

 ياسمين


لقلبكِ أنتِ يا أخر صبري


 بَثثتُ لوعتي وظللت أجري


خوفاً من أبيكِ وطرشة يده


ومن لسان أمكِ  لتشد شَعرِي


   سطرت كلماتي وأنا ألهث


  بنطالي  يسقط وأنا لا أدري


وقميص  أستعرته من صديق


صار شاهداً بعد تمزقٍ الصدري


 ف هطلي رأى فيكِ ما لم أراه


 لا أظن قد خانتني عيناي بالحَوَلِيِ


لأجلك قدمي سال دمها


والحذاء تمزق وأنا أجري


   وقد أخذتُ كيسٌ حصوِ


 وجه أبيكِ طلب تهذيبٍ وحشوِ


وتمنيت أمكِ في العدو تسبقه


لتنال حظها من بعد صبرِ


 فتذوق كفٌ واحد من ابيك


كَفيلٌ بأن ينسينِ طلوع فجري


 وشراسة امكِ كفيلة أنني


لا أرى فيكِ يوما انك قمري


لأجل السلامة أنسي أننا يوما


تعاهدنا وكتبت فيكِ شعري


بقلم مولانا العارف بالله الضاحك الباكي بلال هشهش بيلا مصر.   18/10/2023

واقع امراءة متفردة بقلم الأديبة غزلان البوادي حمدي

 واقع امراءة متفردة 


في الخفاءِ كتبتُ كلماتي

أَنسِجُ الحُلمَ بَينَ آهاتي

كلُّ حرفٍ كانَ نَفْسًا يُبْقيني

في ظلامٍ يَكادُ أنْ يَفنيني


كنتُ أرسُمُ حُريةً في خَيالي

أملًا في النجاةِ مِن أحمالي

لكنَّهُ كانَ يُمزقُ قلبي

حينَ يَحرقُ لوحاتي وأوراقي


عشتُ في زاويةٍ رغمَ جَمالي

أُخفِي الأحزانَ في أعماقي

لم أكن لَهُ حبًا أو اختيارًا

بل غُصبتُ عليه في ليلٍ ثقيلِ


كنتُ أُمضي بأمرهِ دونَ رَغبة

جسدًا صامتًا بلا أيِّ حيلة

أسيرةً في حياةٍ لا أُريدُها

أنفذُ أمرًا بلا أيِّ وسيلة


وبَعدَ صبرٍ تَحررتُ أخيرًا

تركتُ أهلي وبيتي الكبيرا

سعيتُ نحوَ حياةٍ في المدينة

أبحثُ عن نورٍ يُضِيءُ المصيرا


حروفي التي أُحرِقَتْ قد نَبَتتْ

واليومَ أعيشُ حرةً 

رغمَ البكاء والنحيب 


بقلم الشاعرة الأديبة 

غزلان البوادي حمدي



كأنها بقلم الكاتب محمدعلي حسين احمد

 (كأنها )محمدعلي حسين احمد/ العراق/ الموصل بقلمي 


 كأنها ملكة عشتار

 ان مرت بشارعها 

قبلت اياديها السرايا 

كأنها ظل شمس 

ان احتمينا بها 

تناثر نورهانحو الزوايا 

كأنها بلقيس سبأ 

دخلت صرح سليمان 

فكشفت عن ماتخفيه الصبايا

كأنها فراشة الربيع 

على الزهور سكن قلبها 

فزاد من عطرها بقايا 

كأنها شاعره اﻻحلام 

في كل حرف حب 

وفي كلماتها خفايا

كأنها قلمي اسطر به

 على جلدي نبضات

 وفي قلبي قصص وروايا

كأنها قمر الزمان 

ان ابتسمت تاه نجمها 

بين الكواكب تجر الخطايا

كأنها سماء مدينتي 

عيونها تكتحل بالسواد

 وخال شفتيها سحر المرايا

كأنها كل اشيائي

 ان قالت احبك يوما 

فياترى هل صدقت النوايا


محمد علي حسين أحمد القهوجي العراق الموصل بقلمي



القصيدة بقلم الشاعرة -نورة هويات

 القصيدة


وأنا أقلّب دفتري

أبحث عن قصيدة

وجهه...

كتبتها ذات مساء

أو ذات ربيع

او ذات حياة

أمسح غشاوة الحمق

وابتسم...

كم أنت بلهاء

أهجي حروف القصيدة

مخرز يدق بين أضلعي

أضع يدي على قلبي

وأشحنه بكلمات متلعثمة

فطام مرّ

ولكنّه يُنسى

أقلب صفحة دفتري

علّني أكتب قصيدة أخرى

أعتذر من قلمي

انتظر...

نسيت الجملة الأخيرة

من وجهه المنسيّ

على شرفتنا القديمة


-نورة هويات🇹🇳

ومضة.... بقلم.......الشاعر رشيد..... بومعزة

 ومضة.... 

مبعثرة الافكار

آمراة من ورق 


تغازلها الاحزان

يشوبها القلق


تنوح اشجانها

يعشقها الغسق


ليلها ماضي

يغزوها الارق


بقلم.......الشاعر 

رشيد..... بومعزة



قطاف الاذواق بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 قطاف الاذواق


شقراء

يا حبيبتي

الروح انت مني

باعماق السهر لذة

تفوح روائحك عشق

تذوب فيك النفس تلاقي

توهجي على جمر القلب احتضان

لتعاقرني فناجينك بشهوة الرغبة الادمانية

كلما قرعت اجراس حنيني التقيك وكلي اشواق

مزفوفة من اعراس صباي على مجالس العظماء

تفوزين بكل عصوري متوجة الرشف بين شفاهي

تعبرين جسور ساعات انبساطي وقهري في برهة

تتوجك الدنيا خليلتي على ساحات الاستراحات 

لتكوني عروسة الافراح والمٱتم في بهاء اطلالتك

ممزوجة بالهال لتفوحين من بين المعابر اختلاج

هناك تهمسك الحروف بوحا لتهفهفين كالرياحين

كلما داعبتك النساىم الحنونة من بين الدلال رموز

مباركة وانت تحملين جواز سفرك الاحمر لكل عابر

اليوم مراسمك على السطور بعرس الكلمات نضوج

وغدا مواكب زفتك بمهرجان البقاء على ضفة نهرك

حيث تجوبين مواطن عروبة لكرام لكل ضيف حل

بين شعاب وسهول وجبال ووديان لتكللي كالملكة

وسام انت على مسميات الدواوين للشعراء احترام

هذه شهادة ميلاد عصرية الحداثة تؤهلك بالالتزام

فكوني وفية العهود اينما حللتي وصادقة الاخلاق

حتى تعمر فيك القلوب والارواح والانفس ابتهاج

حري بذكرك ان تتوافق كل اوصافك في الساحات

لتزدهرين بعوالم التجدد تعاقرين فناجين الدهور

بميراث ذهبي العناق يرد عنا مواجع الايام والقدر


                              المفكر العربي

                         عيسى نجيب حداد

                     موسوعة نورمنيات العشق



قيود النفس بقلم سلام السيد

 قيود النفس


في خضم التشتت

ووحي لا يُلقى عليه،

في معبد التصور،

تتوق روحي،

بهيكلها المتشكل بي،

لتحطيم قيودها.


بين أنياب القلق والرهاب،

واقتراب السكون المنبثق بالنداء.


مجسمٌ لحقيقة المرسل في الذات،

بمخالب الفقد،

ومغتصب الأنا،

للجهة اليسرى لذاك القابع في الحنايا،

الذي لا يفصله سوى حضوره.


وعمق الفيض بما تجود به،

حفنة انتظار،

وبضع كلمات.


سلام السيد

جدلية العلاقة بين الأدب..والوعي القومي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جدلية العلاقة بين الأدب..والوعي القومي


-إن الأدب في تجلياته المشرقة،عليه أن يكون أدب الرؤيا المضادة لجيل الهزيمة،الرؤيا التي تصوغ معادلة لا إنفصام فيها،تتلاءم مع الديمقراطية والتحرّر الوطني من ناحية والتحرير الإجتماعي من الناحية الأخرى (الكاتب)


إنّ الوحدة القومية للأمّة العربية يدعمها تراث زاخر من القيم الروحية والأخلاقية،صيغت إبان إشراقات النهضة العربية،تلك القيم تشكّل رافدا روحيا تتوحّد في ظلّه الأمة العربية،فتراثنا الحضاري وأخلاقنا العربية وقيمنا العليا التي ورثناها عبر العصور،هي من أقوى الروافد للأمة العربية،وتشكّل في جوهرها مادة خصبة تصلح لأن تكون موضوع مادة دراسة يتناولها الأدب بأسلوب مستساغ ينبّّه فيه الميول لتلك القيم والمثل العليا،فصياغة مشاهد من حياة المجتمع العربي قديمه وحديثه،والتقاط حوادث مهمة من التاريخ وتقديمها بصيغة أدبية هادفة،تنقل بصورة لا شعورية الإحساس المشترك بوحدة التاريخ وتغذي الشعور الوحدوي،ذلك أنّ تاريخنا العربي حافل بالإبداع ومفعم بالإرهاصات الأولى لقوميتنا العربية وهو بالتالي معين لم يغرف منه الأدب مثلما نريد أو كما يجب أن يكون،ولعل ما استطاع أبو تمامأن ينقله للعرب جيلا بعد جيل من صور أدبية رائعة لقيم الشهامة والشجاعة والدفاع عن الوجود القومي في قصيدته عما فعله المعتصم في يوم عمورية يشكّل مثالا جيدا لما نروم الإشارة إليه في هذا المجال..

إنّ النّفس البشرية عند الأديب تتماهى مع الواقع لتصوغه في شكل تجليات تعكس ما يمور داخل الوجدان العام من أحاسيس ومشاعر،ولهذا كان الأدب سبّاقا في سبر أغوار الأمة وفهم تداعياتها في حالتي الإنتصار والإنكسار بما من شأنه أن يشخّص الهموم ويحدّد ملامح المستقبل المنظور ويرتقي بمشاعر الإنسان إلى مرتبة الوعي والتحدي،ولذا كانت الثورات مسبوقة بنهضة أدبية وفكرية تستبصر آفاق الطريق وتؤسس للإنعتاق والتحرّر وتسمو بطموحات الأمة إلى الغد المنشود،مثلما حدث في الثورة الفرنسية والثورة الروسية،فلقد كانت مثلا روسيا القيصرية بلدا متخلّفا لكنّه أنجب في القرن عمالقة الرواية والمسرح والقصة القصيرة في العالم:دوستويفسكي،تولستوي،تشيكوف،غوغول..اخترقوا حصار التخلّف ونجحوا في صياغة الواقع:جدلا حيا مع الماضي والحاضر والمستقبل إقرارا منهم بأنّ أحدا لا يملك الحقيقة المطلقة،وأنّ آراءنا جميعها ليست أكثر من اجتهادات نسبية مهما استحوذنا على أدق أدوات التحليل،وبهذا استطاعوا كوكبة واحدة:نقادا وأدباء..-رغم أسوار التخلّف العالية-أن يكونوا طليعة الثورة الثقافية الروسية قبل فلاديمير لينيين،وكان ذلك عطاؤهم الحضاري للعالم الجديد،بالرغم-أكرّر من مطبات الركود والتخلّف..

فلمَ لا يكون لأدبنا في ظل أوضاعنا العربية الراهنة،الدور الفعّال في تثوير الواقع طالما أننا في أمس الحاجة إلى سبر أغوار النفس البشرية،ووصف ما يمور في خباياها من عواطف وأفكار تجسّد علاقة الإنسان بالأرض والوطن ولنا في تاريخنا المثخن بالمواجع أمثلة غنية:فحياة اللاجئين الفلسطينيين وعواطفهم ومشاعرهم أثناء مغادرتهم قسرا لأرضهم أو أثناء عيشهم في الشتات،ثرية بالمادة التي تصلح للإبداع بما من شأنه أن يبلور تلك المشاعر وينقل تفاصيلها للمواطن العربي،وهذا يعني أن قضية الأرض والوطن يجب أن تكون من ضمن التيمات الأساسية في أدبنا الحديث كي يكون-هذا الأخير-صادقا ومؤديا للرسالة التي نرومها،ومن هنا يجوز القول أنّ للأدب دورا فعالا في تغيير معالم الحياة التي نعيشها من خلال إعتماد رؤية شاملة تستشرف آفاق المدى المنظور وتعتمد في مقاربتها للواقع:الكشف الجارح،التحريض العميق..وبالتالي فإنه يهيئ امكانية لعملية التغيير تفوق امكانيات وسائل التغيير الأخرى..فمن أبرز سمات عصرنا،وبخاصة في المنطقة العربية،هي المحاولات التي لا تتوقّف من أجل تدمير الإنسان،وإهانته،وإلغاء دوره،ونفيه ماديا إذا اقتضى الأمر،تضاف إلى ذلك حالات الإستيلاب الإجتماعي والفكري،في الوقت الذي تفيض فيه ثروات النفط لتطغى على المؤسسات المالية في الغرب،ولتشكّل بطريقة إنفاقها مثلا صارخا على الإنحطاط والتردي وكل ما يرد من أفكار سوداء يروّج لها خصومنا.فماذا يمكن أن نفعل إزاء هذا الكم الهائل من التحديات،وإزاء هذه الموجة الصارخة من اللاعقلانية التي تسود الواقع العربي في المرحلة الحالية؟

أليس من ضمن مهام الأدب المؤثر المساهمة في وضع حد لهذه التجاوزات التي تجري بشكل صارخ في طول الوطن العربي وعرضه؟!

ألم يكن الإرتباط العاطفي والقومي الحميم بين الثورة والجماهير هو الذي شدّ في البداية قطاعات عريضة من النّاس لشعر محمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو ومظفر النواب..وهو نفسه الأمر الذي تكرّر في الحرب اللبنانية،حيث انعكس هذا الإرتباط في شعرشوقي بازيغ وغيره..

ألم يتمكّن الراحل نزار قباني بشعره من تحرير مساحات لا بأس بها من أرض الوجدان العربي المحتل بالأمية والخوف والقهر،وهناك كثيرون غير نزار،ولكنه الأكثر شعبية..

أليس بإمكان أدبنا المعاصر واعتمادا على المناخ الذي أفرزته الإنتفاضة صياغة معادلة جديدة،من شأنها منع الإنغلاق أو التسيب،وتحديد الصيغ والعلاقات بين ما هو خاص وقطري،وما هو عام وقومي،وكيف يجب التصرّف في هذه الحالة أو تلك !.

وفي الأخير،هل قُدِّر لنا نحن أبناء الخيبات المتراكمة أن نعيش مرحلة أخرى تتسم بالإنكفاء على الذات والإستبطان العميق دون أن-نراجع-الأسس المشكّلة لمنظومة القيم والمبادئ العربية ودون أن ندرك:أي العناصر في الثقافة العربية تتسم بالأصالة ؟ وما الذي يحتويه التراث العربي الإسلامي من دروس وعبر قد تصلح للحاضر ويمكن توظيفها في شكل إشراقات إبداعية تنفض عنا غبار الإنكسارات وتؤسس لغد مشرق في المدى المنظور!؟

إننا من خلال هذه الأسئلة نروم استجلاء أفق جديد لأدب جديد يدرك الحاضر ويتشكّل به،لكنّه يرى المستقبل ويعمل على تشكيله،ذلك أن دور الفرد في الأدب يضاهي دوره في التاريخ: فبمقدار ما يعي الفرد الظرف التاريخي ويتجاوب مع منحاه يكون ممثلا ومحصلة لمجمل الظروف الإجتماعية.ولذلك،فبمقدار ما يعي الكاتب واقعه،أي ظرفه الإجتماعي،يكون محصلة لهذه الظروف،في الوقت نفسه معبّرا عنها،وممثّلا لها في الحقل الثقافي،يساهم في حركتها مثلما ساهمت هي-الظروف-في إيجاده.”فالأدب الواقعي العظيم منذ هوميروسو مرورا بشكسبير وبلزاك وغوته ومكسيم غوركي.وعبر مساره،كان يضع في أولويات توجهه الدفاع عن مشاعر الإنسان،وعن القيم الفاضلة للإنسانية،وذلك عن طريق تعرية الواقع وفضح الجوانب الظالمة،وإدانة قواه الغاشمة في هجمتها الشرسة والرعناء لتحطيم البناء الداخلي السامي للإنسان..“

ما أريد أن أقول:

أردت القول أنّ الأدب الجيّد هو الذي يكون في جوهره رافدا لدعم صمود القومية وحساسية الإنتماء وضمانا اتوجه المجتمع العربي نحو التحرّر والإنعتاق،فالذائقة الفنية للمتلقي العربي نزّاعة إلى التطوّر وتجاوز النموذج التراثي وهي بالتالي تستعجل الوصول إلى المحمول الدلالي والتأثر الجمالي لأسباب لها علاقة وطيدة بطبيعة المرحلة السياسية إن على المستوى القطري أو على المستوى العربي،لذا فإنّ الأدب في منحاه-الواقعي-عليه أن يتحدى الأمر الواقع ويصارع تيار الهزيمة ويتجاوز واقعها المستمر والمستجد،دون أن يكون“أدب“ النصر الشعاري،بل أدب الجدل المثمر بين الهزيمة والمقاومة،لا يكتفي بالإدانة والهتاف لثورة حتى النصر،بل يتوغّل في أدغال الهزيمة وشعيراتها الدقيقة وجذورها الدفينة،يعري انعكاساتها على الفرد والجماعة والوطن والعقيدة تعرية قاسية،ويكشف لنور الشمس كل الخطايا والحقائق الخافية تحت أدران من الأراجيف والإفتراءات،وبذلك يقابل التحدي التاريخي بإستجابة تاريخية ويصبح في حلبة صراع الأقدار في المنطقة،البطل الإيجابي للمرحلة بمدها وجزرها معا:لنقرأ لأحمد فؤاد نججم”اصحي يا مصر “و“ايران“وغيرهما..نجد هذا الشاعر الذي يكتب بالعامية المصرية-خارج قاعات الفنادق الفاخرة-ينجح في تحويل كلماته إلى فعل وانفعال بحركة النّاس العاديين البسطاء ورؤاهم،طموحاتهم واحباطاتهم،أحلامهم وأشواقهم،ويصبح شعره خروجا من أسوار الذات الفردية ودخولا ما في دائرة-الوجدان العام-دون أن يكون انفصالا بين الذات والمجموع،بل نوعا من التقارب وأحيانا الإلتحام وفي أغلب الأحيان الحوار مع النفس والجماهير والثورة أو القلق الإجتماعي الدافق،وبذلك أمسى جزءا لا ينفصل عن تيار الثورة القومية وطابعها الإجتماعي المتقدّم..

لمظفر النواب نجد هذا الشاعر المهموم بقضايا أمته في نخاع العظم يجسّد في أشعاره هموم الشارع العربي ويلتحم بكلماته بالوجدان العام للشعب ويتمكّن من توظيف المعجم السياسي للشعر في ارتباط وثيق بقضية الثورة العربية،وفي المقدمة منها المقاومة الفلسطينية منطلقا من أغوار الذات ودهاليزها السرية إلى معروضات الحياة وشواهدها الظاهرة الحية.وبذلك استطاع أن يحرّر أجزاء واسعة من الوجدان العربي،خلقا وتذوقا،من الرواسب الثقيلة الوطأة في تراث المديح والهجاء والفخر والرثاء..

وإذن؟

هل يكون الأمر إذا مبالغة منّي إذا قلت أنّ الأدب في تجلياته المشرقة،عليه أن يكون أدب الرؤيا المضادة لجيل الهزيمة،الرؤيا التي تصوغ معادلة لا إنفصام فيها،تتلاءم مع الديمقراطية والتحرّر الوطني من ناحية والتحرير الإجتماعي من الناحية الأخرى،وتغدو بالتالي الإستيعاب التاريخي لتداعيات هذه الأمة،ذلك بعد أن أصبح الإنسان العربي يعيش لحظة كونية موسومة بكل ما يناقض الكلمة وينقضها في ظل عالم يشي بفساد الضمائر وسقوط القيم الجمالية بفعل سطوة-القاهر-ولهذا فهو يحمل في وجدانه هموم القومية وانكساراتها،واهتزاز الهوية واهترائها،وفقد تبعا لذلك،ومنذ مسيرة الثورة المضادة عام 79(معاهدة كامب ديفييد) المكونات الأساسية لشخصيته القومية الجمعية وهو الثأر واباء الضيم،إلا أنّه لم ينفصل قط عن تصعيد الدعوة الراديكالية لتغيير اجتماعي جذري،ولم ينفصل لحظة عن البحث الدامي الدؤوب عن الديمقراطية والإنفتاح والتطور..

فهل يُحقّ لنا في الأخير أن نتساءل: هل للأدب دور حاسم في تفعيل الوعي القومي ؟

والسؤال في الأغلب هو نصف الجواب..


محمد المحسن



خواطر بوهالي أيها الباعة بقلم محمد لمراحلي

 خواطر بوهالي


أيها الباعة


أضحى الدين بضاعة

أدخلوه المزاد العلني

تحت راية حديث الساعة

تعذر علينا  إيقاف الجاني

في ظل التهجير والمجاعة

 بالادلة

 توزع التهم

هذا شيعي 

هذا سني 

هذا من الرفاق

وهذا مصاب بالوباء

وجب عليه جواز اللقاء

وهذا محصن  بالمناعة

نعاني جميعا من نفس الداء

وكبيرنا لا يعرف  القناعة

أما الصغير 

يبقى  صغيرا  لا يفقه المعاني

وليس له الحق في الطباعة

حياكم الله 

ولكم الطاعة

أنتم الاولياء

ونحن العبيد

نموت

 ونحيى من ثاني

لنخدمكم

أيها الباعة

فلقد غابت من قاموسنا الشجاعة

والخوف ورثناه منذ الرضاعة

هنيئا لكم تلكم القاعة

تلكم المنابر

تلكم الصور المحيطة بالخلاعة

فأنتم أصحاب الإذاعة

وكل ما نأتي به

إشاعة


بقلم

محمد لمراحلي

دقيقة فقهية / إعداد: الكاتب السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 دقيقة فقهية /

إعداد: السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

-----------------

القرابة تثبت بالنسب و المصاهرة و بالرضاعة ٠٠

و الأخ بالرضاعة أخ للجميع ٠٠

و بالنسبة للميراث فالأخ من الرضاعة لا يرث، والرضاعة ليست سببا من أسباب الإرث.

 والأخ من الأم يرث بشرط عدم وجود فرع وارث، ولا أصل ذكر وارث، ويأخذ السدس إذا كان منفردا، أو يشارك غيره في الثلث إذا لم يكن منفردا.

والأخ من الأب يرث أيضا بشرط عدم وجود أب، ولا فرع ذكر وارث، ولا أخ شقيق، وليس له فرض مقدر، وإنما يأخذ ما بقي، أو يشارك الأخ من الأب، والأخت من الأب. 

( ينظر جدول توريث ذوي الأرحام للشيخ شحاتة سليم بقة الشهير بالرحبي من علماء الأزهر )

أساسُها الضّابِطُ بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 أساسُها الضّابِطُ


إنْ كُنْتَ مِنْ نُخْبَةِ الأخْيارِ في الأدبِ

فالعرْضُ يَعْكِسُ ما يَلْقاهُ مِنْ طَلَبِ

تلْقى بِجَوْدَتِها الألْفاظُ عاشِِقَها

والتّبْرُ يوجَدُ في الأسْفارِ والكُتُبِ

أمّا القُشورُ فَكُلُّ النّاسِ تََعْرِفُها 

وتَعْقِلُ الحَقَّ إذْ يُتْلى مِنَ الكَذِبِ

تسْمو الكِتابةُ للأقْلامِ رافِعةً 

واللّغْوُ يَمْكُثُ في الأدنى منَ الزُّتَبِ

فاسْلُكْ بِحَرْفِكَ نَحْوَ العِلْمِ في لُغَةٍ

أساسُها الضّابِطُ الدّاعي إلى الأدَبِ


تحْيا العبارةُ إنْ صيغَتْ منَ الدُّرَرِ

فتَبْعَثُ النّورَ في الدّيْجورِ كالقَمَرِ

تأْتي السّلاسَةُ بالإعْرابِ مُتْقَنَةً

لِِتَصْنعَ الأدبَ المَبْني مِنَ العِبَرِ

والمُفْرَداتُ عَليْها سُنْدُسٌ عَجَبٌ

تُسْبي العُيونَ بِحُلْوِ الفِقْهِ والنّظَرِ

حَسْناءُ مِنْ لُغَةِ القُرآنِ قدْ حَمَلتْ

أبْهى اللّطائفِ منْ سِحْرٍ ومنْ دُرَرِ

هذا بَيانٌ لِسانُ الضّادِ أصْدَرَهُ

فَصارَ مُبْتَدَأَ الإِعْرابِ للْخَبَرِ


محمد الدبلي الفاطمي

سيدة القلب بقلم الكاتب نبيل المصرى

 سيدة القلب


وكأنك بعث في الروح ..

     بعد مماتي

أشعلتِ في قلبي 

آهااات  وآهااات

وكأنك قمر ... 

أضاء لي الطرقات

حديثك ..همسك ..صوتك

وضحكتك.. نغمااات

عزف القمر ورقصت النجوم

علي دقات قلبي

وكأنها سيمفونيه 

وأنتِ..أنتِ الأغنية 

اوتعرفين....

ملكتِ القلب والوتين

وتربعتِ علي عرشه

وأصبحتِ أنتِ الأمنيه

سيدتي ..سيدة القلب

شكراً علي تحقيق الأمنيه


                                       نبيل المصرى

معَ النَّازحين بقلم الكاتب/هادي مسلم الهداد/

 (( معَ النَّازحين ..)) ١

 ===== *** =====

  مَاذَا تَرىٰ؟! 

    أُنظرْ مَليّاً في خيامِ

      .. النّازحينْ

 ..بينَ المآسي  عَالقينْ

  والظّلمُ أبشعُ مايكون 

  حيثُ البََراءةِ  والثّكالى

         .. والأنينْ ! 

   

   مَاحَالهم؟! 

  صوتُ الغرابِ بأَرضهمْ

     .. يَبغي المَماتْ

    يَتسامرونَ معَ الرّدى

هُم في المَدى المَنحوسْ

مَنْ حَولهم.. ليسوا سوى 

         ..  الجُناةْ 


   لكنَّما  

       ..  ماخابَ حقٌّ 

     النّصرُ نَصركَ  يَااله !!

        فَانتَصرْ  ...

     رَحماكَ ربّي فالعدى

      .. عكسُ الحياة! 

..

بقلم/هادي مسلم الهداد/



ماكان يومًا للزمانِ عيوبُ بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي

 ماكان يومًا للزمانِ عيوبُ

فالعيبُ في عقلِ الحكيمِ شعوبُ

فالجهلُ يعمي كلَّ قلبٍ مبصرٍ

والنورً في أهلِ الضلالِ غروبُ

فاللهُ يغضبُ عندَ تركِ عبادةٍ

والناسً منْ دينِ الإلهِ هروبُ

فالذلِّ يأتي للعصاةِ بسيفهِ

والفقرُ ما بينَ الأنامِ كروبُ 

نَزَعَ الإلهُ من ْالبيوتِ غذائها

والخيرُ منْ كلِّ الديارِ نضوبُ

أينَ العبادةُ منْ شبابٍ ضائعٍ

والكلُّ في ليلِ الحرامِ يذوبُ

إنَّ الذي جَلَبَ الخرابَ غبائنا

فالشرُُّ في كلِّ البقاعِ هبوبُ

خَلتِ المساجدُ منْ شبابٍ ساجدٍ

فالخيرُ  يرحل والرجيمُ غصوبُ

هلْ كانَ منَّا للإلهِ مسبحًا

والقلبُ منْ هولِ اللقاءِ ينيبُ

ماتَ الضميرُ معَ الحياءِ ووازع

والناسُ منْ جهلِ الحسابِ رسوبُ

آياتُ ربِّكَ بالعقابِ جليةٌ

والكيدُ في ردعِ الأنامِ خطوبُ

بقلم كمال الدين حسين القاضي

لماذا تركتني وحيدا . بقلم الكاتب محمد الهادي صويفي تونس

 لماذا تركتني وحيدا .

ولم تسأل عني ذات خريف

وجعلتني  أرتب  القصيدا...

هجرت المكان وعدت من جديدا

من يملأ الفراغ  ...

و يحضن نبض القلب  غير الصبح الوليدا ..

تبعثرت الحروف  والكلمات 

و ارهقني الصمت العنيدا.

جئت لأهمس  إليكم بأن ايامنا كلها أفراح و  عيدا..

ما طعم الحياة دون البوح والقول الفريدا..

هذا المساء مختلف ..يرسم ألوان البهجة.

وداعا للحزن  والجراح ....والفكر الشريدا


محمد الهادي صويفي تونس



--- التاريخ يكتب--- بقلم الشاعر: مصطفى عزاوي

 --- التاريخ يكتب---


 أترون أن التاريخ مل من الرتابة


من البطالة والكآبة


فراح يطلب النصح


بعيدا من بعض كبار السادة


قال لهم لقد تعبت فهلا أفتيتم


فأذكركم في الكتاب الأخضر وزيادة


كانت إشارة  له من ثلة القادة


عليك أن تطرق باب الإ...بادة


وأن تخضب بالدماء أديم الأرض


وأن تضرب على الأعناق بلا هوادة


انطلق التاريخ يتحسس الطريق

 

حتى تسلل مثل حصان طروادة 


وبدم الأبرياء خط على قناعه المكشوف


ليتني ما صارحت يوما... ليتني ما فارقت الوسادة


بقلمي: مصطفى عزاوي

شيمتي الوفاء.. بقلم الكاتب يوسف بلعابي تونس

 شيمتي الوفاء..


شيمتي الوفاء

وطبعي الإخلاص

والصدق في الحب

لا أجامل لا أنافق

ولا أريد خسارة من أحبه

ودخل في الصميم

حتى إن ابتعد وغاب

دائما حاضرا

صورته في العين

ومسكنه في القلب

لكن مبالغتي في حبهم

ظنها البعض مجاملة ونفاقا

ربما لقضاء مصالح وانتهى؟

إلى كل من يعرفني

وعلاقتي به عن بعد ومن قرب

لا تخسروا الأنقياء

أصحاب القلوب البيضاء

هؤلاء لا يعرفون خبثا أو دهاءا


بقلمي يوسف بلعابي تونس



قصيدة أنات السحر للشاعر مسعد خلاف

 قصيدة 

أنات السحر 

للشاعر مسعد خلاف م ح بحرية طنطا مصر 

حيران مع  غزالي 

علي مجري  النهر 

وتلاطم  الموج 

فيتساقط  الندي 

ليبكي  الزهرا

فيتمايل  طربا 

في دجي الليل 

وغزالي  سارحا 

مع همسات  السمر

وانات  السحر

ايحدث  لطف 

في قرة العين  

 ام نفس تضيق 

مع قرب الحبيب 

في أرض  فضاء

وملعب  الدنيا 

واسع  مديد

وغزالي  حيران 

 بعيون المها 

يفوح المسك 

 في ليل  طويل

ليري  هوي الحبيب 

ويداعب  صبحي

بعد صلاتي 

في فجر نضير

لنغني  انشودة الحياة 

 

مع لحن  الوفا ء

دفء الخلاص بقلم *الأديب والشاعر :أحمد الكندودي

 ***دفء الخلاص

لا تبحري بهمسي في يم المبهمِات

والجراحات العميقة...

 وتورعي

قد  توقظين من السبات...

تلك الغيمة  الراقدة...

فتستيقظ  مواجعي

او تشتد عواصف الفؤاد...

تتناسل بين سطور الدفء...

 مدامعي

فأنا أنشد العشق  والسلام 

أراقص الحرف واليمام

وعند الغروب افتحي  سفر العشق...

ولتراتيله  راجعي

زقزقة البيان تشدو بين وجنتيك

وعلى  كمان  الهمس ...

 نقش  الهزار  روائعي

قد اخترت الهيام  طريقا

واخترت العشق  سبيلا ومرجعي

أقسمت أن أدوس  النكاد بالبسمات

ودون رياء...

ملأت  الحروفَ بالدفء منابعي 

فغدا لن  أحمل معي غير قطعة بياض...

 ورزمة صدق وصفاء

وفي الثرى قد تصدأ أضلعي

لا تتركي بوصلة الحياة  تجرف الامال ...

 فهي  زادي  وتحت  ظلالها  مرتعي

بل قد توقظين  وحشة الأحزان 

 وانا لا اقوى  ركوب تيهي....

 وظنون مسامعي

قد اتخذك القلب دفئا وحضن وئام

لا سيلا  يخنق أنفاس السطور...

يسبل  حسي وتضرعي

بل شيدي برجا بين ضفتيك وهياما

يحمي الفؤاد من  كوابيس مضجعي

وابحري بي نحو شط  الهمسات

وبوريقات الدفء جففي مدامعي

انت بدري فكوني ضيائي... 

وباللمسات داوي توجسي  ومواجعي

***المغرب***الأديب والشاعر :أحمد الكندودي***



هجرة ـ نحو الشمس بقلم الشاعر محمد جعيجع

 هجرة ـ نحو الشمس: 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

سَأُسَلِّمُ البَحرَ العَزِيزَةَ نَفسِي ... 

وَلِعَاصِفَاتِ الرِّيحِ حَظِّ وَنَحسِي 

وَهَل البِحَارُ مُخِيفَةٌ مِن غَيرِهَا ... 

تَغدُو  بِغَدرٍ وَالرَّوَاحُ بِخِلسِ 

قَد ظَلَّ مَدُّهُ فِي الصَّبَاحِ مُصَاحِبًا ... 

جَهرِي وَلَيلًا بَاتَ جَزرُهُ هَمسِي 

تَعِبَ الفُؤَادُ مِنَ الفِرَاقِ مِنَ الجَوَى ...

فَهُرُوبُ قَلبِي رَاحِلٌ عَن بُؤسِي 

وَإِلَى الحَبِيبِ إِلَى فُؤَادِي وِجهَتِي ... 

مَا غَابَ عَن عَينِي أَصَابَهُ حَدسِي 

مَا فَاتَ قَد مَاتَ الأَسَى قَبلَ المُنَى ... 

عِندَ اللِّقَاءِ بِمِثلِ يَومِ العُرسِ 

فَمَدَدتُ عَن كَدَرٍ يَدِي مُتَنَاسِيًا ... 

وَدَفَنتُ جِذرَهَ مِثَلَ دَفنِ الغَرسِ 

لِحَبِيبِ قَلبِي بِاشتِيَاقٍ عَن رِضًى ... 

وَحَنِينُ شَوقِ العَينِ يَذرِفُ بُؤسِي 

رُوحِي تُنَادِيكَ الهَوَى لِجُرُوحِ قَلـ ... 

بِي مَرهَمًا قَبلَ الغُرُوبِ لِشَمسِي 

لبِّ النِّدَاءَ وَلَا تَكُن مُتَجَاهِلًا ... 

لَهُ قَد نَمُوتُ وَلَا نَعِيشُ لِأَمسِ 

فَالعَيشُ بَينَ المَدِّ وَالجَزرِ المُنَى ... 

دُنيَا لَنَا فِيهَا حَيَاةُ الرِّمسِ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر ـ 11 سبتمبر 2022م



حبك استعمار.... بقلم الكاتب عزت شعراوي

 حبك استعمار....

حبك استعمار

ضحكت وقالت...

 أعليا تغار !!!؟

فأبتسمت  إبتسامة من أراد الفرار

وقلت  ...... 

قد صغت بالأمس قصيدة

نفذ ما عندي فيها من الأحبار

فنظرت إلي عيني ...

قائلة  أتعشقني!!!! ؟

فقلت.......

حتما....

 ستكون من أجمل الأشعار

فصرخت في وجهي قائلة... 

تراوغني!!!!

أسفة أني من أزحت الستار

رغم اني أوقن أن نبضك إسمي

وصورتي

 في عينيك هي الإبصار

وأن صوتي حين تسمعه

يحيك.....

 كما تحيي الأرض الأمطار

وأني لك شمس وقمر

وأني لك الليل والنهار

فأنفجرت قائلا ....

نعم أحبك!!

وحبك عشت أخفيه عن الأنظار

فما يفيد بوحي لك به

وأنت أعلم بكل الأسرار

لكن حبك لقيط..... أسرقه

إن لم يمت ...

عليه الإنتحار

فقالت ....

ولما تميته وهو نبض يحييني

أجعلني سكنا لك وقرار

فقلت .....

لا أحب أن أظلمك بحبي

وإني أرتحل وكثير الأسفار

وعندي للأسف ألف قلب

أخشي عليك من ظلم الإختيار

وعقلي كل يوم ينهرني

ويقول .....

أبتعد ...عن تلك الأسوار

ففي قربك هلاكك

فأنا لست جنة

 بل جحيم نار

إن استطاعتي الرحيل....

 فلترحلي

ويكفيني إبتسامتك أحلي تذكار

فقالت......

تبتعد.....

 بعد أن عشقتك....!!!

وتختلق للرحيل أعذار

أم إنك مللت شذي عطري

وعندك الكثير من الأزهار

فقلت......

آسف سيدتي.....

 حين حلمت بك

لم اكن أعرف أن حبك إستعمار

وأن عينيك رغم جمالها

تأسر..... وتقتل الثوار

وأن شفتيك حين تضاحكني

تغتال كل من هويت بأقتدار

ولكن .... حبك مهما تجبر حبيبتي

لن يكتب له الإستمرار

لن  تأمني في القرب مني

لأن هناك أصحابا لتلك الديار!!!!

لا أعرف حبيبتي كيف أبتعد

وأنت لي البحر والمنار

حاولت كثيراصدقيني...

حاولت أن أبحر ....ضد التيار

ولكن شوقي كان يقذفني إليك

فلا أجد من عينيك فرار

سأظل أسيرك حتي لو ارتحلتي

لن أذوق طعم الإنتصار

لأني في الحقيقة أدمنتك

أنت السم وأنت العقار...

فقالت:

أرحل انت أو لا ترحل

فالحب عندي ليس إختيار

عزت شعراوي


الرحلة قصة قصيرة ... من مجموعتي القصصية الثالثة " حفيف السنابل " بقلم الكاتب/ على حزين

 الرحلة 

قصة قصيرة ...   

                من مجموعتي القصصية الثالثة " حفيف السنابل "               

                               بقلم / على حزين                    

بجوار ماسح الأحذية, وبائع الليمون كان يجلس, بكرتونته, يبيع اللب, والفول السوداني, 

يخرج كل يوم من بيته القاطن "بساحل طهطا" مع أول ضوء, 

قبل أن تطلع الشمس تراه يتعكز في الشارع الطويل, يدب علي الأرض بخطوات ثقيلة ضعيفة, ناهز السبعين خريفاً, أو يزيد عليها قليلاً, وما تقوس ظهره وما انحنى, ثقُل سمعُه, وضعفت قوته, وشاب رأسه, إلا أنه يملك بداخله قلباً كبيراً أخضراً, ينبض بالحياة, مليئاً بحب الخير لكل الناس, متفائلاً دائماً, عطوفاً, متسامحاً, طيباً, مصلحاً بين الناس, ومتصالحاً مع نفسه,...... 

يكتفي بكوب الشاي الساخن ليغير ريقه حتى يشعل سيجارته, يسمي الله ويتوكل عليه.. 

يخرج, يتح في مشيته, ويلقي السلام على من عرف ومن لم يعرف, ويبتسم للجميع, وما أن يصل إلى الجامع الكبير بجوار السكة الحديد, يتوضأ, يصلي الصبح, ثم يفترش كرتونته الورقية يضع عليها كمية صغيرة من النبق, والفول السوداني أمامه, وبعض الأوراق التي يبتاعها من أولاد المدارس, تارة ينقض النبق, وتارة أخرى يفصص الفول ليعبئه في قراطيس صغيرة, ثم ينادي بصوته الجهوري على من يشتري حتى يستفتح منه,......... 

ــ النبق .. الفول السوداني .. ببريزة ..

وحين يركد السوق, يذهب إلى ‘حدى المدارس القريبة منه, ليبيع للصبية الصغار, أو يتجول في موقف العربات, يبيع لركاب" المني باص " والسائقين الذين يحبونه, ويضحكون معه,  فإذا رجع لمقره عند الجامع بجوار ماسح الأحذية وبائع الليمون اللذان يخبرانه بأن ابنه الصغير الشيخ "علي" جاء وسأل عنه, يجلس, وكل منهما منهمك ومشغول بما في يده, ماسح الأحذية يضرب بالفرشاة على الصندوق الخشبي المزين بالصور, والدبابيس اللامعة, حتى يضع الرجل الواقف على رأسه حذائه, وبائع الليمون يبيع لامرأة شمطاء, أما هو فيظل يفرز, وينقض, ويقشر, وينادي على من يشتري منه, والميدان يضج من حولهم بالمارة في حركة دائبة لا تنقطع, ولا تنتهي, وتلكسات العربات تمخر الآذان, والعظام , والأعصاب ..!

ـــ اللب .. الفول السوداني .. النبق الحلو  ..

أهل البلد يعرفونه جيداً, وكثيراً ما يتندرون بحكاياته, وبطولاته, التي لا يمل, ولا يكل من ذكرها لكل من هب ودب,... 

ذات مرة سمعتهم  يتذكرون, واحدة من تلك البطولات, والتي مازالت تعيش في خياله, يوم كان الانجليز يحتلون البلد, ضرب عسكري إنجليزي, عندما سمعه يسب أمامه الملك, أخذه في إبطه ثم رفعه إلى أعلى, ثم أهدره في الأرض, ثم انهال عليه ضرباً باليمين حتى كاد أن يقضي عليه لولا تدخل الهجَّانة... وكنت أسمعهم وأنا سعيد بهذا, وفخور به ...... 

أذهب إليه, من حين لآخر, أجلس بجواره في صمت, وأدب, فأنا أحبه كثيراً جداً, وأحب أن أراه دائما كل يوم,  وأحب أن أقضي له حاجاته, وألبي له ما يريد من طلبات, أجلس بجواره, أصغي السمع وهو يتحدث لي, وأنا أتفرسه من حين لأخر في صمت, وهيبة, وفي حب, أقرأ ملامحه القمحية, طويل القامة, عريض المنكبين دائماً يرتدي جلباباً بلدياً فضفاضاً بني اللون أو صافية

يتشح بشال رمادي, فوق رأسه عمامة مكورة بيضاء, وطاقية صوف, شغلتها له"أم صباح" علي يدها, تلك المرأة التي تسكن بالحجرة المتلاحمة لحجرة زوجته الثانية, أراه يستصعب, يمصمص شفتيه, وهو يقلب كفيه مترحماً على أيام زمان, ذلك الماضي الجميل, وأيامه التي ولَّت, ويتمني أن تعود ولكن هيهات, هيهات, فالدنيا قد تغيرت من حوله, والأيام قد دارت عليه وجارت فأصبح  بعد أن كان تاجراً, ومعلماً كبيراً, وله سمعته في السوق, يجلس هنا يبيع اللب والفول السوداني أمام الجامع في حين صبيانه الذين كانوا يعملون تحت يديه أصبحوا معلمين كبار ...... 

يتنهد, يتأوه, يزفر زفرة طويلة , حامية وهو يتحدث لي بنبرات كلها حزن, وألم, وفقر مدقع, وعن تلك الأيام, وعن الدنيا, وبلائها, والزمن الصعب .. ثم يشرد بذهنه هنيهة بعيداً, فلا أدعه يطيل التفكير, أفتعل السعال, أكح, أتنحنح, أكلمه, أسأله, حتى ينتبه, لكي يستأنف الحديث معي عن الدنيا ألتي يشبهها  دائماً "بالغزية" التي كان يشاهدها زمان في الموالد. .... 

وكان يحكي لي قصة تلك "البوتيكات" المرصوصة في ظهر المحطة, وهو يشير إليها ببنانه,  ويحكي عن أصلها يوم كانت " دريسة " للسكة الحديد, والبنايات الشاهقة, وموقف العربات, والميدان, وشارع المحطة الذي لم يكن فيه غير جامع "الشيخ عبد العال " الكبير, والري القديم, والمركز, ثم يهمس لي : 

ـــ زمان  يا ولدي كانت الدنيا برخص التراب ..!!!

رجل أنيق بيده طفل صغير يقترب منه ليشتري نبق وفول سوداني لابنه,  يناوله كيساً كبيراً, وهو يبتسم في وجه الصبي وأبيه, هكذا هو يصنع في وجه من يشتري منه, يشكره الرجل وهو يعبر الطريق المزدحم بالمشاة, والعربات, وبنات المدارس بزيهم الأزرق,........

أعطيه سيجارة, يشعلها, يأخذ منها نفساً طويلاً, يحبسه في صدره, ثم يخرجه من أنفه, وفمه, وهو ينادي على من يشتري منه بصوته الجهوري .... 

ـــ الفول السوداني .. النبق الحلو .....

ألمحه يدس يده في جيبه, فتخرج بقطع من الحلوى الجلاب, وقنديل مشوي وبعض من النقود الزهيدة, يدفعها في جيبي, وهو يبتسم لي, يدنو برأسه من أذني, ينصحني, ويوصيني أن أنتبه لدراستي, والمذاكرة, فهو لن يعيش لي قرناً, كما يقول لي دائماً, تترقرق الدموع في عينيه الذابلة, فيجففها بطرف ردائه, يحتقن صوته, يطرق هنيهة تفكير, بعدها يربت على كتفي, وهو يهز رأسه, ثم يدعو لي بطول العمر, والرزق, وأشياء أخرى كثيرة, فهو يحبني كثيراً جداً, وأنا أحبه أيضاً, على الرغم أن معه ثلاثة أولاد غيري,........ 

لم يبخل علينا في يوم من الأيام, ولم يحرمنا من  شيء, يلبي كل طلباتنا, وكان  يرفض أن  نعمل تحت يدي أحد, وكان يدللني كثيراً جداً, فأنا أصغر أولاده ....

أذكر, وأنا طفل صغير, كان يجلسني بين يديه, يقبلني بين عيني, يضحك, وهو يطلب مني أن أتلو عليه ما حفظته في الكُتَّاب من القرآن الكريم, وكان يعطيني  قطعة " بخمسة قروش" وكان يصحبني معه, وكان يشتري لي الحلوى.. أُسمي الله, بعد ما أستعيذ من الشيطان الرجيم أقرأ:" ألم نشرح لك صدرك" أسمعه يقرأ معي بصوت منخفض, خافت, فإذا أخطأت صحح لي وصوب الآيات, وهو يشدني من أذني  ويمرسها, ثم يؤمِّن ويُصدِّق, ثم يضمني بين ذراعيه إلى صدره العريض ويقبلني ثانيةً وهو هاشاً باشاً في وجهي, يلتفت لأمي, يوصيها بي خيراً ويطلب منها أن تراضيني, وترضى عني, فترفض أمي ذلك, وهي تقول في غضب, ممزوج بالغبطة, والسعادة:

ـــ دلعك ده هو الـ هـ يضره ويخسِّره .. !!

فيضحك, وهو يضمني بين ذراعيه, ويقبلني قائلاً  لها:

ــ خليه يدلع له يومين قبل ما أموت ....

تضرب أمي علي صدرها, بيدها, مندهشة, وتبادره بنبرات دافئة مليئة بالحب والصدق:

ــ بعد الشر عنك إن شاء الله عدوينك ...  

تنتظره أمي أمام الدار كل يوم حتى يعود, وتنشغل عليه إذا تأخر عن موعده, وحين تقلق عليه ترسلني أبحث عنه لنطمئن عليه, ألمحه من بعيد على أول الشارع, يتعكز على الحيطان, فأسرع في استقباله, وأحمل عنه ما جاء به,.............. 

يرجع بعدما يكون قد صلى العشاء جماعة, يمشي الهوينة, يتسند جدران الشارع الطويل, وفي يده كيساً أسوداً به من فضل الله كثير.. تستقبله أمي, بابتسامتها المعهودة, المعتادة, الصافية, الحانية, الجميلة, وقبل أن يتخطى عتبة الدار .. تبادره كالمعتاد بالسؤال :

ــ تأخرت ليه..؟؟!!!!.

يجلس, يئن, يتأوه, يتألم, وهو يشتكي لها من ظهره, وقدميه, فتعيد أمي عليه سؤالها, وهي تُعِد له الطعام, يبتسم لها, وهو يجيب فضولها بصوت قوي, لم يشيخ بعد :

ــ كنت بلقط رزقي.. أين الولد .. ؟

ــ فوق بـ يذاكر .. ؟

ينادي عليَّ, أنزل مسرعاً, مهرولاً, أجلس أمامه وبين يديه, كالمعتاد, نتناول طعام العشاء, يهمس في أذني مخبراً, بأن  شيخي "الشيخ أبو زيد" بـ يسأل عنك".. وأنه مبسوط مني جداً.. ويريد أن أجتهد في ختم القران, وفي المذاكرة "......

بالأمس القريب حين ذهبت إليه ــ حين تأخر عن موعده ــ .. بحثت عنه عند الجامع الكبير... وموقف العربات... فلم أجده ... فقد أصبح المكان خاوياً.. فقط احتضنت كرتونته الورقية ..... وعيوني تذرف الدمع .... وكأني به ينادي:

ـــ الفول السوداني....والنبق الحلو ......   

**************************

على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر 

من مجموعتي القصصية الثالثة " حفيف السنابل "



بائعة الورد بقلم الكاتب بنمرزوق عبدالرحيم

 بائعة الورد

قضيت اسبوعا كاملا، على وجه التحديد ،وسط  حدائق *مدينة الرائحة الساحرة*، عانقت،  أجمل مزارع ، الورود فى حياتى ، عشت  فترة،  من الزمان ،حقيقة كنت فى حاجة اليها ،  وكان دالك العشق ، لا يفارقنى قبل بداية  الرحلة،

 شرق مدينة ورزازات،  الشهيرة ،  باستوديوهاتها، العالمية، عل نهاية طريق،  تتخلله القصبات،  والحدائق، حيث تبدو 

 *قلعة مكونة  *ضيعة خلابة، تعزف،  ورودها ، سيمفونية

  الا لوان والروائح .

لزلت اعيد  صورها؛  الرائعة ،  وراء جبال السنين والا يام التى باعدت بينا ، دون حشمة او احياء

  كان وصولى ، إلى* قلعة مكونة  *اخر النهار ، وخيوط الشمس الدهية   ترقص على موسيقى النحل،  فوق كميات الورود ، التي،  تغطي الحقول ،  والمزارعها 

فاحسست ، ان الروائح الزكية ، تداعب  حواسى،  المتعطشة  ، من بعيد،  الى جمال الورد ،، فتوقض بداخلى هيجان الشعور   المتوحشج،  ،وانا  اقترب ، من  مراكز تقطير الورد  ،  اسير الأجواء، المشبعة ، بالأبخرة المعطرة، المنبعثة ،، من  مشتقاتها،  المختلفة ،  كانه  احتفال   ليلة عيد  كنائس الرهبان  القديمة ، 

 ،فتتوزع ، ما بين العطر،  السائل، ، ومواد التجميل، ومواد التطهير،  السائلة والصلبة، ، ومصنوعات د؛الديكور المنزلي.

  مهرجان ، ملكة جمال الورد،    فرصة لجذب السياح لهذه المدينة،  المنعزلة ، التي تحيط بها ، جبال الأطلس،  الشاهقة، ومنتوجها الفريد،  الدى يشجع الزوار،  على اقتناء الورود العطرية .

.لكن الامر ، الدى ادهشنى ، واستغربت له كتيرا ، ان اختيار ملكة جمال الورد،  تحول من عرسا ، شعبيا ، يجمع بين القبيلة الى  صراعا ، سياسيا ، بين ابناء العمومة  ، والجيران 

فاعتبر ، بعض السياسين،  الجدد ، أن “الجمال الحقيقي الذي يجب،  أن ترتكز عليه ، مثل هذه المسابقات هو الجمال الداخلي، والمؤهلات ، العلمية ، والثقافية”، مشيرين إلى انهم “سئموا   من الاشكال،  المتكررة،  والمعايير  القديمة ، المعتمدة في مثل هذه المسابقات”.

من جهتهم،  استنكر عدد من شباب،  القبيلة  ، الهجوم الذي تعرضت له ، ملكة الجمال ، الفائزة  بالموسم ،  مؤكدين أن “الجمال الخارجي،  ليس معيارا،  أساسيا،  في اختيار الملكة، ولجنة التحكيم ، هي التي،  لها كامل الصلاحية،  في الاختيار، ولا يمكن الطعن في اختياراتها، لكونها تعي جيدا عملها، وإنما الاختيار،  يجب أن يقرأ،  بدلالات ، عميقة ، إنسانية ، لتعزيز قيم ، التآخي،  والمساواة ، ونبذ،  كل أشكال الميز العنصري”.

مؤكدين أن الجمال الخارجي ليس معيارا أساسيا في اختيار الملكة، مشيرين إلى ان قطف الورود الذي يعد معيارا أساسيا للمشاركة في هذه المسابقة إلى جانب الإنتماء الجغرافي وكذا الإلمام بتقاليد وعادات وأكلات المنطقة، وهو ما يتوفر في احدى الفتيات الفقيرات  التي تنافست مع 10 فتيات أخريات لنيل لقب ملكة جمال الورود.

وفي هذا الإطار، قال بعض السياسين  المناهضين للفكر العنصرى، إن تتويج ، ملكة جمال الورود،،  هو “ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ للا نسانية لوللعالم ،  من خلال  ، ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ 

*ملكة جمال  ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ، *

لكن ، وﺭﺑﻤﺎ ، وﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻉ ﺑﻬﺎ، قام رئيس اللجنة المنضمة  بتتويج،  ﻓﺘﺎﺓ ، *ﺳﻤﺮﺍء ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ* ،وﺍﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ  ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ،  ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ، وإنما ﺍﺛﻘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﺔ ﻟﻘﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ أخرى ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ،  ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ،  ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ،  ﺑﻤﻠﻜﺔ، ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ، وإنما ﺑﻤﻠﻜﺔ ﻘﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ، 

 ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ؛  ﻳﺤﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻔﻲ، ﺣﻤﻮﻟﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﺓ ﺑﺎﻟﻠﻘﺐ ﺫﺍﺗﻬﺎ”.

وأضاف احد الشباب من ابناء المنطقة الدى حضر من فرنسا  خصيصا لهده المناسبة، ان موسم الورد ،  بالنسبة لاهل المنطقة، الشيئ الكتير   وأن “المنظمون أخطاوا بإشاراتهم ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ. ﻷﻧﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﻗﻴﻤﻲ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ”. مؤكدا بأن “هذا ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺳﻤﺮﺍء ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﺩ”.

ﻭ اتخد الصراع ،نهجا ا، خر ، وهدا ما سمعت ، من احد شيوخ القبائل ، يصرح به لبعض المنابر،  الا علامية، التى كانت تعاين الحدت

 لقد ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ، ﺃﻧﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ،  ﻋﺒﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ، ﻋﻦ رايه ئهفددفى  ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺎﺵ ﺍﺧﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻲ…، ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻛﺮﺭﺕ..ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ …ﻭﺍﺷﻴﺎء ﺍﺧﺮﻯ،

وهكدا علمت،  ان السياسة التى لا تجعل القيم اللروحية ، والاخلاقية ، هدفا فى الحياة ، تكون عبتا ودمارا لكل المبادئ  الا نسانية على وجه الارض 

بقلم الكاتب 

بنمرزوق عبدالرحيم



الراهبة ...! بقلم الشاعرة نعيمة مناعي

 الراهبة ...!  ( البحر الوافر )


شحنت رحيق أشجاني بحور 

مفاعلتن    مفاعلتن   فعول 


خطوب  الدهر  حاملها أسير 

تهاجم  مكمن  الفرح القرير 


متى  نمنا  مع  الليل ...أنين 

فيا رب أرح  قلبا...... حزين


مع الشاكي ،مع الباكي سفير

متى قمنا نحاوره ...  صرير 


بأحداقي ...بأوراقي  أمير 

مع الله ...مع الناس  سليل 


بقلم نعيمة مناعي



***تشرين*** بقلم الكاتبة عائشة ساكري

 ***تشرين***


 حلَّ تشرين الأول مودِّعًا أيلول

  في زمنٍ يتساوى فيه الحلم والمجهول

  ينبثق الواقع من بين خيالٍ سراب

  ويمضي دروبًا طواها العذاب


  لحظات الفرح همسات المساء

  تلاقي استراحات الشوق الوضاء

  حيث تتساوى الصدف والانتظار

 وتذبل أوراق الحياة بانهيار


   تحت سياط الزمن في وهج الأوهام

  أطلَّ تشرين حاملاً معه الغمام

  وبسمة شمسٍ تلوح من بعيد

  تنثر الأمل في صباحٍ جديد


  نسائم فجرٍ تهدهد الجراح

  وتحمل بشائر تتحدى الرياح

  شروقٌ يشرق بالحب الكبير

  ولحن شجنٍ على وترٍ أسير


  على شرفات النور تطلُّ الحياة

  وتصدح في الأرجاء أجمل النغمات

 عصفور الحسون فوق غصنٍ يطير

  مبشّرًا بيومٍ بالأمل يسير


  يحمل التحايا لكل محب

  ويزرع في الدرب دفءً وقرب

  فتنبض قلوبٌ بلحن الشجون

  وتحيا مع تشرين عهد الفنون


  عائشة ساكري تونس_ 10_10_2021



أيها الأمل بقلم/عثمان زكريا(رسول الإنسانية)

 أيها الأمل


بقلم/عثمان زكريا(رسول الإنسانية)


_ليبيا


لماذا عندما التقينا

ضحكت لنا أمس

واليوم افترقنا

بكانا غداً لن يجمعنا

أيها الأمل

لا ترحل وتتركنا غرباء

إنتظرني سأفي بنذوري 

بعدها سأنكفيء على جرحي 

وأرنو للمغيب بعيداً عنك 

افترش قارعة طريق ينتفض وجعاً

 ممن شربوا دماء أقدارنا وما ارتووا

 وتركونا نستنزف بقايا حلم ضاع

أيها الأمل

لا ترحل قبل أن أقدم هداياك 

انتظرني

 سأناشد ياسمين الشرفات أن ينثر

 اوراقه فوق اضرحة الشهداء

وحبات العنب أن ترطب اجساد الأطفال

وحبات البرتقال أن تسكب عصارة قلبها للعطاشى  

سأناشد السماء أن ترحم  

من بقي 

من غاب 

من هاجر 

من تشرد 

من أصبح هو واليأس قرين أمل

وحدي أنا وجمر الوقت

أعاقر كل ذلك في لحظة واحدة

حتى وجدتني مريض بك.



- إستعراضٌ لمجموعة قصائد من دواوين ( روحانيَّات 1 - 6 ) للشاعر الأستاذ كمال ابراهيم - بقلم : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين

 - إستعراضٌ لمجموعة قصائد من دواوين ( روحانيَّات 1 - 6 ) للشاعر الأستاذ كمال ابراهيم -

بقلم : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين -

مقدمة : الشاعر والكاتب والإعلامي الاستاذ كمال ابراهيم من مواليد مدينة المغارعام 1952 ، أكمل دراسته الإبتدائية في مدينة المغار والثانويَّة في قرية الرامة وتابع دراسته الجامعيّة في الجامعة العبرية - القدس في مواضيع اللغة العربية وآدابها واللغة العبريَّة وحصل منهاعلى اللقب الأول ( b.a ) عام 1974. وبعدها عمل في مجال الصحافة والإعلام حتى عام 1978  حيث سافر بعدها إلى الولايات المتحدة والتحق بجامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس وتابع دراسته في موضوع اللغة العربية وآدابها  وحصل منها على شهادة الماجستير(m.a ). وتابع وواصل في كتابة الشعر والأدب. وأثناء دراسته في أمريكا كان يعمل مراسلا  لعدة إذاعات عالميّة .  وبعد تخرّجه من الجامعة ورجوعه إلى البلاد عمل في سلك التعليم حتى خروجه للتقاعد . والجدير بالذكر أنه اثناء دراسته في جامعة لوس أنجلوس كان قد نظّمَ مهرجانا شعريا كبيرا ودوليا شاركَ  فيه  أكثر من 18 شاعرا من  كبار الشعراء من عدة  دول عربية  وأجنبية ، وتولى هو عرافته .  وفي سنة 2009 أقام وأنشأ موقع سبيل للثقافة والادب والإعلام  وما زال هذا الموقع يعمل إلى الآن.

أصدر الأستاذ كمال إبراهيم حتى الآن أكثر من 40 ديوان شعر وكتابا في النقد الأدبي . وهو من أكثر الشعراء والكتاب المحليين نشاطا وحضورا وانتاجا أدبيا (كما وكيفا ) . وقد لحنوا له حتى  الآن أكثر من  300 قصيدة شعرية من  كلماته  ونظمه من  قبل ملحنين  وموسيقيين  من مختلف الدول العربية . وأجروا  معه الكثير من اللقاءات الصحفية المطولة : محليا وعلى امتداد العالم العربي( في المجلات والصحف الورقية والألكترونيَّة والمواقع  والإذاعات ومحطات التلفزة) .هو أكثر شاعرعربي لحنوا له قصائد شعرية حتى الآن إذا استثينا الشاعرين الكبيرين  أحمد رامي وبيرم التونسي  اللذين غنت الكثير من قصائدهما كوكب الشرق أم كلثوم .

مدخل :   سأتناولُ في هذه المقالةِ مجموعة قصائد من دواوينه الشعريَّة ( روحانيات - من جزء 3 و4 و5 و6 ) من خلال الإستعراض والتحليل .

الشاعرُالأستاذ كمال إبراهيم  من الشعراء المبدعين والمُمَيَّزين فنيًّا محليًّا وأكثرهُم تألقا وشهرةً وانتشارا .وهو من الشعراء المحليين القلائل الذين لا يخطئون في قواعد اللغة العربية والمُتمَرِّسين والضليعين في اللغة العربيَّة ويعرفون الأوزانَ الشعريَّة ، لأنّ معظم الذين  يكتبون الشعرَ محليًّا  ( أكثر من ( 90 بالمئة ) لا يعرفون قواعدَ اللغة العربية وصرفها ونحوها وحتى أنهم لا يعرفون كتابة الإملاء ، ويسرقون  القصائدَ الشعرية عن  غيرهم وينسخونها خطأ . وتقامُ  دائما  لأولئك الشعراء المزعومين  )الشويعرين والشويعرات) وللأسف الكثير من الأمسيات التكريميَّة بعد صدور أيِّ كتاب او ديوان  شعر لهم  وهو ليس من تأليفِهِم  . ويتحدثُ في أمسياتِ  تكريمهم الهزيلة  والهزليَّة  بعضُ النويقدين المتطفلين والمتسلقين على الأدب والذين لا يفهمون شيئا في النقد الادبي والفني. وأما الشاعرُ القديرُ والمبدع الأستاذ  كمال إبراهيم فقد أقاموا له الكثيرمن الأمسياتِ التكريميَّةِ احتفاء بإصداراتهِ الإبداعيةِ ، وهو يستحقُّ كلَّ تكريم  وكلَّ تبجيل واهتمام وبجدارة . ولقد تحدَّثَ في أمسياتهِ خيرةُ النقاد  والأدباء المحليين الذين  يُشارُ لهم بالبنان ..  كان يشاركُ ويحضرُ الأمسات التي تُقامُ  لتكريمه ِوبشكل دائم  جمهورٌ غفير ، وخاصة من المثقفين والشعراء والكتاب والفنانين  .

لقد كتبَ وأبدع شاعرُنا كمال إبراهيم في جميع الألوانِ والأنماط الأدبيَّة.  وعالجَ  في كتاباته جميعَ المواضيع ، مثل :  الوصف ، الرثاء الإجتماعيات والجكمة والفلسفة  والتصوف والروحانيَّات...وغيرها .

والجديرُ بالذكر انه قي الآونة الأخيرة وبعد أن تَديَّنَ وكرَّسَ حياته ووقته  للدين والإيمان والتقوى وعبادة الله جلتْ قدرتُهُ ركّز في كلَّ شعرهِ وكتاباته  على الجانب الروحاني (الروحانيَّات) وللإيمان ولمناجاة الخالق . ويتحدثُ في شعرهِ وبكثرةٍ ، في قصائده الروحانيَّة ،عن موضوع السلام والمحبة .

كتبَ الاستاذُ كمال ابراهيم الشعرَ على جميع أنماطهِ وألوانه.. كتبَ شعرَ التفعيلة والشعر الكلاسيكي التقليدي ( الموزون والمقفَّى )  والشعرَ الحديث المتحرر من الوزن، وأبدع وتألقَ فيهم جميعا أيُما إبداع . ولكنه منذ سنوات قليلة ابتعدَ عن كتابةِ الشعر الكلاسيكي الموزون والمقفى وركّزَ وكرَّسَ كلَّ كتاباتهِ في مضمار الشعر الحديث مجاراة مع ركب التطور والحداثة في مسيرة الشعر العربي الحديث، بيد انَّ شعرَهُ الحديث فيه إيقاعات وجرس وفيه موسيقى داخليَّة ، ولكنه لا يلتزمُ بوزن واحد وبتفعيلة واحدة في الجملة الشعريَّة. وهنالك قاعدة ونظريّة تقول: لا يستطيعُ الشخصُ أن يُجيدَ كتابة القصيدة الحرَّة  الحديثة إذا لم يكن مُتمكّنا من  كتابة القصيدة الشعريَّة العموديَّة التقليديَّة  الموزونة والمُقفّاة .  والأستاذ كمال ابراهيم هو ضليع ومتمرسٌ ومبدعٌ  في كتابة القصيدة العمودية  التقليدية وفي قصيدة التفعيلة وفي الشعر الحديث أيضا . وهو يستعملُ في  شعرهِ أسلوبَ السهلِ الممتنع ..أي انه يستعملُ في كتاباتهِ جملا وعبارات بسيطة ومفهومة ولا يوجدُ فيها إطلاقا غلوٌّ وغموضٌ وطلاسم ، ولكن مستواهاعالي ، ويكونُ لها  أبعادٌ ودلالاتٌ عديدة وَمُتشعّبة : بلاغيَّة وفكريَّة وفلسفيَّة وموضوعيَّة وغيرها، ولا  يستطيعُ  كلُّ  شاعر أن يكتبَ في مستواها وجماليَّتها .   بيد انهُ  يلتزمُ بالقوافي في نهايةِ كلِّ سطر وجملة شعرية في معظم  قصائده الحديثة التي يكتبها . ونستطيعُ أن نقول ونستعمل هذه العبارة : ( لزوم ما لا يلزم ) لأن كلَّ الشعرالحديث المتحرر من الاوزان لا يوجد فيه أيُّ التزامٍ وتقيُّدٍ بالقوافي في نهاية كل جملة شعرية إلاعند  شاعرنا القدير الأستاذ كمال إبراهيم ، حيث نرى نهاية كل جملة في القصيدة يختمها ويقفلها بنفس القافية.. وهذا ما يميِّزهُ عن  جميع الشعراء الذين يكتبون الشعر الحديث - محليًّا وخارج البلاد .   لان معظم القصائد الحديثة عند جميع الشعراء العرب لا  يوجد فيها قوافي إطلاقا في نهاية الجمل الشعريَّة .

يقفُ الأستاذ كمال الآن وبكلِّ جدارةٍ  شامخا في طليعةِ روَّاد الحداثة والإبداع في مسيرةِ الشعر المحلي الحديث ... ولقد صدق الذي قال عنهُ : (( هو ما  بعدَ بعدَ  بعدَ الحداثةِ )) .  وله أسلوبٌ وطابَعٌ مُمَيّز وأريج ونكهة خاصة في شعرهِ . وكلُّ من يقرأ  لهُ أية قصيدة ومن دون أن ينظرَ إلى اسم كاتبِها سيعرف مباشرةً ان هذه القصيدة للأستاذ كمال ابراهيم .   وبكلماتٍ مختصرة  انهُ صاحبُ أسلوب وطابع ومدرسة مميَّزة ومتفرّدة في الشعر الحديث مثل شعراء الحداثة والتجديد الكبارالذين لكلِّ واحد منهم له أسلوبه وطابعه الخاص وبصماته الإبداعية الحديثة المميَّزة -  كنزار قباني وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وغيرهم  ، والذين أوَّل من كتبوا شعر التفعيلة  في العالم العربي في أواخر الأربعينيَّات من القرن الماضي.

والجديرُ بالذكر ان هنالك شعراء لهم أكثر من 60 سنة في عالم الكتابة والشعر ولا يوجدُ لهم أيُّ أسلوبٌ وطابعٌ مُميَّز في كتاباتِهم الشعريّة ، فهم مقلدون لا أكثر ، ويجترُّون ويعيدون دائما ما  قالهُ  وما  كتبهُ الذين قبلهم من مواضيع وأفكار ومعان وصور شعرية أكل الدهرُ عليها وشرب .

مدخل :

ولندخل الآن إلى إستعراض وتحليل قصائد للشاعر كمال إبراهيم من عدة دواوين له متتالية  بعنوان : روحانيَّات ( من : جزء 1- 6 ) .

سأستهلُّ وأبدأ بقصيدة له من ديوانه ( روحانيات 3 ) بعنوان :  ( أزهار الربيع - صفحة 7 - 8 ) حيثُ يذكرُ الشاعرُ في هذه القصيدة جمالَ الطبيعة وسحرها في شهر نيسان - الشهر الذي يرمزُ إلى الشباب والجمال والكمال والسحر والبهاء والتألق ، وتكون الأرضُ في قمةِ زينتها وتألقها  وروعتها وجمالها.  يصف الشاعرُ جمالَ الطبيعة في هذا الشهر، ويذكرُ بعضَ أنواع الأزهاروالأشجارالمثمرة والمنوِّرة والتي تزهرُ في هذا الشهرالجميل . وفي نفس الوقت  يتطرقُ  شاعرنا  إلى  مواضيع  أخرى هامَّة  في نفس القصيدة كموضوع السلام ، ويتمنى، بدوره ، أن يعمَّ السلامُ والأمنُ والهدوءُ في كلِّ مكان . ودائما يُصلي ويطلبُ من الله جلت قدرتهُ أن يمنعَ  وَيُوقفَ الحربَ والاحتلالَ والدمار، ولينعم الناسُ ويستمتعوا بجمالِ الطبيعة والحياة . يقول في القصيدة :

( أزهارُ الطبيعةِ تُزهرُ في نيسان // التفاحُ والبرتقالُ يملأ البستان ْ //

يا لجمالِ الطبيعةِ والأقحوان //  ليت البلادَ يزولُ عنها العُنفوانْ //

يا إلهي إمنعِ الحربَ والأحزانْ // عن بلادِ الانبياءِ وكافةِ الأوطانْ //

وله قصيدةٌ موضوعها  شهر رمضان ( روحانيَّات 3 - صفحة ( 28 ) -يتحدثُ فيهاعن محاسن هذا الشهر الفضيل - شهر الخير والبركة والمحبة والتسامح والعبادة والتقوى والذي تُستجابُ فيهِ الدعواتُ .  وتتعزَّزُ في هذا الشهر الروابط  والوشائجُ  الإجتماعية والإنسانيّة . ويلتزم الشاعرُ بقافية واحدة  في القصيدة ، بيد أن القصيدة لا تلتزم بوزن واحد  معين .  يقول فيها :

( رمضانُ شهرُ الفضيلةِ والصيام // فيه تتجلى النفوسُ ويحلُّ السلامْ//

تزولُ عن المؤمنين متاعبُ الايّامْ // فيه يدنو الصائمُ من الله  القدوس السلام // .. تزولُ عنهُ  شرورُ النهارِ وإفكُ  الظلامْ // ) .

سأنتقلُ إلى قصيدته الرائعة بعنوان: (" تأملات"- 3 - صفحة 32 - 34)   هذه القصيدة من العيار الثقيل ومن والصعب الممتنع  وليس السهل الممتنع .. ومن الناحية الشكلية والبناء الخارجي هذه القصيدة  حديثة  وقريبة  جدا إلى نمط شعر التفعيلة .. أي انها لا تلتزم وتتقيَّد بوزن واحد في كل جملة شعرية ، ويوجد في كل جملة أكثر من تفعيلة..بل عدة تفاعيل، وهالك بعض الجمل على وزن واحد وعلى نفس التفعيلة ...وأستطيع ان أقول :إنها مزيج بين شعر التفعيلة والشعر الحر من الناحية الشكل والبناء الخارجي.. ويلتزمُ الشاعر ببعض القوافي في كلِّ  قفلة وبتوزيع  جميل  للقوافي مما  يعطي الجملة الشعريَّة والقصيدة ككل جماليّة وتألقا خاصَّا . وهذه القصيدة على مستوى عال جدا من  جميع  النواحي : من ناحية البناء والسَّبك والألفاظ الجميلة المُمَوسقة والتكثيف في المعاني والصورالشعريَّة الجميلة والخلابة والمصطلحات والإستعارات البلاغية الحديثة.وتُعيدُ هذه القصيدة إلى أذهاننا روائع عمالقة الشعر والتجديد في مسيرة الشعر العربي الحديث ، مثل : بدر شاكر السياب  وعبد الوهاب البياتي  ونازك  الملائكة ... وغيرهم من رُوَّاد الحداثة.والقصيدةُ فيها طابعُ وروح التفاؤل والأمل والحب والجمال والإتحاد مع الطبيعة والوجود في نشيد إنساني روحاني  سماوي  متناغم  رائع ... والشاعر يغني فيها : للحبِّ للجمال الأول للسلام المنشود. وفي هذه القصيدة تكتملُ  كلُّ عناصر وأسس الإبداع  والجمال الحقيقي . وهي من  القصائد النادرة في الأدب المحلي في هذا المستوى والعمق والتألق .  ويقول فيها :

(( أستنشقُ العطرَ في فرحِ الحياة // وتغمُرني السعادةُ في وَهَجِ النشيدْ،//

أناجي الليلَ أن يمحُوَ الأنَّاتْ// في سفري العنيد // في كلِّ اللحظاتْ //

أناجي القلبَ أن يجلبَ البسماتْ// في المشيِ وفي النجوالِ //

عبرَ الفيافي والمروجِ//وفي زحمةِ الطرقاتْ //

ناشدتُكَ ربِّي // أن تمنعَ الآهات // عن أطفالِ بلادي في كلِّ عيدْ //

ناشدتُكَ // ان تعيدَ المجدَ والسرورْ // والبهجةَ والحُبورْ //

لقلبٍ أضناهُ النَّوى // من صبٍّ لجوجْ //

جئتُكِ بلادي // أناجي بحرَكِ والسُّهولْ //

ليكونَ صيفُكِ القادمُ // من أجملِ الفصُولْ ، //

جئتُ أنادي // أن يكون شتاؤُكِ غنيًّا بالمطر // وبياضِ الثلوج//

جئتُكِ يا بلادي // شاعرًا مُمَنطقًا بالحرفِ والعزمِ الشَّديدْ //

أدعُو  للسِّلمِ // والفجرِ الجديدْ // )) .

وإلى قصيدة أخرى من الديوان بعنوان : ( " أستجيرك يا إلهي" -  روحانيات 3 - صفحة 48 - 51 ) وفيها يستجيرُ الشاعرُ بالله جلَّ جلاله ويتوسَّلُ ويطلب منه أن يعفو ويرحم الفقراء .  ويبرزُ فيها ويتجلى عنصرُ الإبمان . يقولُ  :

( " أستجيرُكَ   ياإلهي //   يا مالكَ يومَ الدِّينْ //

أستجيرُكَ ان تعطفَ على الفقراءِ // يا صاحبَ الحقِّ البُبينْ //

أنتَ   الإلهُ   الأكرَمُ // باعِثُ الأرزاقِ في كلِّ ناحيةٍ وَحين //

أستجيرُكَ يا أرحمَ الرَّاحمين // )) .

وللشاعر الكثير من القصائد في دواوينه ( روجانيات ( من الجزء الأول إلى الجزء السادس )  يذكرُ وَيُعَدِّدُ فيها الكثيرَ من أسماء الله الحسنى، مثل :

( الرحمن ، الرحيم ،الغفار، الباري، المصوّر، الوهاب ، الخالق ) ... إلخ .

وله الكثيرُ من القصائد الإبتهالية ومناجاة  الله الخالق والدعاء والتوسل إليهِ  ليُسَهِّلَ الأمورَ، ولكي يعمَّ الخيرُ والمحبةُ والسلامُ على الجميع ، مثال على ذلك :  ( قصيدة " اللهم  " - روحانيات 3 - صفحة 56 ) .

وأما قصيدتهُ " قوس فزج " - ( روحانيات 3 - صفحة  51 - 53 ) فهي على مستوى عال جدا ، ولا تقلُّ مستوى  وروعة عن روائع عمالقة الشعر والإبداع والحداثة في العصر الحديث . وفيها الجانبُ الوطني والإنساني والأممي أيضا والطابع الرومانسي الحالم والشفاف .   ويظهرُ ويتجلى فيها بوضوح  مشاعرُ ولواعج الشاعرالقدير كمال إبراهيم ومدى محبته لجميع الناس والبشر، وتطلعاته السامية  نحو السلام ورقي الإنسان فكريًّا وأخلاقيًّا  . ويقول فيها :

(( تبًّا لمن دكَّ بالبارودِ // أوطانَ السَّلامْ //

فغادرتْ أعشاشَهَا // أسرابُ اليمامْ //

تبًّا لِمَنْ نشرَ الحقدَ //في بلدِ المسيحْ //

لِيَعُمَّ الحزنُ أوتارَ َ المسَا //

وفي الفحرِ لم يعُدْ// ديكٌ يصيحْ//

هذي بلادي  // بُؤبُؤُ عيني // وفؤادي //

غطّتْ روابيها // المآسي والمحَنْ  //

تيبَسَّتْ كرومُها // فمات َزهرُ اللوزِ // وجفَّ الفنَنَنْ //

يا إلهي ، // إليكَ  دُعائي : // إبعَثْ صوتَ  بلادي //

نسمة غيثٍ  // مُكلَّلةً بقوسِ قٌزحْ //

وانشرِ السلمَ في وطني // ليسودَ الحبُّ والفرَحْ//

عندها يسعدُ الصغارُ والكبارْ // وترجعُ البهجةُ للحاكورةِ والدارْ //

ومع صياحِ الديكِ في الصَّباحْ //

يتلألأ  الطلُّ  // يُغرِّدُ البُلبلُ //  وَتشفَى  الجراحْ )) .

ولهُ قصائد في هذا الديوان  وغيره يتحدثُ فيها عن براءة الأطفال - الملائكة الصغارالتي  تمشي على هذه الارض ، مثال على ذلك : قصيدة  ( "براءة  الاطفال " - صفحة 54 - روحانيات 3 )  ، يقولُ فيها :

( براءَةُ الأطفالِ هديَّةُ اللهْ // للأهلِ والخلانِ كلٌّ برضاهْ

بسمةُ الطفلِ بالعينِ والشفاهْ // أجملُ ما في الكونِ وَسماهْ // ))

وله أيضا الكثير من القصائد التي عبارة عن أناشيد جميلة ورائعة للأطفال ، وتصلحُ أن تكونَ في المناهج التدريسيَّة وَتُدرَّسَ ضمن موضوع أدب الأطفال.

إن دواوينه روحانيات (من الجزء ا - 6 ) فيها الكثير من القصائد الحافلة والزاخرةِ  بالحكم والمواعظ والأمثال ، وفيها الكثير من العبارات والجمل من الكتب المقدسة . .وكما يذكرُ وَيُعدِّدُ الشاعر الكثير من اسماء الله الحسنى في دواوينه ، مثل : الله ، الرحمن ، الرحيم ، الغفور ، القادر ، الشافي ..إلخ ... كما ذكر سابقا .

وأما قصيدتهِ ( "أطلب الحكمة من يا إلهي " - روحانيَّات 4 - صفحة 9 )  فيذكرنا بمزامير الملك داود ومناجاته لله وتقربه للخالق  في أوقاتهِ العصيبة ، وهي أناشيد سماوية روحيَّة  .   والأستاذ  كمال إبراهيم  يعيدُ  إلى أذهاننا ووجداننا جمال وروعة تلك المزامير وجمالها وسحرها وقيمتها الروحيّة ، وهي غذاء وبلسم ودواء للروح والوجدان والضمير في كل الأوقات .. في السراء والضرَّاء . يقول شاعرنا في هذه القصيدة :

( أطلبُ منكَ الحكمةَ يا إلهي

يا  مبدعَ  النور  والمجرَّات //

يا بارىءَ البسمة في الشفاهِ // يا خالَ الأرضِ والسمواتْ //

ألجأ إليكَ في ليلي ونهاري // في سهري وحروفِ أشعاري //

يا باعِثَ الغيثِ والبرقْ // يا بارِىءَ الكونِ والخلقْ //..إلخ .

عندما نقرأ هذه القصيدة الروحانية للشاعر القدير الأستاذ كمال إبراهيم نتذكر مباشرةً بعض المزامير التي نظمها الملك داود  بوحي  وإيحاء إلهي في أوقاتِ الضيق وعندما  كان مطاردا وهاربا  من الملك شاول  وكانت حياته مهدَّدة بالخطر.

ويقولُ في قصيدته بعنوان : ( أكتب عن حبِّ الله - روحانيَّات 4 - صفحة 13 ) :

( أكتبُ عن حُبِّي لله العزيز الواحد الجبار //

هو من خلقَ الإنسانَ والسمواتِ والبحارْ //

يذكرُ في القصيدةِ عظمة الخالق ووقدرته العظيمة في إبداعه وخلقه للكون والوجود . وبذكرُ رحمته ومحبته للعباد ..وان الشاعر يمشي على الصراط المستقيم  ويُكرِّسُ حياته للخير والمحبةِ والتقوى وحسب مشيئة الرب  جلَّ جلالهُ .

نجدُ الكثيرَ من قصائد الأستاذ كمال إبراهيم  في دواوينه ( روحانيَّات - من الجزء 1 – 6 ) مترعةً بالحكمةِ  والمعاني الفلسفيةِ المُشعَّةِ  بالإيمان ..ولكن لا توجدُ عنده المعاني والفلسفةُ الغامضة والمعقدة فمعانيه  وآراؤُهُ مفهومة ومبسطة، وفلسفتهُ في الحياة شفافة ووادعة يشوبُها نفحاتُ الإيمان .

وقصائدهُ الروحانيَّة الجميلة والشفافة  نجدها مُشعَّةً بالنفحاتِ والشطات الصوفيَّة ، وهو يقفُ ويلتقي مع شعراءِ التّصوُّفِ الجهابذة والمبدعين الكبار وفي  نفس  المنحى  والمنطلق  والتوجُّه...  ولكن كلماته  ومعانيه  وصوره الشعريَّة سلسة ومرنة وواضحة ومنسابة بهدوء ومفهومة للجميع ويفهمها ويستوعبُها حتى الإنسانُ البسيط . ولا يوجدُ  فيها غلوٌّ  وتعقيدٌ  وغموضٌ وإيحاءاتٌ ورموز مبهمة وتوظيفات دلاليَّة تحتاجُ   لمحللين  ونقاد  وإلى مفسرين لكي يحللوا  ويفسِّروا شيفراتها  وطلاسمها   ومعانيها   وأبعادها المُبطنة . وقصائدُ كمال إبراهيم في  دواوينه  الروحانيَّات مفادها وفحواها محبّة  الخالق والعيش في ظلِّ  القداسة والإيمان والمَحبَّة الطهارة  والنقاء وبرعاية الخالق .  وهو مشابهٌ وقريبٌ من الشعراء الصوفيِّين  في الأهدافِ ، ولكن يختلف عنهم في أدواتِ التعبير والأسلوب الكتابي نوعا  ما .  ومن الشعراء الصوفيين للكبار الذين  اشتهروا في قصائدِهم  الروحانيّة ومناجاة الخالق والتقرب إليه :ابن الفارض، محيي الدين بن عربي ، رابعة العدويَّة ، السهرودي وعفيف الدين التلمساني ..وغيرهم .

وكمال إبراهيم في قصائدهِ الروحانيَّةِ المليئةِ  بالحكم والمواعظ يذكرنا بالشاعر الكبير الإمام الشافعي وبالشاعر ابن الوردي وخاصّة في  لاميته المشهورة ( لامية ابن الوردي ) ومطلعها :

( إعتزلْ ذكرى الأغاني والغزلْ = وَقُلِ الفصلَ وَجانبْ مَنْ هَزَلْ ).

والإمام الشافعي معروفٌ للجميع بإيمانهِ وتقواه ومكانتهِ ومنزلته الدينيّة والإجتماعيّة ودعوتهِ للمحبَّة والخير والفضيلة والتآخي والسلام . ولهُ ديوان شعر حافلٌ بالقيم  والمُثلِ والمبادىء والحكم والدعوة إلى الخير والفضيلة والصلاح والتحلي بالأخلاق الحميدة والتّمسُّك بالإيمان . وأما الشاعر إبن الوردي فهو إنسانٌ فاضلٌ وشريفٌ وتقيٌّ وينعكسُ هذا في شعرهِ الذي يدعو إلى عمل الخير وإلى المحبة  والتحلي  بالقيم  والمثل  والمبادىء  والأخلاق الحميدة . وأيضا شاعرنا القديروالمبدع الأستاذ الشيخ " كمال إبراهيم " فدواوينه الروحانيَّات من ( 1- 6 ) تتمحورُ وتسيرُ في نفس الإتجاه وعلى نفس الخط والمسار، وَمفادُها للخير والمحبة والإيمان والتقوى والتمسك بالمبادىء والقيم والأخلاق الحميدة والمُثل السامية  .

ولهُ قصيدتهِ بعنوان : ( " نحن من نرفضُ العُنف " -  روحانيَّات 4 - صفحة 22 - 26 ) يتحدثُ فيها عن العنف والإجرام الُمُتفشِّي والمُنتشر في الوسط العربي وبشكل كبيرومذهل، وهو بدوره يرفضُ ويشجبُ كل ظواهر العنف والشر في مجتمعنا العربي ، يقول فيها :

(نحنُ من نرفضُ العنفَ العنفَ والإنتقام // ونرفضُ حوادثَ القتلِ والإجرامْ

ليتَ العالمَ يسعى للطمأنينةِ والانتظامْ // كي نحمدَ ربَّنا ذا الجلالِ والإكرامْ

هوَ الخالِقُ بارىءُ الكونِ والغيثِ والغمامْ//

هُوَ من يدعُو للسلمِ في عالمٍ سادَهُ الظلامْ//

ليتَ العِداءَ ينتهي وأن يهتدي كافةُ الحكامْ //

هذا ما يبتغيهِ اللهُ باعِثُ الدينِ والرُّسُلِ الكرامْ // )) .

وهذا دأبُ ومنظلقُ شاعرنا كمال إبراهيم  ورسالته ، فهو رسول للسلام وداعية للمحبة والوئام في كل مكان، ويتجلّى هذا من خلالِ كتاباتهِ وأشعاره  الرائدة والخالدة .

وفي قصيدتهِ بعنوان : (( " ألا تدري " - روحانيات 4 - صفحة 47 ) يتحدثُ  مع  الإنسان  الراقي  صاحب  الضمير الحي والمتسربل  بالمحبَّة وبالمبادىء والقيم الإنسانية في كلِّ مكان ، ويُظهرُ له الخطرَ والشرَّ والبلاء الرهيب الذي سيحلُّ بالإنسانيَّة بالبشريَّة من خلال الحروب والقتل والدمار في الكثير من بقاع الأرض فيقول :

(( ألا تدري ايها الإنسان إن الإنسان يسيرُ نحو الهاويهْ

حربٌ وقتلٌ ومجاعةٌ في غزة  هاشم وفي أوكرانيهْ

هذا ما يشهدُهُ التاريخُ الي باتَ عدوًّا ضدَّ البشريَّة

حكوماتُ هذا العصرِ كأنها تريدُ حربًا ثالثة عالميَّة

لا تأبَهُ ولا تفعلُ شيئًا ضدَّ الجُرمِ وويلاتِ الإنسانيّة

العالمُ أضحَى لا يعرفُ غير البارودِ والقنبلةِ النوويَّة

يا للويلِ من حروبٍ وزلازلَ نشهدُهَا في دولٍ عربيَّة

هذا من عضبِ الرَّبِّ لما نراهُ من حكوماتٍ عنجهيَّة

في افريقيا وآسيا فيها الخنوعُ والتفاقُ للدولِ الغربيَّة

تبًّا لسياسةِ هذا العصرِ الذين يُؤيِّدُون حروبًا "بلطجيَّة")

هذه  القصيدة  تُجسِّدُ بالضبط الواقعَ الاجتماعي  والسياسي  والأمني والعسكري الذي نعيشهُ  ونحياهُ  الآن في الشرق وفي منطقتنا  بالذات وفي جميع بقاع العالم.. والقصيدةُ هي لسانُ حالِ كلِّ إنسان مؤمن ونظيف وخيِّر ومُحبٍّ للسلام يُصلّي ويتمنَّى أن تتوقفَ الحروبُ في كل مكان وينعم الجميع بالهدوء  والإستقرار والأمن  والسلام ..لانه بالسلام العادل  والشامل  يكون الإزدهار والإنتعاشُ  والرقي في كل شيىء وفي جميع الجوانب  والنواحي الحياتيَّة : العلمية  والثقتافية والإجتماعية والإقتصادية . وأما الحرب  فهي أداةُ  الشيطان ، والحرب هي الدمار والبلاء على الجميع .

وفي  وقصيدة " يُعِزُّني أن أناجي" - ( ديوانه روحانيات  5 - صفحة 15 – 16 )  يذكر مناجاته لله باشعار روحانيّة ، وفيها الرجاءُ والعزاء لكلِّ  مؤمن  ينحني أمام  الرب أن يستجيب له الرب... وأيضا للكثيرمن المؤمنين الصادقين المبتهلين ومن صلوا من أجل  ان يمنع  العنف ويتوقف  القتل والحرب والدمار ، فيقول فيها :

(( يعزيني  ان اناجي الربَّ بأشعار روحانيَّة

وأرجو عطفهُ ليمنعَ العُنفَ في البريَّة

وأما قصيدتهِ التي بعنوان : ( " في عيد الأضحى " - روحانيَّات 5  -صفحة 23 ) فيظهرُ فيها جوَّ البهجة والسرور في هذا العيد. والقصيدةُ كُتبت بالهجة العاميّة المحكيَّة وبتلقائيَّةٍ وسلاسة وعفوبة . وهي كالكثير من قصائد كمال إبراهيم الغنائية المُمَوسقة  والرنَّانه  ذات الإيقاع الراقص والسريع تصلح أن  تكون أنشودة ملحنة ومغناة  للأطفال ، وأن تُدرجَ  ضمن  قصائد وأدب الاطفال المحلي الإبداعي وأن تدرس لللأطفال في المدارس للمرحلة الإبتداية . ويقول فيها :

( إجا العيد يفرِّحنا // يزيل الهم بديرتنا //

مَرحَا بقدوم الزوَّارْ // نعمِّ الفرحَة بحارِتنا //

أهلا بالعيدِ الغالي // في رجوعك تحلى الليالي //

محلا لمَّة هالغوالي // وكلّ الأهل ببلدِتنا //

با أضحَى يا أكبَرعيدْ // بقدومك هالفرحة تزيدْ //

يلتمُّوا الأهل من جديد // وتكبَر عِنَّا  فرحتنا //.. إلخ ..

وهو يتميَّزُ ويتفرَّدُ بشكلٍ خاص ، في الآونة الأخيرة (كما ذُكرَ أعلاه ) في كتابة الشعرالعامي والشعبي والغنائي والشعر  الحديث - السهل الممتنع  وفي  كتابة الأغاني ، وخاصة القصائد الروحانيّة التي يناجي فيها  الخالق جلت  قدرته  ويدعو  فيها إلى الإيمان والمحبَّة والسير والسلوك  حسب مشئية الله والإرادة الربانيَّة .. ويتناولُ في هذه القصيدة موضوع السلام والمحبة .وقصيدتهُ يشوبُها وسيودها الطابعُ الأممي وليس  فقط المحلي  والإقليمي..ولهذا نال الأستاذ  كمال إبراهيم  شهرة وانتشارا واسعا : محليا وعربيًّا وعالميًّا .   ويذكرنا هنا  بالشاعر الغنائي المصري  العربي الكبير والذي عُرِفَ بلقب شاعر الشباب " أحمد رامي " والذي غنَّتْ  له  كوكب الشرق أم كلثوم أكثر من 400 أغنية وقصيدة من أشعاره .وأحمد رامي في البداية كان يكتبُ فقط الشعرَ الكلاسيكي التقليدي الموزون والمقفى ، وهو الذي ترجم رباعيات الخيام من الفارسية للعربية ، وغنت أم لكثوم بعض المقاطع من الرباعيات – تلحين الموسيقار الكبيبر "رياض السومباطي " .. وعنما اتَّجَه أحمد رامي إلى كتابة القصائد العامية وتركَ الشعرَ الفصيح الموزون والمقفى انتقدهُ الكثيرون ، وخاصة بعد أن ترجم  رباعيات الخيام، ولكنه حقق شهرة كبيرة ومذهلة عندما بدأت أم كلثوم تغيِّي له ومن كلماته القصائد باللهجة العامية المحكيَّة ، وحقق شهرة واسعة ومذهلة في جميع الوطن العربي .أكثر بكثير ما كان عليه في البداية ..وهاذا ما حدث بالضبط مع  شاعرنا المبدع  والمتألق  الأستاذ  كمال إبراهيم . فقصائده التي  كتبها بالهجةِ العامية  المحكيَّة  حققت  له  شهرة  واسعة النطاق : محليًّا  وعربيًّا وعالميّأ . وقد لحنوا له أكثر من 400 أغنية .. وقام بت لحينها خيرةُ وكبارُ الموسيقيين والملحنين من مختلف الدول العربية :من لبنان وسوريا ومصر وتونس والمغرب ..وغيرها .

ومبورك له على هذا الإصدارات وعلى هذه الإنجازات الرائعة والشهرة والمكانة الكبيرة التي وصل إليها ، ونتمنى له العمر الطويل والمديد والمزيد من الإصدارات الإبداعية الجديدة .

وأما قصيدته بعنوان : ( وصايا - صفحة 57 - 59 - روحانيات 5 ) فهي قصيدة أممية  شاملة يدعو فيها إلى المحبَّة والسلام بين جميع الشعوب والأديان ..وأن الإنسان هو أخ الإنسان وليس مهمًّا لأيِّ دين وقومية وعرق ينتمي ..والمهم أن يكون عنده سلام   وامل وخير ووداعة وأن يحبَّ  كلَّ الناس ويسعى لأجل خيرالجميع..وكل شخص حتى لو كان من طائفةٍ وديانة ثانية ومن قومية أخرى فيجب ان نتمنى له الخيرَ والسعادة والنجاحَ والسلام . وهذه القصيدة موزونة على بحر المتدارك الغنائي الجميل .  يقول في القصيدة :

( كُن في العالمِ أيًا كُنتْ // كُنْ عربيًّا أو عبريَّا //

أمريكيًّا أو روسيًّا // كُنْ هنديًّا أو كنديَّا //

واجنحْ دومًا نحوَ السلم // أيَّ نبيٍّ كانْ //

لكن لا تتعَصَّبْ // لا تكرَهْ أيًّا من بينِ الأديانْ //

إقرأ في هذاالعالم كلَّ الافكارْ//

أدرُسْ ما أحببتْ // لكن لا تتقيَّدْ // لاتتصلّبْ كالأحجارْ //

بلكُن دومًا كالأزهارْ //

كُنْ بشريًّا // كُن اخويًّا //

لا تقتل// لا تسرقْ // لا تكذبْ // لا تكرهْ // بل أحبِبْ //

لا تبنِ بينكَ وبينَ الآخرِ أيَّ جدارْ //

إزرعْ في نفسِكَ معنى الصِّدقْ //

وادْعُ دومًا للإخلاصْ // علِّمْ ابنكَ معنى الرّفقْ //

وانشُرْ دومًا حُبَّ الناسْ //

كُنْ إنسانًا يحملُ عطفًا // إزرَعْ وردًا //

اغرسْ حُبًّا واملأ قلبَكَ بالإحساسْ )) .

هذه القصيدة مستواها عالي جدا من جميع النواحي والجوانب : المعنى والموضوع البناء ة وجوة  السبك  والجزالة  والصور الجميلة ،  وخاصة انها تتناول موضوعا هاما وإنسانيًّا، ولهذا ترقى هذه  القصيدةُ في مستواها وَتَموُّجاتها وإشعاعاتها الإنسانيّة إلى مصافِ الشعر والأدب العالمي .. إنها تعني وتهُمُّ  الإنسان الإنسان في كلِّ  مكان  وبقعةٍ على هذه الأرض .. وهذه القصيدة  كُتبت  وَوُجِّهَت  للبشرية  جمعاء  وليسست لجهة  معينة   أو  لفئة ولجهة سياسية ولحيِّز ضيِّق .. وهذا هو الشعر العالمي الذي سيخلدُ . وأما الشعر والأدب الذي  يتحدثُ  فقط عن  وضع  وحالة  آنية  محدودة فيشتهر وينتشرُ لفترة  قصيرة وعلى نطاق وحيز محدود  وبعدها  يبدأ بالتقلص والتلاشي . وأريد ان أضيف : لقد وظفَ الشاعر في القصيدة بعض الجمل التي وردتْ في الوصايا العشرة للنبي موسى ، مثل : ( لا تقتل ) ، ( لا تسرق ) ، ( لا تكذب ) .

وفي قصيدتهِ ( في عيد الفطر روحانيَّات 4 - صفحة : 35 - 36 ) يتحدثُ عن بهجة وقداسة هذا العيد وشعور المسلمين بالسعادة والهناء والحبور بعد شهر من الصِّيام . ويقول في القصيدة :

( في عيد الفطر ترنمَّت قلوب المسلمين  وازدَهَرتْ //

ليتنا في رمضان عشنا ايَّامًا من الحربِ خلتْ //

كب تعمَّ السعادةُ في العيدِ وفي أيامٍ مَضَتْ //  )) .. إلخ .

بالطبع لقد نظمَ هذه القصيدة في أيام الحرب  حيث أنَّ معظمَ الناس لم تُعيِّد وتفرح وتبتهج  بالعيد كما يجب .  ويتطرق الشاعر في القصيدة إلى موضوع السلام والذي من خلالهِ تتحقق السعادةُ والعيشُ الرَّغد والهناء والاستقرار، ويكون لكل ِّعيد  في ظلِّ  السلام  بهجته وجماليّته  ورونقه ، وترتسمُ الفرحةُ على وجوه الجميع .

وأما قصيدة (" يا الله " - صفحة 39 - ديوان روحانيات 4 )  فهي عبارة عن مناجاة حارَّة للخالق جلت قدرتُهُ .  ويطلب شاعرنا من  الله أن يشفي كل مريض ومكلوم ، وأن يعمَّ السلامُ والستقرار والفرحُ والأمنُ على الجميع . يقول الشاعر في القصيدة :

( يا الله يا باعثَ َ كلِّ الأنبياء // يا حارسَ التوحيدَ والأتقياءْ

أنتَ الوكيلُ مُعزِّزُ الشرفاءْ //

نرجوك أن تؤمن لنا الدواءْ // .وأن تشفي المريض من الداءْ// .. إلخ

وفي  قصيدته " حروفي مُوَجَّهة " - من ديوانه ( روحانيَّات 6  - صفحة 11 – 12 ) . يتحدثُ فيها عن موضوع السلام أيضا وأهميته ، ويذكر ويُعدِّدُ ويلات وأهوال وكوارث الحرب والمآسي التي سيُعاني منها البشر والناس . يقول الشاعر :

( حروفي مُوَّجة لمناجاة الخالق  البرِّ الرحمن //

راجيًا منهُ ان يعطفَ بالسلامِ في هذا الزَّمانْ //

زماننا المنكوبِ بالحربِ والعُنفِ في كلَّ أوانْ //

رحمةُ الله على القتلى // الذين يسقطون في الميدانْ//

والأطفالِ والشُّيوخِ // مِمَّنْ يُقتلون بالذلِّ والهوانْ// .إلح ..

وأما قصيدته بعنوان: ( " أخطاء الزمان " - صفحة 13  من ديوان روحانيَّات 6 ) فيشوبُها طابع التهكم الساخر. ويتحدثُ عن الأصطبل ( بيت الحيوانات الذي خصص للحيوانات كالدواب .. فيتمنَّى ان  يكون الاصطبلُ في هذا الزمان الرديىء ليس للحيوان بل أن يُخصَّصَ للمجرم والقاتل ولعدو الإنسانيَّة والطفولة والبراءة .والبشريّة جمعاء .

يقول الشاعر :

( الأصطبل بيتُ الحيوانْ // ليتهُ في هذا الزّمانْ //

مع ما نراهُ في كلِّ مكانْ // من عُنفٍ وقتلٍ وَعُدوانْ //

ليتهُ خصِّصَ لعدَدُوِّ الإنسانْ //

ويقول : ( في هذا العصرِ في كلِّ // القاتلُ يمرحُ كالشيطانْ //

والظالمُ يعتدي قهرًا وَبُهتانْ //

يقصفُ بالمدفعِ والطيرانْ // أطفال وشيوخًا وَشُبَّانْ //

ليتَ المُخطىءُ في هذا الزمانْ // يقبعُ في السجنِمع السَّجَّانْ //

والقاتلُ يُدْحَشُ في بيتش الظربانْ //

عندها نعيشُ ، الأهلُ وسائرُ الجيران//

بهدوءٍ وَحُبٍّ وأمنٍ وسلمٍ وأمانْ " )) .

( الاسطبلُ خُصّصَ للحيوان فقط ..ولكن شاعرنا يتمنى ويطالبُ  في هذا الزمن الأعوج والغريب أن يُخَصَّصَ الاصطبل للأشرار والمجرمين والقتلة والخارجين عن القانون..كما ذُكرَ أعلاه) .

يتمنَّى الشاعرُ أن تكون هنالك عدالة إنسانيَّة على هذه الأرض وقانون دولي عادل يحمي الأبرياء والغلابى وللمساكين والمستضعفين والشعوب المقموعة والمُضطهدة والمغلوبة على أمرها من المعتدين والظالمين والبغاة ، وأنه يجب على المعتدي والقاتل والمذنب والمنفذ الجرائم البشعة في حق الأبرياء والناس  العزل في كل مكان  أن يوضع في السجن  وينال عقابه العادل . بل أن يقبع في  الإصطبل ومع حيوان الظربان بالذات وليس مع الحيوانات الاليقة كالحمير والبغال والخيل التي تخدم وتفيد الناس والبشر .

يقول الشاعر : ((والقاتل يُدحشُ في بيت الظربان ) ..والظربان حيوان يفرز رائحة كريحة جدا  وفتّاكة  وجميع  الحيوانات  تهرب من رائحته المنتنة.، وحتى الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور التي تكون مقدمةً على افتراسه تولي الأدبار من رائحته القاتلة . واستعملَ الشاعر كلمة ( يُدحشُ ) وهي كلمة عامية وجاء استعمالها هنا في  مكانها  الصحيح  والمُعَبِّر ، وهي  وأحلى وأبلغ  وأدق تعبيرا من كلمة يُوضع أو  يُدخل ..  والقصيدةُ جميلة جدا  بأسلوبها  وطابعها  الساخر والتهكمي  وبنكهتها وفحواها  وأهدافها  الإنسانيّة  وابعادها  الاجتماعيَّة والسياسيِّة .  وهذا الأسلوب واللون يفتقرُ

إليه معظمُ  الشعر والأدب العربي الحديث ، وخاصة الشعر والأدب المحلي .. ( ومن الذين برزوا واشهرو ا  في اللون  الأدب التهكمي الساخر الكاتب والنااقد والروائي الكبير الأستاذ نبيل عودة من  مدينة الناصرة ، وخاصة في روايته " المستحيل ") .. وقد كتيتُ أنا عنها سابقا دراسة نقدية تحليلية موسعة . ومن الشعراء المحليين المحليّين الذين كتبوا الشعرالتهكمي الساخر الشاعرالكبير المرحوم راشد حسين . وأنا أيضا ( حاتم جوعيه ) ولي الكثير من القصائد الهجائيَّة التهكميَّة الساخرة .

وفي قصيدته ( منذ خلقت - صفحة 43 - من ديوان روحانيات 6 ) يتحدثُ عن  إيمانه العميق والصادق  بالله جلَّ  جلالهُ ، وأن الله قد  خلقهُ مؤمنا  واختاره  ان يكون دائما  سالكا في طريق النور والإيمان  والتقوى ..وأن الله هو الذي  يُلهمُ الإنسان ويفتح له البصيرة ليهتدي إلى الصواب والىنور الإيمان .  فيقول :

( منذ  خُلقتُ أتاني  وحيٌ بوجود الخالق الوهَّابْ

إنَّهُ العظيمُ العليُّ الحقُّ  للمصوِّرُ الغفار التوَّابْ

واجب أن أذكي إبداعات الله من شمس وسحابْ ) .

يُعدِّدُ الشاعر هنا البعض من  أسماء الله الحُسنى .

الخاتمة :   إنَّ الشاعرَ والكاتبَ والناقدَ والإعلامي القدير والمتألّق الأستاذ الشيخ كمال إبراهيم يُعَدُّ من الشعراء والأدباء المبدعين الأوائل في البلاد .  حقّق شهرة  وانتشارا واسعا  ومُذهلا محليًّا وعربيًّا  وعالميًّا . كتب ، بدورهِ ، الشعرَ على جميع  الأنماظ  والالوان  : الكلاسيكي التقليدي والحديث المتحرر من الوزن وشعر التفعيلة .. وله أسلوبٌ وطابع مُمَيَّز في جميع  كتاباته الشعريَّة .  ولا أبالغ إذا قلتُ  :  إنهُ صاحب مدرسة جديدة وحديثة في الشعر العربي  .  ويستحقُّ شعرهُ  أن  يتناوله  ويهتمَّ  به  كبار الادباء والنقاد وأن  يُترجم إلى معظم  لغات العالم .. وقد كتبَ عن  دواوينه الصادرة  العديدُ  من  النقاد محليًّا وخارج  البلاد .. ولكن  تحتاجُ دواوينه وإبداعاته إلى وقفات طويلة  وإلى دراسات  أخرى  تحليليَّة  وموضوعيَّة وعميقة ومطولة  وشاملة أكثر  .

يقلم : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل

...................................................................................

المصادر :

*1 ) - دواوين روحانيَّات ( من الجزء الأول إلى جزء 6 ) - للشاعر كمال براهيم - إصدار : دار الحديث - عسفيا .

* 2 ) ديوان أحمد  رامي - المجموعة الكاملة - دار العودة بيروت .

*3 ) ديوان بيرم التونسي - عدة طبعات .

ديوان بدر شاكر السياب - المجموعة الكاملة – دار العودة بيروت

*4 ) ديوان عبد الوهاب البياتي – درار العودة بيروت – لبنان .

*5 * ديوان نازك الملائكة  –  إصدار دار العودة - بيروت

*6 ) ديوان ابن الوردي -  إصدار: دار الآفاق العربية

* 7 ) ديوان الإمام الشافعي- إصدار : مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة - مصر

* 8 ) قصة المستحيل : الكاتب نبيل عودة - الناصرة

* 9 ) راشد حسين - المجموعة الشعريّة الكاملة  إصدار : مكتبة كل شيىء حيفا   .

* 10 ) الكتاب المقدس - العهد القديم - مزامير داود .

* 11 ) ديوان ابن الفارض - إصدار : دار صادر – بيروت - لبنان .

*12 ) ديوان محيي الدين بن عربي – إصدار – دار الكتب العلمية – بيروت - لبنان .

* 13 ) ديوان السهرودي - إصدار : - دار الكتب العلمية بيروت .

...............................................................



الـــصــباح بِـــقَـــلَـــمٍ ️ الشاعر أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي

 الـــصــباح


أصبح الـصباح عـلى وجـهٍ

ينير لإطلاله الطيف ألوانا


وجه عليها البسمة رسـمت

فـلجمـالـه بان در الأسنـانا


كـم لـطـلعته فـي المحبين

أثرا يـمـحـو لـهـم الأحـزانا


فـما بـال الأحـزان تـرافقنا

والهم بعد الحزن قد أفنانا


فلا حاجة لنا بصباح لـيس

فـيه نـور مـن طيفها مـبانا


بـانَ عـليـنـا ضـياء نـورهـا

الذي بعد الفناء قـد أحيانا


مـلأ سـحر طـيـفهـا أرجـاء

الــكـون ومــــلأ الأركــانــا


رقـيـقة جـمـيـلة ســاحـرة 

مـا خـلـقت مـثلـها إنـسانـا


تـزهـو وكـأنـهـا زهـرة فـي

ربــيـعــهـا، لـهـا الآوان آنـا


أيـنـعـت وأثـمرت وكـأنمـا

وقـت الـحـصـاد لـها حـانا


            ✍️  بِـــقَـــلَـــمٍ ️

        أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي 🇮🇶



من يشتري بقلم الشاعرة زهرة الحوّاشي.

 من يشتري

‏أفرغتُ كاساتي دنانًا ملءَ ثغري

و أدمنتُ حرَّ يبابِها سرًّا بجَهري


فأحلامٌ نسجتُ ضياءَها باتتْ سرابا

بِصحاري القيضِ في مُهجتي تَسري


رحَّالةً أمسيتُ..أضنتْني الثنايا

و ارتجالٌ في غدي قد باتَ قدري


همَس الناصحُ بي صبرا جميلا !

فأذبت هامَ صبابتي بلُجاج صبرْي


وقطعتُ أوصالَ الحنينِ و قلت ولَّى

و شربت نخبًا تِلو نخبٍ وهْج خمري


فأعادنِي لهَبي أجيجًا  في الضُّلوع

و تهاوى بي حلمي ... و ظلَّ يُهري


فمن يَرثي لحالتي و يفكُّ أسري 

ويشتري بِقِراط صبرٍ باقي عُمري

زهرة الحوّاشي.

من مجموعة دبشليمات .



الضلآل بقلم الأستاذ فراس ريسان سلمان العلي

 الضلآل

*********

            أضحتْ الدنيا جحيماَ لايُطاق

                              ضربُ أعناقٍ وظلمٍ ونفاق


           غدرُها طالَ السجايا الصالحاتِ

                       وأمسى رأسُ الحقِّ بالدمِ مُراق


           ونقول وعدَ الله جاءَ ونكبرُ

                          عبارةٌ؛  لاندري أن كنا    وفاق


           تلوثَ الدينُ بالأعمالِ الدنيئةِ

                          وضاع منه  الوفاءُ   والصدقُ


           وألبسوا الأسلامَ ثوباً فصلوه

                        على    هواهم    رتقاً     برتق


           بينماالإسلام   سترٌ وعفافٌ

                            والنبوةُ بلغتْ  كل   الفرق


           لكن؛ سلطةَ إبليسُ اللعينةُ

                           أحدثتْ   في  الشرعِ   شق


           وذاك  دينُ  اللهِ  واضحٌ

                         بأنوار   أهلِ   البيتِ   مشرق

       الأستاذ

فراس ريسان سلمان العلي

           العراق