الخميس، 16 يناير 2020

أنا انسان....بقلم الشاعر محمد لمراحلي

خواطر بوهالي

أنا انسان

أنا انسان لا أُريح
ولا أستريح
ومركبي
لا تدفعه الريح
آمنت
بمحمد وبموسى وبعيسى المسيح
وبجل الأنيباء والرسل
في الذكر الصحيح
لا أخشى الفحيح
فسريري ومكتبي مُريح
ولم أعشق قط
أسلوب المديح
بأحرفي لا أنافق
أُوجه السهم للمنافق
وسأبقى للأبد صريح
رغم أني جريح
بعد مماتي
لا أرغب أن يشيد على جسدي
ضريح
فأنا بالنسبة لهم
قبيح
ولن يكتبوا اسمي
على جدرانهم
ليقف عليه أهل التسبيح
يكفيني
أن لدي من العشاق
بستان فسيح
ومن زاره
قال عنه مليح
سأحيى
سأموت
حرا مع الأحرار
ولن أهاب النقد والنبيح

بقلم
محمد لمراحلي

حبل الوصال....بقلم الشاعر رشدي الخميري

حبل الوصال
على ضفّتي نهر يلتقي أحمد بفتاة أعجبته. أراد أن يكلّمها وحاول مرّات و مرّات لكن بدون جدوى. محاولاته في التّواصل معها باءت بالفشل لأنّ البنت كانت على الضّفة الأخرى من النّهر من جهة، ومن جهة ثانية كان تدفّق الماء يحدث ضجيجا كبيرا فيمنع صوته من أن يصل إلى أذني الفتاة لتتفاعل معه أوحتّى لتعلمه أنّها سمعته ولا تريد التّواصل معه . ثمّ حاول أحمد ان يصل إليها لكنّ ذلك لم يكن سهلا أبدا فمنسوب المياه كان كبيرا جدّا و يمكن أن تجرفه المياه أبعد ممّا يتصوّر . أظهرت البنت تفاعلا مع محاولات أحمد وكأنّها تريد أن يكون إلى جانبها أو حتّى أن يتواصل معها ولو من بعيد فيشعر كلّ منهما بانتماء ما . انتبه أحمد لتفاعل البنت معه فأصبح يتواصل معها بالإشارة فهمت بعضها وغمض عنها البعض الآخر ولكنّها مع ذلك أو بالرّغم من ذلك أرسلت بسمة ولوّحت بيديها مرّات تفاعلا مع ما يرسله أحمد من إشارات. اطمأنّ الطّرفان لبعضهما. ومع تقدّم الوقت بدأ اليأس من الالتقاء المباشر يتسرّب إلى أحمد والبنت الموجودة على الضّفة الأخرى من النّهر. أحمد أبدى جرأة وحماسا أكثر ممّا أبدته الفتاة بالرّغم من أنّها راغبة في التّواصل. ويأتي وقت على الشّخصين فيفترا ويجلس كلّ منهما على الأرض دون حراك ولم يغب أحدهما عن عيني الآخر وكأنّهما يبعثان برسائل صامتة تقرأها عيناهما هما فقط. فكأنّ كلّ واحد منهما يطمئن الآخر أنّه ينتمي إليه ولكنّ المسألة مسألة وقت فقط. ثمّ بدأ النّهار ينطوي على نفسه ليفسح المجال لهبوط اللّيل في ذلك المكان. وشيئا فشيئا أظلم المكان وبات التّواصل مستحيلا جدّا فحتّى مجرّد نظرة في عيني الآخر أصبحت غير واردة . أحمد يبحث عن حلّ ويصرّ على مجابهة العراقيل الّتي وقفت أمام صلته بتلك البنت. الفتاة بدورها لم تستقرّ لأنّها أرادت وبكلّ قوّة أن تجتمع بأحمد. ومع تقدّم الوقت أكثر يبدأ الخوف من المجهول في دغدغة دواخل نزيلي ضفّتي النّهر. وأصبح من المهمّ جدّا أن يصل أحمد إلى فتاته. الظّلمة ، منسوب مياه النّهر والضّجيج الّذي يحدثه تدفّق الماء عوائق حقيقيّة تصدّ أو تمنع الولدين من التّواصل وربّما تمنعهما من تأسيس قصّة حبّ هي الأجمل . وهذه القصّة قد تكون أساسا صلبا لبناء عائلة فعشيرة فمجتمع . وأساس هذه البناءات هو الحبّ . يستمرّ احمد( بحكم تجلّده وتعوّده على المصاعب) في المحاولة فيهتدي الى اشعال نار جمع لها حطبا يابسا قابلا للاشتعال فاصبح يرى وتمكن رؤيته ولو من بعيد. تحاول الفتاة من جهتها ولكنّ احمد لم يكن يعلم بذلك رغم أنّه لم ييأس . الفتاة اعتلت شجرة عملاقة وكانت أغصانها تمتدّ فوق النّهر لكنّها تنتهي عند منتصفه . البنت باعتلائها غصن الشجرة ظهرت لأحمد لأنّ النّار الّتي أشعلها كانت كبيرة فأوحت لأحمد بأن يفعل مثلها . لكن كيف السّبيل والظّلمة حالكة وأحمد لم يحدّد شجرة تسمح له بتقاسم المسافة بينه وبين رفيقته في ذالك المكان حتّى يتمكّن من محادثتها وملاقاتها عن قرب. فيبدأ بالتّفكير وبمحاولات جديدة . كانت الرّغبة في لقاء البنت والتعرّف إليها هدفا هامّا أو ربّما تتوقّف عليه حياة أحمد خاصّة بعدما اقتربت منه فتاته وهي على غصن الشّجرة الممتدّ فوق الماء الجارف . يهتدي أخيرا صديقنا إلى حلّ . ربط حبلا (كان يحمله معه دائما عندما يكون في جولة في أرجاء الغابة أو غيرها) في جذع الشّجرة الّتي يأوي تحتها ثمّ أرسل الطّرف الآخر من الحبل إلى فتاته وهي مازالت فوق الغصن على الجهة الأخرى من النّهر. تلتقط البنت الحبل وتحبك شدّه ثمّ تبدأ بالاقتراب أكثر نحو نهاية الغصن لتجد نفسها في النّهر تصارع قوّة دفعه. لم تكن بمفردها .أحمد كان من الجهة الأخرى يجذبها بمعانات و كاد الماء يغلبه ويرحل بالفتاة إلى ما تحتسب عواقبه. ويواصل أحمد جذبه للحبل حتّى أخرج رفيقته من الماء .وقرّبها من النّار لتدفّأ وتستعدّ للافصاح عن صوتها وعرض ما بجعبتها. قبل أن تبدأ زينب( اسمها الذي افادت به أحمد) بالكلام ، قدّم احمد أصله وفصله وقال أنّه لجأ إلى هذا المكان لأنّ بيته سلب منه بالقوة من طرف أشخاص نافذين لا تقوى عليهم قوّة . أخذت بعد ذلك زينب دورها في الكلام وبدأت بشكر احمد لأنّه أنقذ حياتها ثمّ اعلمته أنّ أهلها يريدون تزويجها غصبا عنها لمن هو لا يناسبها ولا يتماشى مع ميولاتها وهي في الحقيقة لا تستلطفه ولا ترتاح إليه . أخذها أحمد في أحضانه وأقسم ان يحميها بكلّ ما أوتي من قوّة وأنّها ستكون زوجته إن كانت هي قابلة بذلك وأن لن يمسّها أحد بأذى بعد الآن.
رشدي الخميري/ تونس

انتشاء....بقلم الشاعر (محيي الدين الدّبابي)

انتشاء.

                      انت الأريج يمور في وجداني
                       فيض السّرور بك يهز كياني

                     و يطيربي عبر الفضاء محلقا
                       في عالم من سحره الفتّان

                    يا مُعطشا إني احبّك هل ترى؟!
                       شوقي اليك يغالب كتماني

                     بغرامك ما عاد لي ذكر سوي
                       أنّي متى أشدو بك ألقاني

                   إنّ الاغاني تراقص في خاطري
                     بي تسرح في نشوة الألحان

                    صار الكلام العذب كم يشتاقك
                       فلرسمك يتراقص القمران

                    في احرفي كم من ربيع يزهر
                    و قصائدى الجنّات في نيسان

                     فيها مواكب للمنى أجملْ بها
                   حتى الحروف تزيد في الإفتان

                    قلبي بك يكتظّ ليس بوسعه
                     أن يُغرق الاّك في التّحنان

                  انت الغزال الرئم من فرط الزهاء
                    يسرى حبوري يطرب شرياني

                      فإذا أنا  ألتذّ شهد سعادتي
                    في عالم الأضواء و الألوان

                      (محيي الدين الدّبابي)

استكانت إلى الصمت،..بقلم الشاعرة نجوى العريبي الطيب

استكانت إلى الصمت،كعادتها التي اكتسبتها،منذ قررت ذات مساء ألا تجادله مستقبلا،حتى تتفادى انتقاداته اللاذعة المهينة،فعلت ذلك وهي متأكدة،إنه سيجد أسلوبا،آخر لتأديبها وإثارة حفيزتهافهو ومنذ أشهر يتفنن في ابتكار طرق انتقاص كرامتها وأذيتها.
رفعت بصرها في فضاء الغرفة وشردت ...عادت بها الذكرى إلى يوم رجع،متأخرا كان طفلها قد هجع إلى فراشه ،تكوم على نفسه، طاويا آلامه والنزر من أحلامه.فهو بدوره في حالة ذهول من لا مبالاة والده به وهو الذي كان لا يصبر على ملاعبته وصحبته...
كان الظلام يتراكم في الغرفة ،زاحفا إلى قلبها ، تذكرته وهو واقف عند رأسها يلكزها"ألم تسمعي صوت المفتاح في القفل؟انهضي أريد عشائي ساخنا،يا بنت ال🐕-ذاك كان ألطف ما تفوه به زوجها ليلتها،وانتشر القرف في نفسها.تسللت إلى أنفها رائحةسكر لم تألفها فيه سابقا،ولمحت سحابة سيجارة يلتهمها ويرتفع دخانها في الأنحاء،وصرخ من جديد"متى سيحضر هذا العشاء؟يا سقط المتاع"وتتالى سبابه...
هي بنت العائلة الكريمة، تنعت بتلك الشائم!!!،وهي تصمت وتمتنع عن إخبار والديها،آه ماأحوجها إليهماالآن،ولكن لا لن تخبرهما بشيء،ستطوي سرها بين ضلوعها،كما يطوي الظلام الضياء...أحيانا تفكر أن تهرب إليهما ،تحتمي بعطفهما من ظلمة وجهه المربدّ،وغضبه الأرعن.
لاتستطيع أن تقول إنها كرهته،غير أنّ الحياة معه أصبحت مرة مرارة العلقم،سمّا زعافا يجرعها إياه ويلتذّ .هددته أنها ستغادر بلا رجعة، ولكن إلى أين؟.هكذا خاطبت نفسها"عليّ تحمّل تبعية اختياري أنا التي حاربت عائلتي من أجله وأقنعتها إني حرّة،ومسؤولة عن اختياراتي"
.وتنهدت تنهيدة طويلة. كانت على استعداد لرفع الجبال فقط ترى بسمته التي أسَرتها،تسمع بعض غزله،أو أشعاره التي أطربتها،وكلمات حبه التي غمرتها،فكست روحها طمأنينة العالم وملكت الدنيابأسرها،تتذكر وتمضي مسرعة،مبتعدة عنه وفي معدتها تهيج وفي خاطرهاألف سؤال ،تحرِّك القدر وترجوه أن يخفض صوته حتى لا يصحي الطفل بصراخه،وشتائمه النابية..تضع الأكل بين يديه وتنسل هاربة تمسك رأسها حتى لا تقع من الدوار،تلملم جسدها وتدفن وجهها تحت الوسادة وتبكي،،ملوحة الدمع بين شفتيها،
تتساءل أين ذهب الرجل الذي أحبته؟أين اختفى؟وكيف تحول إلى هذا الغريب عنها،كيف أضحى عنيفا ،مؤذيا؟تحتدم الأسئلة...دماغها يكاد ينفجر وشظايا نفسها تتمزق،تختنق، وتستعرض فصولا من غضبه ،مرّة
خاطبته ،ولا تدري كيف استجمعت شجاعتها وتجرأت"جمال إن كنت أصبحت تتناول بعض العقاقير،إن كنت أدمنت...فأنا مستعدة لمساعدتك،عصبيتك وجنونك وانقلابك لا تفسير له إلا..."
وقبل أن تتمّ حديثها ابتسم ابتسامة صفراء،ثم أشاح بوجهه عنها وانصرف،وعلى غير عادته لم يشنف آذانهابأي كلمة سيئة،لم يلح عليها ككل مرة أن تحمل طفلها وترحل،ترحل بعيدا عنه وعن أذاه...فهو صار من الماضي،الماضي... وذات صباح تسلل ضوء الشمس بلون الدم الأحمر، حاملا رائحة الموت الأسود
غصة في الحلق وألم يعتصرها،يمسك ابنها ابن الخمس سنوات بتلابيب ثوبها،يتمتم"ماما أين أبي،لماذالم يعد ينام معنا؟لماذا لفوه في ذلك اللحاف الأبيض؟؟ لماذا؟...لماذا؟...نظرت عبر النافذة،لفحها هواء بارد،فاحتضنت صغيرها،وأمسكت يده الصغيرة تلفها ،تقربها من شفتها تلثمها،كم تشبه يد والده،يده التي آخر مرة أمسكتها حين وقع مغشيا عليه،يده كانت باردة قطعة ثلج،وجسده جثة هامدة.في لحظة
،انتهى كل شيء،شيعته
إلى مثواه الأخير،غير مصدقة، وسقطت كل الأقنعة،وفكّ اللغز ،تستعيد صور العذاب عندما أصيب بدائه العضال،تكتّم ،أخفى عنها الحقيقة، حرص على أن تكرهه،تحقد عليه لم يرد بموته أن يؤلمها،أوأن تتفجّع،أو تحزن،"فقد أذاقها الأمرين وجاهد حتى يقتلع حبها له من جذوره ،ابتغى أن ترحل ،قبل رحيله هو ولكنها ظلت صابرة،
وحتى بعد أن ذوى،دون أن يجتاز مراحل حياته كلها،مازالت غير مصدقة، مصدومة،كأنّ حجرا يثقل صدرها.فقط قبل رحيله الأبدي مدّ يده في رفق،
تلقفت كلماته الأخيرة وقصيدته الأخيرة...ولقد أطربتها فانتشت.وإذا هواه يسكر معربداإنه عاد إليها.وأبدا لن يغادر ،لن يغادر مهجتها.ثم التفتت جنبها واحتضنت من جديدطفلها وضمته إلى صدرها،إنه تعطر بعطر والده.
عادت تنظر عبر النافذة،الغيم المتلبد ينقشع،فإذابقعة واسعة في السماء،صافية ابتسمت وقالت لابنها تأمل عزيزي هناك بعيدا ماذا ترى؟ ضحك الطفل ضحكة عريضة ودس رأسه في حضن أمه الدّافئ،ونام حالما...

بقلمي نجوى العريبي الطيب في 21|09|2019

عيناك خارطة وجودي ....بقلم الشاعر جاسم علي

عيناك خارطة وجودي
شمالية المنتهى
لازوردية المدى
جنونية المرئى
كاحبى
كاحساسي
كانحداري
كانتهائي
فى أقصى جنوب الشوق
حيث لاشمس تغيب
ولا تموت المرادفات فى القصيد
لا انكسار الأمل
فى غد قريب
لا عتاب هناك
لادموع تسيل على مرفأ الوداع
عيناك خارطة وجودي
لا تنطق حزنا
عند انطفاء الشموع
حيث لا مساء ينتظرني
ولا غد يأتي بالبعيد
     جاسم على

رصيف الكلام...بقلم الشاعر عبدالسلام المراسني

رصيف الكلام

فوق أعمدة دخان
وفي حضن زمن لاينتهي
أحول ...
دَسَق النهر إلى تنفس جسور
وتلاشي رقص وسام الظلال
إلى سَقَف النخل بألم النار
وأزرع...
الزهور في بستان القبور.
لاحلم اليوم
غيراحتضان بريق نيزك
خلال تمرد رحلة العبور
لأضيء...
شوق تعانق الدموع
بين رموش متاهة العيون
و روعة سبك السطور.
أقاوم مقامات خطوات ليلة
تنسي...
جرح اغتصاب لحظات
تبسم مسامات الفؤاد
ووجع  مركب عوالم الفجور.
يتعدد نزيف الجنون
وترتدي  الأحلام  كسوة السنين
فأبني لك حياء حيرة حلم
حين...
تتشح زهرة الخريف
قبل يقظة ربيع الفؤاد
وتمرد بهرجة أفق البدور.
بثقل وهج عيار الذهب
وبصلابة أوردة صخر القصور
تترجل أجنحة نهار العمر
حين لا تسعفني
أشعة شمس الهواجس
و رصيف كلام المرور .

عبدالسلام المراسني
المغرب