الاثنين، 4 نوفمبر 2024

قصائد قد أتمها مع الشاعر حمدان الصغير








تقديم وتوقيع كتاب ولد الفطايري للأستاذ محمد البوبكري

 







مناخات الفنانة التشكيلية: هدى بن حمودة بقلم الكاتب: جلال باباي

 مناخات الفنانة التشكيلية: هدى بن حمودة

" سعي قوي من لدن الرسامة للبحث عن اللمسة المتفردة "
☆ أعمالها الفنية تغرٌد خارج السرب تتمرٌد عن المالوف☆
1-: على سبيل المقدمة :
يعتبر الفن تلك البوصلة الدقيقة التي تهدي الاحاسيس الى النفوس الراقية الهادئة والرسام منبع تلك الاصالة المرهفة التي تسبح في محراب النقاء والعذوبة.
لقد كان ملفتا حضور المراة في اغلب اللوحات التي رصٌعنها فرشاة الفنانة التشكيلية هدى بن حمودة تكريما لدورها في مختلف أوجه الحياة باعتبار أن الفن رسالة السلام والمحبة والإخلاص لمكانة الذات النسوية في معترك نبضات الحياة أينما تجلٌت صورة المرأة ومظهرها بجمالية أخاذة شكٌلتها باقتدار لافت الرسامة متجاوزة المعايير الجغرافية والدينية لتصبح المرأة في لوحاتها كائن كوني لا يعترف بالنواميس والطقوس التي تحدٌ من حريتها وإبداعها وعطائها اللامحدود.
2- حضور لافت للمرأة بأشكال مدهشة:
لصورة المرأة في تجربة هدى بن حمودة حضور عميق يعكس برمزيته معنى الحياة والطبيعة، الأرض و الخصوبة ، الجمال والمحبة، فهي تمتاز بصفات متنوعة تمتزج مع الفكرة الفنية التي تحدد الجانب الجمالي المطروح فيها، كما أن دورها لم يتوقف عند حضورها كفكرة ورمز وصورة، بل انفلت من تلك الأطر المتعارفة العامة ليصبح للمرأة حضور ذاتي مشرق في رسوماتها وبصمتها التشكيلية المدهشة وهذا الأمر يحيلنا على محاولة البحث لفهم صورة المرأة في الفن والحديث ثم دورها في النهوض به والرقي بذاتها ككيان له معنى.
تقول هدى بن حمودة عن أعمالها "الفن التشكيلي إحساس ورغبة وثورة وإبداع، والفنان يشعر بما يرسمه حتى قبل اكتمال اللوحة، ويصل شعوره إلى السعادة والتحلٌْل بين تمفصلات القماشة فأنا أعيش حالة تناغم واستمتاع مع ألواني ولوحاتي. هي بمثابة قصة عشق ألهو بها وأستمتع فتنمو علاقتنا وتنضج ليتمخض عنها عملي الفني».
في أعمال ضيفتنا حضور المرأة بارز كعالم قائم بذاته منطلقة من قدرتها كأنثى على التعبير عما يختلج نفسها من أحاسيس ومكنونات بكل صدق لونا ورؤية وإيقاعاً. تبحر التشكيلية هدى بن حمودة في عالم المرأة وقيمها الإنسانية والجمالية لتتنوع أساليبها بتنوع حركات المرأة ،لكنها لم تغادر الضفاف الواسعة للمدرسة التعبيرية فغلب هذا الأسلوب على أعمالها مُطلِقََاً العنان لمشاعرها لتطفو على سطح لوحاتها مع توظيف للون بطيفه الواسع وقوة تعبيره وسيلة تجسد أحاسيسها ورؤاها بصور فنية وجمالية فاتنة وروح حداثية ، كأن ينسحب الجسد في عزّه ، أو أن يتحوّل الصمت إلى لغة لاتشبه إلا قِوامَ أمرأة تتداخل فيه الإلتواءات وحراك غير مسبوق وليس معلن دون صخب.
3- التأسيس لقاموس إبداعي جديد:
إن لوحات الرسامة هدى بن حمودة تجاهر لوحدها عبر عيون نساءها المفعمة بالحياة تسترق دمعة و جمرا بين الحين والآخر كأنها تُخفي حُمُى لوجع قديم . هذا باختزال ما تقوله لوحات هذه المرأة الفنانة، التي رسمت نفسها و عيونها، و صمتها، بتعبير عال، لتبسط فكرة حضور المرأة في فنها التشكيلي مستجمعة عوالم غارقة في الجمال والألوان والعلامات والأفكار والمجازات السردية التي تروي الواقع والحلم والجسد والفكرة، هكذا تحضر المرأة في رسومها، بألق و حزن، وجمال، وكأنها قادمة من أول اللغات، تؤسس لقاموس إبداعي جديد تكتبه بفرشاتها وعينيها وبقلبها الشغوف بهاجس الرسم .
بقلم الكاتب: جلال باباي
● سيرة مختزلة للفنانة التشكيلية:●
☆ هدى بن حمودة ☆
¤ من مواليد تونس العاصمة ، عشقت الرسم منذ نعومة أظافرها ،هي فنانة عصامية التكوين حذقت طقوس الفنون التشكيلية بالتعويل على إمكاناتها الذاتية ، وبعد التعمق في دراستها لسنوات في مجال الفن المعماري ،تحوٌلت رغبتها إلى وجهة الرسم باعتبار أن فن التزويق والأعمار يكمْل بامتياز شغفها بالرسم الذي تمتدٌ رحلتها معه لأكثر من عشر سنوات حيث أقامت معرضها الأول سنة 2014.
¤ متأثرة بمدارس فنية عالمية أضافت لتجربتها الكثير بدءا من "بوتيتشللي" ،" بيكاسو" مرورا ب " كليمت" و " ريفيرا" و "لوليتا ديلامبيكا " ،دون التغافل على المدرسة التونسية من خلال الفنانين الكبيرن: زبير التركي و جلال بن عبد الله وقد وفٌقت إلى أبعد الحدود جرْاء هذه المؤثرات وغيرها إلى نحت تجربتها المخصوصة وتثبيت معالم بصمة بضمير المفرد ليست شبيهة غيرها من التشكيليين وهذا الإنجاز ليس بالهيٌن على فنانة عصامية يحدوها تحدٌِِ لِضَمٌِ إسمها ضمن نخبة فناني المشهد التشكيلي الوطني في مسعى أول ثم التدرٌج نحو العالمية في مسعى ثانِِ وهذا الأمر لبس بعصيٌ على هدى بن حمودة.
¤ يعتمد أسلوبها على المنحى التشخيصي الإستيتيقي بكل معنى الكلمة باتباع خطوط رفيعة لتجسيد وجه المرأة ومظهرها بجمالية أخاذة تشكٌلها بمزاجها العالي و بجراة معقولة لتستوي لوحاتها أقرب إلى حِكم و مشاريع لأهازيج تقتفي رائحة شهرزاد.
ترتسم لديها المرآة ككائن حر مفعم بالأحاسيس والتسامح وقوٌة الشخصية
يعتبر الرسم لدى هدى بن حمودة وسيلة لتفريغ الأحاسيس الجياشة من الحب والسلام وحرية الفكر على بياض القماشة ودعوة لنبذ الظلم والغطرسةوفي زمن متقلب وعالم جيوسياسي يعبث بالإنسانية .
¤ ما تزال إلى اليوم الرسامة هدى بن حمودة تؤمن بأن الفن هو المهرب الوحيد والمتنفس الأكثر تاثيرا في عالم متأزم حتى يخٌلص المرأة من القهر والشعوب من القمع والإستبداد .
هذه باختصار الغايات الكبرى من ممارسة الفن التشكيلي النسوي لدى الرسامة الواعدة هدى بن حمودة.

العشق الممنوع بقلم الكاتبة ليليا الجموسي تونس

 العشق الممنوع

ساعتذر لنفسي عن الخطوات الاولى
الخطوات التي ...
جعلت مني فتاة مراهقة
تقع في عشق ممنوع
و حب لا يرى الشمس
ساعتذر لنفسي
عن اندفاعي ...
عن ضعفي... عن انسياقي
نحو مشاعري
ليس ذنبا مني ..ولا ذنبا منه
بل هو القلب الذي ليس عليه سلطان
لا يعرف العمر ولا الزمان ولا المكان
ساعتذر لنفسي...
فقط لأنهم لم يفهموا...
ولم يؤمنوا بمشاعر الحب
واتهموتي ...ثم
سألوني..هل هناك حب دون لقاء ؟
اجبت ..ما رايته يوما
ولكني أحببته
وما قابلته يوما
لكني ادمنته...وتعلقت به
فالعين ترى الكثير
لكن قلبي ما راى الا هو
أحببته بقلبي وروحي
اصبح عالما يسكن بداخلي
اعيش به وله وعليه
اغار عليه واشعر ..
وكان العالم يشاركني فيه
ساعتذر لنفسي
كبريائي انفتي وعزة نفسي
منعتني من هذا الحب الذي
ولد في الظلام وسيعيش في الظلام
وهو العشق الممنوع
وجع للقلب ونزيف من الدموع
اسمحوا لي فقط ...
اريد ان اقول له
انت بعيد عني
لكنك في أعماق قلبي
الحياة صدف وانت اجمل صدفة
واجمل شيء دخل حياتي
فانت من انفتح له قلبي
وانت الذي لا استطيع صد قلبي عليك
انت من جعلتني احب الحياة
وان تسألوني من يكون ؟
فلن اقول يكفيني
اني أحببته بجنون
ساعتذر لنفسي
لان الفراق اتعبني
والهجرر اضناني
اريد ان اقول له
ضع قدميك على خارطتي
وانا سابحث عنك
يا من شغلت عقلي
ضع بصمة معلقة في السماء
حتى أجدك...
يا من كنت لي البلسم والدواء
لا اريد ان اقول كل شيء انتهى
لان الحب صدق ووفاء
لا اريد ان اقول لك ارحل
لان قلبي وعقلي سجينا الهوى
ما أصعب ساعات الانتظار
إحباط شوق ودمار
ما اشد شوقي الى
الحب وحلو الكلمات و الهمس
مع عشق ممنوع
و حب لا يرى النور ولا الشمس
ليليا الجموسي تونس 🇹🇳
Peut être une image de 1 personne et estrade

الوفاء بقلم د.سلوى بنموسى

 الوفاء

يا أهل الهوى والنوى
ما وجدت أحسن منكم
عشرة وأدبا وعلما
أغيب عنكم
فلا تعاتبونني
بل بالأحضان تستقبلونني
يا أهل الكرم والوفاء
طوبا لنا بروحكم طوبا
تطربون أنفاسنا
وترفعون معنوياتنا
وكيف وأنتم اهل للاخلاص
وللكرم وللعطاء
اطلب من القدير
أن يعزكم وينصركم
وأن تبقوا في العلالي
كنجمة تبرق وتلمع
كخيط ماء يتدفق
كنبتة طيبة توتي أكلها
ولو بعد حين ..
الله يزكي عمركم ومكارمكم
أساتدتي الطيبون
ملهمونا وسندنا وقوتنا
وجودكم في حياتنا
يعمل الفرق !؟
ويسعد القلب والوجدان
بوفائكم لنا مرحى لنا مرحى
نحبكم في الله
يا أهل الوفاء والعطاء والكرم
عين الله تحرسكم
اساتدتنا الكبار الأوفياء
والنبلاء والنبغاء والأكفاء
السفيرة د.سلوى بنموسى
المملكة المغربية

حبيبُ الرُّوحُ بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 حبيبُ الرُّوحُ

عزَفْتُ بأَحْرُفي لحْنَ الغـــــرامِ
على نَغَــمِ المَحـــــبّةِ والوِئامِ
ومن شوْقِ الحبيب غَزَلْتُ نَظْماً
تَغَنّى بالحياة مع الحَـــــــمامِ
عُيونٌ لَوْنُها العـــسلُ المُصفّى
وَحُسنٌ بالبَهاءِ رمى اهْتـمامي
حَبيبُ الرُّوحِ أسْعَدني بِعِــشْقٍ
مَشاعِرُهُ اسْتَحمَّ بِها غَــــرامي
وَقَلْبي دقَّ نَبْضُهُ مُسْــــــــتَغيثاً
يُناجي في الحبيب على الدَّوامِ
حَديثُ عيونِها أَحْـــــيا فُؤادي
وأخْبَرَني بِتَرْقِيَةِ اجْتــــــــهادي
تُغازِلُني حواجِبُها اشْتـــــياقاً
فأشْعُــــــــــــــرُ أنّها عنّي تُنادي
عَشِقْتُ اللُّطْف في الحَسْناءِ لمّا
شَمَمْتُ بِقُرْبِها عِـــطْرَ البوادي
وَمَنْ يَجْزيكَ عنْ حُبٍّ بِحُبٍّ
فَـــــــــقَدْ ردَّ الوِدادَ على الوِدادِ
وَإنّ الحُبّ في الإنْسانِ يرْقى
فَيزْهِرُ كالبنَفْــــسجِ في الفُؤادِ
بِنَشْرِ الحُبّ يَنْتَشِرُ الحَنانُ
فيَنْــــــبتُ في مـشاعرنا الأَمانُ
ونصبحُ حينها بشراً ســـــــويّاً
يوحّدُنا التّســــــــامحُ والحَـــنانُ
وأمّا إنْ عصيْنا وانحَــــــــرفْنا
سَنبقى مِنْ تَفاهَتِنا نُهـــــــــــانُ
نعادي بعضنا ونكــــــــيدُ دوماً
ورجسُ الكــــــيْدِ يُنْجِبُهُ الهَوانُ
فلا تكرهْ عباد الله واصـــــــفحْ
فإنّ الصّــــفْحَ بِالتّقْوى يُـصانُ
كفى بالحُبّ للعُـــــشّاقِ نُورا
بُجدِّدُ في الحياةِ لنا السُّــرورا
تَجودُ بِهِ القُلوبُ على نُفوسٍ
بِها الإنْسانُ قدْ كَرِهَ النُّـــفورا
فَتَحْيا في مَشاعِرِنا الأَماني
وَنْشُرُ في عَواطِفِنا العُـــــــــطورا
يَراعي بالحُروفِ أتى فَصيحاً
وَزَخْرَفَ باسْتِعارتِهِ السُّــطورا
وَقَدْ كَشَفَ الزّمانُ لهُ ابْتِكاراً
فَأَشْرَقَ مُـــــــبْدِعاً أَدَباً وَنورا
محمد الدبلي الفاطمي

حتى..لا ننسى مظفر النواب الشاعر الذي رسم على مرايا الوجع..صور الحرية..وتماثيل التحرر والإنعتاق..بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ( حتى..لا ننسى )

مظفر النواب الشاعر الذي رسم على مرايا الوجع..صور الحرية..وتماثيل التحرر والإنعتاق..
.
"الشعراء كالأوطان..لا يموتون.."
تقديم :
مظفر النواب يكتب من خارج فلول الكتابة،إنه مهندس على المادة الورقية حيث يسور قصائده بقسوة التحدي،والتمرد،والمواجهة،والثورة..إنّ الكم الكبير من الاستلاب المتماهي في قصائده يجعل القارئ يعيش ارهاصات وجدانية وتاريخية مجمعة في المادة الشعرية من صور وتشظي وانبناء وانسحاب..
الشعر يشبه الوحي،هكذا تقول قصائده،فهو يصدر عن رؤية ورؤيا وكلاهما ضرب من ضروب الامتداد الانثروبولوجي.فجمالية الاستلاب في شعر مظفر النواب تتأصل في انغراس معطياتها وافرازاتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية والتاريخية العربية الرافضة للاستبداد والقاطعة مع القمع وحكم البوليس السري.لقد سربل النواب ذاته بعباءة ظاهرها المبدع وباطنها الثائر المتمرد.
لم يكن إعلان اسم مظفر النواب مرشحا لجائزة نوبل للآداب ثم فوز الكاتب البريطاني من أصل ياباني كازو ايشيغورو سوى مواصلة لحالة الاستلاب التي عاشها الشاعر الراحل الكبير،ولو سنحت الفرصة بعيدا عن الموضوعية المطلوبة لقلت : مظفّر النواب لا يمكن أن يحيا دون استلاب.ولا يمكن أن يبدع دون مواجع..ولا يمكن أيضا أن يرحل دون أن يتركَ إرثا شعريا مذهلا..سيكون نبراسا يضيء دروب القادمين..في الآتي الجليل..
لروحك السلام..يا مظفر..
(فى الليل/يضيع النورسُ فى الليل،القارب فى الليل/ وعيونُ حذائى تشمُّ خطى امرأة فى الليل/../ يا امرأة الليل أنا رجل حاربتُ بجيش مهزوم/ ما كنت أحب الليل بدون نجوم/..والآن سأبحث عن مبغى/ أستأجر زورق/ فالليل مع الجيش المهزوم طويل).(مظفر النواب)
ها أنّي أراك في هدأة الصّمت..تنبجس من اختلاجات العزلة
..من يدقّ باب الرّوح
في خفوت الشمس والضّوء..
من يطهّر الجسد من دنس الركض
خلف صهيل الرّوح..
من يمنح حبّة قمح
تعبق بعطر الأرض
ليمامة تاهت
في رعب السكون الهائم
من يجفّف الدّمع..
والمحزونون في سبات ملء الجفون
أوغلوا في الدّمع في لحظات الوَجْد
فأنطفأ الوجع..
إلى أين تمضي
في مثل ليل كهذا !؟
والكلمات التي تركتها خلف الشغاف
تشعل شرفاتها
منارة
منارة
ولا يكتمل المكان..
..تمنيتَ لو كنتَ نورسا
على ضفاف دجلة..الفرات
كي تعيد ارتحالك..
كلّ يوم في المياه
تمنيتَ لو تجعل من دموع الثكالى
قاربا يجتاز العتمة..
كي يرسي على ضفّة مرهقة
تحتاج يد النهر كي تعبره..
تمنيتَ لو يتوقّف..الزّمان
لحظة أو أقل
كي تعيدَ ترميم الحروف
..كي تسير بكل،فجاج الكون
بغير جواز سفر
كي تروح بنوم مفتوح الرّوح..
..يفيق على جمرة سقطت
فوق شغاف القلب..
تمنيتَ لو تبرق للبعداء جميعا أن:
عودوا..أعطوا-ل"أبو عادل"*-بعض وطن !!
ها أنتَ تئنّ..
وتئنّ..
إذا استرجعت غربتك
من تيه الضجّة..
وعدت بلا وطن..
إلى أين تمضي
في مثل ليل-عربيّ-كهذا ؟
إلى أين تمضي..
بعربات الصّبح المبكرة
ها أنّي أراك تلوّح
للأمكنة الأمامية
وهي تغيب..
ثمة نورس يتلاشى في الأفق البعيد..
ثمة وجع بحجم الغيم ..
يتمطى في اتجاهنا
عبر التخوم
ثمة شيء ما ينكسر
يتهاوى..
ولا يصل المكان..
ها..أنّي أراك..في هدأة الصّمت
تنبجس من اختلاجات العزلة..
تنبثق بياضا ناصع العتمة..
من عتبة القلب
نهرا
تجلّله رغوة الانتظار
أراك..
نهرا
تعتعه الرّحيل..فتهاوى
في أفلاج جفّ ماؤها..
ها أنّي أراك
تعبر ممرّات الذاكرة
تترك حنجرتك زهرةَ بنفسج..
تلج حجرات الرّوح
تاركا خلفك..
صهيل الرّيح
كي لا ينهمر..
الوجع
ويسطو على ما تبقّى..
من مضغة القلب
سخط الزّمان..
محمد المحسن
*كنية الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب