الخميس، 26 مارس 2020

قالوا كبرت ...قلم نبيل جبريل صالح

قالوا كبرت
قالوا كبرتَ وفاتهم  ان يفهموا
أني لعَمرُكَ   ما   وُلِدتُ صَغيرا
عشرون عاماً  بل   يزيدُ  خلالها
ما   كنتُ إلا  هــــادياً    ومُشـيرا
تاجٌ  على  رأسِ الجميعِ  مكللاً
بالغارِ  أبقى    كالسراجِ مُنــــــيرا
تأوونَ لي  مثلُ  الطيورِ  لِعُشِّها
قد كنتُ    فيكُم  مُلهماً و أميرا
وأظلُ   أرفدُكُم    برأيٍ   صائب ٍ
و أظلُ   أبني  للوصـــال ِ جُسورا
وغمرتُكم  باللطفِ  مني  غيمة
سَكَبَتْ لكم  نُبـــلَ الوفاءِ شُعورا
لما   علمتُ  بكَ  التنكرَ  هالني
أجَّجتَ في نفسي أسىً وسعيرا
إني رأيتُكَ  قد. جهلتَ   مَكانَـــتي
يا ويحَ نفسكَ تُخطٍئُ  التـــقديرا
اني علمتُ الجاحدينَ  وحقدَهم
قد   زادَهم  عِلمي  بهم تحقيرا
طبعُ  العبيدِ   بهم  اذا ما أمِّروا
لا     يملِكونَ   الرأيَ   والتدبيرا
اوصى بها الكنديُّ حكمة َعارفٍ
ضَمَّ  العصا   للعبدِ كان   خبيرا
أنا  من   تحلى   بالمكارمِ   كلِها
وليَ  المحاسنُ لو تَــــعدَّ   كثيـــــــرا
ما همُني  فيضُ    التَزلّفِ   كلهِ
أُرضي الضميرَ  أنامُ  ثمَ   قريــــرا
رجلٌ   أحسَّ   بما   يُكابِدُ   غيرُهُ
لَزِمَ    الصوابَ وجانَبَ التنظيــــرا
إنّي  الذي  من اسمِهِ  حَظٌ    لهُ
ألِفَ الصِعابَ و حالفَ التيسيــرا
 طودٌ انا  والكل.ُ  يعرفُ وقفتي
ما  كنتُ  يوماً   بالعطاء   قَتُورا
اني   الكبيرُ   بهمَّتِي.   وبِقامَتي
وهم الصِغارُ  عَلِمتُهُم  قِطميرا
=======================
نبيل جبريل صالح
 جدة في 202‪0/3/15

حنين...قلم سعاد رحومة

العنوان :  "  حنين "...
و هي على ضفة البحر تداعب إنكسار  الأمواج ، تحاسبها  وتتهمها عدم الإفصاح و البوح  بما أسر لها ...لا  تعبأ  بصمتها  و تواصل  تأمل ما  حولها رغم  أن  الشاطىء  مقفر ...فلا  نوارس و لا  تلك  الضالة  السائبة و لا طحالب  و لا  رخويات  لفظت ، كلهم  محاصرون  خافوا  مثل  كل الأحياء  كورونا  تجوب المكان ، تلتهم   من  يعترض سبيلها   فكلهم  متشبث  بالحياة  إلتزموا  قانون  الحجر...
لم تعترف بحجرهم   فهي  من  سنين تعيشه  ، جعل مناعتها  أقوى من  الفيروسات حتى  تحجرت...
أدمتها الخيبات  وتحملت الأسقام  و  قدرت على إعصارات  متتالية و رغم   زلزلة  الأزمات  أصبحت  أكثر  مقاومة ...
وهي  تداعب الماء  أغمضت  عينيها  المغروقتين  بالأسى ، و هزها الحنين و  ألهب كيانها قيظ الشوق  و  أربكتها   هباته ،  تأججت  داخلها حين  تتالت  أمامها الذكريات...فكم  بكت  البحر    وكم  ترجته اللقاء و كم  ذاقت مرارة  التألم  منه ومن  أجله.. فكل المشاعر تلعثمت  لرجاء  الفراق  و عدم  الإزعاج ، وكيف   دون  تعبير  أفصحت  الإنسحاب وبدون  سؤال  زهقت  سيل  مشاعر  فياضة  ....
فلماذا  الآن  تراقصها  الأمنيات ، تثيرها ، تحيرها ، تنعتها التعسف و  تتهمها  أنه ضحيتها  ؟
رغبة  اللقاء  تلازمها  رغم  مرارة الرجاء و  لم ينسها  شوق لقاه  مع  أنه  أزمع  الجفاء  ...
فاليوم   واصلت  البحث  علها  تلمحه   بين   الأمواج ،  يجذبها   لتسبح   معه   في  الأعماق  مثل في الأحلام  يأخذها  الخيال إلى  عالم   آخر ...فكل  ليلة  وهي  لا  تنام  تستسمح   النوم   أن  يشدها  لا  لشيء  إلا  لتراه ، يعيد  لها  الروح   والإدراك،   تنسى  من  تكون  و ترتاح ... تسمح   لنفسها   أن  تفعل   به   ما  تشاء  ، لا  يرجوها   الإنسحاب  ولا  يقسو   مثل  ما  في   واقع  الحياة ... فالبارحة  و بعد الرجاء ، و بعد أن  قضت كل اليوم  في المحاسبة  والعتاب ، وجدته  في المنام  لم   يرغب  محادثتها ، فزعت  ولم   تصدق ...
فكيف   لا   يتقبلها   ولو   أنه  حلم   منعها   الإستمتاع ؟
قادتها  حسرتها  وخيبتها  إلى مصدر  الإلهام  رغم  أن الظرف    لا  يسمح  و الكورونا  تجتاح  العالم ...لم  تهتم  وجلست إلى     البحر  تشكوه  ما  منه  صدر ...بقيت  لفترة  تحدق في  الماء   تبحث  كعادتها  حتى  سمعت  النداء ...إلتفتت  إلى الأمام  لم   تستوعب  ما  رأت  ولم  تتحمل  ما شهدت ، ظنت  أنها  تحلم  وفكرت أنها  غابت  عن الوجود ...لم تصدق  الأمر  فهي تراه،  نعم   مثل  ما رأته في المنام  ، فهي لم  تصادفه ولم  تقابله   حقيقة ... ظنت  أن  الكون  رج  ، فنبضها  تزايد  وخافت   أن  يتوقف  الخفقان  من  لهفة   إعترتها ...
لم  تنبس بكلمة ، تحجرت  و لم   تستطع  القيام ...نسيت  من  تكون و أين  تكون ،أصابها الذهول  و  تجمدت  في  المكان ...  ولم   تعد   ترى  أو   تبصر،  و  لم  تستفق   إلا  و يد  إمتدت لها  تمسكها ...حينها  شعرت  بحرارة  الأنفاس  و أسترجعت  جنون الهوى ...
لكن لم  تقدر  النظر ولم  تسمع  ما قال... فقط  أيقظ  فيها  الإحساس  بالحياة  لتواصل الحلم  من جديد  ...
للقصة  بقية ...
"  يوميات  منكسرة  "
سعاد  رحومة  -  تونس

ضياع...قلم رياض المساكني

ضياع

رسم أبي خريطة. لوّنتها أنا وأختي.اكتملت كل التضاريس...أخذتنا سنة من نوم، أضاف أحدهم بعض الرموز للخريطة.مازلت أنا وأختي نبحث عن مدخل للوطن.

رياض المساكني(انقزو)

 مساكن تونس

امازلت مثلي ؟...قلم فاطمة بن سالم

امازلت مثلي ؟
تامل في اللقاء
اما زلت مثلي ؟
صامدا.

.لم يمت فيك الامل
اما زلت مثلي؟
شمس تطل في الافق
لتبدد الضلماء
في اعمق اعماق البحار
اما زلت مثلي؟
كزهور الياسمين
تضفي بياضا ناصعا
على ثنايا
لطخها ذاك الوحل
فباسم نور الشمس
و زهور الياسمين
دعنا نلتقي هذا المساء
لنحتفل بعيد ميلاد الامل
رغم خيبات الرجاء

فاطمة بن سالم

رسائل تشرين ...قلم فاطمة الزهراء اقريش

رسائل تشرين
عناق نسيم وليلك ارجواني
همس يدغدغ الربيع
زهر يتبجح
وتخرج الآهات
 من ثغره أريجا
فاطمة الزهراء اقريش

التقل صنعه ...قلمأسامه جديانه

التقل صنعه
وانا شايفك من بعيد
تراقبي الخطاوي
وطبعك عنيد
وفاكره أني غاوي
بالملاغية أصيد
لكني مداوي
اللي قلبه حديد
بحبك وناوي
أقولك واعيد
مافى شئ يساوي
الهجر والتنهيد
متيجي تداوي
ألمي الشديد
ونبوح بالحكاوي
بشكل فريد
تسكن فى شرياني
وتسري فى الوريد
وارويك بحناني
وحبي ليك أكيد
ونحقق الاماني
والحلم البعيد
 (((أسامه جديانه)))

بين لقائك والرحيل ...قلم احمد الخلبه

بين لقائك والرحيل
وانتظار العود
هم ثقيل
وجع يعصر القلب  وله
وليل من لظى الشوق يطول
قدر نجهل ما يحمله
انتظار وقته سيف صقيل
-قال عذالي :إنسه
- كيف انسى الروح ؟
           هذا مستحيل .

                           احمد الخلبه

أفراحنا القادمة...قلم وفاء الرعودي

نص بعنوان

أفراحنا القادمة

سنشدّ يدا على يد

كأننا نكتشف للمرّة الأولى

روعة المصافحة

سنغازل الطريق

ونبوح لضجيجه

بشدّة شوقنا

حتى لتصادم أقدامنا

في عجلتنا المتوترة

سنعرف غلاوة

أن نعانق أحبابنا

وهم ذاهبون

وهم عائدون إلينا

سنقبّل عيونهم

ونصارحهم كل يوم

بأنهم كنوزنا

سنمدّ خطانا على وسعها

ونستنشق الحرية

ملء صبرنا

سنفتح صناديقنا السرية

ونفرغها من كلّ أحقادنا

من هواجسنا وخيباتنا

سنخرج للشمس أطفالا

وقد غسلتنا عزلتنا

سنفرح بازدحامنا

بصفوفنا المبعثرة

باكتظاظ الأمكنة

سنحبّ حتى أتعابنا

سنلقي السلام

على من نعرفهم

ومن لانعرفهم

كأننا نبارك فرحة واحدة

بقلم وفاء الرعودي-تونس

يا أخي ...قلم علي شريم

\\\ يا أخي \\\\

-------------

لنشدو للسلام

وفي أي الحمم

تحوم يا حمام

كم دعوّنا

كم سمعنا

كم هتفنا

كم ضاع من العمر

هل يبقى للأحفاد

حفنة من رخام

أيها الشعر المندى

هل نقرأ لنمجد ابداعنا

قصص في الخيال

عمالقة الحرب قبل السلام

شقوا طريق وكاد النفق أعمق

وكم ردد بنو صهيون الكلام

نقول للسلام يا سلام

نحبو إليه وكأن العالم

في سبات ونحن الأن نسمع الأذان

هل تسمع مثلي يا أيها الإنسان

أم نقول الله أكبر

وقلوبنا خاوية

كمن ينطرب

بالعشق وهو يتلو حلماً

ولا في الخيال --

هل نحن نتوضأ بسراب

سكن فيه الوهم

واشتعل الحق بهتان

أم نراوغ مع الزمن

ضعفنا في كل مكان

أين السلام خمسون عاماً ونيف

نقرأ ونسمع ونطوف بحلم الغرام

قولوا لنا متى ندرك يوماً للطوفان

باتت الأمة كمن يسكر

بقارعة الطريق وتقول أنا انسان

لا بد من رص الصفوف

ويكون اساس الصف

من العقيدة لا ممن يعشق الخلخال

ألم تر رحالنا ولت

والمال سلب منه الأمان

السلام يا أخي لا يعشقهُ كلام

ولا ينتصب في الميزان

ولا حنة تجلجل عرس

يبتسم لغدٍ والأمل سجان

لنتقي الله

نحن في زمن الظلام

ظُلمنا فاق ظلم العدو

انظر لسوريا ولفلسطين

والشام ---

والعراق واليمن

وادلب الخليج عطشان

قل لي لنبني صرحا

كيف نعلم الأجنة في الأرحام

الحق بمكيال الله العادل القهار

لنصنع جيل يعلو بحق لله

وعندما نمتلك القوة

نمتلك السلام

والضعف مع السلام

هو استسلام

وماذا تقول أنتَ

في هذا الزمان

الأمة أليست مستسلمة

والقوي يريد منها المال

كمان وكمان

انظر لصانع القرار

في جمعية تعاونية

أو مركز لتوزيع الآمال

المحسوبية والمعرفة

ولمن عشق حب السفاجة

ودنس عرض بعدما سُتر

لنرجع لله وليس لجمال الكلام

ألم ترى نبكي اليوم

ولن نجرأ دخول المسجد

ولا بيت الله الحرام

لن يقبلنا الله

من ظلمنا المدقع

آلم تسمع مائة ألف أرملة

في الشام لم تجد خبزاً ولا ملحاً

وثروات الأمة

هبة لغجر الغرب

ماذا أقول لك يا أخي

ارفع صوتك معي

كيف نبني أمة

كعهد الفاروق

سبعة وستون رقعة في هندامة

عندما تسلم مفاتيح القدس

في ذاك الزمان

ونحن الأن الهمر والشبح

نركب من أموال الشعب الغلبان

قل لي يا أخي

كيف نمهد للسلام

لابد أن نتبع دين الله بالكمال

وليس نقاوة

كمن يشتري الكوسا والخيار

تحيتي لك و السلام

-------------------------- بقلم \ علي شريم

--------------------------- 26 \ 3 \ 2020م

قصة قصيرة. ربطة عنق ...قلم الطيب جامعي

قصة قصيرة.
       ربطة عنق
قال الممرض:" ستهدأ الآن، بعد سويعات ستفيق بعد زوال المهدّئ، و ستكون على أحسن حال إن شاء الله".
أبي شخصية مميزة. كان شديد الاعتناء بمظهره ،أنيقا يسلب العقول. و أعترف أنّني كنت أغار عليه من النّساء و البنات قبل أن تغار عليه أمي السّاذجة. و أجمل ما في هندامه ربطة العنق.
كان شديد الاعتناء باختيار ربطات العنق، و لها خصّص أحد رفوف الدّولاب. و لعلّ هذا الحبّ مرضٌ معدٍ، فقد انتقل إليّ فأصبحت مفتونة بها أنا أيضا.

في المحل الذي يملكه والدي كنت أقضي بعض الوقت. في ذلك اليوم وجدتني أقلّب إحداها بين أناملي. أتفرّس فيها و أعيد النّظر مرّات و مرّات. وألفيت يدا ناعمة تمتدّ إلى يديّ و تأخذها منّي.إنّه وسام كما علمت بعد ذلك.

قال بلهجة ناعمة: "إنني أفتّش عنها منذ مدّة و لمّا أجدْها. ذوقك راق. أتسمحين سيّدتي؟". لم أدر بما جاوبت، و لا أعرف كيف. لم أمانع، وأنا التي لا تعرف عنه أيّ شيء. قلت في خفر مصطنع:
- آنسة... آنسة ... مازلت آنسة سيدي الكريم.
- أ و قمر مثلك بلا رفيق ؟
تناهت إليّ جملته الأخيرة. استعذبتها جدّا. أخذت كلّ لبّي، وأسرت فؤادي العطشان أصلا قبل حتّى هذا اللّقاء.

في ما بعد تواترت لقاءاتنا بترتيب و بغير ترتيب، و في كلّ مرّة كان يبتاع أفخر الثّياب و يترك لي مهمّة اختيار ربطة العنق...

ذات لقاء جاء على غير عادته وفرح طفوليّ يتراقص في عينيه. ذكر أنّ هذا اليوم سيكون تاريخيّا في حياته. حدّثني عن الحبّ و العواطف الجيّاشة التي يتركها في النّفس. في الحقيقة لم يكن بحاجة إلى التّفسير أكثر. فأنا منذ اللّقاء الأوّل شعرت بميل جارف نحوه. لم يكبح جماحه إلا بقايا تربية رصينة و بعض كبرياء. قلت :" أنا كذالك أحسّ بما تحسّ به. فللحياة معنى آخر في رياض الحبّ". كان في كلّ مرّة يبتسم لي و يثمّن ما أقوله، دو أن يعقّب، و كنت سأرتكب حماقة لولا طيف والدي الذي هلّ على حين غرّة. اندفعت أقدّمه له:" وسام، مسؤول سام في بنك المحبّة .." ثمّ أستدرك بسرعة:"... في .. في بنك الأحبّة". صدرت عنه و عن والدي ضحكات عفوية نزلت على قلبي الغضّ كالشّهد. وألفيتني أنكمش حياء.
ثمّ وجدته يأخذ بيدي إلى جناح الملابس الفاخرة فيطلب إلي انتقاء أفضلها، ثمّ إلى ذلك الجناح المفضل: جناح ربطات العنق، ويلتمس منّي اختيار أفضلها...
 في نهاية اللّقاء وجدته يلحّ عليّ في الحضور على " الكورنيش "عند أكثر اللّحظات متعة و إثارة: ساعة الغروب. و لا تسل عمّا أحسست به . فقد طار قلبي فرحا. يا الله! كم هي لذيذة  هذه الحياة ! !

 إلى البيت طرت. استقبلتني أمّي باستغراب و فضول. حدّثتها عن لقاء مصيري سيغيّر مجرى حياتي، و لم أزد على ذلك. و انفتحت مخيّلتها على تكهنات أظنّها بحجم الجبال.
مرّت السّاعات بطيئة. كنت أستعجل الغروب، حتّى ضاق بعض إخوتي بتلهّفي ذرعا، و عدّوه من لوثات الطّيش و التّسرّع غير المبرّر.

ما أتذكره أنّي وجدتني أخيرا على "الكورنيش" أذرعه بعينيّ الحالمتين. و لم يخطئ لحظي في تمييزه من بين عشرات العاشقين الذين يقتعدون الطّوار أو بعض المقاعد المخصصة للراحة و التأمّل و الاستمتاع بسحر الغروب. قلت في لهفة:
- عمت مساء وسام ،أ لم تنتظر طويلا؟
- نعم. وصلت الآن فقط. في موعدك بالضّبط.
-  إلى أين ستأخذ ضيفتك الكريمة؟

كان في قمّة الوسامة زادته بعض الرّوائح الطيّارة بهاء. خيالي سرح بعيدا بعيدا .. و بدأ ينسج التّفاصيل وراء التّفاصيل... أفقت على صوته النّاعم يطلب إليّ بكل رفق أن ألبسه ربطة العنق و أسوّيها له. ثم يأخذ بيدي إلى مكان ما من "الكورنيش".

كنّا نتحدّث و نثرثر . لا أدري ما قاله لي و لا ما قلته له، فقط قلبي يكاد يخرج من بين جوانحي. وصلنا إلى مقعد جانبي لا يحجب عنه الغروبَ حجابٌ لحظة الغروب. على طرف المقعد فتاة. تفرّست في ملامحها. لم أر إلا بدرا منيرا تخجل من بزوغه القمور. قلت في جذل و حبور، و في يقيني أنّها أخته لما بينهما من شبه:
- ألا عرّفتنا البدر المنير؟
- فاتن. فاتن أحمد المرعوي، مهندسة شابة. و...
قال كلاما كثيرا و تفاصيل عديدة، لم أنتبه إلا للجملة الأخيرة" خطيبتي إن شاءت الأقدار".

خطيبته ؟  .. خطيبته؟ و من أكون أنا إذن؟ كلّ الملابس التي انتقيتها له بعناية و ربطة العنق الفاتنة لمن؟ لغيري؟ قلبي الذي استهلك كل طاقته في الخفقان لمن؟ أحلامي؟ ... غامت الدّنيا من حولي، اسودّت، أصبحت بثقل الرّصاص المذاب، بطعم العلقم. وددت لو أنّ لي خنجرا أ و سيفا حادّا... لو أنّ لي سمّا زعافا. و ماذا سأفعل بكلّ ذلك ؟ لا أدري...
الأرض تتمايل. لِمَ الغروب أصفر؟ يداي .. رجلاي ..أنفاسي ..

صباح الخير، حمدا لله على السلامة؟ أخيرا فتحت عينيك.كانت الكلمات تخرج من رجل أربعيني يلبس الأبيض. و سرعان ما التحق به شبح آخر .. و آخر  .. و آخر.. انجلت الصورة قليلا... بدت الآن أوضح.
تسمّرت عيناي على ربطة عنق أبي، ثمّ على ربطة عنق الطبيب. صوت من داخلي يصيح و يقول لي: مزّقيها، مزّقيها... هيّا... هيّا. فانبعثت فيّ قوّة عجيبة.و ككَاسِرٍ انتفضت. تعلّقت أوّلا بعنق أبي في " هيستيريا " و ضراوة . نهشت الرّبطة، مزّقتها، و كدت أمزّق رقبته أيضا وسط ذهول الجميع. ثم عزمت على الرّبطة الثانية .
مُسِكت بقوّة، سمعت بعض الهمهمات... حفظت ذاكرتي" مجنونة"...
أرى حقنة في يد أحد الممرّضين ...و ما لبثت  الدّنيا أن غامت من جديد.

**** الطيب جامعي / تونس ****

ملحمة الجنون العظيم:...قلم احمد سيف الشيخ

ملحمة الجنون العظيم:
أتعرفون  من   تكلموا   عنهم   في  الأساطير

أنا     كنت   ا لراوي    و   صاحب     التقارير

فالتنين   لم   يكن    يلفظ   النار   و  لا يطير

و     الديناصور       كان     كالقط     الصغير

يختبئ     في    الجبال    خلف      الأعاصير

أنا   من   زور   قصص   الخيال    و  التصوير

أنا  من  سميت   الملاحم   و صنعت  التوقير

من  مشفى  المجانين  أحدثكم   من   السرير

بالله عليكم  أناشدكم  مارأيكم  بعقلي الكبير

إن   إحتجتم    العون   أنا    جاهز     للتعبير

لكن لا تطيلوا علي  الشرح تعبت  من التفكير

أعيتني   مشاكلكم    فهي   بالجملة  و الكثير

سأعطيكم   كل  الحلول  و  لنفطكم   التكرير

سأسميه  مسقبلا  بماء  الحياة  غزير   ووفير

اشكروني   أولا   فأنا   الخير   نقيض  الشرير

لاتنصتوا  لغيري  فأنا  صانع   إبداع  شكسبير

لا تقولوا  مجنونا فالمسمى عندي عقل وتفكير

بقلم الشاعر  احمد سيف الشيخ

في الممر ...قلم وهيبة كساسرة

((  في الممر ))

في الممر
طفلة بريئة
في ربيع العمر
 نامت جنب
 الحائط
بيدها بنفسج
وسلة بقربها
لا ندري....
ما بجعبتها
ربما بنفسج
أو زهر الجبل
أو البر...
غاست في نومها
بعمق البحر
أحلامها عانقت
 السماء
وصلت للفضاء
وعانقت البدر
لو أفاقت
من نومها
تراها ماذا تقول؟؟؟
ما من أحد
يعلم  الحكاية
ومن يدري!!!
ربما ورائها
سر...؟؟؟

                    بقلم/وهيبة كساسرة

لله درك يا عراق...قلم روضة القاسمي الطاهري

لله درك يا عراق
 كم كنت  معطاء جوادا
يد الرخاء مددتها
وتقطعت أوصالك
ودياجير الظلام تزيد
تخريب ثراك
وابادك طغيان جند الشر
يأتيك مدججا بالسلاح
يفتك خبزتك....
وماء فراتك....
و صبا الحقول
 وصهوة أطفالك
 في الحواري
 والمراعى
 ونساء دجلة الباذخات عفة
 تلوكهن ألسنة اللهيب
والساحة الحمراء
وصحراء البلاد
 تعوي دماؤها
 ونواقيس الدمار
 تعوي هنا وهناك
 لله درك.... ،كم صبرت!
وكم حزنت ! وكم تعالت...
صرخات غوث
 وعالم "العهر"
مدجج بالسكات
روضة القاسمي الطاهري