الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

القلق. .قلم الشاعر صالح مادو

 .... القلق...... 


إني قلقٌ

وفي نفسي

شوقٌ ملتهب

أشاهد الغامض والمبهم

أيتها  المدينة الجميلة

نداءي....

الذي اهتف به

رائع أحبه

إن صبري نفذ

وأنا غريب

في بلاد الغربة

وليس لي أمل

مستحيل....

أنسى طريقي

إلى مدينتي

لكن....

ليس لي العبور إليها

سوى هذا القلم


في بلاد الغربة

لا شيء أهتم به

ولا يثير اهتمامي

أنا أعيش هنا

متشرداً

أنا أنسى  نفسي

كل الاتجاهات

ممنوع المرور منها

وهنا أعيش

في بيت وحيداً

في قلق وهمٍ

.......

صالح مادو

المانيا

الحب الأكيد...قلم الشاعر أحمد صلاح

****الحب الأكيد****

إلَى منْ أحبتهَا عيونِي بلهفةٍ

أغارُ عليهَا غيرةَ العاشقِ النِّدِّ 


وتعشقُها روحِي وتهوى خصالَهَا 

وفِي مهجتِي حبٌّ لهَا صادقُ العهدِ


أراهَا فتهوَى ضمَّهَا وعناقَهَا 

جفونِي وأضلاعِي بشوقٍ بلَا حَدِّ


أُعانِي مرارَ الصَّدِّ والهجرِ والنَّوَى

وتكوِي فؤادِي لوعةُ البينِ والوَقْدِ

 

لفاتنتِي جفنٌ رمتنِي سهامُهُ 

أصابتْ بهَا قلبِي فذابَ منَ الوَجْدِ


حباهَا إلهُ الخلقِ عينَيَّ مُهرَةٍ 

مكحلةً دعجاءَ صبَّابَةَ الوِدِّ

 

وعنقَ غزالٍ أحورٍ فِي جمالِهِ 

ووجهًا كقرصِ الشَّمسِ اِحْمَرَّ بالوردِ


وثغرًا يصبُّ الشَّهْدَ منْ جنباتِهِ 

كياقوتةٍ مِنْ خلفِهَا لؤلؤُ الْعَقْدِ

 

تَولَّعَ قلبٌ فِي هواهَا وعشقِهَا 

تُلَوِّعُهُ مِنْ دونِ وصلٍ ولَا رَدِّ


كأنَّ هواهَا حَدُّ سيفٍ مُسَلَّطٍ

علَى عنقٍ مِنْ غيرِ ذنبٍ ولَا قَصْدِ


أناشدُهَا وصلًا قريبًا وزورَةً 

فمَا عدتُ أقوَى لوعةَ الهجرِ والصَّدِّ

 

فقلبِي لعينيهَا مطيعٌ وحبُّهَا 

جرَى فِي شرايينِي وأوغلَ في هَدِّي

 

لهَا فِي فؤادِي أطهرُ الحُبِّ والغَلَا 

وفِي مقلتِي آمالُ ضَمٍّ بِلَا وَعدِ


فَرِقِّي علَى صبٍّ غدَا اليومَ مُدنفًا 

و حِنِّي علَى المقتولِ منْ وَهْدَةِ الْفَقْدِ


دَوَاهُ بوصلٍ عاجلٍ منْ حبيبةٍ 

وَاِحْيَاؤُهُ فِي لَثْمَةِ الثَّغْرِ وَالْخَدِّ


فَلَا تبخلِي يَا ربَّةَ الحسنِ والحلَا 

وطاهرةَ الأعراقِ والأصلِ والجَدِّ

 

علَى عاشقٍ يهواكِ مِنْ كُلِّ قلبِهِ 

وَيَرْجُوْ (اللِّقَا) فِيْ كُلِّ حينٍ وَيَسْتَجْدِيْ 

|

أحمد صلاح 

اليمن-صنعاء

٢٠٢٢/١٠/١٨م 

خواطري..قلم الشاعرة مسعودة القاسمي

 خواطري


تركت خيول الليل

 راقصة بلا وضوء

 قاب قوسين من 

سدرة الحب 

 ومنتهى الغرام 

من نبض بلا لجام 

وأحرار الضلوع

تحيك  سعادتي 

بين حرفين 

ناصعة 

وقمر ي الساهر

عين لا تنام 


مسعودة القاسمي

تونس




الجــمـــــــــــا ل والشــــعـــر . بقلم : فـالح الكيـــــلاني

(   الجــمـــــــــــا ل  والشــــعـــر   )

.

بقلم  :   فـالح  الكيـــــلاني

.

الفن  جوهرة  جمالية انسانية تنبع روحية هذا الانسان  الادمي   و من نوع محسوس  معين  الا  انه   لا   يدرك بالحس  فقط  ولا  بالعقلية  فقط  انما  بالحدس  فهو خبرة  جمالية وعواطف ونوازع نفسية  ولا يمكن  فهم  حقيقته  بمعزل  عن  ادراك  وفهم  طبيعة  الخبرة  الجمالية  ذاتها  وعليه  فهو حدس وحس وعقل  متفكر وعاطفة فاعلة  وخبرة  جمالية  متحدة  بادراك و صيغ في  بوتقة  الجمال  بطبعه  الذاتي   .

والشعر جزء  لا  يتجزا  من  الفن   ورافد  مهم  من  روافده , لذا     ألهم الشاعر  هذا  الجمال  من خلال  نظرته  الحساسة في سبر اغوار نفسيته  التواقة  للانفعال والاحساس  للسمو والانبثاق  في صورته الجمالية    وما  تنطوي عليه  سبل مدارج الحياة وسبر اغوارها  وما  يترشح  منها   نبعا ساعيا وفيضا  زاخرا  على الطبيعة  وحدسا  راقيا  والهاما  جميلا .

فالشعر جزء   من إ صل  الجمال،  وعندما  ينتج  الشاعر  الجمال  في  شعره   يكون   قد اتى على  حالة  فنية  واحساس لانسانية منبعثة من  قلب مفعم بالزهو والامل  مبتعده  عن  كل  ما  شاكل العالم  و تحقق  له   توازنا  كبيرا  بين  سعة  الحياة  بما   فيها  من  مفردات وسموت سالكة  ، وتجارب حقيقية  وقدرات ذاتية  مما درته الطبيعة  من جمال في ذاتها .

فالشعر هو الكلمة  الجميلة  التي  تنمو  ضمن   مفاصل الحياة  ومن  خلالها   لتسجل  اعمق   بواطنها   واعلى  شواّفيها   فتزهو حالاتها    بين  كل  المتناقضات  وتجمعها  في  بوتقة   حلم  جميل  تصعد  اليه  النفس  وتسمو  اليه  الروح   حتى   في حالة  شقائها  فهو اذن  يترجم  عن   حالة   نفسية  واقعة  . كلما    كان  مساسها   شديد ا  كان اجمل .

لذا  يبقى البحث  عن ايجاد  جمالية  الشعر  من  الأمور الصعبة  لأن   مكمن  الجمال  في  الشعر  ليس   جزءاً  محدداً   في   ماهيته  بل في  كليته... لأن  كل  من  الجمال ومأله  والكينونة   الشعرية  فيه   ربما  امثلهما  بمراّة  قد  تعكس  مسار كينونة  الآخر الواقع عليها   ويتبادل   به   وجود  الاخر  في سرية  تامة  وحدسية ملهمة    فريدة .  فاذا  قمنا   بتحليل  قصيدة   شعرية  – اية  قصيدة –  وجدنا  الصور  الشعرية   والحدث  الواقع   في  ظل الصياغة والوزن  والقافية   والأخيلة   الواسعة    والصور الشعرية  الخلابة  وبقدر وجودية   هذه   الامور  في   القصيدة   يتمثل   او  يظهر  جليا  سنيا  وقد   نجد    عنصر الجمال   مخفيا  غير  ظاهر  . فالحقيقة    الأبدية والخالدة   هي  أنه   من  طبيعة  الجوهر  أن   يختفي،  والاختفاء   بحد ذاته  هو  جوهر  الجمال , أي  أن  جوهر  الجمال  يكمن   في  سره  الخفي كمون  الاريج في الزهور   وكلما  كان  خفيا   كان  جميلا  . واشبهه ايضا  بفتاة  جميلة جميلة محصنة في  بيتها او خدرها  لم ترها الشمس فتحرقها  وظهرت فجأة  فابهرت  الرائي وزادت  في  تشوقه  بحيث  تمنى لو تبقى  مدة اكثر  لينعم بجمالها .

وقد  عرف  الشعر   في ذاته  انه  تلك  القدرة   العظيمة التي تنبعث  من  نفس نما       في  ذاتها فبان   ولهذ ا  فان   بعض    الشعراء  ممن  يتمكن   من  قلب  احوال  زمانه  وله  المقدرة   في  التاثير  الكبير  من خلال    قصيدة  واحدة  او  بيت   شعري   واحد  من  الوصول   لهذا التاثير القوي من  خلال الابداع  والصياغة  الحدسية .  لاحظ قول الشاعر :

.

أأنـتَ عَبـيـــرُ الــوَردِ أ م  أنـت عا شـــــــقُ

أرَثَيـــتَ  لِحالــي أ م بِـحُـبـِـــكَ  و ا ثـِـــــقُ

..

وَ كُـنـّــــا لِـعُـنــــوانِ  المَـــــوَدّ ةِ  لَـحـنُهــــا                                                         تسا مى  فُـؤا د ي  فـي المَـــواجِـدِ رائــــــقُ

.

تـأ تـي الى قُــربي  وَ شــــــوقُـكَ  طافـــحٌ

مـا الشّـــــو قُ إ لا مـــا دَعَـتـهُ العَــلائِــــقُ

.

وعَـــلا مَ  تُـزيـــدُ الصّــدَ وَالوَجــــــدُ قا تـِــلي

كَـــم  عـا شِـــقٍ  ضــا قَـت عَـلَيـهِ دَ قـا ئِـــــقُ

.

أروي  وُرود ي  مِن  بِـحــا رِ مَـد ا مِـــــعي

فَـتَـسـمـو زُهـــورا . وا لأ ريـجِ  شَـــقا ئِـــقُ

.

وعليه    فما  يقف   وراء   تعبير   الشاعر   دائماً   في  رحلة الإبداع ، هو  امكانية   التاثير   وشدته ..   وتعتبر  المتعة    الجمالية   وسيلة   الشعر  في   الوصول  إلى  الغاية   المرجوة .  فجمال  القصيدة  في  غاية   الشعر   وطموحه  إلى غاية   الجمال   هو  إحد  مسببات تكوين  هذا  الجمال  في  الوجود  ولهذا  فان   هذه   المسببات   قد  تعد   من  وسائل  غرس  الجمال  الكبرى   في   الصورة   الشعرية  للقصيدة .

وقد   اوجد   المجتمع   البشري   الوسيلة   الشعرية   نزوعا  لدوافع  الحاجة   الملحة   في   سبيل  التلذذ  النفسي  فقد  ولدها  امران  مهمان   يعودان    بالاساس  إلى   طبيعة   النفس  الإنسانية  وهما   المحاكاة    والتذوق  فالمحاكاة   أمر   فطري  موجود       لدى الناس منذ الصغر ، والتذوق  او  الالتذاذ    بالأشياء أمر عام  للجميع  وهدف  اسمى  تصبو اليه الارواح  .

ان الحالة  الجمالية   التي  اوجدها   المجتمع  الانساني  والتي  تعتبر  بحد  ذاتها   متعة  جمالية   تهدف   لايجاد   امور   كثيرة   تعتبر  كأدوات  فنية  عالية  الجودة   ومتجددة  وباساليب   جمالية    اشبه  بتجليات   نفسية   في   جوهر   الفكر . والرسالة   التي  تعد   في ايجادها او الوصول   اليها .

لذا   فإن  الجوهر  الموجود   في  جسدية  او  بنية الفن  عامة    و الشعر  خاصة   والذي  يعتبر   جزءا   من  الفن   له  قدرة   استثنائية   على التلائم  مع الجمال  والاندماج   به  وهذا الجوهر  يعمل   بطريقة   سحرية  عجيبة  يشد  المتلقي  شدا  وبطريقة  طردية  بحيث  تكون  وظيفته  تقديم المتعة النفسية  للشاعر والمتلقي  في نفس الوقت  وهذه المتعة  تعتبر لدى  الاخرين  هي  المنفعة  الانسانية .

وعليه  فان الشعر  يمكنه  من  امتلاك  ما يراه حقيقة او وهما  في  التعبير الادبي  والنفسي ، ويزاوج  بينهما في  خفاء  واضح  ويكون   الكشف عن الجمال  عبر هذا  التبادل  والتزاوج    بحيث  يشف عنه او يكشف  عن كل منهما  بمحاولة  اخفاء  الآخر، وهذا  هو سر  المتعة في الشعر . فاذا  كان  الشعر  ترنيمة  غنائية   صادقة  قد  تولدت من الشعور  المبدع، فتاتي هذه القصيدة  ناشئة  عما  في  نفسية  الشاعر  وتعبر عما  في خوالجه . فهي  تمثل  صورة من صور الاستقرار  النفسي  الذي يحسه  او يشعره   بجماليته .

.

إن المسيرة  الشعرية القادرة  في   مواجهة   الحياة  قد لا تصل   إلى لحظة  انتصار بل هي  على الأغلب  لحظة  انحسار  قد  تعيش  بالانبعاث و ربما  الشاعر  يدرك   بحساسية  مرهفة  أنه  يواجه   حياة لا  تكشف عن  وجهها  مرة   واحدة  . فوظيفة   الشعر   تتمركز  في  الانتصار الافضل  هي مرحلة دائمة  في سبيل الوصول  للغرض المنشود  لذلك فهي  تمثل  حالة  الغليان الداخلي  في أعماق  الشاعر  دائماً  ونفسيته  حتى لو ظهرت  عليه  ملامح  السكينة  وعلى  بعض  قصائده   مسحة  الشعر المنبعث  من اعماق  نفس  وقلب  شاعر       ما .

فالشعر يثبت  قدراته  الأدائية في  استكشاف  حالة  الإنسان ويربط  ايحا آته  بها  ربطاً  شمولياً، بحيث  يتمكن- في الاغلب - عزل  نفسه عن  المكان  والزمان  المقال  فيه  وربما  يكون   شموليا   فيبقى خالدا  وهذا  سر من  اسرار جماليته  وخلودها . فقد  يرى مسرة الانسان  وفرحته  وانسياقه  نحو التفاؤل سرا  دائما  في النفس البشرية   وقد يرى في عذاب  او تعاسة  إنسان  في  موقع  معين هو عذاب  للانسانية  كلها   لذا فإن حالة الموت  مثلا لدى الشاعر تغدو موتاً  وحالة  انسانية شاملة  ليست شخصية  ومعاناة  ومعضلة  تكتنف الحياة  في  كل  مكان، لا حياة  شخص  بعينه.

.

ومثل  هذا  التوجه  الشمولي هو  الذي يمس أعمق أعماق النفس البشرية   منطلقة  من الخاص إلى العام، من  دائرة   فقدان  ضيقة   بموت  واحد  من  ملايين  البشر إلى المصير  الذي  ينتظر هذه   الملايين البشرية كلها .   ولهذا  فأن الشعر  يعتبر  من أهم أركان الفنون  الهادفة  في  خلاص  البشرية  واستكشاف  حالها  ومآلها   و سبل   ارتقائها  إلى مواقع  جديدة  خارج  دائرة  الالم  والعذاب  بما يمتلكه هذا الفن العظيم من رؤية  وقوى  حدسية  تنبؤه   بنتيجة المعاناة  التي   تبعث  فيه  قوة التشبث  بالحياة  والامل  من داخل المعاناة  النفسية  وليس فوقها  أو خارجها.

ان  معظم  مفكري  الجمال   يميلون   إلى  القول   بأن  عمل  الفنان هو  وحده  الذي  يسمح   بفهم  الإنسان  الحقيقي   فنفس  الشاعر المتلهفة  على حب  المصير   الإنساني   بإحساساتها   الإنسانية الواسعة   حتما  تمكنه  من  ترجمتها   إلى  جمالية  طاغية  مثقلة  حانية  على الناس  والأشياء  والعالم .

و استطيع  ان  اقول ان الشاعر  يستكشف  من  الطبيعة   ما لا تراه  عين  الإنسان  العادية  وهو  في  رؤيته  هذه  يفجر الضوء لينير  ظلمة  الحقيقة  في النفس   وينزع  عنها  كل  أقنعتها   القاتمة  ويزرع    فيها  السناء  والامل  وهذا  الشاعر ربما  قد  يضع  نفسه   في مواجهة   نفوس  إنسانية   مختلفة   ربما   يكون   بعضها   متعبة  وبعضها   معذَّبة  والاخرى  متألقة  نحو السمو  والارتقاء  .

لذا   فالشاعر  ليس  مجرد   إنسان   يحيا   لذاته   ويعمل  من  أجل  إشباع  رغابته    وحدسه  الشعري . بل  هو  إنسان  ذو  رسالة   معينة   ويشعر أنه   ينطق  باسم  قوة   عليا    قاهرة   قد   تعلو   على   شخصيته   وتنفعل   معها    وتلهمه  افضل   ما عنده   من ابداع  ولعل هذا هو السبب  الذي   يجعل  الكثير   من الشعراء  يشعرون   بأن  لهم  حياة  أخرى   تتعدى  وجودهم   الزماني   والمكاني   و الذاتي    وهذه  الحالة   لها الحق  ان    تصدق   بقوة   ان الجمال   الذي لا  يقف  عند   حد  نزع  الكره   والبغضاء   واستئصال   كل  ما    يشوه   جمال  وجه  البشرية  الجميل  . و إنه  لينهض  بالنفوس  ويدفعها  نحو حياتها  واستقرارها.

والجمال   الشعري  يقد م  او يثبت  صلات  لكل  ما هو  موجود  من  امور  ربما   تراها   نفس   وعين   الشاعر  وحده   فيكون  شعره  صوت  الحياة  الصافية  وسرها،  بحيث   تكون  لها القدرة  على  التقاط او بعث  اهتزازاته  الكامنة  في اعماقه  وهذه  الاهتزازات  انما هي   رعشة  لخفقات  قلبية  او  نفسية  تصل إلى مسامع  صاغية ونفوس  متلهفة  وافئدة متشوقة  لتصل  الى جوهر الحياة   فيكون الشاعر  قد اشتري فيها  حريته الأبدية   وما تسمو اليه نفسه الابية من قيم عليا  طالما   ظل   يمني نفسه  في الوصول اليها  فيفرّغ   شحناته  الشعرية  المنبثقة  من  نزعات  نفسه  فيها . في  جمالية  شعرية رائعة يقول الشاعر :

الشعبُ يصدحُ صوتُهُ متَعاليــــا

متدفقاً  نحو َ  العلاء ِ  فيصْعـَدُ :

.

قسماً    بذات ِ  اللهِ  انّي  لثائِرٌ

على   كلِّ   ظلم ٍ في البلادِ سَيوجَدُ

.

الشعبُ  مَصْدرُ  قوّة ٍ  لا ينـثَني

شرف ُ   البطولة ِ والرجولةِ   سَيّدُ

.

كالشمس ِ يشرقُ  نورُهُ بسَمائِهِ

فبهاؤه ُ    وصَفاؤهُ    ـيتوحــــد

.

و من هذا كله  تتضح  حقيقة واحدة  هي ان الشعر في جوهره   خبرة انسانية من نوع  معين وموهبة كامنة في النفس  بل  هي  خبرة جمالية  عالية الحدس   وقد  تفهم هذه الحقيقة  العظيمة  من  خلال  فهم اسس  طبيعة   الجمال  ومساراته وطموح نفس الشاعر للوصول اليه  والالتصاق  به بحيث  تبقى نفسيته  متعانقة  معه في  نتاجه الشعري  وتكون  جزءا من كل معاناته وما  يعتمل  في  نفسه  فينهمر  شعره   خالصا جميلا  سائغا  للشاربين   .

.

اميــــر البيــــــــــان العربي

د. فالح  نصيف  الكيــــلاني

العراق - ديالى - بــــلد روز

18-  اكتوبر ت2  2022

******************* 

يا سائلي ..قلم الشاعرة تغريد الحاج

 يا سائلي ...


إنْ لم يكن للحرف روحٌ بالهوى

فالصمتُ أجملُ في دروبٍ من جوى


آثرتُ صمتي على كلامٍ بلا أمل

آثرت صمتي حينَ القلبُ بالنارِ اكتوى


يا سائلي عن حروفٍ صرتَ تجهلها

يا سائلي عن كلامٍ يذرى بالهوا


حطمت قلبي حينَ كنتَ تسكُنُه

حطمت روحي وقد عزمت على النوى


والعينُ مني بات الدمع يغسلها

يا جمرةَ العينِ أحرقتَ قلبي وما هوى


حتى الرموشُ ما عادتْ بطائعةٍ

ما عدتُ أصبرُ من فراقٍ من جوى


الصمتُ أبلغ قولاً من حكايا وحدتي

الصمتُ يصرخُ في فؤادي ما دوى


همسات حزني كالجمرِ في توسدها

مثل الجسورِ في بحرٍ حين استوى


وتسألُ مالي أراكِ ساكتةً

أتركتَ لي غيرَ العذابِ وغيرَ المبتلى


بقلمي

تغريد الحاج




تلك الكلمات..قلم الشاعرة. لطيفة الكواش

تلك الكلمات التي ترقص على زفرات النسيان 

ذاك الحرف الذي يجول بخاطر الوجدان 

و هذه القصائد التي تخلدها كتب البيان 

أهديكم إياها مع كل رجفة و رفة شريان

ذاك النبض عنواني، بلسمي و مرهم أحزاني 

من خيوط القمر أقطف أوزاني 

و من دفء الشمس أرسم ألواني

و من نسيم الفجر أرتدي فستاني

و من قطرات الندى أنحت كياني 

تلك الحالمة بروعة اللقاء 

تلك الباسمة على شفاه الشقاء 

تلك أنا ...

و هذه الأمنيات الموؤودة على رفوف الإنتقاء

و هذه الأسطر المنثورة بباب الأتقياء 

تناور ، تسافر ، تعاتب ، تمازح قطوفكم بنقاء

ليتكم تدركون كم لكم بالوتين من حاء و باء

تلك حروفي أنا ...

تستقر بين الأجفان و على أروقة المكان

دخان سيجارة ، كأس ثمالة ، 

آيات عشق ، قدر أحمق ، 

وصفة سحرية ، فكرة أزلية ،  

دون عنوان ، تسافر عبر الزمان

...

لطيفة الكواش



 

ملامح التجديد في الشعر الاندلسي - القسم الاول بقلم : د. فالح الكيـــــلاني

 ملامح التجديد في الشعر الاندلسي  -  القسم الاول

بقلم :  د. فالح الكيـــــلاني

.

فتح العرب جزيرة اسبانيا (الاندلس) في زمن الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك سنة\ 93 هجربة عندما وجه اليها حملة قوية بقيادة القائد العربي ( طارق بن زياد ) ومن المفارقات النادرة ان هذا القائد العظيم بعد عبوره البحر من المغرب الى اسبانيا – من المضيق الذي يقع في فم البحر الابيض المتوسط وكان يسمى مضيق ( اعمدة هرقل ) لان فيه كهف تكثر فيه الاعمدة الحجرية الطبيعية وتغير اسمه الى مضيق( جبل طارق ) بعد عبوره وحتى هذه الساعة – احرق كافة السفن التي اقلته هو وجنوده المقاتلين بحيث اصبح الجيش الغازي امام امرين اما الفتح والحياة واما الهزيمة و الموت المحقق فكان الجيش العربي قاتل قتالا مريرا دفاعا عن النفس قبل كل شيء اذ لا امل له بالرجوع والنجاة في حالة الانكسار و مستلهما من التضحية والجهاد في سبيل الله نبراسا لهم بحيث باعوا نفوسهم لله تعالى :

( ان الله اشترى من المؤمنين  انفسهم  واموالهم  بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) سورة التوبة الاية \ 111

فكان النصر العظيم حليفهم .

اما حدود هذه الجزيرة الخلابة فهي:  من الشمال بحر الشمال و فرنسا تحدها من الشمال والشرق اما من الجنوب فيحدها البحر الابيض المتوسط  ويحدها  من  جهة  الغرب  المحيط  الاطلسي وتشمل في الوقت الحاضرعلى مملكة اسبانيا ومملكة البرتغال .

.

ولما كان الشعر متأصلا في نفوس العرب وعواطفهم كغريزة فيهم فقد عبر الشعر  معهم البحر الى البلد الجديد  وليجد  مناخا  طبيعيا رائعا رائقا لم بجدوا مثله  في البلاد التي  قدموا منها حيث وجدوا الجمال و البهاء والخضرة الدائمة والرياض الغناء والورود في الصيف والشتاء  سواءا في الجبال او السهول او ضفاف الانهار  الجارية وكثرتها مما  اوقد جذوة الشعروزاد في تاملاتهم  والثقافة في نفوسهم   فشعروا بالهجة والحياة الجديدة  وانتشر فيها الشعر الا انه طغت عليه الصفة  التقليدية  العربية في البدء ثم بدء التاثر في المجتمع  الاسباني والطبيعة الاندلسية الجميلة  فتحولت الا ندلس الى جنة الله في الارض . .

و افتخر العرب  في بلاد الاندلس بانسابهم  واحسابهم كما كانوا في المشرق وها جرت معهم كل امورهم حتى عصبيتهم القبلية بين العدنانية  والقحطانية وانتشرت  كما مدحوا  اقوامهم  وخلفاءهم وامراءهم وهجوا اعداءهم والمنافسين لهم فكان الشاعر الاندلسي اول ذي بدء  مقلدا  للشاعر العربي   في المشرق  ويحذو  حذوه ويسيرعلى نسقه فقلد ابن زيدون في شعره ا لبحتري وقلد ابن هانىء الاندلسي الشاعر الكبيرالمتنبي فقيل له متنبي الاندلس .

ظهر الشعر في  الأندلس في ظروف تختلِف  عما في المشرق، ظروف تتَّصل بطبيعة الارض الأندلسية وتنوُّعها والعناية بمواطن جمالها، وأخرى متَّصلة بالتكوين  الثقافي والنفسي  للمجتمع الاندلسي، فلأوَّل مرة يلتقي العربي  مع  أجناس  مختلفة:  قوطية و لاتينيَّة  وبربريَّة  ويهوديَّة  ومسيحية  وعلى أرض واحدة،  وتعايشت ابتداءا   تحت  سمائها  الأدْيان السماوية  الثلاثة:  الإسلام والمسحية واليهودية ، فكان لاول مرة  يسمع صوت المؤذن إلى جانب رنين أجراس الكنائس والبِيَع، وتتكلم الناس بالعربيَّة إلى جانب الأمازيغية، والإسبانية  وفي مرور الزمن تبلورت في بوتقة واحدة لتكون العربية هي اللغة العامة لهذه البلاد وتذوب كل اللغات الاخرى فيها الا نادرا  الا في الاصقاع البعيدة  او في  البدان المجاورة او على  حدودها  وانشر الاسلام في كل اصقاعها الا ماندر.

انتشر الشعر العربي في  بلاد الاندلس  بعد  ان دخل فاتحا  مع الفاتحين  العرب  وسار معهم  اينما  توجهوا  فبلغ  ايطاليا  وبحر الادرياتيك  ووصل الى جزيرة صقلية  وجزيرة مالطة بل وفي كل بقعة  او  من جزر البحر الابيض المتوسط  وحتى سواحل الاطلسي  . فالجميع تتكلم العربية وتكتب فيها وهنا اعتبرت اللغة العربية  اللغة الرسمية لهذه  البلاد وودونت فيها ثقافتها وعلومها  وادابها  وخاصة  الشعر فازدهر في  كل مكان  صار اليه  ووجد فيه  لجزالته  ورقة اسلوبه  ووضوح معانيه  وخاصة انه نظم في هذه الاصقاع  الجديدة  الغناء بين الخضرة الدائمة والجو اللطيف  وقد اكثرالشعراء من وصف هذه الديارالجديدة ورياضها فهذا الشاعر ابن سهل الأندلسي  في  قصيد ته المشهورة بالرداء الأخضر يقول :

الأرض قد لبست رداءاًأخضـرا

والطـل ينثر في رباها جـوهرا

هاجت فخلتُ الزهر كافـورا بها

وحسبتُ فيها الترب مسكا أذفرا

وكأن سوسـنها يصافـح وردها

ثغر  يقبـل  منه  خـداً أحمـرا

والنهـر ما بين الريـاض تـخاله.

سيفا تعلق في نجـاد أخضرا

و يقول الشاعر  الوزير ابن الحمارة الأندلسي:

لاحَتْ قُرَاهَا بَيْنَ خُضْرَةِ أَيْكِهَا

كَالدُّرِّ  بَيْنَ  زَبَرْجَـدٍ  مَكْنُـون

ويقول الشاعر لسان الدين بن الخطيب في وصف غرناطة :

غِرْنَاطَةٌ   مَا   لَهَــــــا     نَظِيرٌ

مَا مِصْرُ مَا الشَّامُ مَا العِرَاقُ

مَا هِيَ  إِلاَّ  العَرُوسُ  تُجْلَى

وَتِلْكَ   مِنْ  جُمْلَةِ  الصَّدَاقِ

ويقول  الشاعر ابن سفر المريني متغنِّيًا بالأندلس ومواطن الجمال فيها:

فِي  أَرْضِ   أَنْدَلُسٍ   تَلْتَذُّ   نَعْمَاءُ

وَلا  يُفَارِقُ  فِيهَا   القَلْبَ   سَرَّاءُ

وَلَيْسَ  فِي  غَيْرِهَا  بِالعَيْشِ  مُنْتَفَعٌ

وَلا  تَقُومُ  بِحَقِّ   الأُنْسِ   صَهْبَاءُ

وَأَيْنَ يُعْدَلُ عَنْ أَرْضٍ  تَحُضُّ  بِهَا

عَلَى    المُدَامَةِ     أَمْوَاهٌ     وَأَفْيَاءُ

وَكَيْفَ لا  يُبْهِجُ  الأَبْصَارَ  رُؤْيَتُهَا

وَكُلُّ رَوْضٍ بِهَا فِي الوَشْيِ صَنْعَاءُ

أَنْهَارُهَا  فِضَّةٌ  وَالمِسْكُ   تُرْبَتُهَا

وَالخَزُّ   رَوْضَتُهَا  وَالدُّرُّ  حَصْبَاءُ

فالسماحة التي ظلَّلت المجتمع الأندلُسي وبعده عن التعصُّب المقيت، لعِبت دورًا كبيرًا في خلق التَّعايُش والتَّجانُس بين سكَّان الأندلس، كان أثره المباشر على الشِّعْر الأندلسي       .

لقد انتشر الشعر العربي  في الاندلس  حتى وصل الى منتهاه في الرقي  والتطور في  زمن  ظهور دول الطوائف  حيث ان كل امير جمع حوله الادباء  والشعراء  وبذلك حصل الشعر العربي في الاندلس  على مكانة عظيمة وثروة  ادبية  كبيرة  نتيجة هذا  التنافس  بين  الا مراء والشعراء  و الطبيعة  الخلابة التي بهرت الفكر العربي وبالاخص الشاعر  العربي  فابدع  فظهرت نتيجة هذا الابداع  معان جديدة واساليب جديدة  متطورة ومتمدنة  وظهر الموشح  في الشعر  والذي  لا يزال يعد  مفخرة من مفاخر الشعر العربي في الاندلس .

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

.

راجع كتابي ( ملامح التجديد في الشعرالعربي )  الجزء الثاني

.

امير البيـــــــــان العربي

د. فالح نصيف  الكيــــلاني

العراق - ديالى - بلــــــد روز

.

***************************************************

سهام الهجر ————- بقلم آمال بوحرب

سهام  الهجر 

————-


بقلم  آمال بوحرب


لم تبق في القلب مرارة

ولا خوف  ولا جزع

أنا في نار الهوى 

برد لا  يدانيني

من لوم ولا نفع


أنا إذا ما أصبت

بسهم الجوى

لايصيبني قحط 

ولا يقطر عودي

ثوب في الأحشاء أخفيه

عرض البلاء  لا أباليه

وإن كنت عليم بموضع

السهم 

فأنا   ممسكة رحلها عن 

الدرب

مقيد جيدها برحلي 

علقم الطعم ظلمك 

حلو المذاق مشربي 


في سخاء الود ما أعوّد  هجري وأنكر  يوم الفراق ألوان سهدي 

 بلغت  بالحب  مجدا

من العزم والوفاء و الصَبر 

ومن لجّة  الصدق احلامي 


أنا من ربوع جبالها خضر

وعليّسة  لها فيها مجد تليد 

قرطاج الامس واليوم حاضرة

عيون فيها  باسمة الثغر

والخضر اجمل ما فيها

وادي العيون

وبلاد الساف 

مؤنسة  

روحي وضلوعي


رشفت الزهو ر بجنانٍ

حنت لها القوافي

ورقت لمعانيها

وغربة تتلوى من  تجافيها  

وتسقيني إذا الدهر 

اظماني


خير الذخر يا صائدي

عقل صابر وقلب متصبر

بين الصِبا والمشيب

 يا ساقي الهجر

لست ترويني….




كم تتساقط دموع صقر ..قلم الشاعر يحيى نقادي سيد

(((( كم تتساقط دموع صقر ))))


يا ويح نفسي م إمراة ما عقلت 

..........للهوى كبح رزيل و مشتهى جسدا


إن تراها للعري لحمً يئن

.................. قبح ذنبً ما له قيد أو مسدا


كم يهن الضعف فيها كنية

...................هي صبغ فحش ما له رصدا 


عين تبال ف التياه والبلاهة

.................. وعين للنزوات سكرات أمدا


تميد نفسي م واعظها غيبً

.......... فهل لمثل فحشاها تجدن لها عضدا


إن التقي  لايغرس ف بوار

............ انما ما جنيت قطافه طياب حصدا


ذلك لمن رأت لنور ربها

............... برهان وسيلا وطريق فيه رشدا


ينعم الوقار فيها بخير حافظة

.................... ويسعد الستر بيقين زبده لبدا


فإن ترين فيهن وجه مقارنة

.......... فقد قارنت بين النور والنار والسمد


إنها إمرأة ماثلت شيطانها كفرا

..................فكانت له ذريعة وخير من عبدا 


يا ويح صقر من مغلبة أمرها

................كم تسعر نيرانها لوام لغبط كمدا


يقال أفيك بأس العقاب للذنب

.....تقول لإن بعثت  مرارً ما ساويتها عداد 


إنها العمل القانط ع نفسه

............ بئس الامارة عليها صرخ قد شهدا 


وما خلق الله المرأة وفيها نقيصة

..........وقد جعل الجنة م تحت اقدمهن رغدا


&&&&&&&&&&&&&&&&&ــــــــــ

يحيى نقادي سيد /ف*18/10/2022ــــــ 

رؤية نقدية وفنية في نصوص الشاعر المصري/نبيل حامد بقلم/عوني سيف

رؤية نقدية وفنية

 في نصوص الشاعر المصري/نبيل حامد

                          بقلم/عوني سيف ،القاهرة.

-----------------------------------------------------------------

_النص عند نبيل حامد له تقنيات فنية ، تحتاج إلى ناقد متمرس ، على دراية بما وراء النص أو ما يسمى عبر النصية

"Extre textual"

"لوتمان" استخدم هذا المصطلح للتعبير عن كل العلاقات الخارجة من النص أو الموجودة فيما وراء عالمه.

_ فالنص عند حامد يحتاج لمن يكشف نوعية النسيج أولا ، ثم يغوص في النقوش و الخطوط المتعددة.

فكثير من الأحيان يحتاج النص لأكثر من تفسير و تأويل "Interpretation" و هذه طبيعة النصوص الأدبية شعرا أو نثرا..فمثلاً نص "فراشة" يحمل معني الغزل ظاهرياً ، ولكن سوف نغوص فيه فيما بعد ، لنكتشف شيئاً من وراء النص.

* لكن الآن سنتناول بعض التقنيات في الصورة، عند الشاعر نبيل حامد.

* ها هنا في نص "فراشة" يقول:

    فراشة

   باكية انت

  في الليل الموحش 

  تنتظرين رجلاً اسطوريا.

_هنا يعطي الفراشة صفة الانسنة "Anthropomorphism"

كأنها حبيبة تنتظر ، أو وطن ينتظر مخلص للشفاء من الآمه.

_ ويكمل في نفس النص:

  فيأخذك

  علي فخذين كثيفي الشعر

  يبرق وجه العالم

  ارجوانيا.

- هنا تعبير " فخذين كثيفي الشعر" له معني عبر النصية ، ربما 

 يعبر عن قوة المخلص المنتظر.

* وفي نص آخر "الرواة"

  يستخدم صورة نقيضة لصورة الفراشة ، حيث أنه ينسب لنفسه صفة الطير "Anti-personificaton" في قوله:

      استنبت جناحين

      ارفرف في منامتك

      حلما بهيجا.

_  يوجد تناص ليس خافيًا ، بين نصي "فراشة" و "حبال العقل"

 في انتظار الخلاص مرة أخرى ، فيقول:

     الخلاص مازال مختبئاً

     تحت تلال وعرة

    و آن له أن يخرج

    جموع الضالين.

الذاكرة الشعرية لدي نبيل حامد

   هي ذاكرة غنية بمخزونه الثقافي المتنوع بين تاريخ البادية و التاريخ الفرعوني والاسلامي وبعض الكلمات ذات الدلالات الدينية ،  والطبيعة ، وسوف انتقي بعض الصور ،.

١_ صورة من تاريخ البادية ، في نص "حبال العقل" ، يقول:

    حين أمسكت حبل الناقة

   ظننتك تعقلها

   في الوتد

 ٢_ صورة من التاريخ الفرعوني في نص "زيرو" يقول فيها:

   أين مشرط الجراح

   و جثث المومياوات.

٣_ وايضا في نص "لصوص"يقول:

   بني مشقوقو الكعوب هرما

  غانجت زوجته الغريب

   و عندما فكت سروالها....

 - هذه صورة جميلة من المخزون الديني و التاريخي عند الشاعر ، يذكرنا بقصة جميل بني يعقوب "يوسف" و هروبه من زوجة عزيز مصر "فوطيفار" عندما راودته عن نفسه.

٤_ صورة أخري في نص "بوح" حين يقول:

   اعطني من جنتك

  تلك التفاحة

  التي ستعلمنا كيف نري الشقاء.

 - هنا يستخدم التجسيد "Personification" و كأنه آدم حين يأكل التفاحة يبدأ رحلة الشقاء علي الأرض. هذه صورة رائعة تدل علي ثقافة غزيرة عند الشاعر.

٥_ استخدام صور من الطبيعة و الكون في نص "حبال العقل" فيقول:

    و رقصت

     رقص الأرض

     تدور في السماوات.

    - بدون تعقيب هذه صورة جميلة وفريدة مأخوذة من الكون. 

    هموم والآم معاصرة في شعر نبيل حامد 

١- جشع الرأسمالية المعاصرة في نص " السيد الجديد " يقول :

     السيد الجديد

     الذي يعمل لديه الجميع

     تجاراً أو عبيد

- ويقول في نص " صفحة لمماليك جدد"

     رغم أنهم احترفوا

     الآن

     مص العرق

      وشقط الجيوب

      وتهميش الخيالة....

٢- الحزن على فترات غابرة في تاريخ الوطن

في نص " من جديد "

     وتعصف أذهاننا

     في عراقة الوطن

     وتاريخه المضاع

     عمداً

٣- سرقة الكنوز ودفائن الوطن

في نص " لصوص " يقول :

     كيف تقول صبابتها

     بينما يسرق اللصوص

     كنزها المدفون!!

٤- ضعف التخطيط العمراني في فترة من فترات مصر

فيقول في نص " تناسي "

     فتبني الأبراج

     علي تربة

     إنتاج الطعام

* تعرض الشاعر لآلام وهموم وطنه لكنه مملوء بالأمل

فيقول في نص " إملاء "

     خبأت عن كل الأعين

     حلم الآتي الممشوق

     كانت حبيبتي

     تطرق بوابتي

     في الصباح!!

* تعقيب خاص عن نصي " أيل " و " زيرو "

١- نص " أيل "

نص صغير وجميل عبارة عن نحت في اللغة " contamination "

وتكوين عدة كلمات من لفظة " هللويا "

وهي لفظة عبرية الأصل معناها " سبحوا الرب "

أستخدمها نبيل حامد في الإشادة بجمال الطبيعة الذي برز في حيوان الأيل بنص يعتبر ترنيمة موسيقية إلي أبعد الحدود 

٢- نص " زيرو "

نص واضح وصريح، لكنه ملئ بالتقنيات الفنية في الأسلوب الشكلي واستخدام الأنسنة " Anthropomorphism " في صورة البومة التي تحدق في الوطن وتبث رسائلها التي تقع علي أماني الناس الذين يرفضون السلبية،

واستخدم الاطناب " Pleonasm " والتصاعد التدريجي " Anabasis " في رصد بعض السلبيات للفئات متحجرة العقل ثم نصل إلي الزيرو المقدس في نهاية النص بأسلوب سخرية رائع فمنذ متي وكان اللاشئ مقدس.

                    عونى سيف



 

في خريف النهايات..قلم الشاعر محمد الليثى محمد

قصيدة بعنوان //.        في خريف النهايات


لا تضمني إلى قائمة موتاك

فأنا لا أعرف سوى الحياة

لا تضمني إلى أغاني خيامك

 فأنا أغير مركبة السواحل

وأنا ....................

أبحث عن ذات يوم

فوق رصيف البدايات

تجمعني النوارس

في خريف النهايات

أيها الساكن في حشي الروح

فلتذهب إلى رقصة الحبيبة

واكسر ما تبقي في دمي

مالي والعناق

في ضوء قمر الذكريات

لا تبحث عن ليل الظلال

خلف أروقة مديح الأغاني

هي حبات السعادة

تنثرها الأحزان

كلما وصلنا

عدنا إلي طائرة اللغة

نبحث عن السير

في الهواجس

هل كنت أبحث عن الثبات

في اللأشىء

حين يدور العبث

في مهابة العادي

والمتكرر

         والمعاد

حين كان يسألنا

أين هي حقول الشعير

فلنرمي

ما ندافع عنه

نغنى عن الم المساء 

حين يستريح الضيف

علي نصف جسد

بينما السماء تغني

أغنية الخيل الأخيرة

أيها البطل الذي يسكن 

في عيون القطط

ماذا أخذنا من قبور الانتظار

غير  ينابيع  الوقت

أن هم فجروا الستائر 

أن هم قتلوا الياسمين

في كل أوراق الشتاء

هل يولد البكاء

من رحم آيات الهوى

أسالك حبيبتي

أن تبكي

علي قتلى 

 بجانب  باب كوخنا 

           ............................................@

  بقلم الشاعر  محمد الليثى محمد



 

سلطانة القوافي.. قلم الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري

 سلطانة القوافي


اَلْحُبُّ رَاوَدَنِي وَالْعِشْقُ اَسَهْدِنِي

 وَاللَّيْلُ هَدْهَدَنِي وَالنَّوْمُ جَافَانِي


 فَالْفَجْرُ مُبْتَعِدٌ وَالشَّوْقُ مُظْطَهِدٌ

 وَالْوَجْدُ مُتَّقِدٌ فِي صَدْرِيَ اَلْحَانِي


قَدْ بِتُّ أَرْصُدُها مُذْ  لَاحَ فَرَقَدُهُا

 بِالْعَيْنِ أَجْرُدُهَا وَ الَّيْلُ أَضْنَانِي


 تَنْتَابُنِي  فِكَرٌ وَالْعَقْلُ مُنْبَهِرً

 و الشَّوْقُ مُبْتَكِرٌ فِي رَسْمِ أَشْجَانِي


 يَا مِنْ هَوَى مَلَكًا لِلرُّوحِ مُمْتَلَكًا

 لِلصَّدْرِ مُنْتَهِكًا وَالْحَرُّ بُرْكَانِي


 قَدْ كُنْتُ مُمْتَشِقًا لِلْفَرْحِ مُسْتَبِقًا

 إِذْ جَاءَني غَسَقًا لَحْنٌ فَحَيَّانِي


 حُورِيَّةٌ عَزَفَتْ مِنْ عَزْفِهَا سَكِرَتْ

 أُذْنِي بِمَا سُمِعَتْ وَاللَّحْنُ أَشْجَانِي


أَصْبَحْتُ في عَجَبٍ فِي مُهْجَتِي طَرِبٌ

 وَالنَّبْضُ مُضْطَرِبٌ لَا صَبْرَ اَنْجَانِي


 مِنْ شَعْرِهَا ذَهَبٌ بِالنُّورِ مُلْتَهِبٌ

وَالْقَدُّ مُنْتَصِبٌ وَ الْخَدُّ أَضْنَانِي


 فَالْوَجْهُ مُنْتَعِشٌ وَالرِّمْشُ مُفْتَرِشٌ

 وَالصَّدْرُ مُعْتَرِشٌ وَالحُسْنُ رَبَّانِي


 لَا عُدْتْ مُنْتَبِهًا نَادَيْتُهَا وَلِهَا

 تَابَعْتُهَا شَدِهًا أَسْرَعْتْ كَالْجَانِّ


 نَاشَدْتُهَا طَمَعًا أَصْغَيْتُ مُسْتَمِعًا

 لِلْصَّبْرُ مَجْتَرِعًا فَاخْتَلَّ مِيزَانِي


 لَا زَمْتُ مُنْتَظَرًا مِنْ ثَغْرَهَا خَبَرًا

 أُحْيِي بِهِ وَتَرًا مِنْ عَزْفِ أَلْحَانِي


بِالفَيضِ مِنْ قَلَمِي وَ الوَحْيِ مِنْ أَلَمِي

خططت مِنْ سَقَمِي فَالبَيْتُ بَيْتَانِ


شِعْرٌ بِهِ نَبَضٌ وَ العَقْلُ مُعْتَرِضٌ

وَ الحَرْفُ مُنْتَفِضٌ يَشْكُو لِإِخْوَانِي


 فَلْتُهْدِنِي أَمَلاً وَأْتِى بِهِ عَجِلاً 

لِلْبُرْءِ مُحْتَمِلاً قَدْ يُنْقِذُ اَلْعَانِي


فَالْحُبُّ مُفْتَرِسٌ وَ الصَّبْرُ مُحْتَبِسٌ

 وَالْعِشْقُ مُنْغَرِسٌ فِي صَدْرِ فَنَّانٍ


الشاعر التونسي

 الحبيب المبروك الزيطاري




ما كُنْتُ أَنْظُرُ إلَّا لرُوحِكَ..قلم محمد التوني

 ما كُنْتُ أَنْظُرُ إلَّا لرُوحِكَ في الأَكَمِ 

               فالرُّوحُ رُوحِي وكُلُّ الأَرْضِ تَنْسَدِل


دَأْبُ الوُشَاةِ زَرْعُ الفِرَاقِ في خُبْثٍ

                  ودَأْبُ المُحِبِّينَ زَرْعُ النُّورِ والأَمَل


فلتَسْتَبِينَ إذَا مَا سِرْتَ في أَرْضٍ

                     إنَّ الأَرْضَ لا تَحْوِي مَنْ اكْتَمَل


                                                      محمد التوني



بين الواقع و المستحيل..قلم مهندس _ محمد امام

بين الواقع و المستحيل

------------------------------------------

بين الواقع و المستحيـل أقيـمُ

يعاندنى الحظُّ و الهوى عقيمُ

و ينبت فى القلب أملٌ هشيـمُ

و بين حلمـى و بيـنـى سديـمُ

أرْقـب السعـد و السعـدُ مليـمُ

أعلم أنها تحبنى و الحبُّ مظلومُ

لكن واقعى يقول الحبَّ لا يدومُ

الحـيـاة بقـربهـا أمـلٌ مهــدومُ

و الـبـعــد عـنهـا كله هـمــومُ

بين الواقع و المستحيل حقى مهضـومُ

بيـن الواقـع و المـسـتحيـل أنـا سـقـيـمُ

لكـن كيـف أقبـل بالاستسـلام ؟

و أعفيـك مـن حبى و الهيـام

و أرضى لنا بالبعد و الانفصام

إن فعلت هـذا فقد تركتك للآلام

و رضيـت بالعـذاب لنـا و الأسـقـام

صـراعٌ بيـن حـالـى و الأحـلام

لكن يظـل حبـك نهــر الغـــرام

منه الرواء و مبعث الإقــدام

أنـا بـيـن نـاريـن و احـتــدام

بين حرب الواقع أو هجر بدر التمام

و هجـرك لى الحكم بالإعـدام

و الـواقـع يقـيـدنـى بالأحكام

كم أنت قـاسي يا حكم الأيام

لا أجـد للقـصـيـدة أى خـتـام

ســـوى تـركـهــا بـلا ســلام

-----------------------------------------

بقلمى // مهندس _ محمد امام

 

قوافي تُنْسى..قلم الشاعرة مسعودة القاسمي

 قوافي تُنْسى (جزء 1)


يامن قلت

 أنتِ قوافي النبض مني

وظلَلْتَ متوسٌدا طاولة الخجل

تكتب بأنامل الارتجاف

قاموس قدَرٍ عنيد

حتى صار  كَليْل داجن 

أيام قاحلة

 عجاف الاماني

تنسج من ثوب الدهشة 

 وخيوط تمردي  

على ورق الأحلام 

أه كم كنت طفلا 

تخاف مسك أزرار القرار


لا تسل جليد قلبي 

كيف صار عاري الأوتار!!

كيف يكتب على جدار القصيدة 

آخر طقوس الحنين 

كيف يوقظ سبات صبر الانتظار 


لا تسل راحلتي 

كيف تشق معابد الصمت 

توقف أنفاس الظمأ 

على صدر العطش

عطرِي شموخ 

ثابت فوق القمم

وإن جف الغدير بلا ارتواء


الشاعرة مسعودة القاسمي

تونس




النَّابِغَةُ... (بمناسية العودة المدرسيّة)قلم حمدان حمّودة الوصيّف

 النَّابِغَةُ... (بمناسية العودة المدرسيّة)

لِـي طَـالِـبٌ فِي القِـسْمِ يَا إِخْـوَانِي

فِـكْـرٌ يُـحَــاكِـي نَـابِـغَ "الـيَــــابَـــانِ"

السَّاحَةُ الكُبْرَى، أَجَلْ، لَمْ تَكْفِهِ

وَكَشُـعْـلَـةٍ يَـبْـدُو مَــعَ الأَقْــرَانِ

يَـجْرِي ويَقْـفِزُ، صَـارِخًا مُـتَوَثِّـبًا

كَشَـرَارَةٍ طَـارَتْ مِنَ الـبُـرْكَـانِ

أَمَّا أَمَـامِي، فَـهْـوَ جِسْمٌ هَـامِدٌ

أَلْقَاهُ، حِرْتُ وحَـارَ مَنْ وَاسَانِي.

دَرْسُ الـحِـسَابِ يُمِيـتُهُ بِتَـثَاؤُبٍ

والصَّـرْفُ مَصْـرُوفٌ مِنَ الآذَانِ

خَـمْسٌ وسِتٌّ عِنْدَ فِكْرِهِ أَرْبـعٌ

واثْـنَانِ فِي اِثْنَيْـنِ يَـبْـقَى اثْـنَـانِ

والضَّرْبُ مَضْرُوبٌ عَلَى أَفْكَارِهِ

لَـمْ تَـبْـقَ مِـنْــهُ فُـتَـاتَةٌ لِـثَــوَانِ.

الفِعْلُ، عِنْدَهُ، لا يُصَرَّفُ إِنَّـمَا

بِــ"الأَلْ" يُعَرِّفُهُ "الخَبِيثُ الجَانِي."

أَمَّا الضَّمَائِـرُ، فَالشَّفَاعَةُ، إِنَّـهَـا

مَخْـلُوطَةٌ فِـي فِـكْـرِهِ "الفَـتـَّـانِ"

أَجْرَى عَلَى "أُقْلِيدَ" سَطْرًا أَحْمَرًا

وعَـلَى "سِـبَـاوَيْـهٍ" بِـسَـطْرٍ ثَـانِ.

لِكِـتَابَةِ الكَلِمَاتِ عِـنْدَهُ أَحْـرُفٌ

وَاللهِ، لَـمْ أَعْـلَـمْ بِــهَـا بِـزَمَـــانِ.

ويُقَالُ: عَالِجْهُ سَتَكْسِبُ أَجْرَهُ

مَـا لِــي إِلَـيْهِ وَسِــيــلَةٌ ويَـدَانِ.. 

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل




ذكريات أحلامي. قلم نضال بن عمر زعبي

 *****ذكريات أحلامي*****

وتمر الليالي

 وسط الصمت 

فتشوش أفكاري 

وأفقد أحلامي...

 صرت كالمتشرد

وسط المروج

عاري الجسد

أسير...

احتمي بالظلال 

وبيدي ثمرة

من الخيال...

لم يعد للفصول 

حلاوة

فالحب صار

من الوقاحة

والعشق ضرب

 للسماحة...

شوارع معزولة

مع المساء

والمطر غزيرة

من السماء

أين كنت

اعبر وحيدا 

طريق احلامي...

ورغم غضبي

وجنوني

مسحت المطر

دموعي...

ورغم موسيقي

آهــاتي

لا أحد يسمع

صرخاتي...

فقساوة الصمت

محيت ذكرياتي...


**********

نضال بن عمر زعبي🇹🇳


Nidhal Zaabi 🇹🇳




هلوسة الصبح..قلم ربيعة الرحالي رونارد

 هلوسة الصبح


اشتقت إليك 

ناديتك من مضجعي

اين أنت

يا من علمني البوح بلا خجل

أين أنت

يا من أدخلني مدن الجان

فجعلني أتقن فن الحكي

لأسافر بين الأقمار

أجوب الليالي و الأسحار

أتحنى بلون الغروب 

فأغتسل بنسائم الضحى

اشتقت إليك

يا من رسم فرحتي

فألبسني ثوب العشق و الدلال

لأتبرج بين الحور

اشتقت إليك

ليثني طائر بجناحين

أرفرف  في سماء دربك

أتغنى بحبك

بعشقك

بإخلاصي ووفائي

يا شموع ليلي

يا ورودي و جناني

يا سماء صيف بلا مطر

أهواك

وما الهوى إلا شيء منك

اشتقت إليك

بقلمي: ربيعة الرحالي رونارد