السبت، 28 ديسمبر 2019

الصمت المزمن....قلم :د/نبيلة عبودي

الصمت المزمن
لم تكن حالة عشقية عابرة.. بل كنت حالة نادرة أوقفتني أمام نفسي.. و أرغمتني على اعادة النظر فيما اقترفت.. و وخزتني إبر الضمير.. ذكرتني بالظلم الذي ألحقته بمشاعري.. و سألت نفسي مستغربة:
- كيف سولت لي سجن مشاعري كل هذه السنين؟
فأجابتني:
- إنها مشيئتك.. أنت التي اخترت سجن مشاعرك في ثلاجة للموتى.. رفضت الانحناء لعواطفك.. وحدك فضلت شن حرب الابادة على الحب باسم الكبرياء، فلماذا تحاسبينني اليوم؟
خرس لساني و استسلم لمعاتبة النفس و الضمير.. و اخترت الصمت مرة أخرى.. لأن النقاش العقيم لم يجد.. و ليس لي إلا أن أسكت..
إنه القدر..
لا أحد يعلم متى يدق القدر بابه.. لا أحد يعلم السنة.. الشهر.. اليوم و الساعة التي يتخذ فيها القدر قراره الأخير.. و لا اللحظة التي ينفذ فيها الحكم الأخير.. و مع ذلك ننظره بلا جزع، فقد جُبلنا على انتظاره.. و أُرغمنا على طاعته.. و رضينا بالخضوع له في ضعفنا و قوتنا..
إنه القدر..
لم يبق بيننا غير السراب.. خطوط وهمية تنحني على امتداد حدودنا العشقية.. تتوازى.. تتقارب.. لكنها لا تتقاطع، فقدرها أن تمتد إلى ما لا نهاية.. و قدرنا لعنة صماء بكماء.. طواها الصمت و رماها في بحر النسيان..
                                               بقلم:د/نبيلة عبودي
                                                           من الجزائر


همس...قلم الشاعر طاهر مشي

همس
""""
يَا زَائِر الدَّرْبِ بَدْر الليْلِ مَا أفَلا
قَدْ آنَسَتْنِي فَمَا أحْسَسْتُه الوَجَلا
فَالخِلُّ فِي الصَّدْر تُشْقِينِي مَوَدَّتَهُ
وَالليْل بِالهَمْسِ عَنْ لَيْلاَهُ قَدْ سَأَلاَ
قُولُوا لَهَا إنَّ قَلْبِي فِي مَجَرَّتَها
وَالنَّبْضَ مَسْلُوبُ مَا أقْسَاهُ قَد رَحَلاَ
أمْشِي وَحِيدا وَنَار الشَّوْقِ تَحْرِقْنِي
كَمْ مِنْ حَنِينٍ رَمَاهُ الليْلُ وَالأسَلاَ
فَارْحَلْ وَدَعْنِي أنَا الأَحْزَانُ تَسْكُنُنِي
وَالدَّمْعُ فِي العَيْنِ مِنْ أَغْوَارِهَا هَطَلا
وَالقَلْبُ بَانَتْ بِهِ الأوْجَاع وَالكَدَرُ
وَالشَّوْقُ يُدْنِي فَمِنْ أَعْطَافِهَا انْسَدِلاَ
سَلْ مَنْ يَغُوثُ وَلَيْلُ الصَّبِّ يَجْرِفُهُ
هَلْ فِي مَدَاهَا لَمَحْتَ البَدْرَ مُكْتَمِلا؟
مَا أجْمَل الهَمْسَ فِيهِ اللّومَ وَالعَتَبَ
نَمْضِي وَشَوْقِي بِذِي الأَحْلامِ اكْتَحَلاَ
طاهر مشي