تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
=================
((( من أثر القصيد ٠٠!! )))
الشاعر و المعلم المصري الشاب / همام صادق عثمان - ١٩٩٧ م ٠
" بدوي الجبل "
لي في بحورِ الشعرِ درٌّ كامنٌ
تأبي القصيدةُ أن أعيشَ ذليلا
حرفُ الرويِّ لهُ ثباتٌ دائمٌ
ربُّ الرويِّ إليكِ زادَ مُيولا
هاتي بحبِّكِ كل شيءٍ مُبعَدٍ
حتى أدقَّ مع الغرامِ طبولا
إنَّ التدلُّلَ في المحبةِ واجبٌ
يهوى التدللَ من أراهُ جميلا
لكنَّ قلبي إذ روَتهُ دموعهُ
يدعوكِ كوني للأسى مِنديلا
نطقُ اللسانِ إذا علمتِ مؤرجَحٌ
لكنَّ قولَ القلبِ أقومُ قيلا ٠
( من قصيدة : بنت قلبي )
٠٠٠٠٠٠
و من أقواله الخالدة :
" لغةٌ تصبُّ السحر في أكوابها وتوزِّعُ الأكواب بالمجَّانِ من لم يفضِّلها على أترابها هذا بحقٍّ بالغ الحرمانِ " ٠
نعم تظل محافظة كفر الشيخ - كفر المبدعين - حيث تتجلى ربة الشعر عليهم فتمنحهم الإبداع و الخلود مع هذا الفن الجميل كل يوم نشاهد ميلاد شاعر هنا في هذا الإقليم ٠٠
و من ثم نتواصل مع هذا الشاعر ( همام صادق )ابن مدينة قلين ، فمنذ نعومة أظفاره يُذكرني بفحولة أمير الشعراء أحمد شوقي ، و نزعات بدوي الجمل ، نداءات شاعر النيل حافظ ابراهيم و فلسفة المعري ، و تهويمات محمد حسن إسماعيل و في الرومانسية احتراقات شاعر الأطلال إبراهيم ناجي ٠٠
فهو شاعر موسوعي يحمل في جعبته ملامح عباءة كل العصور كالنهر المتدفق و المتجدد ليقف شامخا شموخ النخيل بين أروقة الشعر الفن الأول ٠٠
و من ثم يترنم في محاربه مع تجليات الصوفية و إشراقة الروح بين دفقات الحزن و الحلم معا ٠٠
كما يعتز بجمال شاعريته و تفرده في ثقة إيمانا منه برسالة الشعر هاتفا في دوحته الأثيرة مُناغيا الجوزاء في العلياء ٠٠
أليس هو القائل في هذا المضمار تلك النداءات حول إمارة الشعر ؟! :
أراني فوق عرش الشعر وحدي
ولا أحدٌ يرومُ اليومَ نقدي
ولست أخاف موتي غير أنِّي
أُحاذر أن يموتَ الشعر بعدي ٠
* نشأته :
======
ولد الشاعر و المعلم المصري الشاب / همام صادق عثمان في عام ١٩٩٧ م بمركز قلين محافظة كفر الشيخ جمهورية مصر العربية ٠
تخرج في كلية اللغة العربية المنصورة جامعة الأزهر و يدرس دراسات عليا ٠
شاعر و محفظ قرآن و معلم لغة عربية و مدقق لغوي و مسوق الكتروني ٠
حاصل على ليسانس لغة عربية جامعة الأزهر ٠
- عضو "إتحاد كتاب مصر"، و"نادي أدب قلين".
* صدر له عدة دواوين :
- ديوان "من أثر القصيد" عام 2018 م٠
- ديوان "عشق فوق التعريف" عام 2020 م٠ - ديوان "حتى صرت حزناً" عام 2022 م ٠
كما نشرت قصائده في العديد من المجلات والصحف المصرية والعربية.
و نال الكثير من الجوائز و حضر مؤتمرات عديدة تناولت و سائل الإعلام أخبار عن تجربته يكتب القصيدة العمودية ذات الموضوعات و الأغراض التي تترا مع حداثة العصر له معجمه الخاص و صوره الفنية البكر يعشق الفكر الحر وروح الابتكار متشعب الثقافة متجذر الأصالة يعتز بشخصيته و شعره مثل كبرياء المتنبي و نزعات بدوي الجبل ٠
* و يلخص لنا فلسفته عن الفراق الجميل في قناعة قائلا :
فارقتَ فارقْ دونَ جرحٍ
كفى جرحُ الفراقِ بمنْ تفارقْ
فإنَّ غيابَ من يهواهُ عنهُ
أشدُّ عليهِ من حبلِ المشانقْ ٠
* مختارات من شعره :
-----------------------------
و من شعره يقول همام في قصيدة رومانسية غزلية تكشف معادلة الحب و الجمال مع الحياة تحت عنوان قصيدة ( قلبان ) حيث يطوف بنا في وادي العشق بنبضاته الصادقة و المؤثرة في تعبيراته و موسيقاه وتصوير للمشاهد و المواقف في تلقائية لها دلالات تمزج ملامح الحب على صدى الأرض المحترقة من خلال مداعباته بين المحبوبة و الوطن و مدى والجراحات في مكاشفة رمزية للواقع الذي يربط العروبة لغة وحبا في وادي الغرام تحت قلبين هما حركة الحياة و تضادية فلسفة البقاء :
قلبانِ طارا في الغرامِ وغرَّدا
فكأن دجلةَ والفراتَ توحَّدا
في روحها نيلُ العروبةِ قد جرى
وأنا وروحي نستطيبُ المورِدا
يا من حضوركِ في غيابكِ مُؤنسي
لا تتركيني اليومَ أشقى مُفردا
كنتُ الأسيرَ لدى براثنِ عُزلتي
وبفضلِ حبِّكِ قد تجاوزتُ المدى
إنَّا تلازمنا وحبُّكِ في دمي
كالفعلِ حينَ لفاعلٍ قد أُسنِدا
فاضتْ محبَّتُنا فأنبتَ فيضُها
شعرًا على فلكِ الغرامِ تردَّدا
من فرطِ حب قد تجاوزَ حدَّهُ
أصبحتُ أسعى بالمحبَّةِ للعِدا
إنِّي إذا طيفُ الحبيبِ يزورني
لو كنتُ أشقاهمْ أصيرُ الأسعَدا
يا لائمينَ على المُحبِّ تمهَّلوا
لو ذاقَ قلبكمُ الغرامَ لأيَّدا
بالحبِّ ينفكُّ السجينُ من الأذى
والعبدُ حينَ يُحبُّ يصبحُ سيِّدا
يا مُغرقي في الحبِّ هلَّا صُغتَ لي
قلبًا كقلبكَ كي يكونَ المرصَدا
قلبُ الحبيبِ مُعطَّرٌ بمحبَّتي
حمدًا لربِّي واجبٌ أن يسجُدا
طوفي بعقلي في غرامِكِ سبعةً
والقلبَ ضُمي كي يقرَّ ويسعَدا
فعلى ضفافِ الحبِّ كانتْ شربتي
ولقد شربتُ وما ارتويتُ من الصدى
عرفاتُ يومٌ واحدٌ في عامِنا
وبكلِّ يومٍ كانَ قلبُكِ مقصِدا
هذي القصيدةُ ما كتبتُ بأحرُفي
بل سطَّرتها الروحُ والقلمُ الصَّدى
أهديكِ حبِّي ما تنفَّسَ مُغرمٌ
بيتُ القصيدةِ باتَ يحكي المشهَدا
كلُّ الذي فوقَ البسيطةِ ميِّتٌ
إلا محبَّتنا بدتْ كي تخلُدا
وأرى الزمانَ لِكلِّ شيءٍ مُنهِيا
وأتى الزمانُ على الغرامِ فجدَّدا
قسَّمتُ جسمي اثنينِ يا كُلِّي خُذي
نصفي وهاتي النصفَ مِنكِ فذا الهُدى ٠
***
ثم ينتقل بنا همام صادق في هذه القصيدة تحت عنوان ( أفيضُ بالشِّعرِ ) يحمل بين دواخله رسالة الشعر للفن و المجتمع في ثنائية الحادي مع الليل وسط متاهات الحياة :
أفيضُ بالشِّعرِ كي أملا فراغاتي
فليسَ لي غيرُ شعرِ العبقريَّاتِ
الفوضويُّ دمي لا يستقرُّ بهِ
فرْحٌ سوى ما يؤدِّيهِ لمأساةِ
فهل يكونُ غريبًا أنْ يكونَ فمي
عزفًا فريدًا على ناي المصيباتِ؟!
أنَّى أطالعُ ما التَّاريخُ سطَّرهُ
والواقعُ المرُّ غمَّى عينَ أوْقاتي؟!
أتيتُ أسْتقبلُ الأهوالَ مذْ حملَتْ
أمي جنينًا إلى دارِ ابْتلاءاتِ
وُلدتُ أبكي بكاءً ناقصًا فإذا
غدوْتُ أبكي فإكمالُ البكاءاتِ
أنا حملتُ الَّذي لم تحتملْهُ قوى
الجبالِ والأرضِ -جهلًا- والسَّماواتِ
متى أصحِّحُ أخطائي وأعلمُ ما
يعينُني أن أواري بعضَ سوْءاتي؟!
لو آدمُ البدءِ قيلَ اهبطْ فكانَ هنا
فأينَ يهبطُ آدامُ النِّهاياتِ؟!
نظرتُ للناسِ منْ حوْلي فلمْ أرَهُمْ
إلا زجاجًا على درْبِ انكساراتِ
فإن رأيتَ سليمًا في ظواهرِهِ
ففي البواطنِ آلافُ الجراحاتِ
هنا طريقانِ شتَّ الناسُ بينَهما
والكلُّ يدخلُ أبوابَ القياماتِ
هناكَ نارٌ وجناتٌ وإنَّ هنا
نارًا وليسَ سوى أشباهِ جنَّاتِ
فهلْ يليقُ بمنْ يدري حقيقتَها
حزنٌ لماضيهِ أو فرحٌ بما ياتي؟!
شغلتُ فكري إلى أنْ صرتُ مقتنعًا
أنَّ الحياةَ ادِّخارٌ للحساباتِ
ركبتُ أعماليَ الحُسنى لتعبرَ بي
أرضَ البلاءِ بلا أيِّ التواءاتِ
منْ سارَ للهِ والإيمانُ يملؤهُ
فليسَ فيهِ مجالٌ للفراغاتِ ٠
و بعد هذا العرض الموجز لشاعرية هذا الشاعر الشاب المصري (همام صادق عثمان ) بمثابة مدخلا لعالمه الشعري المتمدد و المتغلغل في ديوان العرب و خريطة العروبة و قصص العشق على ضفاف الأنهار بين عنوان البدوية و المدنية يجوب أثر القصيد في رسالة تجسد لنا الأصالة و روح المعاصرة ينسج عباءة الشعر في نهضة ذات مشاعر تستنطق القيم الجمالية متمنين له مزيدا من التفوق و الازدهار دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠