قراءة : بعنوان : حداثة و إتقان صنعة في القصّة القصيرة "فـي هـوّة المـرآة ثانيـة …" للدكتور مصطفى المدايني
========
=======$$$$
العنوان :في هوّة المرآة ثانيّة تقدم الخبر على المبتدإ لأهمّيَة الخبر ...
هوّة و مرآة عنوان يدعو للاستغراب ويحمل في داخله سخريّة ... الهوّة تحمل مفهوم الحفرة و الدّرك الأسفل عنوان مربك .. و ما فائدة اقتران الهوّة بالمرآة؟ هل لكي تستمد من المرآة النور...
... و لفظة الثّانية أهي دلالة على الاستئناف و بداية... أم إعلان منح فرصة ثانية بغرض العودة للتّعديل والاستدراك للرّجوع من أجل التّراجع و المراجعة لأجل إصلاح مسار ذات أم من أجل اعتبار ذوات ظلها لا زال في الهناك قبل أن تفقد ظلها وبريقها؟؟ ....
لنمرّ إلى تعريف الهوّة
الهوّة كلمة هُوَّة (إسم):حَضِيض ، دَرْك ،قاع ، قرَارَة ,،قَاع ,د، مَهْد ، هَاوِيَة ،
العنوان يوحي أنّنا أمام نصّ وجوديّ يطرح مشكلة العبث والحياة و الموت ومن خلال التشظي يبحث عن من يملأ الفراغ ليقدّ بقيّة الحكاية .... أو لينقذ الذي سقط في الهوّة
نصّ حداثيّ، استوفى كلّ عناصر و شروط القصّة القصيرة، شكلا و مضمونا، و حسن اختيار الفكرة، خدم الموضوع، بالشّكل المطلوب، أمّا الحبكة فأبرزت حذق الصّنعة، كما أنّ إتقان توظيف الحوار، زادها بهاء، أمّا أناقة السّرد ،فسِحر وقعه على المتلقّي، كشفت إبداعا في التّأثيث، إذ ساعدت المؤلّف في توجيه القارئ، بتسليط الضّوء على الحدث، بشكل حَدَّ من تشتيت نظره، بشدّه عبر كامراته إلى حيث يريد بزومها، فيبعدها ويقرّبها بالشّكل المطلوب، -يضيء ليساعده على النّظر ليتحقّق ويدقّق ويمحّص، ويقلّل الضّوء حسب اللّزُوم ليزيد في إيهامه و بعثرته لإرباكه، لحثّه على التأمّل في الحدث، و نُموِّه، آملا في تمرير الرّؤية و الرّسالة، التي أراد تبليغها له بقصد خلخلة و زعزعة السّاكن فيه ( و نقصد بذلك المتلقّي ) (منذ طرحه للفكرة على الورق) ( ونقصد هنا الباثّ) ،بغرض التّغيير الإيجابي، للرّقيّ بالإنسان و الخروج به من مستنقع العفن، و بؤرة العدم، في أسلوب بسيط على غاية من البلاغة ، زاد الأثر رونقا، و علوّا في عالم القصّة القصيرة، بانسجام الجملة السّرديّة مع الفكرة وإ يقاعها البديع . الدّهشة كان وقعها وقع الصّدمة التي أشرقت بالأمل، و هو يَتوّجه بالخطاب مباشرة إلى المتلقّي، في القفلة كما العنوان زادا من قيمة النّصّ الأدبيّة، من حيث المشاغبة و الدّعوة إلى مزيد التأمّل، بروح أكثر وعي، للمشاركة و النّزول إلى الميدان لملإ الفراغات، دون أن ننسى المنولوج و الحوار الذين خدما الحكي، فأناته وتساؤلاته، يريدها أن تنعكس على الأنوات المحيطة، فوق أرض البسيطة ، في الزّمكان الآني، والمستقبل عبر استشراف. كذلك الموت منذ بدإ الخليقة، مانفك يشغل ابن آدم . و غايته معرفة و بلوغ الحقيقة، رغم تأكّده بأنّ الموت حقيقة حتميّة، يحملها المولود بيده منذ صرخته الأولى التي تبدو وكأنّها تنعِق حتفه... غير أنّ الموت لازال محاطا بهالة من الغموض عند كافّة البشر و يهابُه. ذلك أنّ أحدا لم يذهب إلى القبر و رجع بالخبر اليقين، و النبإ الصّحيح، الذي يشفي الغليل. لذلك تفتّحت قريحة الكثيرين، لتصوّر ما يحدث بعد الدّفن. قصّة تحيلني على رواية جون بول سارتر" "لا مفرّ " تلك التي جمعت رجلا و امرأتان، في بعد غرائبي مماثل بعد الدّفن في غرفة من دون نوافذ، تحت الأرض، تفتقد إلى مرآة، شاخصة أبصارهم كالحديد، يرقبون و يترقّبون الحساب والجلّاد لملاقات العذاب الذي كانوا ينتظرونه، نتيجة جرمهم، لما اقترفوه من شرّ حسب تصريحهم لبعضهم البعض ...وهم يتصبّبون عرقا من شدّة الوهج . جُمّعوا في مكان واحد لأوّل مرّة ولم يسبق أن رأى أحدا منهم الآخر أو سمع به قبل مماته،
...
الحقيقة أنّ أحدا لا يرغب في الموت، أو يتصوّر أنّه معني به، و بالغه، وإن بدا حتميّ لا شكّ فيه و لا رجعة، غير أنّ مجرّد ذكره فقط تشمئزّ منه النّفوس، لذلك لا أحد يرغب في التّفكير فيه ، و قد أشار إلى ذلك فرويد في "أفكار لأزمنة الحرب و الموت" ، و لا أحد مستعدّ أن يموت ...
بدليل الإرباك عندما تحلّ جائحة، و انتظار موت جماعي، بعد أن كان مستترا مخفيا محتجبا بستر الرّحمان الربّ العليم بالسّاعة و لازال، و كذلك بلحظة خلاص الرّوح وانفصالها عن الجسد ، لتنتظر حسابها ذلك أنّه علّام الغيوب. و لا يمكن أن يجزم أحد بلحظة النّهاية حتى و إن كان مجرما قاتلا سفّاحا، ذلك أنّ الله وحده القادر أن يغيّر الأحوال ويقلب الأوضاع من حال إلى حال ، غير أنّ في زمن الجائحة ترى الفزع و الرّعب و الخوف يسكن كلّ دار ليحل الهلع و الجزع بالجميع بدل السّكينة .فتعلو أصوات النّحيب والعويل والنّديب ويعلو الصّياح ونباح الكلاب وعواء الذئاب ويستفيد الجناة المستفيدين كعادة الحروب، و تكثر المرثيّات ويطفو على الأدب نوع جديد من الموضوعات الغير المسبوقة الملهمة للأقلام ... ذلك أنّ الأدب وحده ان يستوعب ألم الشعوب و يفسح للمؤلّف إمكانيّة خوض تجربة الموت، مع بطل ومن خلاله في قصّة أو رواية وفي كلّ مرّة قد يطرح و يناقش زاوية من زوايا الموت يحيي هذا و يميت آخر ليحيى عوالمهم بالشّكل الذي ارتآه و افترضته و فرضته الحكائيّة و نسيجها، كما يلحّه عليه السّؤال ووأرّقه الطّموح في الوصول إلى حقيقة الوجود، و ما وراءه ..طرحٌ شغَلَ المعرّي فابتدع رسالة الغفران و ناقش الجنّة و النّار من خلال حارس الجنان ..إنّ إشراقة وانفتاح الخاتمة على الأمل و السّعاد أحالتني بدورها على المفكّر الفيلسوف الهندي krishnamurti صاحب كتاب،
" معنى السّعادة و ضرورة الشّعور بالوحدة"، الذي كان قد درّس بالسّربون و غيرها من الجامعات في العالم حيث نشر نظريّته في منتصف حياته و توفي سنة 1986 بالولايات المتّحدة، هو أيضا يدعو إلى التّأمّل حسب رؤية مغايرة حيث يدعو إلى ضرورة التحرّر من الأفكار السّلبية، التي عشّشت في الذات البشريّة، كالأديان و الفلسفات و العادات و التّقاليد والأفكار المسبقة وباتت عائقا يكبّله تحول دونه و دون إدراك الحقيقة.
الحقيقة، التي يعرّفها ب"المدينة التي ليس لها طريق"، و بلوغها يتوقّف على مدى قدرة الفرد على التحرّر من كلّ فكر يشلّ قدرته على االتّفكير الإيجابي لذا فمن الضّروري أن يتحرّر من ذلك كلّه، لذا يلحّ على أهمّية التّفريق بين المفكّر وفكرته، والمتأمّل و أداة التأمّل، للتتجلّى" فنّ الرؤيا" لديه ليتمكّن من بلوغ الحقيقة واستجلاء تلك المدينة التي يصعب بلوغها....
من الأسئلة المحيّرة هل عندما يموت قريبا أو عزيزا علينا هل نبكي انتهاء حياته، شفقة عليه؟، أم نبكي أنفسنا بفقدنا انتهاء مصلحة تربطنا به؟ ...أم نتذكّر مصيرنا الذي ينتظرنا في لحظة كتلك التي عاشها المغادر ؟....
و عندما نخاف الموت، هل حقا نخاف الموت؟ أم لأنّنا لم نستعدّ لذلك؟ و هل بعد الموت مباشرة بعد موارات الفرد التّراب يبدأ الحساب؟ و يلتحق بفضاء انتظار شاسع رحب يضمُ الجميع!.. أم يصنّفون كلّ حسب ميزان أعماله؟ و هل سينتظرون ساعة الحشر؟ و هم في سكينة أم تبدأ رحلة العذاب أو السّعادة بعد افتراشه الثّرى مباشرة ؟ و كم ساعة تطول ؟....و أيّ مقعد سيتبوّؤه المرء بعد مغادرة آخر قدّم بعد دفنه ؟ و هو ينتظر ساعة حسابه ؟..خاصّة عند الفشل، والرّسوب في امتحان الأرض!.. ونعني عندما كان باستطاعته النّظر إلى السّماء ؟ والاستغفار والتّوبة ... وقد كان فوق الثّرى ؟! أو يكون تدحرج اليوم إلى القعر... إلى أسفل سافلين... عند الجحيم ...أو لا زال لديه فرصة يتطهّر فيها لتنتهي آجال التّعذيب بحلول ساعة الحشر و النشر وبداية الحساب ؟...والمرور مباشرة على الصراط بعد قضاءه مدة تعذيب في القبر؟. أسئلة تظلّ تشغل الإنسان و تخامره عن النّار و الجنّة والأمكنة التي قد يحتلّها بحسب ما قدّم في حياته ؟ ...كلهّا أسئلة تدعوا الأفراد إلى الاستنجاد بالعلم بالمعرفة ومن ثمّ بالدّين ؟ أو ليس الشكّ طريق إلى اليقين كما عند الغزالي و نراه أيضا عند ديكارت مع اختلاف في الطّرح واختلاف الأديان وهذا طبيعيّ نتيجة تطوّر الفكر وصيرورته وكينونته طيلة حياته....
الزّمان و المكان لديه وحدة مطلقة، يذكّرنا بقوانين الجاذبيّة فهي الرّكح الذي يؤثّث الحياة، كركح أساس مكان عرضٍ لمسرحيّة، ويتّضح في الاستهلال:
(كنت ماضى في ذلك الصّباح أحسّ أنّ العالم قد اتسع بما فيه الكفاية. رحب و هو وجذاب وأنّ الطرق و الأجرام و العوالم الدّاخلية وةالخارجيّة انفتحت غاية الانفتاح و صارت على غير عادتها فاكهة لذيذة حدّ المتعة)
من خلال ال(كنت ) و (ذاك الصباح) و(العوالم ...) و (الطرق) و (الاجرام ) و(انفتحت) و(جذاب) ...
أمّا من من خلال ما رمز إليه ب " فاكهة لذيذة: وكأنّها إشارة أيقونية دلاليّة واستدعاء ( لتفاحة نيوتن) و قانون الجاذبيّة كذلك( الأجرام و العوالم ، الدّاخليّة، و الخارجيّة) هي الأخرى كأنّها تستفزّنا و تقدح أذهاننا، إلى ضرورة الإنتباه، لشدّ الأحزمة، و الولوج إلى مغالق النّصّ، عبر تقاطعات مفرداته مع النّظريّات الفلسفيّة و الفيزيائيّة التى تذكّرنا بنظريّة الفضاء و الفراغ واتّحاد الزّمان مع المكان للارتقاء بمستوى الفكر والإنسان للتّحليق في تفضيّة فكريّة تليق بجنس أدبيّ من خصوصيّاته التّفرّد عن سائر الأجناس الأدبيّة الأخرى كالمسرح و الرّواية و الشّعر و غيره ... كما يعرّفه الدّكتور مختار أمين القاصّ و الرّوائي و النّاقد المصريّ في كتابه "فنّ القصّة القصيرة"في تعريف محيّن حسب ما اتّفق عليه مع نخبة من ذوي الشّأن :
القصّة القصيرة "كالضّوء الرّقيق المنساب الذي يحصر أنظارنا واهتمامنا في تشكيلاته اللّونية و انفعالاته ثمّ يفضي بنا إلى لوحة فنّيّة رائعة ترسّخ في أذهاننا لوقت تتصارع فيه مع أفكارنا لننتج رؤى وحسّا جديدا،
وبتفصيلها التّكنيكي :
وهي حدث يخصّ فردا أو جماعة، يؤكّد على معنى بعينه، من خلال صراع متنام، ينتهي عند إيصال هذا المعنى في تكثيف واختزال للجمل والعبارات و المواقف و الشّعور ."
ملاحظة: إن الحداثة التي ساقها الدكتور مصطفى المدايني من خلال النصّ لم تمسّ عناصر القصّة ولم تشوه جنسها، ولم يهجنها باللعب في خصائصها ، بل الحداثة برزت عنده في تجديد الموضوع و الطّرح وطريقة التّفاعل في تقسيم الموضوع ممّا مكّنه في تحقيق لذّة المتعة بالقراءة وتحقيق الانتشاء للقارئ....إلى جانب تشريك القارئء بمحاورة الأنت بتبليغ صوته الذي يحمل رؤيته ليوهمنا بأنّ السّارد تلقى سؤالا وينتظر منا جوابا و لم يعد بذاك العليم ليستدرجنا لنصدّقه وقد نجح في ارتداء ثوب بطله بشكل لم يبق لدينا شكّ أنّه فعلا تعرّص للحدث لفرط إتقان الحبكة وعدم اللكلكة والحشو ...تقاسم البطولة مع الجمهور ومحاوره غير أنّه نجح في رجّ القارئ ...لإعادة النظر في مسار حياته للتقييم بقصد الإستدراك ...
الخاتمة هي حداثة التّجديد في الطّرح من خلال فلسفة الفراغ و الفضاء واتحاد الزّمان بالمكان وجبر الذوات على التّفكير في الآت بالاستشراف بالبحث في سرّ تزاوج الأضداد والصّراع الأبدي من أجل البقاء تزاوج الحياة و الموت !...و تزاوج الشرّ والخير؟!.. هل هو فعلا تزاوج أم تجاوز ؟.. أم هو إيهام التّقاطع؟!.. أم أنهما خطّان متوازيان يجمعهما زمكان عند انفصال الرّوح عن الجسد؟! ..... ذاك الجسد الذي ظل ملاحقا بالخطيئة الأولى المذكورة في سفر التّكوين؟!..و .يبقى السّؤال والتساؤلات و تتولّد الأسئلة تلك هي الصّيرورة للفكرة التي تبقى تنتظر عبقريّا مفكّرا يخلّدها في نظرية يحسن تأطيرها و تبنى على انقاض سابقات على أن يقتنع اولا و يقنع ويحاجج ويبرهن بحلول عهد جديد فيعمل على دعمها او إسقاطها ...كجدليّة ماركس المادّيّة التي استمدّها من نظريّة "برودون" التي نشرها في كتابه "فلسفة البؤس" فردّ عليها ماركس بكتابه "بؤس الفلسفة."..و التي يعلن فيها "ماركس" أنّه ليس وعي الإنسان هو الذي يحدّد وجوده الإجتماعي بل وجودهم الإجتماعي هو الذي يحدّد وعيهم .. جدلية استفاد منها الأدب في زمني الحداثة وما بعدها وإلى الآن .....
سهيلة بن حسين حرم حماد
تونس الزهراء في 06042020
====
============
فـي هـوة المـرآة ثانيـة …
كنت في ذلك الصباح أحس أن العالم قد اتسع بما فيه الكفاية. رحب هو وجذاب وأنّ الطرق والأجرام والعوالم الداخلية والخارجية انفتحت غاية الانفتاح وصارت على غير عادتها فاكهة لذيذة حد المتعة. وكنت أشاهد الأشياء وهي تمتد، تتمدد تتفاقم تتعاظم ثم تجفّ تصفر وتصفر حد التلاشي لكي تعاود البروز بطرق مختلفة اقتعدت الأرض. مكان عار إلا من أشواك رماها الغيظ كنت رغم الانهيار الذي أحس به أعي الأشياء على ما هي عليه وكنت فوق ذاك أعلم أني لا أحلم. ذلك أني منذ الصغر دأبت على التوغل في الأشياء ومحاورتها رغم أنف الصمت المطبق. جلست. أحسست براحة غريبة وانتابني شعور بالانتماء إلى أمنا الأرض اليباب قلت: أخلد إلى راحة مطلوبة وسط أمواج الأهواء المتلاطمة واستكنت إلى برودة سارية من أعماق الدياجي فانتعشت. عندئذ كالهواء الصافي الرقيق كالسهم الخاشع يطأ البراري والصحاري البعيدة وقف أمامي بزيه الأبيض وبعد لأي لا أعلم مداه رمقني بتلك النظرة التي قد يعرفها البعض وطلب مني الصمت المطبق أشرت برأسي علامة الإيجاب فأنا أصلا من داخلي مدعو إلى صمت كصقيع شتاء ناء. ثم نظر في عيني. وربع العالم بنظرة حالمة: أو لا تأسف أن للكون هذه الجهات…
– ولكني أراه بلا نهاية… وأضفت: ألك لديّ حاجة !
– نعم
– ماهي ؟
– أن تعترف…
– ثم…
– ألا تقتعد الأرض إلا بعد أداء المهمة.
– ولكن المهمة ذاتها…
– أوَ تتلفسف
– عفوا… لا أقصد إلا ما قصدت. وإنّي أترك للسان حق التعبير وسط عالم للصمت فيه هيبة ورهبة.
– أَ عندي لديك حظوة !
– وفيم السؤال وأنت الحظوة ذاتها…
– لا أنا الموت…
– أوَ تمزح !
– لا مزاح مع الموت
– ولكنك الحياة ذاتها بل رونقها
– كف عن التهريج ولتنم…
– إني أحب النوم وأجهد النفس لأنعم به.
– لا تقاطعني، إنك لي الآن، انقضى زمنك الذي كنت ترى فيه العالم على الهيئة التي تريدها، العالم الآن كما يجب أن يكون وأنك مطالب بما هو منوط بك…
– أنت بلا شك تعلم أني كنت أنتظرك في المنعطف على حين غرة فجأة على غير دراية وبفارغ صبر. تجربة الحياة لا طعم لها إذا افتقد الإنسان الموت. لكن ما الفرق بينك والحياة وبصدق؟
– الموت فقدان للحواس لكي نتماهى من جديد مع الكون ستعيش آلاف السنين عبر محطات الكيان ضمن أصغر مكوناته إلى أعظمها على الإطلاق ولكن مالي وحديثك العجيب، أنت هنا للتنفيذ !
– ما المطلوب ؟
– أن تبحث عن سبب مقنع للحياة والموت معا !
ومن يومها وأنا وأنت أيها القارئ العزيز نعيش بالأمل بحثا عن النجاح والسلوى والندى…
🌺🌺🌺
مصطفى مدائني // تونس