… .. أسمي بيان ……

أيها الأدباء والقراء .. سياسيون وشعراء
ألاصدقاء وغير الأصدقاء .. والأقرباء والغرباء
أيها الناس جميعا
المرؤوسين والرؤساء .. الأغنياء منكم والفقراء
العاطلون والعاملون والمسؤلون والوزراء .. جهالا كنتم أو عقلاء… عزيزون كنتم أو حقراء
أيها الناس جميعا في كل بقاع الأرض.. بكل تسمياتكم وجنسياتكم وأوطانكم
وبمختلف شرائحكم وقومياتكم ..وألونكم وأشكالكم ولغاتكم
وبتعدد معتقادكم ودياناتكم… وباختلاف عاداتكم وتقاليدكم
أيها الناس جميعا… سلام من الله عليكم وبعد:
سأروي لكم حكايتي مع قاتلي .. وكيف انبرا الجند لي واستعدوا
لكي يقتلوني فلما انتهوا .. من قتلي قالوا رأيناها تعدو
نحو الجنود بوحشية .. وفي عينها شر رأيناه يبدو
وكانت ستفتك بالجند لكن .. رأوها فقعدوا لها واستعدوا
واستفسروا الجند عن صدقنا ، فشاليش وماليش وناديل للقتل شهدوا
وكانت تلك رواياتهم ، وقد أرفقوها بكذباتهم
ولم أندهش من تفاهاتهم، ومن زيفهم وادعاأتهم
فبالكذب وُجدوا ، وبالكذب حكموا فبطشوا وظلموا
وبه يدارون فضاعاتهم وتمتلأ بالكذب صفحاتهم
وما يدل على كذبهم هو ما أخبروه عن قصتي في رواياتهم
فأي شر كان فيني أخبروني ، وماذا حملت من السلاح ليقتلوني
أم أن شكل دفاتري ولون حقيبتي البني ، وعبائتي وحجابي الشرعي بلونه الزيتوني ،
ونور الحق القدسي الساطع من عينيّ ،
قد أغاض الجند مني وساقهم كي يقتلوني اخبروني
أخبروني هل سيلقى قاتلي حكم القصاص ، أم أن هذا الحكم تصدره ظنوني
إذ أنه لما قتلني قد أراح الكون مني ، فالشر تخلقه عيوني
فالشر والأرهاب فيني وشكلا صفتي ولوني
وبمقتلي تسمو الحياة، فما الحياة، إلا إذا كانت بدوني … . أخبروني
هل أتتكم حكايتي ، أم أنكم لم تسمعون بمقتلي وبقصتي ، إذ أنكم لاتعرفوني
فمن أنا وعن أي أحكام أنادي ، ومن المنادى ومن المنادي
ولم صراخي صداه يزلزل ويعم المدائن والبوادي
ومن القاتل ومن القتيل ، ومن المعادى ومن المعادي
ولِمَ ، وكيف ، وماذا ، ومن ، سألتم كثيرا ولكنكم ، لم تسألوا مرة ما بلادي
بل أنكم لم تسألوا من أنا ، خشية أن تُسمعون الأعادي
وما ( لم، وكيف، وماذا، ومن ) ، سوى نظم شعر رسمه مدادي
لأوهمني أن لي أمة ، إذا غبت عنها أرقها حزن افتقادي
وهيهات هذا فما ذاك إلا ، أساطير حلم تنافي اعتقادي
فاني علمت إن لم أكن ، أيقنت أني ومثلي بلادي
وحيدتان وشعبي وحيدا ، فأعرابنا تخشى فينا الأعادي
فهل عرفتم من أنا ، أجيبوا فاني أنا من ينادي
أجيبوا فأسمي يدعى بيان ، فتاة شهيدة قتلها الجبان
عقد ونصفا منحني الزمان ، ثم ارتقيت لأعلى الجنان
بجسد تخضب بدمي المصان ، على أرض فقدت معنى الأمان
تلكم فلسطين أرضي أنا ، وتلكم أنا وإسمي بيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق