الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

يا ساكن العلا // للشاعر الرائع محمود عبد الخالق


ياساكن العلا وفيك دم العاشقين مهراقا 
وعلى أبوابك الحشد كأنه تجمع لسباقا
ياقارعا أبواب الهجر بلا سبب تعالى
فما ألذ من لقاء مشتاق لمشتاقا
اننى اذا ما ألم بى هم تذكرته
فاذا بالهم من ذكره منزاحا ومفراقا
آتي الى أبوابه أبغي الوصال أسأله
فياحسرتي والجواب كان صدا واغلاقا
غرست بمحرابه بذور الحب مجتهدا
فان لم يكن حظي ثمارا فليكن أوراقا
لو حنت الورق ياعمري حنيني اليكم
لهجرت منه أوكارها ومزقت أطواقا
فارحم عاشقا هاجت له الأوتار شجوا
أخرس الجمال لسانه وصار قلبه منطاقا
ياساحر اللحظ والطير من حسنه يشدو
رضابك الرحيق ولكن للقلب منه احراقا
ان يكن فؤادى فى هواك أسيرا مقيدا
فان لمسيل دمعي على الخدين اطلاقا
صار الدمع لجفنى العليل رفيقا مواخيا
فهلا نظرة منك تداوى عليلى واشفاقا
اذا ما كتبت الحرف فى وصف مفاتنه
أنار الحرف منه كأنه القمر له اشراقا
تسير فى فلك الجمال أبراج كوكبها
ويسير دمعى وله على الخدين أنفاقا
ان كان الرسل لمكارم الأخلاق مبعثهم
فتبارك من صير جماله للورى أخلاقا
ياحبيبا أناجيه والقلب مطوي على شجن
أغث محبا له من موج الغرام فيك اغراقا
رسمت من حبه فى الأحشاء دائرة 
فاذا البدايات لها بزيل النهايات الحاقا
عشقت لأجلها كل بلد كانت لها مأوى
فلسطين وبلاد الحر ومصرنا وعراقا
لليل من عذب نسيمها سكون هدأته
وأنوار جبينها تملأ أ ضواؤه الأفاقا
لما تقوم فكأن الوجود قد قامت قيامته
التى قسماتها أخضعت لحسنها أعناقا
ماعهدته الا متلون الأخلاق مثل دمعى 
فهلا بلون الوصال لداء الهجر منه ترياقا
فلا ابتسم الورد ياعمرى عشية النوى
ولا رقص الهوى ولا يوما هدأت الأشواقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق