الخميس، 3 مارس 2016

زهرة برية***بقلم ابراهيم العمر


زهرة برّية .

لو لم تكن حياتي بأكملها سوى زهرة وحيدة برية على حافة الطريق ,
لكانت الأمنية الوحيدة التي تسكنني هي أن يلهمك القدر
وتتمشى على رصيف ذلك الدرب ,
وتلفت انتباهك تلك الزهرة اليتيمة الوحيدة بين الغبار ,
فيخطر ببالك أن تنحني ,
لتسكبي عليها من الشوق والحنان
وبخّات العطر ما ينعشها ويحييها ,
فتشعري أن الزهرة هي التي تنقطف لمجرد أن تلمسيها ,
وذلك قبل أن تلامسها أناملك ,
وقبل أن تقطفيها ,
تشعري أن الزهرة ترتعش بين أصابعك قبل أن تلامس منخريك ,
ويصدع منها الشذا والعبير قبل أن تشميها ,
تتخبط وترفرف وتنتشي من المتعة واللذة
ورائحتها التي هي جوهر روحها وكينونة حياتها
تسري مع الأوكسجين في حنايا صدرك ,
لا تبالي , تلك الزهرة ,
بعد أن تغيب من الثمالة والسكرة
وعذوبة اللمسة والقطفة والضمة والشمة ,
إذا ماتت ولم تصحى من الغيبوبة ,
لا يهمّها بعد أن لامست أبعاد السحر
إذا رميتيها , أينما يحلو لك أن ترميها .
إبراهيم العمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق