" داء ودواء.."
أألقاك يا حبيب ُ؟ فليت اللقا قريب ُ!!
ليته اليوم يدنو بل الآن.. لو تجيب ُ
وحبذا لو يطول كما يطول المغيب ُ
هواك حلو ومر هواك أمر عجبب ُ
زهر وورد وفل وياسمين رهيب ُ
ند وعطر ونشر ومسك غلا وطيب ُ
هواك شعر وفكر وسحر له دروب ُ
هواك نبض لقلبي بروحي له دبيب ُ
سهرت والشوق أشكو سهادي فمن يجيب ُ؟!
لم الذي قد أتاني من الجوى ما يشيب ُ؟!
صبرت فيما أعاني وما مسني اللغوب ُ
ولست أدري علام يحل قلبي اللهيب ُ ؟
دنيا الهوى أراها حياة غاب تريب ُ
وليس فيها رقيب عليها ولا حسيب ُ
يموت هذا بذنب وما لذاك الذنوب ُ
عجبت للعاشقين وكنت يوما أعيب ُ
فلما سكنت روحي أصيبت بما أصيبوا
وعانيت ما يعانوا وعانقتني الكروب ُ
وأصبحت في شكاء وأمسى لي النحيب ُ
ومن همومي عليك علت بوجهي الندوب ُ
أسقمتني بصد فلاحت بي الشحوب ُ
وصرت بالشوق أحيا كشمعة ما تذوب ُ
القلب في الليالي وفي نهاري كئيب ُ
تلوح للروح طيفا تروح فيه.. تجوب ُ
كأن بي منك مسا رمتني به الغيوب ُ
وصار لي من جنوني عليك حقا نصيب ُ
والله ما هوانا ولو دهتني الخطوب ُ
إلا جميل ولكن وصال هجري عصيب ُ
بنات عيني سحاب بكل وجدي تصوب ُ
ولو سقت أرض قوم لاخضر منها الجديب ُ
حروف ليلي تنادي فليتها لا تخيب ُ
أيا نجوم السماء ِ ويا ظلام مريب ُ
ويا نسيم الهوى لي إلى حبيبي يئوب ُ
ويا رياح الحنين ِ إذا أعتراك الهبوب ُ
ويا حبيب الفؤادِ بربكم أن تجيبوا
عليل وأنت دائي فمن يكون الطبيب ُ؟
بعيد وأنت مني قريب ولا تغيب ُ
سئمنا من الفراق ِ مرارة لا تطيب ُ
هرمنا ونحن نحيا على خيال يشيب ُ
فكيف تمضي الحياة ُ وأنت عني غريب ُ؟
وكيف أحيا زماني ولا يراني الحبيب ُ؟
أيا شمس كون حبي إلى متى ذا الغروب ُ؟
كفاني ظلام بعد عن اقتراب ينوب ُ
أليس الهوى لقاء له يغني الطروب ُ؟
فما لحبي أتاه من الجفاء الرتيب ُ؟
شابت بنا الأماني وصاب حلمي العطوب ُ
ولست أدري إلى من رحالي وما الركوب ُ ؟
وكل ما قد يريب ُ إليه كان الهروب ُ
فيا حب دعك مني متى تموت القلوب ُ
بقلمي أنور محمود السنيني
من الإرشيف..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق