جرأتني الدنيا ...قلم عبدالله النجار

جرأتني الدنيا
أن أكون قاتلا
فقد هرمتُ
ولازلتُ أراها
جسدا مترهلا
عروبتي شاختْ
تحت إبط العواجز
راح لونها تَحولَ
ريحُها ..
أخبروني أنبؤني
هل في أفواهكم
ردود للأسئلة
لاتكلفون أنفسكم
عناء المسألة
ولا تأتون إليَّ
بأقدامٍ مُهرولة
................
لاتسارعون من أجل
أن تقبلوا أحذيتي
أنسيتمْ أنكم
تركتموني
منذُ المهد حافيا
ليس عندي من أحذية
ولا بين يديَّ
مفاتيح الثراء
فلازلتُ فقيرا معدما
ثيابي كلها ثقوب
ظهري مكشوف للعراء
أتجدون في ذلكم مغنما
.................
قاضيكم مأجور
مهزوز مأمور
عديم الحضور
طباخ دستور
قضيتي عاجلة الأمور
كيف ترشقون في عيني
أصابع الإتهام
قطعتم من تحت رأسي
وسادة الأحلام
كتبتم على غرفة نومي
ممنوع الإقتراب
ممنوع أن تنام
ممنوع أن تستخدم الأقلام
وضعتم على كتبي الأقفال
أين دفاتركم لأدلي بالأقوال
....................
نعم أنا المجرم يا
 سادة قومي
هيا إصنعوا من قهري
عيدكم القومي
ها أنتم
أخذتم الإعتراف
إنسخوا مني
نسخا كثيرة
المأساة
بالخط العريض
باللون الأحمر
على الغلاف
تم القبض على
الرجل الشفاف
.....................
تاجروا بي
واجعلوني
سلعة للتصدير
مكسبكم المادي كبير
أيتها الأسواق الدولية
من منكم يبدأ بالتسعير
لا تنسوا أن تضعوا على
جثتي بصمة الضمير
ولا تنسوا أن تكتبوا
على قبري أنكم
دفعتم
ثمنا عادلا
وأني لم أكن
كما تدعون
يوما قاتلا
..............
عبدالله النجار