الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

إن الذين ذهبوا الى الموت...قلم الشاعر خالد فريطاس

إن الذين ذهبوا الى الموت في عام عشرين لم يرتدو مناماتهم هكذا مروا إلى غرف نومهم الواحد تلو الآخر والرقم الصعب هنا هو النهاية بلا حاضنات للزمن رقم يتقاسمون فيه الأمل بين أضرحة الرخام المتكسر يحاولون إسترجاع أنفاسهم والتأقلم مع نسيم الفناء يحاولون صناعة حاضرهم من جديد في السر بعد العلانيه كل الذين ذهبوا تأقلموا مع غبار الكون لم يختموا جوازات طموحهم على وقع الرذاذ الشفيف وقفوا وحيدين في طيات الزمان يتأوهون غاياتهم في ردهة وسائلهم ويكتبون جمل اللا اشياء كي يستعيدوا أشيائهم لأشيائهم ويلمعوا طواقم أسنانهم ونبضاتهم الغراميه إن الذين ذهبوا إلى الموت دون معاد مسبق تسلقوا أعذارهم وجلسوا يشربون تثريبهم على موائد الغياب لم تعد لحظات السكون ملاذا قبل وصول كمامات الكلاب لم تجدد الأصوات القديمة جلدها ولم يبدأ التنور بارتداء جماره على وقع أنغام الموت فالربيع هنا يتسول الليل ومتيم بنجومه الخماسيه جميع الذين مروا من هذا الوطن تضخم أكسجين الوطنية في صدورهم الضيقه ماتوا إختناقا بعدما سمم حجيج البلاط كرياتهم الحمراء وأتهموا كورونا زورا بعدما إستحيوا نسائهم وأحرقوا طواحينهم الهوائيه جميع الذين مروا عبر مفاوضات السلام قبل الموت خسروا موتهم الفطري وخسروا التقويم الشمسي والقمري وخسروا خمولهم في الجدول الدوري وبيعت في مزاد البهتان محركاتهم الرباعيه كل الذين ذهبوا إلى الموت في العهد الأخير للشمس كانوا يحذرون من عواء واد الذئاب وكانوا يحاولون التخلص من مارد الهوى لكن عليك أن تموت في هوى المارد بمنتهى الفخر وتحاول أن توظف أسلوبك في الطرح علانيه كل شيئ ينام في ظله دون حاجة لشيئ كل شيئ يتحاشى كل شيئ على ضفاف الموت لم يخبرنا أحد ممن عادوا من هناك لأن التفاعل غير عكسي لكن الإحتمال الأقرب أن الفتن التي أسدلت ليلها قطعة مظلمة لم تعد تمارس طقوسها هناك لأن مدرسة المشاغبين أقالت ممثليها على المعاش وجميع الركاب نزلوا من سياراتهم وأحرقوا بطاقاتها الرماديه إن الذين أكتنزوا لب الأشياء الجميلة تحت هراء الهيكل لم يتمتعو بعقارب ساعاتهم ساعة واحدة يطفئون الشموع ويحاولون إختطاف الشمس إلى إقليم الذباب الأزرق يغرقون من نزلوا للبحر ويسممون النوارس ويحرقون قوس قوح ويشتاحون جميع لحظات الصفاء الفجائيه خالدفريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق