الأربعاء، 10 مارس 2021
أنا لا أحبّ من الأنام سواك ...قلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف
أنا لا أحبّ من الأنام سواك ... (من غزل الشّباب)
أنا لا أحبّ من الأنام سواك
وبألف جِرْسٍ أستجير هواكِ
بمداد قلبي فوق طَرْسِ هناءتي
خطّ الهوى في ليلتي ذكراك
وحشاشتي، في داخليّ جعلتها
طعمًا لحبّك ، سائغًا وجواكِ
وجعلت سيْل القافيات تبرّعًا
خمرًا لروحك، فاعلمي، وبهَاكِ
كره الحشا لمّا اضطررت لتركنا
يوم الوداع، فعاج ، رَغْمِيَ، باكي
وبدا يُصَعِّدُ في الظّلام شكاته
للنّجم إذ لم يفتقدْ إلاّكِ
وأقام في قفص الضّلوع مآتمًا
ترثي الوصالَ، وليته ينساكِ
فالقرب منك سعادة لا تنتهي
وهواك، روحي فدية لهواك
فهواك جنّات النّعيم وفيئها
هاتي يديك لكي أذوق جزاكِ
هيّا ارفعيني من أديم تحسُّري
لأرى حنانك، أسرعي رُحماك
لا تتركيني ، إنّني متحدّثٌ
بهواك للأطيار ، للأفلاكِ
لا تتركيني في خضمّ متاهتي
بل قرّبي مغناي من مغناكِ
لا تقطعي منّي قلامَةَ خاطري
لا تهجريني فالفَنَا منآكِ
لا تسأليني إن أردت تثبّتًا
وسلِي على درب الغرام حشاكِ
وسلي الرّبى والزّهر ثمّ تصفّحي
وحه السّماء بنجمها المتباكِي
وسلي ضياء البدر ثمّ تصنّتي
لترى تصاويرًا بها عيناكِ
ولْتقرئي في صفحها شوقا لك
من داخلي ولتصْغها أذناكِ
وجميعها يبدي إليك صبابتي
يَرْوِي وفائي في الهوى وجفاكِ
بل يستجيرك لانتشال تصبّري
من قبضة لليأس والأشواكِ
عدنا وعاد الشّوق يغمر مهجتي
وحشاشتي تشتاق رقّ نَدَاكِ
وترى الوِصال إلى فؤاديَ مرهما
يشفيه من داء الهوى وضناكِ
هذا نداء القلب دومًا فاعلمي
كم يستطيب بخاطري لُقْياكِ ...
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
خواطر : ديوان الجدّ والهزل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق