الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

تابع قصة (كابوس مخيف)ج5 بقلم // الهام شرف


تابع قصة (كابوس مخيف)ج5
المنظر مخيف ومريب لمن يشاهدونه وينظرون اليه ،بعيونهم فقط يلاحظون،قلوبهم خائفة من الاقتراب وعقولهم ليست مدركة لما سيحدث، ومع ذلك هم فى صمت تام بل حسرة وقلق.
أيتركونها وحيدة تائهة فى غيابات حزنها أم أنهم يواجهونه بخطئه الفادح فى حق هذه السيدة التى شهد لها الجميع أنها قدمت كل ما بوسعها للوقوف بجانبه فى محناته ، لم ير أمامه الا هى فى حين كان يتخلى عنه من كانوا أقرب اليه من ظله.
الأهل والأحباب والأقارب كلهم كانوا معدمين بالنسبة له أما هى فقد كانت له كل أولئك، ومع ذلك نسى ولم نجد له عزما من الرجوع عن عناده المستمر الدائم الذى طالما يعلق عليه شماعة أخطائه دوما.
فى الوقت نفسه هى فى عالم آخر من حالها الذى يرثى له تلف بها الدنيا وتدور لتستعيد ماضيها وتستحضره فى باطنها ربما للهروب من الواقع او للحسرة والندم...الشىء الوحيد الذى كاد أن ينصفها أنها ما تمنت أبدا مفارقة حياتها أو موتها، بارادتها الشديدة وعزيمتها لترمش بعيناها وتفيق من غفوتها لتجد نفسها وحيدة بين كل أولئك الشاردين التائهين بأمرها.
ومع ذلك خجلت من نفسها البريئة ونهضت دون أن تتكلم أو تنظر حولها تدخل الى بيتها راجية ربها أن يصرف عنه السوء والضرفاذا بها تتفاجأ به ينهض وراءها ويمسكه بيديها ليحذرها بعدم تكرار ذلك ثانية خشية من العواقب، ولكنها مع توقف احساسها وهولها لم تتذكر ما حدث وتريد استعادته فى ذاكرتها لتجد نفسها وكأنها أصبحت عنه غريبة بفعل يمينه الذى رماه أمام الجميع فتنتشل يدها من يده وتبتعد عنه لتدخل حجرتها وتبكى بحرقة ، فهو ما عاد زوجها أو لم يعد كما كان سابقا ، فقد أصاب حياته شرخ لم يقدر على التئامه حتى الزمن.
فى الوقت نفسه الذى لم يهتم هو بأمرها ولا بأمره ولم يبالى لما حدث يدخل الى (المطبخ) ليعد كوبا من الشاى بيديه ويأخذه ليحتسيه داخل دكانته المتواضعه ليجد من حوله كل مشغول بذاته كانهم حتى ما تذكروا ما حدث لينتشى مسرورا بقوته وأنه ما زال بين الناس (كبيرا)، ولم يدرك حينها أنه ما سيظل الا كبيرا فى الشر بعيونهم وعقولهم التى طالما كرسوها لتظل قيمته بينهم محفوظة.
الأمر المريب بل أكثر ريبة أن ماجنته مازالت تقف أمام بوابتها الصغيرة التى تقابل دكانته المتواضعه وتبعد عنه ما يقارب عشرة أمتار لتنظر اليه نظرة و:انها تحييه عما فعل انصافا لها لتتسع عيناها وتنيتسم شفتاها المضمومتين وتهز رأسها معلنة وسام الرضا عليه وتدير وجهها لتدخل وتغلق عليها بوابتها لتتركه يشتاق اليها أكثر وأكثر ويفكر فيها بعيناه الشريدتين الى مكان خطوتها قبل دخولها......(يتبع)
بقلمى // الهام شرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق