الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

شِـعــَابَ الـهَـمِّ ثــُمّ أنُوبُ بقلم شكري مسعي

 شِـعــَابَ الـهَـمِّ ثــُمّ أنُوبُ
وَ لـَسْتُ الذِي يأبَى المـوَدَّةَ صَادِقًا ** وَ لَـَسْتُ عَـنِ الوِدّ النَقِيِّ أتـُوبُ 
إذا جاشَتِ الأحـْزانُ يـَوْمــًا بِرَبـْعِــهِمْ ** يُسـَجـّى شَـبَــابُ العمْرِ ثُـمَّ أَشيبُ 
أصونُ عُهـُودَ الصَّفْـوِ صِدْقا و َإنَّنِي **غِيـاثُ رِفَـاقِي لِلْنـّدًاءِ مُجـِيـبُ 
شفَى النـَّفْسَ أنِّي لاَ أَخـُونُ مـَوَدَّةً **وَ أَنّـِي عَـلىَ جَـمـْرِ الوِصَاِلِ أَذُوبُ
فـَتَحْتُ فـُؤادِي لِلْهَـوَى غَيـْرَ آثـِمٍ **فـَهـَلْ يَسـْتوي ابْنٌ لـَهَا وَ رَبِـيبُ
وهلْ تـَكْبُرُ الظَّلْماءُ و َ النـُّورُ مُدْلِجٌ **وَ هـَلْ يـَمـْتـَطِي رَكـْبَ الشُّروقِ غُروبُ 
كأنّي إذا حـُمّ الفــِراقُ وَ أُسْرِجتْ **جـَحَافـِلُ حُزْنِي لاَحَ مِـنْـهُ هـُبـُوبُ 
و مَوْتـِي عَلَى بَابِ الخِيـَانَةِ مُوجِعٌ **وَ دَمعـِي عَلَى سَفْـحِ الرَّحـِيلِ لـُغـُوبُ 
أهِيمُ و ماَ بـِالقَلْبِ غـَيْرُ صَبـَابـَةٍ **تَـؤُزُّ فـؤَادِي تـَارَةً وَ تـَغـِـيــبُ
كأنّي و رجْعُ البَيْنِ يُطـلِـقُ نَعْيَهُ **وَ يـَسْـرُجُ أنـْواءَ الرّحـِيـلِ شُـحُــوبُ
و يـُومِضُ بـَرْقُ الهَـجْـرِ يَضـْرِبُ خَيْمَتِي ** كَمُنْصـَلِتٍ قَدْ أَذْخَـنَتْـهُ شُهُـوبُ
حبِيــسٌ كَطيْرِ بَيْـنَ قُضْبـَانِ سِجْنِهِ **يَغــرّدُ صَبــًّا وَ الفُــؤَادُ كَئِـيـبُ
إِذَا غَابَ صَحْبِي عَنْ مَطِيِّ قَوافِلِي **تَتُـوهُ و يَــعْــلُو فِي الرّغــاءِ كَثِـيــبُ 
وَ لَسْـتُ بهَــيّابِ الفَـلاَةِ لأَنّــنِي **صَـحِـبْـتُ أُســُودًا تَغْتــَدِي و تَجـُـوبُ 
وَ أَرْضَى لِنَفْسِـي أَنْ أَبِيتَ عَلَى اللَّظـَى **و صَـحْـبِي بِـأنْوارِ المـَطِــيِّ رُكـُوبُ 
فكَيـْفَ أُدَارِى الشَّوْقَ وَ الشَّوْقُ فَاضِحٌ **وَ كـَيْفَ أَرُدُّ الدَّمْــعَ وَ هـَـوَ يــَذوبُ ؟
طَوَيْتُ شِعَابَ الصّبرْ حـَتَّى كَـأنّنَي **نَـخِيلٌ بكَـفِّ الرّيــــحِ وَ هْيَ غَضــُوبُ
بَكِيتُ وَ دَمـْعـِي سَحّ مِنْ أَلَـمِ الجَوى **فـَجـَرَّحَ خـَدِّي مِنْ غـَضَاهُ لَـهــِيبُ
أرَى الحُزْنَ يـَجْلـُوهُ التَصَبّـُرُ وَ المُنَى**وَ بَـعْضُ حنِيـنِ الرُّوحِ كَيْفَ يُصِيـبُ 
شَهـِدْتُ بـِأنَّ الـمَوْتَ يـُبْرِئُ عـِلَّتِـي **وَ يـُعـْفِي دَوَاءً قـَدْ سَقـَاهُ طَبِـيبُ 
فـَيَا مـَوْتُ زُرْ إِنّي اكْتَفـَيْتُ بـِتَوْبَتِي **وَ ذَنبِي جَمِـيلٌ قـَدْ مـَحَاهُ حَبـيبُ 
و إنِّي إِلَى رَبِّـي أَعودُ مـُنَعــَّمـًا **لِأَلـْقـَى رِضـَا الرَّحْمـَانِ فَهـْوَ مـُجـِيُب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق