الجمعة، 12 فبراير 2016

نور هادى شاعر الفردوس يكتب :- ( العباب )

نور هادى 
شاعر الفردوس 
يكتب :- ( العباب ) 
.....................................
عُبابُ البحرِ ساحلُهُ الضباب
وقصيدتى يعتريها اليباب
القابعُ فينا صبحَ مساء
وتساجلُها أحرفُ الشقاء
بعلاقاتِ الحضورِ والغياب
سأفرجُ عن قصيدتى بلحنِها المذاب
بلجيِّنِها الأسطورىِّ عند اللقاء
بمراسيمى ووحىِّ و أنظمتى
التى علاها البهاء
.................................................
عُبابُ البحرِ سافلُهُ القِباب
وأرجوحتى مرسومةٌ فى كِتاب
بنظامٍ معلقةٌ فى الهواء
مسطورةٌ كنُخيْلاتى فى العراء
جناحاها ممدودانِ أسودانِ
بالنعيقِ كالغراب
ألفٌ مدٌّ ثمَّ باء ٌ
يعنى آبَ الأبُّ من الكُتَّاب
ألفٌ مبمٌ ثمَّ طاء
باءٌ خاءٌ ثمَّ تاء
طبختْ أمى لحمَ شواء
ماءٌ يغلى يضوى تحتَ لواء
فاءٌ قافٌ ثمَّ هاء
فقاقيعٌ ترمى هواء
وأبوابى بالوناتٌ منثوراتٌ بسخاء
خلفَ أبوابِ الخفاء
............................................................
عُبابُ البحرِ جانبَه الصَّواب
عُبابُ البحرِ يناجى شاكرَ السياب
وأولادى ما عادوا تُجمِّعُهم صلاةُ العشاء
ولا يبكيهم اىُّ فرحٍ أو عطاء
ما عادوا تُجمِعُهم أطرافُ النقاء
وقتْلُ يوسفَ تحتَ أىِّ سماء
ورموزُ الانتظارِ يوصدُها الشقاء
ولقمةُ العيشِ مغموسةٌ فى التراب
منْبُوتةٌ بالطينِ على أرصفةِ الضياعِ بالبقاء
يبعثرُها السراب
الذى يأكل مآقينا وكلَّ ما نما فينا بالحفاء والجفاء
من دمعِة الرحيلِ والسفِر والوداعِ والحساب
ونقطةِ اللا عودةِ للوراء
مستورةٌ طَلاها طىُّ العناء
طواها ظلُّ النماءِ
والركابُ فى طلِّ الركاب
والتلُّ تُلو التلِّ يتلو الرقاب
........................................................
عُبابِ البحرِ يضويهِ الرحاب
ويتنقلُ مابين السبابِ والسباب
ولقمةُ العيشِ التى يصارعهُا البنون
غرقتْ للركبِ وجاءَها المنون
فى العرقِ المدلَّى من الجبينِ
بالمِلحِ والشجَن
هطلتْ الدموعُ من عيونِ الجنينِ
محلاةً بالحنينِ والعطَن
حين يتحسسُ اللبنَ الذى
جفَّ فى الضروعِ من الإحن
وآهٍ من تلكَ الدموعِ مرصعةً بالأنينِ
فى الضلوعِ والكفن
لأبوينِ منكسرينِ على ضريحِ الفقرِ المبين
ينشدانِ تراتيلَ الجوعِ بالليلِ فى نيسانَ الحزين
على جفافِ الانهيارِ المستكينِ فى أنهارِ الغربةِ
بنهَارٍ يزرعُ مآتمَ الجنون
وإياكَ نعبدُ وإياكَ نستعين
ومخادعِ النجمِ المرصودِ فى تابوتِ الانكسارِ والمحن
ثؤرِّقُ في الوطنِ المخدوعِ حافظةَ اندثارى فى السكن
وثثيرُ اهتماماتى وسذاجاتى المبعثرة
على حافةِ الندمِ وترابى المرتهن
وتنادى يا أيها المطعونُ فى أرزاقهِ فى هذا الوطن
استرقْ الفراغَ وتمدد فى الأوردة
استرقْ النظرَ إلى انكسارِ الأعمدة
فما عادَ السحرُ ينسحبُ فى الشريان
وما عاد الترياقُ يندملُ فى البنيان
استرقْ السمعَ فى البهوِ وحطِّم الطغيان
..............................................................
عُبابِ البحرِ تحتَ جلدى لا ينساب
عُبابُ البحرِ تاهَ منه الجواب
فأنا أصبحتُ خاوى الوفاضِ بلا أدوية
بلا أحلامٍ بلا رتوشٍ بلا يقينٍ
بلا أزمانٍ بلا ألوية
يدسُ فى مراسينا العذاب
يجرجرُنى من الأشلاءِ الثباتُ
ويدفعنى الوجعُ المقيمُ فى الوجدان
ولا مجالَ للهربِ منْ لومِ العيونِ
إذا جالتْ فى المكان
والأرقُ لا يزهرُ سُباتًا أو استكانة
أو يورقُ النعاسَ وسِنتَه فى استغاثة
استطالتُها مجهولةُ العينين واليدين والشطآن
فلا مجالَ للانتظارٍ بينَ اناملِ الحياةِ وضى الجفون
سيستهلُّ الفرارَ ويستجلُّ الفزعَ منْ ربانِ السفين
من قصيدةِ الياسمينِ من شتاتِ الذكرياتِ المؤلماتِ
من السجنِ والسجانِ والقبطانِ اللعينِ
من بساتينِ الكلماتِ والظنونِ
من ساحاتِ العتاب
عُبابُ البحرِ يقتلُ فينا كلَّ الشباب
عبابٌ البحرِ يدُسُّ الداءَ فى الشعاب
...................................................................
كتبه : نور هادى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق