الأحد، 9 ديسمبر 2018

( مرثية الوطن ) بقلم الشاعر \ إدريس الصغير ــ الجزائر




مرثية الوطن

أَيْنَ نكُون إذَا
صَار الوَطنُ
شَاحِبًا كالرّمَادْ


وَ صَارَت 
الأُنثَة
فِيهِ رُكَامًا 
مِن جَمَادْ

أَينَ نَكُونُ إِذَا 
صَارَ الوَطَنْ 
تَارِيخَهُ
وَشَعْبَهُ
وَدّينَّهُ
أُكْسجِينَهُ
كُتلَّةٌ مِن فَسَادْ

أَينَ نَكوْنُ إذَا 
جَاءَ الوَطَنْ 
يَومًا يَبْكِي الغُرْبَة

مَشٔحُونً فِي أَكيَاس
القُمامَة يَشْحَتُ 
الفَضِيْلَة
عَلى أَعتاَبِ
المَسَاجِدْ

أَيْنَ نَِكُون إِذَا جَاءَ
الوَطَنْ مَذْعُورَا 
مِنْ اللّصوصيّة
المُغَلَّفَةُ بِبَذْلٍ
بَارِيسِيَّةٍ يَفُوحُ 
مِنْهَا اليَاسْمِينُ
الأروبي وَالوَرْدُ
الجُورِيُّ الدِّمَشْقِيُّ
وأَعْطارُ وُودْ

يَركُض أَريجُ رَوائِحه ِ
مُهْرًا جَامحً بينَ
الشّرِيانِ والشِّريانِ
المُقدادْ

أَيْنَ نِكُونُ مِنْ
طَيْشنَا فَنَحْنُ 
شَعْبٌ أَلِفْنَا 
أَنْ نَكُونَ 
أَعْرابً !!!
وَ مِنْ العَرْبدَه
وَ مِنْ نَرْجِسِيَّةِ 
الذِّئَابِ... 
وَمِنْ تَفَاصِيْل
التّفِصيلْ
وَمِنْ أَطْفَالٍ
لَمْ يُولَدُوا بعدْ

أَيْنَ نَكُونُ إِذَا 
جَاءَ الوَطَنُ يَبْكِي?!
مُكَبَّلًا كَاللِّصِّ بِالأَصْفَادْ

أَيْنَ نَكُونُ إِذَا
جَاءَ الوَطَنْ
يَشْكُو ثَوْرَتَهُ 
المَجِيدَة المَسْلُوبَةُ
مِنْ حَفنَةِ أَوْغَادْ...

أَيْنَ نَكُونُ?
فِي طَفْحِ الكَيْل
ِفماعدنا نُشْبِهُ الأباء 
وَمَا عُدْنَا نُشْبِهُ الأَجْدَادْ

أَيْنَ نَكُونُ ؟؟
إِذْ جَاءَ الوَطَنْ
ُيُعَاتِبُنَا وَيَدَاهُ 
تَحْمِلُ بَقِيَّةً
مِنْ الطُّفُولَة
المُغْتَصَبَه وَصُورة
مِنْ مَاضٍ بَهْت
يَغْشَاهُ السَّوَادْ

يَسْأَلُنِي
حَيْثُ وَقْفَتُ أَنَا 
هَلْ هَذَا هُوَ 
مَوْطِنُ ُ الأَمْجَادْ?

يَسْأَلُنِي
حَيْثُ وَقَفْتُ أَنَا
هَلْ هَذَا هو 
المَوطِنُ المُفَدى الأَمْجَدْ

أَيْنَ... وَ مَاذَا أَقُولُ لَهُ 
إِذْ جَاءَ يَسْأَلُ 
وَلَيْسَ عِنْدَي جَوَابٌ لَهُ...
بِمَا أَرُد ُّ?

مَاذَا تُفِيدُ الأَسْئِلَةُ? 
إِذَا أَمْسَتْ الصَّرَاصِيرُ
ُتَأْكُّلُ ممانأكل وَتَشْرَبُ
ُمِنْ نَبِيذِ دِمَائِنَا وَفِي المَسَاء
ِيقْرأون عَلَيْنَا بَيَانَ الوَطَنْ
مِنْ أَخْبَارِ الجَرَائِدْ

بقلم الشاعر إدريس الصغير تيسمسيلت الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق