الاثنين، 9 ديسمبر 2019

مـدارس الـقـراَن ــ..قلم محمد بطمة

ــــ مـدارس الـقـراَن ـــ

.

المدارس الوحيدة التي لم يُـفـلِح الإستعمار ...في توقـيفها أو مَحوِها ...لِأنّ القُـوّة لله جميعاً .

وهو كلام الله اُنزِل ..لِيُـنشرَ ويُحفظ في صدور المومنين ..

والدي رحمة الله عليه ...كان يُذكِّـرُني ...أنّني أنا مَن طلبتُ منه أن يُدخِـلني الكُـتّاب ( المَحْضرَة )....لِحِـفظ القران الكريم ...قد يكون ذالك من باب المُنافسة كما يحدُث بعدْ مع أقراني ...أو ..قد يكون تـحَـكُّم قاعـدة التوارث ....

كُـنّا أطفالاً ..لا..نـــمِـلُّ الذهاب والإياب ..بين الكُتّاب والبيت ...ولحظاتٍ فقط يُسمحُ لنا فيها اللّعب بِكرة القدم البدائية ...

ولا يكبُرُ في عقولِنا ..إلا ..سيدي الطالب ( معلم القران )...هو الرمز الأكبر ..والشرطي ..والوالد ...والمُراقِب ..والمُعاقِب ..والمُرشِد ...والقُدوة ...وهو الشيخ الذي سلطتُه تحكُمُنا حتّى في غِيابِه ...وحتى ...في أكلِنا ومنامِنا ..ولا سلطة لِغيرِهِ علينا ....

عـلّمنا الحروف ..والكتابة ..وكيفِية إستظهار الأيات ...ومُتابعةِ التِّكرار حتى يتّم الحِفظ بطريقةٍ تقليدية مُباركة ...

لا نعرفُ العُطلة ..إلأ ...صباح الخـميس....

الطيور لاتسبقُنا في النهوض الباكِر ...ولا التُجار ..ولا العُمال ...

كُنّا نحن من نتوافد في ظُلمةِ اللّيل ...بين الأزقّةِ في هُدوءٍ وسكون وخُشُوعٍ وإطمِئنان ...لِنفتح الأبواب المُوصدة ..,و نجمع الحطب .... ونُشعِل المجمر ...

ولا ينزعِج أي واحدٍِ من الجيران ..مِن أصوات الطُلاّب المُتعالية المُتنافِسة ..حتّى تصِل سماءِ الدنيا ...فتُعطي للصّباح نفحة السّحَـر ..و,للمساءِ عِطر الأصيل ...

كانت حُروف القراَن واَياتِه ..تنموا مع خلايا أجسامِنا ...فيها غِذاء العقل ..وبلسم الروح ....وشِفاء الصدور ....

حفِظناه عن ظهر قلب ....فكان هو منهجنا ....وطبيعتنا ..وحياتنا ..ودنيانا .....

بالالف تعلمنا الألفة ..وبالباء البركة ....وبالتاء التوبة ..وبالجيم الجمال ..وبالحاء الحكمة ....

...خيركم من تعلّم القراَن وعلّمهُ .....

.
محمد بطمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق