الجمعة، 11 ديسمبر 2020
هَساهِسُ اللَّيْل ٢٠٢٠ .قلم الشاعر حسام عبدالكريم
هَساهِسُ اللَّيْل ٢٠٢٠
أكْتُبْ أوانَ اللّيْل أوْ في السَّحَرْ
وَاسْتَدْرِجِ الوَحْيَ لِأحلى الصُّوَر
وَقِفْ على ميلَيْنْ بُعْداً تَرى
في اللّانِهاياتِ شُعاعاً عَبَر
وَأهْجُسْ تَرى الجّهْلَ أساساً لَهُ
في باطِنِ اليَقينِ كَرُّ وَفَر
يا مُسْتَفَزّاً كَيْفَما تَرْتَدي
يَشْلَحُ أعْلى الرّكْبَتَينِ القِصَر
َكُلٌّ لَهُ ماضٍ وَماضي الّذي
ساغتَ شَمائِلُهُ التَوى وَانْكَسَر
فاهْتِفْ بِتلْكَ العاطِفاتِ اشفِقي
وَبالهَزيماتِ اللّئامِ الزّجَر
وَسَلْهُمُ الخُسرانَ هَلْ عاضَهُ
رِضىً وَيُسْرٌ أمْ عَراهُمْ بَطَر
يا أشْيَباً شِبْتَ إزاءَ الّتي
مَوسومَةٍ مِن رَبِّها ذي غَرَر
فَلا يَغُرَّنَّكَ زَهْوٌ بِها
وَلا يَغُرَّنَّكَ بِالله غَر
وَاحْمَدْهُ فَهوَ الضّائِرُ النّافِعُ
قَضى لَكَ اللُّطْفَ وَرَدَّ القَدَر
وَعُدْ إلى ماضيكَ يا مُلْهَماً
مِنهُ انكساراتٍ وخَيْباً أضَر
لا يَنْفُعُ التّرويضُ في حالِمٍ
ما قالَهُ اللّيْلَ أمَّحى في السَّحَر
في بَرْقَلاتٍ هائِماتٍ غَوى
يُقَلِّبُ الجّنْبَينِ بَطْناً وَضَهْر
وَاعْتُبْ بيَ الحُلْمَ وَلُمْ ما أنا
بهِ وَلا تُلقي عَليَّ العَذَر
الغابِرُ الماضي جَهولاً بَدا
وَالحُلْمُ يُقوي رَيْعَهُ مُنْحَسَر
في الفِكْرِ غَرْسٌ جَذْرُهُ ضارِبٌ
يُواكِبُ التَّرْحالَ وَالمُسْتَقَر
وَهوَ قِوى بُقيا وَجَذْبٌ لَهُ
تُرَدُّ أحْداثٌ وَتُعْزى عِبَر
لا يَلْفِتُ اللّاهونَ بالاً لَهُ
أوْ يَأبَهُ البَأسَ بهِ ذو ضَجَر
ذَوو الوَفاءِ الخُلْصُ كُبّادُهُ
هُمْ حُمِّلوا مِنهُ الشّقاءَ الأمَر
وَلَيْسَ بالعادِلِ في قِسْطِهِ
وَلا بِقَسّاطٍ عُدولَ البَشَر
واجَهْتُهُ خَوْفاً فَقارَعتُهُ
حَتّى كَبا يَهوي عَلى حَبْلِ جَر
بَلّغْ أمانيكَ العُلا سابِراً
بِناتِئاتِ الصّخْرَ في ذي حَدَر
وَخَلّقِ الماضي رَديفاً إذا
ما شِئْتَ في الحاضِرِ أنْ يَزْدَهِر
وَلا تَقُلْ في الماضياتِ انكَفي
وَهيَ سُلالاتٌ لِوَقْتٍ عَبَر
هيَ انسيالُ الغَيْمِ مِمّا قَصى
عَلى جَديبٍ فَنَما وَازْدَهَر
وَالْهِمْ مِنَ الهاجِسِ غَزْواً بهِ
عُذوبةُ النّارِ وَنَسْغُ الشّجَر
ألْهِبْ شِغافَ الرّوحِ مِن حَرِّها
يَصّاعَدُ الدَّفْقُ مِنَ المُنْحَدَر
أزْفِرْ حَروراً وَانْتَعِشْ جُذْوَةً
أرْجِفْ رَجيفاً يَتَسَنّى النّظَر
ا
أزِحْ ضَبابَ القُطْبِ مِن خَلْفِهِ
فُضلاتُ حِسٍّ شُعْلَةً مِن شَرَر
فاسْتَنْطِقِ الأشْجارَ وَالزّهْرَ وَالْ
نّجْمَ- المُحَلِّقَ في أقاصي الأثَر
أصْخِ لِعَزْفِ اللّيْلِ مُسْتَحْضِراً
هَساهِسَ اللّيْلِ وَهَمْسَ القَمَر
صَدى أقاصيكَ تَوارثْتَها
مِن فُلْكِ نوحٍ وَلآنٍ حَضَرْ
حسام عبد الكريم/ العراق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق