سلطانة القوافي
اَلْحُبُّ رَاوَدَنِي وَالْعِشْقُ اَسَهْدِنِي
وَاللَّيْلُ هَدْهَدَنِي وَالنَّوْمُ جَافَانِي
فَالْفَجْرُ مُبْتَعِدٌ وَالشَّوْقُ مُظْطَهِدٌ
وَالْوَجْدُ مُتَّقِدٌ فِي صَدْرِيَ اَلْحَانِي
قَدْ بِتُّ أَرْصُدُها مُذْ لَاحَ فَرَقَدُهُا
بِالْعَيْنِ أَجْرُدُهَا وَ الَّيْلُ أَضْنَانِي
تَنْتَابُنِي فِكَرٌ وَالْعَقْلُ مُنْبَهِرً
و الشَّوْقُ مُبْتَكِرٌ فِي رَسْمِ أَشْجَانِي
يَا مِنْ هَوَى مَلَكًا لِلرُّوحِ مُمْتَلَكًا
لِلصَّدْرِ مُنْتَهِكًا وَالْحَرُّ بُرْكَانِي
قَدْ كُنْتُ مُمْتَشِقًا لِلْفَرْحِ مُسْتَبِقًا
إِذْ جَاءَني غَسَقًا لَحْنٌ فَحَيَّانِي
حُورِيَّةٌ عَزَفَتْ مِنْ عَزْفِهَا سَكِرَتْ
أُذْنِي بِمَا سُمِعَتْ وَاللَّحْنُ أَشْجَانِي
أَصْبَحْتُ في عَجَبٍ فِي مُهْجَتِي طَرِبٌ
وَالنَّبْضُ مُضْطَرِبٌ لَا صَبْرَ اَنْجَانِي
مِنْ شَعْرِهَا ذَهَبٌ بِالنُّورِ مُلْتَهِبٌ
وَالْقَدُّ مُنْتَصِبٌ وَ الْخَدُّ أَضْنَانِي
فَالْوَجْهُ مُنْتَعِشٌ وَالرِّمْشُ مُفْتَرِشٌ
وَالصَّدْرُ مُعْتَرِشٌ وَالحُسْنُ رَبَّانِي
لَا عُدْتْ مُنْتَبِهًا نَادَيْتُهَا وَلِهَا
تَابَعْتُهَا شَدِهًا أَسْرَعْتْ كَالْجَانِّ
نَاشَدْتُهَا طَمَعًا أَصْغَيْتُ مُسْتَمِعًا
لِلْصَّبْرُ مَجْتَرِعًا فَاخْتَلَّ مِيزَانِي
لَا زَمْتُ مُنْتَظَرًا مِنْ ثَغْرَهَا خَبَرًا
أُحْيِي بِهِ وَتَرًا مِنْ عَزْفِ أَلْحَانِي
بِالفَيضِ مِنْ قَلَمِي وَ الوَحْيِ مِنْ أَلَمِي
خططت مِنْ سَقَمِي فَالبَيْتُ بَيْتَانِ
شِعْرٌ بِهِ نَبَضٌ وَ العَقْلُ مُعْتَرِضٌ
وَ الحَرْفُ مُنْتَفِضٌ يَشْكُو لِإِخْوَانِي
فَلْتُهْدِنِي أَمَلاً وَأْتِى بِهِ عَجِلاً
لِلْبُرْءِ مُحْتَمِلاً قَدْ يُنْقِذُ اَلْعَانِي
فَالْحُبُّ مُفْتَرِسٌ وَ الصَّبْرُ مُحْتَبِسٌ
وَالْعِشْقُ مُنْغَرِسٌ فِي صَدْرِ فَنَّانٍ
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق