الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

رؤية نقدية وفنية في نصوص الشاعر المصري/نبيل حامد بقلم/عوني سيف

رؤية نقدية وفنية

 في نصوص الشاعر المصري/نبيل حامد

                          بقلم/عوني سيف ،القاهرة.

-----------------------------------------------------------------

_النص عند نبيل حامد له تقنيات فنية ، تحتاج إلى ناقد متمرس ، على دراية بما وراء النص أو ما يسمى عبر النصية

"Extre textual"

"لوتمان" استخدم هذا المصطلح للتعبير عن كل العلاقات الخارجة من النص أو الموجودة فيما وراء عالمه.

_ فالنص عند حامد يحتاج لمن يكشف نوعية النسيج أولا ، ثم يغوص في النقوش و الخطوط المتعددة.

فكثير من الأحيان يحتاج النص لأكثر من تفسير و تأويل "Interpretation" و هذه طبيعة النصوص الأدبية شعرا أو نثرا..فمثلاً نص "فراشة" يحمل معني الغزل ظاهرياً ، ولكن سوف نغوص فيه فيما بعد ، لنكتشف شيئاً من وراء النص.

* لكن الآن سنتناول بعض التقنيات في الصورة، عند الشاعر نبيل حامد.

* ها هنا في نص "فراشة" يقول:

    فراشة

   باكية انت

  في الليل الموحش 

  تنتظرين رجلاً اسطوريا.

_هنا يعطي الفراشة صفة الانسنة "Anthropomorphism"

كأنها حبيبة تنتظر ، أو وطن ينتظر مخلص للشفاء من الآمه.

_ ويكمل في نفس النص:

  فيأخذك

  علي فخذين كثيفي الشعر

  يبرق وجه العالم

  ارجوانيا.

- هنا تعبير " فخذين كثيفي الشعر" له معني عبر النصية ، ربما 

 يعبر عن قوة المخلص المنتظر.

* وفي نص آخر "الرواة"

  يستخدم صورة نقيضة لصورة الفراشة ، حيث أنه ينسب لنفسه صفة الطير "Anti-personificaton" في قوله:

      استنبت جناحين

      ارفرف في منامتك

      حلما بهيجا.

_  يوجد تناص ليس خافيًا ، بين نصي "فراشة" و "حبال العقل"

 في انتظار الخلاص مرة أخرى ، فيقول:

     الخلاص مازال مختبئاً

     تحت تلال وعرة

    و آن له أن يخرج

    جموع الضالين.

الذاكرة الشعرية لدي نبيل حامد

   هي ذاكرة غنية بمخزونه الثقافي المتنوع بين تاريخ البادية و التاريخ الفرعوني والاسلامي وبعض الكلمات ذات الدلالات الدينية ،  والطبيعة ، وسوف انتقي بعض الصور ،.

١_ صورة من تاريخ البادية ، في نص "حبال العقل" ، يقول:

    حين أمسكت حبل الناقة

   ظننتك تعقلها

   في الوتد

 ٢_ صورة من التاريخ الفرعوني في نص "زيرو" يقول فيها:

   أين مشرط الجراح

   و جثث المومياوات.

٣_ وايضا في نص "لصوص"يقول:

   بني مشقوقو الكعوب هرما

  غانجت زوجته الغريب

   و عندما فكت سروالها....

 - هذه صورة جميلة من المخزون الديني و التاريخي عند الشاعر ، يذكرنا بقصة جميل بني يعقوب "يوسف" و هروبه من زوجة عزيز مصر "فوطيفار" عندما راودته عن نفسه.

٤_ صورة أخري في نص "بوح" حين يقول:

   اعطني من جنتك

  تلك التفاحة

  التي ستعلمنا كيف نري الشقاء.

 - هنا يستخدم التجسيد "Personification" و كأنه آدم حين يأكل التفاحة يبدأ رحلة الشقاء علي الأرض. هذه صورة رائعة تدل علي ثقافة غزيرة عند الشاعر.

٥_ استخدام صور من الطبيعة و الكون في نص "حبال العقل" فيقول:

    و رقصت

     رقص الأرض

     تدور في السماوات.

    - بدون تعقيب هذه صورة جميلة وفريدة مأخوذة من الكون. 

    هموم والآم معاصرة في شعر نبيل حامد 

١- جشع الرأسمالية المعاصرة في نص " السيد الجديد " يقول :

     السيد الجديد

     الذي يعمل لديه الجميع

     تجاراً أو عبيد

- ويقول في نص " صفحة لمماليك جدد"

     رغم أنهم احترفوا

     الآن

     مص العرق

      وشقط الجيوب

      وتهميش الخيالة....

٢- الحزن على فترات غابرة في تاريخ الوطن

في نص " من جديد "

     وتعصف أذهاننا

     في عراقة الوطن

     وتاريخه المضاع

     عمداً

٣- سرقة الكنوز ودفائن الوطن

في نص " لصوص " يقول :

     كيف تقول صبابتها

     بينما يسرق اللصوص

     كنزها المدفون!!

٤- ضعف التخطيط العمراني في فترة من فترات مصر

فيقول في نص " تناسي "

     فتبني الأبراج

     علي تربة

     إنتاج الطعام

* تعرض الشاعر لآلام وهموم وطنه لكنه مملوء بالأمل

فيقول في نص " إملاء "

     خبأت عن كل الأعين

     حلم الآتي الممشوق

     كانت حبيبتي

     تطرق بوابتي

     في الصباح!!

* تعقيب خاص عن نصي " أيل " و " زيرو "

١- نص " أيل "

نص صغير وجميل عبارة عن نحت في اللغة " contamination "

وتكوين عدة كلمات من لفظة " هللويا "

وهي لفظة عبرية الأصل معناها " سبحوا الرب "

أستخدمها نبيل حامد في الإشادة بجمال الطبيعة الذي برز في حيوان الأيل بنص يعتبر ترنيمة موسيقية إلي أبعد الحدود 

٢- نص " زيرو "

نص واضح وصريح، لكنه ملئ بالتقنيات الفنية في الأسلوب الشكلي واستخدام الأنسنة " Anthropomorphism " في صورة البومة التي تحدق في الوطن وتبث رسائلها التي تقع علي أماني الناس الذين يرفضون السلبية،

واستخدم الاطناب " Pleonasm " والتصاعد التدريجي " Anabasis " في رصد بعض السلبيات للفئات متحجرة العقل ثم نصل إلي الزيرو المقدس في نهاية النص بأسلوب سخرية رائع فمنذ متي وكان اللاشئ مقدس.

                    عونى سيف



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق