الأحد، 14 يناير 2024

تتسلّلُ. قلم الشاعرة سوسن العوني

 تتسلّلُ إليّ كلّ مساء تِلك الطّفلة ...تسرقني منّي ، تأخذني إلى رحلة في حدائق قلبي .

تَندسُّ بين حَنايا الضُلوع رائحة عطرِ كلّ العشّاق التّائقين للإنعتاق.

 تبدو رائحة الطفولة أو شجرة "مسك اللّيل " تبعث شذاها من حديقة بيتنا القديم حيثُ كان قديسيْنِ مَشيْت على جمرِ حُبيهما منتشيّة بعطرهما...

وكيف لا أنتشي  وهما من علّماني كيف تولد النّجمة في القلوب ، وكيف يصبح الإنسان شاعرا وكيف تنساب شلاّلات الفرح !!!

كانت أيّاما لذيذة لها سرّ الماء،  لها شيء لا أفهمه ، لا يفهمهُ إلاّ قلبي وجسَدُ الوردِ اليّانع !!!

 تضطرب الحواسُ ، تشغلني غيمة شاردة ، تمنع عنّي  أيّاما من الضّحك قَاربتُ بها البكاء كلّ صيف حزين ينهمرُ على أرصفتي وفي كلّ خريف أسأل الأشجار عن موسم إخضرارها علّها تُعيدُ أنفاسَ شجرة "مسك اللّيل" فيُطوّقني رذاذُ بسمات قِديسَيّْ . 


سوسن العوني 


14\01\2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق