الخميس، 11 فبراير 2016

أنياب الغياب // للشاعر الرائع بن عمارة مصطفى خالد


تجتاحني شراك المنايا
حينما أقلب صفحات ذاكرتي
المخطوطة بمداد الأفراح والأتراح
فيه رسمك و اسمك فيه غيابك و 
و شهادة وفاتي فيموج هذا على ذاك 
فلا يبق غير السواد و الأحزان
أحببتك و أحبك و سأحبك إلى
أن تطبق جفوني فتكون مفارقة 
الحياة أهون عليّ من مفارقتك
إني لأتذكر دوما ذاك القارب 
الذي كان يطفو فوق العباب
و نحن عليه و عقارب الزمن
عرجاء أُجهض الحراك فيها 
ننبس بلواحظنا فحسب نعيش 
فصول الجنون في برزخنا
ذاك بين الحياة و الموت 
صرت أركبه اليوم 
لمعاودة الذكرى فأحس
بروحك قربي:ريحك ينعشني
همساتك تطربني لمساتك تحييني
حبيبي:هلا رحمت ذبولي و انكساري
هلا صفحت عن عاشق مزقته 
أنياب غيابك و نهشته أسنان غربتك
هلا جئتني وبعثتني من تحت الثرى
و زرعت في روحي التي أخذت
بين جنبي المظلمين و أوقفت نزيفي الذي جرى 
هلا قصصت جوانح السفر و أعدت
إليّ صفات البشر قبل فوات العمر
فأنا صرت بعدك شبه إنسان و بدونك
جسد أصم أبكم أخرس لا روح فيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق