الأحد، 21 أبريل 2019

الشك ياحبيبي بقلم الكاتب / د. عز الدين حسين ابو صفية



قصة قصيرة 
الشك يا حبيبي ::
*************
كان حبه لها غير عادي ،
أسلمها روحه بشكلٍ جدي ، 
قدم لها كل ما يؤكد حبه العميق لها،
وقد بادلته كل مشاعر الحُب ،
لم يكن يتصور يوما  أنه يستطيع أن يتحمل غيابها عن عينيه ولو للحظة واحدة ، كان يشعر بعمق حبها له ، وبادلته الشعور ذاته ، كان يغار عليها من نسمة الهواء ومن زهور السوسن أن تُنافس جمالها ، فكان لا يرى في الورود قيمةً إن لم تُزين به خصلاتٍ من شعرها الهارب على كتفيها ويُظلل جبينها وجيدها الذي تتلألأ بحبات الزمرد من حوله ، لم  يطرب يوماً لزقزقة العصافير ولا لتغريد البلابل فكان يكفيه صوتها الملائكي ، فينعش قلبه وفكره ويشعل شوقه لها .
أحبها بكل تفاصيلها واستمتع بملامسة كفيها وهو يكتب بأصبعه عليها (أحبك ) و مغازلة أصابعها و مداعبة  شفتيها ، سحره لون عيناها العسليتان و كأنه الشهد الذي آتاه من بريقهما الذي لم يسمح له بأن يغفُ لحظة عن النظر إليها و تأمل رموشها التي تمتد كالسهام تخترق جدار قلبه لتُغذيه بعشقٍ لم يسبق لأحدٍ أن تغذى به .
كان يعشق حضنها  فلم يبخل عليها بحضنه وبقُبَلِهِ وقلبه الدافئ ، فكان هو بكله لها ، وكان يشعر بأنها تبادله ذات الأحساس والشعور . 
بدأ يشعر وكأن وقود العواطف وشعلة حبها بدأت تخفت حدته شيئاً فشيء ،فلم يعُد يشعر بدفء يديها ، وتراجع تراقص أصابعها بين أصابعه ، وتضاءلت حماسة و شهوة اللقاءات ، وكأن شيئاً غريباً مس عواطفهما .
كان يجتاحها نفس الشعور بعد أن غادرا احتفالا دُعيا إليه وتراقصا مع تلك وذاك وألائك الأصدقاء  فبدأ يدور في خُلدِ كل منهما سؤال مجنون وهو ( شو اللي صار ) ؟ وماذا جرى ؟ .
لم يُحاول أيٍّ منهما  أن يسأل الآخر هذا السؤال ، فكانا يتبادلان أطراف الحديث بفتورٍ ، ولم تعُد الأصابع تُداعب خصلات شعر كل منهما ، كان السؤال المجنون يسري كالسُم في خلايا عقل كل منهما  ، يحاولان أن يجدا جواباً له يفسر لهما سبب تراخي ثورة وعنفوان حُبهما ، فكان الشك هو الجواب .
الشك الذي أخذ يتسلل لقلب كل منهما وأستوطنهما  فأصبحا يعيشان حالة الأرق  من التوتر النفسي وكل منهما يأخذه تفكيره إلى أعماق الظن  والشك ، فأصبحت الضحكات باهتة متراخية كحال سِكيرٍ أضناه الشُرب وطول السهر ، ذبلت العيون وتراخت الجفون على العيون كظلال غيومٍ سوداء ، فخفت بريقها وتشوشت رؤياها وانطفأت غمزاتها ، وكأن كل منهما أصابه مسٌ من الجنون الذي أنشأه ذاك السؤال المجنون ، فكان للشك أن أستوطن عقل كلٍ منهما .

د. عز الدين حسين أبو صفية ...

خربشات علو ورق الريح بقلم الشاعر / اجود عامر



خربشات على ورق الريح /٢١/
.......
لازلت
ابحث لقصيدتي عن حرف 
مسحور
قافيتي مركب لابحر لها
وشراعها مكسور
تعبت مجاديف غربتي
ولا زلت أدور 
دمشق 
يا سيدة التاريخ 
دموعك اغرقت حزن الياسمين 
وبقر الزناة 
عذرية الاسوار
عذرا يا سيدتي 
كيف فتحنا الابواب لهم 
واخذنا نتسكع على ارصفة التاريخ
سلخنا جلودنا 
لنصنع لك دفوف الفرح 
ورقصنا الهوينا في امويك الفتان 
ياشام 
أيتها المتربصة
بخيوط الفجر 
الملفوفة بثوب الحزن
أيتها 
المسلوبة بقرار 
هذا أوان الحشرجة
أهمس باسمك
فيكبر كمسافات الحلم 
الجميع ينتظرون 
كل الأبواق التي ينفخون بها 
إهترأت حناجرها 
سيبقى
صوتهم سجين أقبية الذل 
يا شام 
آن أوان الرعد 
فالغيوم حبلى بالشوق 
وحبات الحنين
تشتهي شقوق الأرض 
هلمي أخلعي
عنك خيوط الليل 
فالعتمة هاربة
وسيوف الفجر تلاحقها 
ها هي الشمس
تقبل جبينك
فقبليها 
سيعود النهار يا حبيبة 
ليكسر جدار الظلمة 
ويندحر الغزاة
.......
اجود عامر

صغيري بقلم الشاعرة / سعيدة الهذلي



** صغيري **

صغيري لا يعرف
غزة تقصف
والقلب ينزف
صغيري.. لا تخف
قلب الغاصب 
دائما يرتجف
الدمع لن يجف
حتى ننتقم
زمن الثأر قد أزف
سنثأر للشرف
سيل الغضب سيجرف
الحزن والعدو ينسف
أيها السارق
المارق
القاتل 
الغاصب
توقف!!
سنذود عن الأرض
ونحمي العرض
ركب الشهداء اصطف
لا يبالي وأبدا لم  يخف
والأم الثكلى ابنها  تزف
مستبشرة بلا حزن ولا أف
صغيري لا يعرف
أننا بالعراء
حبها نتلحف
 بأرضها نقسم
وإن لم نلمس المصحف
ترابها من الروح اغلى وأشرف

سعيدة الهذلي

01\04\2019

يالاردن بقلم الشاعرة / بيان عبد الحكيم النجار



يا الأردن

شتِّي يا دنيا علينا 
        على رملك أكتبي أسامينا 
لعيون الوطن غنينا
            نهوى ترابك يا بلادي 
-----------------
ما أحلى وِديانك وجبالك
            وحيا الله والله رجالك
الروح بترخص كرمالك 
          وغردلك الطير الشادي
-----------------
يا أردن يحميك المولى 
             رايتنا في السما بتعلى 
بقلوبنا دايمًا الأغلى 
        أرض العزة أرض أجدادي 
_______________
كلمات : بيان عبد الحكيم النجار

للصبح والمحبة عنوان بقلم الكاتية / عبير نصر الدين الحنبلي



للصبح والمحبة عنوان

+++++++++++++

من نسائم الفجر ألحان

صباح الخير ونور جنان

أما للورد أفراح وأشجان

وأسى ممن هنت عليهم علي هانوا

أسمعوني الكلام كضرب الحجارة

لشجرة مثمرة أشكالا وألوان

هل يرتجون مني حبا أو حنان

ماعدت أحن على عالم منان

أليس أنا عندي حس وفنان

وأفهم الناس أشكالا وألوان

ومشاعري تفوق الإنسان

من لم يرتق بحس وحنان

ما وجدت له عندي مكان

الوحدة احن من إنسان منان

الكاتبة الأردنية

عبير نصر الدين الحنبلي

21/4/20199

ثنايا الحب بقلم الكاتب / مصطفى العرفاوي


#ثنايا_الحب 

الحياة عالم كبير يمر فيه الإنسان  بقصص حب تكون بداياته مع الولادة ففي هذه المرحلة الأولى يعشق الرضيع والديه و يتعلق أكثر بأمه و بثدي أمه لكن  بمرور الوقت تكبر ملكة الحب لدى  الأم من جهة و الصغير من جهة ثانية و تشتد مع أول سنة دراسة تلعب فيها الأم دور الرقيب و الدليل و المصاحب.

منذ بداياتي كنت  شديد التعلق  بوالدتي، أعتز بها  كل الإعتزاز ،كنت لا أفارقها أثناء النوم، أتمسك بتلابيبها ، ألتصق بركبتيها و أضع رجلاي بينها حتى أنعم بدفئ ساقيها.

لم نكن نملك غير فراش واحد ينام عليه الجميع، حصير يلقى على بعض الأعمدة و الحجارة ليعلو الفراش عن سطح الأرض (السِّدَّةُ) و نرمي بأجسادنا عليه لننام

كنا خمسة أفراد بينما كان الوالد يعمل بالعاصمة و لا يعودنا إلا نهاية كل شهر 

 كنا نعيش في فقر مدقع ومعاناة لا قاع لها و ازدادت الأتعاب و  تعاظمت الأوجاع برحيل الوالد،لم أتجاوز أنذاك السادسة من عمري لأجد نفسي بلا أب فتعلقت بأمي و شغفت بها أكثر فأكثر.



هو ذا حبي الأول في الحياة وهو حب لا يضاهيه حب.

بمرور الأيام تعلقت بالمدرسة و أصبحت لا أطيق فراقها.

معلمون أكفاء و أجواء تلمذية لن أنساها، كنا نركض هنا و هناك،نلاحق الفراشات و نحدف أعشاش العصافير، نصيح ،نلهو.

كنا لا نكل و لا نمل و نتمنى لو يطول البقاء و لا نعود إلى ديارنا.



لم أنس سي فرج معاوية و عبد الحميد المجدوب و صميدة العرفاوي و لزهر الغابري و عبد الوهاب اليعقوبي هذا الذي ضحى بكل أوقاته من أجل أن نسعد نحن و تسعد عائلاتنا.

أذكره جيدا وهو يجوب بين الصفوف و يعلمنا أبجديات الحروف،معه عرفنا أن بيلي هو أفضل لاعب في العالم و أن القرد ذكي و الكلب وفي و معه أصبحنا كالجسد الواحد لا نطيق الإفتراق.

في نهاية سنوات الإبتدائي همت بحب فتاة وطغى غرامها على كل حواسي حتى أصبحت  أسير هواها و استحوذت على كل مشاعري 

كانت  الكلمات تختنق بداخلي كلما هممت بمحادثتها و كانت أنفاسي كثيرا ما تحبس 

 و لم أستطع الوصول إلى قلبها.

 انتهت المرحلة الإبتدائية بسلام و انتقلنا للثانوية يحدوني العزم  على طي صفحة الماضي و نسيت هذه الفتاة ليخفق قلبي من جديد لفتاة كانت تجالسني كل ساعات اليوم بالفصل.

عشقتها عشق الوليد لثدي أمه بل أكثر من ذلك كنت لا أشبع منها أبدا و كنت مستعدا لفعل أي شيء من أجلها.

كان الحب من طرف واحد فهي لم تكن  تعلم بهيامي و عشقي لها،كانت تحترمني كثيرا و لا تجد راحتها إلا حذوي بالمقعد.

كانت مهتمة بدراستها عكسي تماما كنت مولعا بها.

قبل العطلة بيوم غاب أحد الأساتذة فتوجهنا نحو قاعة المراجعة كان ليس من السهل مفاتحتها في الموضوع فأنا طفل خجول منطويا على نفسي في المقابل كنت أشعر بنشوة عارمة وهي تجلس  إلى جانبي و كان صمتي يبلغها حبي.

كنت أتحدث إليها بروح إنهزامية و وجدت نفسي غير قادر على اغتنام هذه الفرصة لأبثها لواعج قلبي و اكتفيت بوضع رسالة بين صفحات الكتاب أبحث فيها عن الحب بين ضلوعها و بين ثنايا روحها

كانت رسالتي تعلن بين دفتيها عن مشاعر صادقة  من القلب  للقلب.

عدت إلى مسقط رأسي أمني النفس برد يثلج صدري 

           #و_جاء_الرد

كانت الكلمات حقيقة رقيقة و جميلة تنم على الإحترام لكنها  لا تبعث على الأمل والتفاؤل، لم يَرْقَ الرد لمستوى طموحي و لا انتظاراتي و أدركت للتو أن  حلاوة الإنسان لا تقاس بحلاوة اللسان

عدنا بعد العطلة فأتتني مبتسمة و أعلمتني أنها لن تكون ملكي  و لا انا ملكها و أنها اتخذت قرارا بألا تجلس إلى جانبي بالمعقد بعد الآن حتى لا تعكر صفو انتباهي أثناء الدروس و لا أشغل بالي بها.

تألمت لما أصدعت به إلي و أعلمتها إن هي فعلت ذلك فسيكون بمثابة الصدمة الكبرى لي و ترجيتها العدول عن هذا القرار على أن نبقى صديقين حميمين.

تبسمت و أومأت برأسها موافقة وهي تنظر لي نظراتٍ ود و إحترام فعادت لي الروح و  عادت نبضات قلبي تدق.

في نهاية السنة حازت على معدل ممتاز أهلها إلى نيل شهادة الباكالوريا في حين لم أتجاوز أنا محنتي و كان لزاماً علي ألا أعيش على أطلال الماضي.

 انتهت السنة الدراسية الأولى لأرحل بعيدا مهزوما مكسور الخاطر أنفض عن نفسي غبار المتاعب و الفشل.

سجنت حبي بين ضلوعي  و أبحرت في متاهات بين أروقة العشق  أُضّمد جراحاتي و أُكِيدُ لكل اللعنات التي تلاحقني لأفر من هذا القيد اللعين و أزيل أوهامي التي باتت تحتل مكان أحلامي و داومت على سهر الليل أقلب الذكريات إلى حين  أسهد وكلي أمل أن يزورني طيف الحب من جديد

- أبو جهاد - مصطفى العرفاوي -

مرآة أحلامي بقلم الشاعرة / ناريمان معتوق


مرآة أحلامي/ناريمان معتوق 

تعاكس مرآة أحلامي
فتنتفض روحي
تملأ الدنيا فرح وبهجة
فتتراقص على نبض أيامي
أحاور طيفك،
وأمارس طقوس تليق بأمير أحلامي
أنتعل عشب الحياة،
وأصرخ ملء الكون كم أحبك
وأناملي تشير على نجمك المفضل
تقطف بعض زهرات الربيع
أضعها على خد الغيمات
فتراقص مع طيفك الآتي من البعيد
علّ قفص الأحلام ...
يفرج عن آخر صيحة من الألم
ورحلة من الفرح آتية لا محال
فينبت الياسمين على صدر الأيام
قبل رحيل الأمل وموت آخر نبضة من الحلم
علّك تستيقظ ....
(مرآة أحلامي)

ناريمان معتوق /لبنان
20/4/2019