الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

ألا هبي بحرفك أنهضينا...قلم عائدة قباني

ألا هبي بحرفك أنهضينا
.................. فقد نمنا دهوراً أجمعينا

عسى تُجدي  اليراعةُ والقوافي
.............. وتوقظُ في الكهوفِ النائمينا

تُرى نصحو نعيدُ اليومَ فجراً
................... أضعناهُ وضيّعنا السنينا

أتكفينا حروفُ الفخرِ مجداً
................. وننشدُ للورى كم خالدينا

نُباهي الكونَ في مجدٍ تولّى
................. ونحنُ اليومَ نحيا بائسينا

ألا هُبّي كما الأرياحُ هبتْ
............. عسى تُحيينَ هذا العزمَ فينا

لعلَّ الريحَ تقتلعُ البلايا
................ تزيلُ الذلّ والإذعانَ حينا

يعودُ لنا إباءٌ تاهَ منّا
.................... تعودُ كرامةٌ آهٍ نسينا

وتُرجِعُ خالداً وصلاحَ قسراً
........ تُعيدُ القدسَ والأقصى الحزينا

يعود الأمنُ في شامي وأرضي
................... لبغدادَ الأباةِ الأكرمينا

وفي يمنٍ يعودُ السعدُ يجري
.......... أليستْ ذي السعيدةُ ؟أخبرينا

فكيف البؤس طاف على الليالي
........... وكيف الموتُ أهداها المنونا

ألا ليتَ الحروفَ سيوفَ غمدٍ
.................. لأودعها قلوبَ الغادرينا

توطّنتِ الأعادي في بلادي
.................... وصِرْنا يابلادي لاجئينا

وماتتْ نخوة الأحرارِ هُنّا
................ وقطرُ الذُّلِّ قد وسمَ الجبينا

فهل تُجدي الحروفُ نداءَ قومٍ
............. عموا صمّوا وما سمعوا أنينا

ولا حتى صراخاً رجّ أرضاً
................. لطفلٍ تحت أنقاضٍ  دفينا

ولا ثكلى يشقُّ القلبُ منها
.................... تنادي نخوةً عرباً سنينا

فلا سمعوا ولا لبّوا نداء
................ فهذا العرش يبغي يستكينا

وينعمُ ربُّهُ بالعزَّ يهنا
..................... فليسَ بلاءَهُ ما قد بُلينا

فأينَ الآن معتصمٌ تُراهُ
...................... أيبعثُ للحياةِ رُفاً بَلينا؟؟

فقولي للحروف ألا استريحي
.................. فلنْ يُحْيي صراخك ميّيتينا

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق