الاثنين، 21 أكتوبر 2019

ديها حزن الأرواح الهائمة ، التائهة...قلم فاطمة البسريني

لديها حزن الأرواح الهائمة ، التائهة
إنها من هؤلاء اللذين يتمسكون بمعتقداتهم ومبادئهم ولا يتراجعون عنها أبدا ،
لديها عينان مظلمتان يعمهما السواد ، يسكنهما الحلم المبتل بدموع غيرمرئية دائما،
عينان تنضحان بالأمل والأماني ،
إنها من النوع الحالم ، إنها تريد أن تكون لديها أفكارها الخاصة بها وجسد بعيد، ملفوف بالكبرياء، والكرامة، لم يلمسه أحد ،ولم تقطنه روح ، إلا روحها التي لن تدفن .
إنها نوعا ما كارثية ،
في أغلب الأوقات تكون مفاجئة و متفاجئة في نفس الوقت،
إنها لا تخطط لشيء،
لا أحد يعرف فيما تفكر وماذا تكره أو ماذا تحب ،
لا أحد يفهمها أو يفهم مقاصدها ،
هي نفسها لا تفهم نفسها ،
ربما قد أتت في غير زمانها ،كثيرا ما يخيل إليها أنها من زمن آخر، ليست من عصرها ، وتعيش في جميع العصور والأزمان ،
تعيش بصفة عامة في الماضي ،ماضي كل شيء،
تحس بغياب من يذهبون باكرا ولا يعودون ،
روحها مسكونة بالحزن الندي، حزن الأمطار ودموعها ،
إنها ممن يغرقون ،
لكنها وهي تغرق ، تلقي بنظرها إلى أمواج البحر وجماله ، وتنصت إلى هديره في مده وجزره ، وكأنه مدها وجزرها .
إنها تعيش وكأنها الماء والهواء والبرد والحر والريح والعاصفة .
إنها تستمتع بلمسات النسيان ، وتقتات على الأمس وذكرياته .
إنها مؤمنة ،
مؤمنة بالحياة ، ودائمة البحث عن الغد الذي لا يأتي ،
تؤمن بالبداية وبالنهاية ، متأكدة أن حياتها كلها بداية والنهاية ستكون كالموت لا تعرف متى سيحين وقته ، موت كل شيء ،اندثار كل الأحاسيس والأحلام ،
توهان روحها حزين مغلف بكآبة عمياء،
إنها تحترق ، ونار في روحها مشتعلة تنهي كل شيء،
إنها لا تقرر شيئا وهي غير مستقرة على شيء ، حائرة دائما كالشخص الذي سيقدم على الانتحار ،
إنها تتغير باستمرار، وكلما مر الوقت ازدادت ذهولا وذبولا ، تصبح جامدة ، وكأنها جثة لا حراك فيها ، لكنها واعية أن البدايات تكون دائما مشعة ولامعة ، ومدركة أيضا أن النهاية تأتي دفعة واحدة وهي بالتدريج ستصبح رمادا ، وفي نفس الآن تتأمل السماء وتردد بينها وبين نفسها ( من العدم تولد النجوم ) ،
ـــ إلى أسرارنا التي نخفيها بدقة داخلنا ، في عمق أعماقنا ،والتي لا يمكن أن يعلم بها أحد ،وحتى نحن نتجاهلها ، إلى كلما لا نقوله ، ولا نستطيع أن نتمتم به حتى .
من الخواطر العشرين :( مد وجزر ) ـــ فاطمةالبسريني ـــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق