الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

شظايا الإنكسار ...قلم لطيفة البابوري

شظايا الإنكسار
كم مرة راودتها أفكار غريبة، كم مرة احست أنها اثمة، وضحية ،كم مرة وقفت صرخاتها في خنجرتها وابت الخروج لأنها تربت على الصمت، على الخضوع، كم مرة رغبت وبشدة ان تكسر مرآتها لتطالع الوجوه العديدة التي يحملها وجهها الصغير، كم مرة ودت أن تختلي بوالدتها وتحكي لها عن تلك الوجوه، هي تعلم أن أمها تجهل حقيقتها، تجهل خفايا الوجع الذي تحمله داخلها.....
كانت تحدث نفسها انها ستترك شظايا الإنكسار تجرحها، حتى يسيل الدم ومع كل جرح ستروي حكاية، بعض الحكايات ستحدث رجات في بيتهم الهادئ، ستزيل الستار عن المسكوت عنه في ذلك البيت الذي وقف طويلا أمام العواصف لتستمر اعمدته في الصمود، كانت والدتها عمود البيت الراسخ وخزان الألم في صمت. ستروي لوالدتها أنها النسخة الأصلية منها بإخراج مختلف، وبوجع مختلف، ستحضنها وتخبرها كم كان حضنها جافا وعصيا عليها عندما احتاجته، ستخبرها أنها لم تكن الأم التي تمنتها على الأقل ستخبرها أن الصمت والخوف الذي اورثتها يحتاج عمرا لكي يخرج من داخلها، الخوف صار قرينها الذي لا يفارقها لأن تراه في كل الوجوه، تسمعه في حيطان البيت، تهابه في عيون جدتها، كم ودت أن تهرب من البيت عندما كانت صغيرة لكنها كانت عاجزة حتى على ترديد ذلك الأمر بينها وبين نفسها، كانت تخشى الوشاية ستفضحها عيونها ودقات قلبها الصغير، كم ودت أن تستجير بوالدها، باخيها كان الاقتراب منهما من أصعب الأمور، الرجل في بيتها كان قديسا رغم ما يفعله من خوارق تتجنب العائلة  ذكرها لأن قوانينها تعطيه الحق ليفعل ما يريد ومتى يريد...................
هي الآن تقف أمام مرآتها تنظر إليها بكل حقد الكون لقد عادت إلى بيتهم ولم تتم شهرا على زواجها، قال زوجها أنها لا تصلح أن تكون زوجة... بكت والدتها كثيرا، دعت عليها جدتها بالموت طلبوا منها أن تخفي وجهها عن والدها ، لكن أحدا لم يسألها ما الذي حدث........
صدقوا الرجل الغريب دون جدال..... لكنها قررت أن تعري عن وجوهها العديدة، قررت أن تكشف المستور.....

للقصة بقية
بقلمي لطيفة البابوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق