العنوان : " حنين "...
و هي على ضفة البحر تداعب إنكسار الأمواج ، تحاسبها وتتهمها عدم الإفصاح و البوح بما أسر لها ...لا تعبأ بصمتها و تواصل تأمل ما حولها رغم أن الشاطىء مقفر ...فلا نوارس و لا تلك الضالة السائبة و لا طحالب و لا رخويات لفظت ، كلهم محاصرون خافوا مثل كل الأحياء كورونا تجوب المكان ، تلتهم من يعترض سبيلها فكلهم متشبث بالحياة إلتزموا قانون الحجر...
لم تعترف بحجرهم فهي من سنين تعيشه ، جعل مناعتها أقوى من الفيروسات حتى تحجرت...
أدمتها الخيبات وتحملت الأسقام و قدرت على إعصارات متتالية و رغم زلزلة الأزمات أصبحت أكثر مقاومة ...
وهي تداعب الماء أغمضت عينيها المغروقتين بالأسى ، و هزها الحنين و ألهب كيانها قيظ الشوق و أربكتها هباته ، تأججت داخلها حين تتالت أمامها الذكريات...فكم بكت البحر وكم ترجته اللقاء و كم ذاقت مرارة التألم منه ومن أجله.. فكل المشاعر تلعثمت لرجاء الفراق و عدم الإزعاج ، وكيف دون تعبير أفصحت الإنسحاب وبدون سؤال زهقت سيل مشاعر فياضة ....
فلماذا الآن تراقصها الأمنيات ، تثيرها ، تحيرها ، تنعتها التعسف و تتهمها أنه ضحيتها ؟
رغبة اللقاء تلازمها رغم مرارة الرجاء و لم ينسها شوق لقاه مع أنه أزمع الجفاء ...
فاليوم واصلت البحث علها تلمحه بين الأمواج ، يجذبها لتسبح معه في الأعماق مثل في الأحلام يأخذها الخيال إلى عالم آخر ...فكل ليلة وهي لا تنام تستسمح النوم أن يشدها لا لشيء إلا لتراه ، يعيد لها الروح والإدراك، تنسى من تكون و ترتاح ... تسمح لنفسها أن تفعل به ما تشاء ، لا يرجوها الإنسحاب ولا يقسو مثل ما في واقع الحياة ... فالبارحة و بعد الرجاء ، و بعد أن قضت كل اليوم في المحاسبة والعتاب ، وجدته في المنام لم يرغب محادثتها ، فزعت ولم تصدق ...
فكيف لا يتقبلها ولو أنه حلم منعها الإستمتاع ؟
قادتها حسرتها وخيبتها إلى مصدر الإلهام رغم أن الظرف لا يسمح و الكورونا تجتاح العالم ...لم تهتم وجلست إلى البحر تشكوه ما منه صدر ...بقيت لفترة تحدق في الماء تبحث كعادتها حتى سمعت النداء ...إلتفتت إلى الأمام لم تستوعب ما رأت ولم تتحمل ما شهدت ، ظنت أنها تحلم وفكرت أنها غابت عن الوجود ...لم تصدق الأمر فهي تراه، نعم مثل ما رأته في المنام ، فهي لم تصادفه ولم تقابله حقيقة ... ظنت أن الكون رج ، فنبضها تزايد وخافت أن يتوقف الخفقان من لهفة إعترتها ...
لم تنبس بكلمة ، تحجرت و لم تستطع القيام ...نسيت من تكون و أين تكون ،أصابها الذهول و تجمدت في المكان ... ولم تعد ترى أو تبصر، و لم تستفق إلا و يد إمتدت لها تمسكها ...حينها شعرت بحرارة الأنفاس و أسترجعت جنون الهوى ...
لكن لم تقدر النظر ولم تسمع ما قال... فقط أيقظ فيها الإحساس بالحياة لتواصل الحلم من جديد ...
للقصة بقية ...
" يوميات منكسرة "
سعاد رحومة - تونس
و هي على ضفة البحر تداعب إنكسار الأمواج ، تحاسبها وتتهمها عدم الإفصاح و البوح بما أسر لها ...لا تعبأ بصمتها و تواصل تأمل ما حولها رغم أن الشاطىء مقفر ...فلا نوارس و لا تلك الضالة السائبة و لا طحالب و لا رخويات لفظت ، كلهم محاصرون خافوا مثل كل الأحياء كورونا تجوب المكان ، تلتهم من يعترض سبيلها فكلهم متشبث بالحياة إلتزموا قانون الحجر...
لم تعترف بحجرهم فهي من سنين تعيشه ، جعل مناعتها أقوى من الفيروسات حتى تحجرت...
أدمتها الخيبات وتحملت الأسقام و قدرت على إعصارات متتالية و رغم زلزلة الأزمات أصبحت أكثر مقاومة ...
وهي تداعب الماء أغمضت عينيها المغروقتين بالأسى ، و هزها الحنين و ألهب كيانها قيظ الشوق و أربكتها هباته ، تأججت داخلها حين تتالت أمامها الذكريات...فكم بكت البحر وكم ترجته اللقاء و كم ذاقت مرارة التألم منه ومن أجله.. فكل المشاعر تلعثمت لرجاء الفراق و عدم الإزعاج ، وكيف دون تعبير أفصحت الإنسحاب وبدون سؤال زهقت سيل مشاعر فياضة ....
فلماذا الآن تراقصها الأمنيات ، تثيرها ، تحيرها ، تنعتها التعسف و تتهمها أنه ضحيتها ؟
رغبة اللقاء تلازمها رغم مرارة الرجاء و لم ينسها شوق لقاه مع أنه أزمع الجفاء ...
فاليوم واصلت البحث علها تلمحه بين الأمواج ، يجذبها لتسبح معه في الأعماق مثل في الأحلام يأخذها الخيال إلى عالم آخر ...فكل ليلة وهي لا تنام تستسمح النوم أن يشدها لا لشيء إلا لتراه ، يعيد لها الروح والإدراك، تنسى من تكون و ترتاح ... تسمح لنفسها أن تفعل به ما تشاء ، لا يرجوها الإنسحاب ولا يقسو مثل ما في واقع الحياة ... فالبارحة و بعد الرجاء ، و بعد أن قضت كل اليوم في المحاسبة والعتاب ، وجدته في المنام لم يرغب محادثتها ، فزعت ولم تصدق ...
فكيف لا يتقبلها ولو أنه حلم منعها الإستمتاع ؟
قادتها حسرتها وخيبتها إلى مصدر الإلهام رغم أن الظرف لا يسمح و الكورونا تجتاح العالم ...لم تهتم وجلست إلى البحر تشكوه ما منه صدر ...بقيت لفترة تحدق في الماء تبحث كعادتها حتى سمعت النداء ...إلتفتت إلى الأمام لم تستوعب ما رأت ولم تتحمل ما شهدت ، ظنت أنها تحلم وفكرت أنها غابت عن الوجود ...لم تصدق الأمر فهي تراه، نعم مثل ما رأته في المنام ، فهي لم تصادفه ولم تقابله حقيقة ... ظنت أن الكون رج ، فنبضها تزايد وخافت أن يتوقف الخفقان من لهفة إعترتها ...
لم تنبس بكلمة ، تحجرت و لم تستطع القيام ...نسيت من تكون و أين تكون ،أصابها الذهول و تجمدت في المكان ... ولم تعد ترى أو تبصر، و لم تستفق إلا و يد إمتدت لها تمسكها ...حينها شعرت بحرارة الأنفاس و أسترجعت جنون الهوى ...
لكن لم تقدر النظر ولم تسمع ما قال... فقط أيقظ فيها الإحساس بالحياة لتواصل الحلم من جديد ...
للقصة بقية ...
" يوميات منكسرة "
سعاد رحومة - تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق