الأربعاء، 22 أبريل 2020

المقامة الانتقاميّة...قلم منير صويدي

المقامة الانتقاميّة
****
حدّث حنظلة قال:
أوهمها بمعسول الغرام،  وتفانى في التعبير عن العشق والهيام.. فوقعت في شرَك حبّه.. وأمست طريحة الوجْدُ..  تتأبّطها العِللُ والأسقام..
تحدّت أبَويْها.. وأصرّت على مغادرة الوطن دون مبالاة بالفيل والقال وكثرة السّؤال.. ولم تهدأ إلا وهي  على بساط الرّيح  تطلب الأرض المقدّسة .. لتحقيق الغايات والأحلام..
استقبلها حبيب القلب بالزّغاريد والأكاليل..   وقلب متيّم ملهوف.. لا يغفل عنها مهما كانت الظروف.. فظنّت أنّه جنّتها الموعودة.. وأمنيتها المنشودة..
تزوّجها على السّنّة الحميدة.. وأنجبت منه إسماعيل وفريدة.. ثمّ ألقاها في مهبّ الضّياع طليقة شريدة.. وأصرّ على هرسلتها وتجويعها لإجبارها على العودة إلى بلادها البعيدة..  في هيأة مجنونة طريدة..
لكنّها تحمّلت الجوع والخصاصة أيّاما عديدة.. تتحيّن الفرصة  وتدبّر  مكيدة.. حتّى  أقنعت طفليها برحلة ممتعة إلى بلاد الواق واق.. وحياة سعيدة.. في عالم خال من الشّقاق والنّفاق..
وفي غفلة من خائن العهد سافرت معهما  إلى الضفّة الأخرى من البحار والمحيطات.. وتركت له مخطوطا يختزل رحلة العمر  والذّكريات..
تفطّن  لمصيبته بعد فوات الأوان.. فلعن حماقته.. وصرخ مُوَلوِلا بصوت متهدّج تنساب منه آهات وأشجان:
أحلام العمر كذبة كبرى تنهشها الذكريات..
والواقع المرّ..  واحة جدباء تسقيها العبَرات..
وأنا المُعَنّى بمرارة الوحدة.. و لوعة الخيبات..
أغالبُ الشّوق.. لأهربَ إلى عالم الغيب والسّكات..
****
منير صويدي
22   /  4  /  2020
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق