ما بال صبري
*********
لا يروي عطشي
و اللّيل يوغل في الدّجي
أمشي كمن لا يمشي
و لطالما أحسست أنّي
يوما ما سأفكّ قيدي
فأنا وهبت الذّكرى للماضي
و جميع أحداثي ألغيتها
فخسائري و هزائمي
ما عادت تعنيني
هي لا تساوي شيئا
لكنّني دوّنتها
في صفحة مجهولة
صعب أن يطويها زمن مضى
و بلهفة أطلقت أشواقي
برمّتها للآتي فقط
أرباحي و مغائمي
مازلت لم أسعد بها
زحف البياض على سوادي
و الدّرب مازال طويلا
يا ويح قلبي
ضاعت سدى أشواقه
و تبخّرت نبضاته
منهوكا أمشي أجرّ متاعبي
وكأنّي أحيا زمانا ليس لي
وأنا وحيد لا جند لي
و اللّيل مازال مسافرا
و أنا السّابح في صمته
طرب الظّلام لأنّاتي
وتلهّى بسماعها
وحدي أسافر وحدي
والإتّجاهات الكثيرة
تلغي أهدافي
و تثير فواجعي
فهناك غير بعيد
و على فناء الغيب
أنصب خيمتي
بحضور كلّي
و على مرأى بعضي
يا ربّي لا حيلة لي
يا خالقي يا سيّدي
فاق الحدّ صبري
أنت الصّبور فدثّر بالصّبر قلبي ..
* صادق الهمامي /تونس *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق