الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

مسرحيّة ( محاكمةُ عاشق ) بقلم الكاتبة روضة الدّخيل

 * مسرحيّة 


( محاكمةُ عاشق )


- القاضي: قدّم نفسك الآن

إيّاك و التحاذق

فأنا الماهرُ المتمرّس ُ

ُفي اختراق

ذاكرة العصاة

فكيف إذن أمام صعلوكٍ

أعجزُ

أو يصيبُني انهيار


- المُتّهم: أمرُك سيّدي

أنا عاشقٌ

أشهدُ مُذ فتحتُ أجفاني على الحياة 

مولد الشّمس

أرافقُ الطّيور في الحقول

أنثر لها قمحي

نتبادلُ التّغريد و التّحليق

و تبقى تجيء...تروح

حتّى هي تمضي

ينتابُني البكاء

حين أرى الأشجار

مذعورةً تهوي

إن طالها الفأسُ

وفرّت الفراخ

عند انسحاق السّاق

ملاذها العشّ


- القاضي: و ماذا عن انتمائك وولائك؟


- المتّهم: مواطن ٌعربيٌّ أنا سيّدي

ورثتُ من الأجداد 

عدنان و قحطان مذُ سالف الأزمان

هويّتي

أسير ُمع الرّكب بانتظام 

و لا أحيد ُعن درب الأمان

أركع ُمع الجمع

تحت راية السلطان

و أباركُ له ُهبات الرّب 

بلا نكرانٍ 

و كلّي للحاكم و البطانة عرفان

هذا ما أنا عليه حتّى الآن

سيّدي


- القاضي:كاذبٌ أنت

خفقُ قلبك مضطرب

فما الّذي تخفي

خلاف ما تدّعي؟


- المتّهم: سيّدي

أعلن ُأمامك بكامل قوى عقلي 

الولاء بلا رياء

لا أنتمي لمعارضة

و لا أصافح ُالأعداء

لكنّني في خضمّ المعضلة

وجعي يهزمُني

و لأنّني العاجزُ أبكي

فتهمي الغيومُ لأدمعي


_القاضي: لكنّهم وجدوا لديك

وردةً حمراء و صورة دخان

فماذا عنهما الآن؟


- المتّهم: سيّدي

هي وردة لحبيبتي

و الصّورة احتراقُ قلبي حين نام

و أدرك بعد أن فات الأوان

أنّ الحياة في هذا المكان

حكر ٌعلى جماعة الإمام

سادة الدّيوان

مُلّاك ميراث الطّبيعة

و البقيّة بلا طعام


- القاضي: أنت عاق

كيف تعترضُ على عدالة السّماء؟!

و الحكم يا هذا قاطع  ٌ

لا نقض فيه أو طعن

جزاءُ كلّ من فرط مسبحة الوفاق

و القرار ُمنذُ اللّحظة نافذٌ

و بالإجماع

الحكمُ بالإعدام


روضة الدّخيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق