* مسرحيّة
( محاكمةُ عاشق )
- القاضي: قدّم نفسك الآن
إيّاك و التحاذق
فأنا الماهرُ المتمرّس ُ
ُفي اختراق
ذاكرة العصاة
فكيف إذن أمام صعلوكٍ
أعجزُ
أو يصيبُني انهيار
- المُتّهم: أمرُك سيّدي
أنا عاشقٌ
أشهدُ مُذ فتحتُ أجفاني على الحياة
مولد الشّمس
أرافقُ الطّيور في الحقول
أنثر لها قمحي
نتبادلُ التّغريد و التّحليق
و تبقى تجيء...تروح
حتّى هي تمضي
ينتابُني البكاء
حين أرى الأشجار
مذعورةً تهوي
إن طالها الفأسُ
وفرّت الفراخ
عند انسحاق السّاق
ملاذها العشّ
- القاضي: و ماذا عن انتمائك وولائك؟
- المتّهم: مواطن ٌعربيٌّ أنا سيّدي
ورثتُ من الأجداد
عدنان و قحطان مذُ سالف الأزمان
هويّتي
أسير ُمع الرّكب بانتظام
و لا أحيد ُعن درب الأمان
أركع ُمع الجمع
تحت راية السلطان
و أباركُ له ُهبات الرّب
بلا نكرانٍ
و كلّي للحاكم و البطانة عرفان
هذا ما أنا عليه حتّى الآن
سيّدي
- القاضي:كاذبٌ أنت
خفقُ قلبك مضطرب
فما الّذي تخفي
خلاف ما تدّعي؟
- المتّهم: سيّدي
أعلن ُأمامك بكامل قوى عقلي
الولاء بلا رياء
لا أنتمي لمعارضة
و لا أصافح ُالأعداء
لكنّني في خضمّ المعضلة
وجعي يهزمُني
و لأنّني العاجزُ أبكي
فتهمي الغيومُ لأدمعي
_القاضي: لكنّهم وجدوا لديك
وردةً حمراء و صورة دخان
فماذا عنهما الآن؟
- المتّهم: سيّدي
هي وردة لحبيبتي
و الصّورة احتراقُ قلبي حين نام
و أدرك بعد أن فات الأوان
أنّ الحياة في هذا المكان
حكر ٌعلى جماعة الإمام
سادة الدّيوان
مُلّاك ميراث الطّبيعة
و البقيّة بلا طعام
- القاضي: أنت عاق
كيف تعترضُ على عدالة السّماء؟!
و الحكم يا هذا قاطع ٌ
لا نقض فيه أو طعن
جزاءُ كلّ من فرط مسبحة الوفاق
و القرار ُمنذُ اللّحظة نافذٌ
و بالإجماع
الحكمُ بالإعدام
روضة الدّخيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق