قلب طفلة / قصة
د.سلوى بنموسى
المغرب
تئن في عالمها الخاص ووحدتها القاتلة
تتساءل ناحبة دنيا : لم رحلوا وتركوني أتخبط في دنيا المظاهر والأهواء والشهوات ؟
لم يا أبتي كنت قائدنا لم تترك لنا حرية الاختيار والتصرف !! وجعلت مني آلية تنفذ بصمت وجندية تلبي الأوامر والاشارات ببسالة وطواعية ودون إبداء أية اسئلة ؟
تطوف بنا الدنيا وتدور ونتعثر ونسقط
ولم يا أماه أمرتني بالعلم ثم العلم أما كان عليك أن تجعليني طباختك المفضلة
كم كنت أهوى طعامك ومازال مذاقه يتلذد به لساني لحد الآن
كانت مملكتك الخاصة المطبخ ..
و من المرفوض اعتلاء بابها الضيق !
ورؤية ما تجود به من أصناف الخضراوات والفواكه
كنتما رحمة الله عليكما
تجعلوننا نحترم لغة الربط ..
وكنا نضحك ..ونضحك ..
ولكن كبرنا فكل شيء مرفوض أضحى بالنسبة لنا
مرغوب ومقبول ومحبوب
تركتموا الرياح تعصف بنا
والأمواج ترتطم بروحنا وبإنسانيتنا .
لم نتعلم لغة الإبحار والعوم ولا العد والتوافقية
أسرتي الغالية
كنا تابعون ومجرورون ونفتخر !!
ولكن لزما المخالطة والاعتماد على النفس .
ألا تعتقدين ذلك أمي الحبيبة لالا زهور
ذات يوم اتذكر سألت أبي الحاج محمد ومن لا يعرفه : لم أبتاه غير مسموح لنا بالخروج والتبرج والتسكع كبقية الخلق والناس ؟ كانت إجابته عبارة عن لطمة قوية نفذت سمومها لقعر روحي تعجبت وفتحت فاه ذهولا
وقمت مفزوعة ومقهورة ودليلة وباكية وحزينة
كنت أتمنى أن يأتي ليجبر بخاطري ويجيب عن بعض تسائلاتي ولكن هيهات هيهات !!
كنت أريد أن أكتشف الحياة ونفسي ولكن لا .. لا ..ثم لا
سمعته يقول لأمي : احذري ربما رجليها ستخرج الشواري
قلت في نفسي : ما هذا الكلام وإياكم أن تشكوا في تربيتكم لنا .
فأنا أردت معرفة عدة أمور وتساؤلات تقضي مضجعي فقط
صحيح المراهقة صعبة وبخصوص مصاحبة الأشرار ..
ولكن أين هي الصحبة ؟
لا صديق قط في حياتي من البيت للمدرسة وللمدرسة للبيت
كنت أهرب من الصديقات ولا أتكلم معهن الا كلاما قليلا :
كقول صباح الخير أو مساء الخير
سقطت العصفورة من عشها وتناثر ريشها
وتألمت نفسيتها ..
لأن التطبيقي أصعب من النظري الذي يبقى كلام كتب وعند التطبيق نصطدم ربما بما لا يحمد عقباه ؟!
فهل العصفورة يا ترى ستتعلم الطيران والدفاع عن النفس ؟!
وفعل حاجياتها دون مساعدة أحد ؟
أم كتب عليها الانكماش والعزلة المقيثة
إلى إشعار آخر !؟
لقد نفد صبرها ورصيدها يا رب العالمين
فإلى متى ستبقى صامدة وقوية ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق