الخميس، 7 نوفمبر 2019

إلى وَالِدَي الطِّفْلِ...قلم حمدان حمّودة الوصيّف.

إلى وَالِدَي الطِّفْلِ

عُوجِي عَلَى الطِّفْلِ، بالأَخْـلَاقِ غَـذِّيهِ

وارْعَـيْـهِ بِالعَطْـفِ، واسْقِي هِـمَّـةً فِـيـهِ

يَــا أُمُّ، إِنّـَـكِ لِــلأَجْــيَـالِ مَــــــدْرَسَـةٌ

كُـونِــي لَـهُ سَـنَـدًا لِلْـخَـيْـرِ يَـــهْـدِيــهِ

الطِّــفْـلُ، كَـالصَّفْـحَةِ البَيْضَـاءِ نَاصِعَةً

والأُمُّ، تَكْـتُبُ مَا قَـدْ تَـشْتَـهِي فِيــهِ

أَوْ قِطْـعَةِ الطِّينِ ، بِالتَّـأْثِيرِ تَصْنَعُـهَا

خَلْقًا مِنَ الـخَـيْـرِ أَوْ شَـرًّا تُسَـوِّيـهِ.

فَابْـنِـي لَـنَـا وَطَـنًا، النَّشْءُ حَارِسُهُ

والنَّـشْءُ مِنْ خَطَرِ الأَزْمَانِ حَامِيهِ

الـخَـيْـرُ وَازِعُـهُ، والـحُـبُّ دَافِـعُـهُ

والـحَـقُّ رَائِـدُهُ والـدِّيـنُ هَــادِيـهِ

البَـحْـر يَـعْـمُـرُهُ، والبَـرّ يُـثْـمِـرُهُ،

والأَرْض يَـزْرَعُهَا، والصَّرْح يَبْنِيهِ

والـرَّكْب يَـدْفَعُهُ، يَسْمُـو بِمَوْكِبِهِ

والقَوْل يَصْدُقُـهُ، والدَّيْـن يَقْضِيـهِ.

يَا وَالِدَ الطِّفْلِ، حَقُّ الطِّفْلِ تَعْرِفُهُ:

البِـرُّ والـخَيْـرُ، في قَلْـبٍ، تُـجَلِّيــهِ

وحَـلِّ بِالعِلْـمِ رُوحَ الـجِيـلِ يَطْلُبُهُ

واشْـحَذْ عَزِيـمَتَـهُ، فَالدَّرْسُ يُـرْوِيهِ

أَعِــنْـهُ فِي عَـمَـلٍ وكُـنْ لَــهُ مَـثَــلًا،

أَنْتَ الّذِي لِلْهُـدَى والبَذْلِ تَـهْدِيــهِ

وازْرَعْ بِهِ بَـذْرَةً في الـخَيْرِ عُنْصُرُهَا

كَيْ تَـحْصِدَ الخَيْـرَ لِلْأَوْطَانِ تَـجْنِيهِ.

إِذَا الشَّبَـابُ، بِطِيـبِ الـخُلْـقِ نَبْتَتُـهُ

كَالمِسْكِ ، يُصْبِـحُ مَـحْبُـوبًا لِـرَاعِـيــهِ

الطِّفْلُ مُسْتَقْـبَلُ الأَوْطَانِ، رَائِـدُهَا

يَبْنِي، غَـدًا، عَالِيًا مَا اليوْمَ نُـنْشِـيـهِ

مَا بَـيْـنَ أَيْـدِيَـنَـا، بِالدَّرْسِ نَـنْـفَـحُـهُ

مِشْـعَلُـنَـا، فِي غَـدٍ حُـبًّـا نُــغَـذّيــــهِ.

طُـوبَى لِمَنْ عَلَّـمَ الأَجْيَالَ، حَـرَّرَهَا

مِنَ الـجَهَـالَةِ، نَـدْعُو اللهَ يَـجْــزِيــهِ.

حمدان حمّودة الوصيّف. (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق