الأحد، 3 نوفمبر 2019

من "مرآة الروح"...قلم نبيلة عبودي

من "مرآة الروح"
ظننت أنني و قدري خطان متوازيان إلا أننا التقينا.. ظننته ريحا و أنا عاصفة إلا أننا في اعصار أهوج اجتمعنا.. كنت غجرية.. البحر مرفئي.. و كان سماء.. إلا أننا عدنا و في الأفق اتحدنا..
ألج المدينة.. أهمس لها بأنني دكتاتور هذه الأرض.. بأنني من يصنع القانون.. بأنني وشيجة شجرة البورانكاس.. بأوراقها المتراصة كأرواح تحتمي بي.. بعمر جيولوجي لا هو بالرابع و لا بالخامس.. و وجدتُني غريبة.. متطفلة.. أمام حضارة الأمد السرمدي..
العين المشدودة إلى أعلى الجسر.. تمتد على طوله.. و تستطيل نحو الأسفل.. خائفة من الألوان.. الدمية المثبتة بالخيوط الرفيعة تحت جسر "سيدي مسيد" الهرم أيضا خائفة..
إنها نفسي!
قامت ترقص دون أن تحرك خيوطها الأنامل الراقصة.. بدت كعروس "قراقوز" محنطة.. استفاقت من زمن قسنطيني.. دهشت أمامه كل المستحاثات.. و حتى الحفريات لم تجد أصلا لهذا الخلق الميت الحي!
بدأت أفكاري تتموج.. كنت أغوص في أسارير الخارطة أبحث عني، فلم أجدني لأن الغبراء تبرأت مني.. و كان تهجدي أصدق قربان أمام البحر، فلم يقبله مد و لم يرض به جزر..

                                            بقلم: نبيلة عبودي
                                                    من الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق