السبت، 1 فبراير 2020

تشبهين سهل الغاب ...قلم محمد مجيد حسين

تشبهين سهل الغاب



 مدينة سلمية

لي في ربوعك ذكريات كلما

هبت لها ريح يعانقها المطر

:

وقصائدٌ أنهارها تروى ظمأ

روحي فينضج في شراييني الثمر

:

سلميةُ التاريخ والحب الذي

خطّ الرسالة .. راح يتلوها القمر

د .ليلى الصيني 18/11/2019

ثمة غموض وارف يتعدى حقل المألوف والمتعارف في سياق نمو هاجس الرغبة صوبَ المطلوب والمُحبذ أو ما يروي ظمأ الذات المتعبة نتيجة عدة عوامل يتبوأها الضغوطات النفسية ذات المنشأ المختلف في عالم يعيش الازدواجية القاتلة ويعوض النقص من خلال المظاهر الخارجية منفصلة عن الواقع .

ثنائية المدينة والكائن البشري المشتاق إليها أي الدكتورة الصديقة ليلى الصيني ومدينة السلمية

ثمة تراشق حسي مثمر ومغلف بسياج عفيف حيث مدينة السلمية تبث عبر الأثير أشواقها إلى ليلى أبنتها النقية في حوار ضمني ثري الملامح ..

استهلال ملفوف بماء الورد ( لي في ربوعكِ ذكريات كلما هبت لها الريح يعانقها المطر )

لا دروب صوب ترميم ما أتلف في مرحلة ما من نمو هواجس الكائن البشري إلا من خلال العودة إلى المشاهد التي سبقت عملية الأتلاف في القيمتين الزمنية والمكانية ثمة مزج مُركب المنشأ بين الزمان والمكان أي ما بين فعل الفعل وفعل استحلاب صدى قوانين الطبيعة  تخلقُ الأجواء التي تعمل بصمت مطبق على تآكل الجسد وأقناع الروح بضرورة عملية تذويب الجسد للوصول إلى مرحلة متطورة من الاستسلام أمام جبروت  الحياة

هنا تلعب منظومة الوفاء دور المنقذ عبر سلسلة من نفحات الاشتياق إلى تلك الأيام التي تسيدت بها العواطف وتشكلت حديقة من الندى الغزير.

 (وقصائدٌ أنهارها تروى ظمأ

روحي فينضج في شراييني الثمر)

تستمد شاعرتنا مفاتيح الخيال من الطبيعة من خلال النهر والثمار اللتين تأتيين عادة كنتيجة طبيعية وفقاً لشبكة العلاقات المنطقية المتعارف عليها

ما بين عناصر الطبيعة والتي يلعب الكائن البشري دور المايسترو في ضبطها.

(سلميةُ التاريخ والحب الذي

خطّ الرسالة .. راح يتلوها القمر)

ليس من السهولة تفكيك ماهية الجذر التكعيبي للهواجس الملحمية والتي تعمل على إملاء آفاق القيمة الجمعية للكائن البشري هنا تتبوأ مدينة السلمية مشهد إطلالة النص الذي جبلتهُ شاعرتنا الرقيقة بموزاييك حسي كثيف الألم نتيجة عوامل لا تظهر في متن النص بشكل مُعلن فالسلمية التي وهبتنا الكائن الثري المشاعر والمتمثل بروح المبدعة ليلى الصيني التي كتبت رسالتها عبر مسارح النصوص العميقة والتي بدروها تحولت إلى باقة دموع  يتلوها القمر.

السلمية تحفة أتحفتنا بشاعرة قد نكون محظوظين بأننا عاصرناها  ليلى الصيني تشبهين سهل الغاب  في شرفة الانتظار الراسخ في تأمل يترافق مع شطر مجهول من كيمياء الروح.

محمد مجيد حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق