الاثنين، 28 أكتوبر 2024

قصه قصيرة محجوب دايما نايم للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصه قصيرة 

محجوب دايما نايم 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


في البرج السكني الذي يتوسط الميدان في المدينه 

عدت من الخارج لبدء دراستي الجامعيه تاركأ والدي ووالدتي في الخليج . كل شئ كما هو نفس الضوضاء و الزحام و الصخب ليل نهار ولكن التغير الوحيد تلك الفتاه ذات التاسعه عشر ربيعا التي تقف امام البوابه تتابع الشارع و الماره و المترددين علي العماره نهارا أما ليلا يتواجد عن محجوب البواب الذي حرس العماره لأكثر من ثلاثين عاما 

يجلس علي الكرسي و بعد عده دقائق يغط في نوم عميق 

لا يشعر بأحد تاركا الباب علي مصراعيه 


و بمجرد أن التقيت به لاحظت قله تركيزه و كبر سنه الذي تجاوز الخامسه و الستون بقليل و تجاذبت معه أطراف الحديث حول تلك الفتاه التي تجلس صباحا مكانه علي الباب و عقدت الدهشه لساني عندما علمت أنها زوجته الجديده و لما استفسرت عن زوجته القديمه ام عبده أخبرني أنها عادت إلي القريه و يزورها كل مده تاركا مديحة تتابع احوال العماره .

مع الأيام بدأت علاقتي تتوطد بمديحه نظرا لاحتياجي الدائم لها من شراء مأكولات ومشروبات و تنظيف الشقه و غسيل الملابس ... مقابل المال مع بعض الهدايا البسيطه 

مديحه شابه يافعه الجمال تزوجت من محجوب رغم فارق السن بينهما و قبلت أن تكون زوجه ثانيه هربت من ظروفها الماديه القاسيه و بمجرد زوجها قررت عدم العوده القريه مره أخري و العيش في المدينه و العمل ليل نهار في تنظيف الشقق و غسل السيارات في الشارع مقابل جمع المال الذي يحقق لها بعض أحلامها البسيطه من طعام جيد و ملبس لائق و مصروف معقول تشتري به احتياجاتها الخاصه 

تركت لها مفتاح الشقه حتي يتاح لها تنظيفها وقت في فراغها  وكم من مره نتجاذب أطراف الحديث بعد الانتهاء من عملها و بدأت بيننا علاقه صداقه غريبه هي تشكو من حالها و الزواج من كهل لا يستطيع أن يفي برغباتها المكبوته و انا اشكو لها الوحده التي تعيش فيها 

شعرت أنني اعاملها كانسانه و ليس خادمه كما يعلمها سكان العماره و بدأت في اختراع الأسباب للتحدث معي وطرق باب شقتي في أوقات غير مناسبه و بلا سبب معقول 

و زاد من ذلك تعتمدها ارتداء ملابس خفيفه و فاضحه و الإتيان بحركات مثيره امامي كلما مرت هنا و هناك و لكن أمام السكان وفي الشارع كان التجاهل سيد الموقف 

حتي أتي اليوم الذي انتظره انا وهي و اصطحبتها إلي غرفه النوم لينهي كل منا معاناته هي تحتاج إلي شاب يشبع رغباتها و انا انهي مرحله الاثاره و الحرمان التي تملكت مني لدرجه عدم السيطره علي مشاعري نحوها 


اللقاءات تتم ليلا و محجوب في ثبات عميق امام البوابه 

ونظرا لعدم استيقاظه الا في الصباح كانت اللقاءات تتم بصفه شبه يوميه مما دفعني للجؤ للمنشطات و حتي لا يتسرب الملل الينا كانت الافلام الاباحيه مصدر للتغيير و التجديد في العلاقه و من خلال المشاهده انبهرت بذلك العالم السحري الذي تراه لاول مره في حياتها و ادمنت المشاهده لدرجه انها تستغل أوقات فراغها و وجودي في الجامعه لمشاهده تلك الأفلام علي جهاز الكمبيوتر الخاص بي .

******

في ذلك اليوم ظهرت نتيجه التيرم و رسبت في جميع المواد .عدت إلي الشقه و لكن المفتاح لا يدخل في الباب 

بدأت في استخدام العنف في فتح الباب و لكن هيهات 

اتصلت بها تليفونيا و لكنها لا ترد

هذه اول مره يحدث هذا الموقف و بدأ الجيران في التجمع أمام باب الشقه و نصحني البعض بالاستعانة بنجار لكسر الباب ربما في الداخل ما يقلق 

في تلك الأثناء رن الموبايل مديحه علي الجانب الآخر تطلب مني أن اهدأ و أن اصرف السكان عن باب الشقه و هي ستقوم بالفتح بعد أن ينصرف الجميع وأقوم بالاتصال بها و بالفعل تحججت أن المفتاح تم تغييره مع صديق لي في الجامعه و أنه سيأتي في خلال عشر دقائق لتبديل المفاتيح 

و بالفعل انصرف الجميع و اتصلت بها و قامت بالفتح و جذبي للداخل 

هرولت أفتش في الشقه كانت المفاجاه وجود سمير السباك داخل الشقه و بمجرد أن التقيت عيناي به دفعني بشده و فر مهرولا إلي الخارج 

لم أتمالك نفسي و انا اصفعها و طلبت منها ترك المفتاح و مغادره الشقه فورا 

نزلت من الشقه للسؤال عن النجار 

كان محجوب نائما ايقظته في غضب و سألته عن أقرب نجار لتغيير كالون الشقه 

رد في كسل و هو يتثأب :في اخر الشارع 

وتم تغيير الكالون بنجاح 

ولكن لم يغادر المفتاح القديم ميداليتي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق