الجمعة، 25 أكتوبر 2024

بائعة الورد بقلم الكاتب بنمرزوق عبدالرحيم

 بائعة الورد

قضيت اسبوعا كاملا، على وجه التحديد ،وسط  حدائق *مدينة الرائحة الساحرة*، عانقت،  أجمل مزارع ، الورود فى حياتى ، عشت  فترة،  من الزمان ،حقيقة كنت فى حاجة اليها ،  وكان دالك العشق ، لا يفارقنى قبل بداية  الرحلة،

 شرق مدينة ورزازات،  الشهيرة ،  باستوديوهاتها، العالمية، عل نهاية طريق،  تتخلله القصبات،  والحدائق، حيث تبدو 

 *قلعة مكونة  *ضيعة خلابة، تعزف،  ورودها ، سيمفونية

  الا لوان والروائح .

لزلت اعيد  صورها؛  الرائعة ،  وراء جبال السنين والا يام التى باعدت بينا ، دون حشمة او احياء

  كان وصولى ، إلى* قلعة مكونة  *اخر النهار ، وخيوط الشمس الدهية   ترقص على موسيقى النحل،  فوق كميات الورود ، التي،  تغطي الحقول ،  والمزارعها 

فاحسست ، ان الروائح الزكية ، تداعب  حواسى،  المتعطشة  ، من بعيد،  الى جمال الورد ،، فتوقض بداخلى هيجان الشعور   المتوحشج،  ،وانا  اقترب ، من  مراكز تقطير الورد  ،  اسير الأجواء، المشبعة ، بالأبخرة المعطرة، المنبعثة ،، من  مشتقاتها،  المختلفة ،  كانه  احتفال   ليلة عيد  كنائس الرهبان  القديمة ، 

 ،فتتوزع ، ما بين العطر،  السائل، ، ومواد التجميل، ومواد التطهير،  السائلة والصلبة، ، ومصنوعات د؛الديكور المنزلي.

  مهرجان ، ملكة جمال الورد،    فرصة لجذب السياح لهذه المدينة،  المنعزلة ، التي تحيط بها ، جبال الأطلس،  الشاهقة، ومنتوجها الفريد،  الدى يشجع الزوار،  على اقتناء الورود العطرية .

.لكن الامر ، الدى ادهشنى ، واستغربت له كتيرا ، ان اختيار ملكة جمال الورد،  تحول من عرسا ، شعبيا ، يجمع بين القبيلة الى  صراعا ، سياسيا ، بين ابناء العمومة  ، والجيران 

فاعتبر ، بعض السياسين،  الجدد ، أن “الجمال الحقيقي الذي يجب،  أن ترتكز عليه ، مثل هذه المسابقات هو الجمال الداخلي، والمؤهلات ، العلمية ، والثقافية”، مشيرين إلى انهم “سئموا   من الاشكال،  المتكررة،  والمعايير  القديمة ، المعتمدة في مثل هذه المسابقات”.

من جهتهم،  استنكر عدد من شباب،  القبيلة  ، الهجوم الذي تعرضت له ، ملكة الجمال ، الفائزة  بالموسم ،  مؤكدين أن “الجمال الخارجي،  ليس معيارا،  أساسيا،  في اختيار الملكة، ولجنة التحكيم ، هي التي،  لها كامل الصلاحية،  في الاختيار، ولا يمكن الطعن في اختياراتها، لكونها تعي جيدا عملها، وإنما الاختيار،  يجب أن يقرأ،  بدلالات ، عميقة ، إنسانية ، لتعزيز قيم ، التآخي،  والمساواة ، ونبذ،  كل أشكال الميز العنصري”.

مؤكدين أن الجمال الخارجي ليس معيارا أساسيا في اختيار الملكة، مشيرين إلى ان قطف الورود الذي يعد معيارا أساسيا للمشاركة في هذه المسابقة إلى جانب الإنتماء الجغرافي وكذا الإلمام بتقاليد وعادات وأكلات المنطقة، وهو ما يتوفر في احدى الفتيات الفقيرات  التي تنافست مع 10 فتيات أخريات لنيل لقب ملكة جمال الورود.

وفي هذا الإطار، قال بعض السياسين  المناهضين للفكر العنصرى، إن تتويج ، ملكة جمال الورود،،  هو “ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ للا نسانية لوللعالم ،  من خلال  ، ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ 

*ملكة جمال  ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ، *

لكن ، وﺭﺑﻤﺎ ، وﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻉ ﺑﻬﺎ، قام رئيس اللجنة المنضمة  بتتويج،  ﻓﺘﺎﺓ ، *ﺳﻤﺮﺍء ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ* ،وﺍﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ  ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ،  ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ، وإنما ﺍﺛﻘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﺔ ﻟﻘﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ أخرى ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ،  ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ،  ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ،  ﺑﻤﻠﻜﺔ، ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ، وإنما ﺑﻤﻠﻜﺔ ﻘﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ، 

 ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ؛  ﻳﺤﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻔﻲ، ﺣﻤﻮﻟﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﺓ ﺑﺎﻟﻠﻘﺐ ﺫﺍﺗﻬﺎ”.

وأضاف احد الشباب من ابناء المنطقة الدى حضر من فرنسا  خصيصا لهده المناسبة، ان موسم الورد ،  بالنسبة لاهل المنطقة، الشيئ الكتير   وأن “المنظمون أخطاوا بإشاراتهم ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ. ﻷﻧﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﻗﻴﻤﻲ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ”. مؤكدا بأن “هذا ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺳﻤﺮﺍء ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﺩ”.

ﻭ اتخد الصراع ،نهجا ا، خر ، وهدا ما سمعت ، من احد شيوخ القبائل ، يصرح به لبعض المنابر،  الا علامية، التى كانت تعاين الحدت

 لقد ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ، ﺃﻧﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ،  ﻋﺒﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ، ﻋﻦ رايه ئهفددفى  ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺎﺵ ﺍﺧﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻲ…، ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻛﺮﺭﺕ..ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ …ﻭﺍﺷﻴﺎء ﺍﺧﺮﻯ،

وهكدا علمت،  ان السياسة التى لا تجعل القيم اللروحية ، والاخلاقية ، هدفا فى الحياة ، تكون عبتا ودمارا لكل المبادئ  الا نسانية على وجه الارض 

بقلم الكاتب 

بنمرزوق عبدالرحيم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق