الأحد، 10 نوفمبر 2024

**بقايا حلم يقاوم** بقلم الكاتب عبد الستار الخديمي -تونس

 **بقايا حلم يقاوم**


لا يمكن أن نعيد الجنيّ إلى القمقم 

لقد استفزّنا أسره فسرّحناه 

وساءنا حزنه العميق فأحببناه 

وعايشنا بأسى 

ذلك الانكسار في عينيه 

وتلك الابتسامة المموّهة 

وذاك الحبّ بطعم السّراب 

أطلقناه وانتشينا 

وكتبنا على جدار القمقم 

"أنت خاو كفؤاد أمّ موسى

أنت أعرج كسهم يطلق في عاصفة هوجاء

أنت أخرق كما فكرتي التي قادتني إليك

أنت بلا معنى 

أنت مجرّد وشم في خاصرة النسيان"

الجنيّ طار في فضاء بلا سقف

وعلّمناه كيف يكون سيّد نفسه

قال وهو يحلّق كالغيم على رؤوسنا 

"أنا كلّ المعنى

وكل شيء بداخلنا يهترئ 

وبقايا نواصينا تحترق 

ولا دواء لرتق الشقوق 

وردم العاهات 

وكتم الآهات 

ولم يبق سوى الحرف المنحرف 

الذي يبدع لوحات من رماد 

وبقايا عتاد وعناد"

وبقينا في شبه سبات 

نحرس بقايا حلم يقاوم

علّمنا ألاّ نساوم 

سننتصر 

مادام في النّفس بقية 

ومادام خلم الانصار قائم 


بقلم: عبد الستار الخديمي -تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق