الخميس، 24 أكتوبر 2019

على طاولة الغدر..قلم حنان الرقيق الشريف

🌺على طاولة الغدر 🌺
 اِنتهت المباراة ،فلم  يبق من الأحمر سوى شفاه ذابت في السراب. و لم يبق من الأسود سوى قلب تاه في أقبية  الظلمات . و  لم يبق من الأبيض سوى شعر ابيض من عتمة الطعنات.
انتهت المباراة فلا داعي للصراخ في متاهات شعوري. استنفذنا لعبة  الدروس في حرم الحياة . لطمتم قلبي و كنستموه  في زقاق الخراب.كفانا لعبا بالأوراق. كفانا اجترارا للخيبات. خذوا  معكم  كل ما ربحت و دعوه في صندوق السبات. أنشبوا أظفار أسنتكم في دهاليز التلاشي.
أما انا فقد خيرت الغياب ،لا حساب و لا عتاب. انشقت السماء لتبلع ما فات.بكاؤنا ، آهاتنا،كانت مسرحية  صامتة مثلت على ركح مملّ .و صفق لنا التاريخ و كل اللغات. عصفت برباطنا الرياح الصفراء و ألقت بنا قربانا إلى النار المقدسة .
سأبحث في شعر القمر عن خصلة تطهر أحزاني
و ترحمني من  غلالة  العذاب. سأفجّر ألوان قوس قزح فوق الروابي و الجبال الشاهقات.
عودوا  إلى جحوركم  إن شئتم  مسرورين  لأني سأغني خداعكم  ككروان  شاد و سأصنع لجحودكم قلادة بلغة الضاد. سأنسج لنكرانكم  خيوط  حكاية  كعنكبوت في سقف ذاكرتي  المتشابكة. جنون  رياحي و إن فتر لن يهدأ، و زيد أمواجي إن تقهقر فلن يموت ،
و خيوط  أمطاري ان قصرت فلن تتهرأ.. و أريج عطري إن تضوّع في الأفق فلن  يتبدّد.
سأهديكم قبلة من نار و وردة قطفتها من وادي سقر.
ستتلظى نواياكم في لهيب السّعير . و لن أكون ظالمة،
 فكم في الجحيم من مظاليم.

🍁حنان الرقيق الشريف🍁من تونس🌿🌿23/10/2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق