*انتظار*
إنها تنتظرْ
ابنا خاتلها ..راوغها
لم يعلمها بالسفرْ
تأبّط حلما واندثرْ
ابنها هو الشعاع هو النورُ
هو أجفان البصرْ
فاض الدّمع ..غرقت روحها
حين في القعر استقرْ
قارب أثقلته الزّفرات..
والآهات أدركت هول الخطر
مات الأملْ
لمّا إلى العمق انحدرْ
في الظلامْ
تخبّطت الأحلامْ
تألم الصّخبُ
رفرف الموت
أطلق قهقهات المنتصرْ..
إنّها تنتظر
جثّة يبعثرها الموج
قد تهرّأت بالوعود
لوّعها الضّجرْ..
على وقع الصمت الحزين
تقبع هناك
ولا تزال تنتظرْ..
خاوية الملامح
مكسورة الجوانح
قلبها قد انفطرْ
آفاق السماء ضاقت بالغيومِ
كنفسها التي أضناها الكدرْ
ستمطر خيرا عميما
لكن مطرها بكاء وشهيق
وطقوس حِدادٍ
لا بدّ منها ..لا مفرْ
ظلّت تراقب صهيل الموج
تستجديه حضنا باردا
حضنا أوقدت له شموع الغد الأغر
لكن شرّده الوطن
انتزعه من بين أحضانها
محاه من جدول الزمن.
-فردوس المذبوح-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق