الأحد، 16 أكتوبر 2022

الذاكرة الشعرية.......و روضة بوسليمي. بقلم /عوني سيف ،

 الذاكرة الشعرية.......و روضة بوسليمي.

                           بقلم /عوني سيف ، القاهرة.

---------------------------------------------

الذاكرة الشعرية في بعض نصوص الشاعرة التونسية: روضة بوسليمي.

_ كمتذوق للشعر،و احب النقد الأدبي و لي فيهما محاولات قليلة. اعرف جيدا ً أن النص لا ينشأ في فراغ ، بل ينشأ في عالم ممتلئ بالنصوص و القراءات ، و الأبنية النصية التي تكون الكيان اللغوي.

_ فالنص عند بوسليمي هو مساحة من الغزل الصوفي ، أو الرومانسي يتخلله عشقها للطبيعة و انتظار المحبوب- إذا كان شخصاً أو وطناً -و بحثاً عن أجواء من الحرية غير المشروطة بالزمان أو المكان.

         النص الشعري عندها كقطعة نسيج ملونة ، فيها نقوش وخطوط تتوازي تارة و تتقاطع تارة أخرى. فالنقوش هي المصادر الشعرية المتنوعة. بوسليمي تحلق بالصور بين الطبيعة و التاريخ ، و المفردات القرآنية. و الخطوط عندها هي اللازمان واللامكان في انتظار المعشوق.

_ أود أن أقدم للقارئ الكريم بعض مكونات الذاكرة الشعرية لدي بوسليمي.

١- الطبيعة.

الطبيعة احتلت جزء غير قليل. فهي في نص "هطول"

     - بيدي فنجان قهوتي

       و في الأعالي قمر معلق.

     - و أمسي علي رائحة الخريف.

 _ وفي نص "غزل الانبياء" تقول :

    - يحسبني ابنة القمر .

    - نبتة لا تحتاج سقيها

     تكبر وحدها على حالها

     كشمس الصباح.

٢- التاريخ في نصوص بوسليمي واضح و جلي ، فهي تقول في ثنايا نصوصها:

     - سومرية الهوي

     - فينيقية الجوي

     - كليوباترا

     - يا ذاكرة الحضارات البكر

٣- موروثها الثقافي ، العربي ، الإسلامي يسقي بعض البذور لتنبت لنا مفردات ذات دلالات دينية ، مثل قولها:

      - يا أخت آسيا

      - يا حواء الاولى

      - استيقظت على سماء

       تمطرني منا و سلوي

      أجزم للنجم الثاقب.

     فالقارئ العربي يعرف المن و السلوي اللذان امطرهما الله علي بني إسرائيل في البرية، و النجم الثاقب ، واضح النور الذي ذكر في سورة الطارق.

    _الشاعرة روضة بوسليمي غزلت بموروثها الثقافي صور بلاغية وجمالية في غاية الابداع. 

٤- اللامحدودية في استخدام الزمان.

  بوسليمي تخطت الزمان المحدد في انتظار المراد في النص، باستخدامها مفردات تدل علي الدهر و الابدية ، وذلك في نصي "غزل الانبياء"و"من الخمر ما يعيد الرشد".

      - مر دهر و لم تسل عني

      - تبعته

       إلي مشيئة أبدية

       - ناديت طويلاً

        لكن الليل لا يجيب.

  و أخيراً ، اقول:

 النص عند روضة بوسليمي ، موثق بادراكها للموروث الثقافي و اللغوي وذلك واضحاً من خلال ذاكرتها الشعرية كما ظهر لنا.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق