غربة ..
أنا ووحدتي رفيقتان متلازمتان ...حالمتان ...
تلتصق الواحدة منّا بالأخرى كتوأمين ...
نمشّط السماء في ليالينا الطويلة ..
نرقب النّجوم معا..
نمسح قطرات الندى من على بتلات لزهور النائمة
نحسب دقّات السّاعة ..
ونصلّي للشّمس عند الفجر ..
نقطع الطّرقات المزدحمة في جسد واحد , متعانقتين ...
نقرأ كتب الشعر وأدب الجاهلية ...
نطالع القمر في رحلاته الشهرية معا ...
نستقبل الليل متعانقتين ...متشابكتين ...
فتلهمني الدّفء وألهمها الأمان...
تسكن وحدتي في وأسكنها كالجسد وظلّه ...
وفي لحظة من لحظات الانعتاق المجنونة ..
تعثّرت و وحدتي بظلّ آخر ومعه وحدته ...
تعانقنا كغرباء يبحث كل منا في الآخر عن عنوان...
ووجدنا في اللقاء أنسا ...وبهجة... وفرحا ...شعور كاد يغيب عني ووحدتي ...
اتّحدنا الأربعة ...
وصرنا نحتفل معا ...ونهرب من الضّوضاء الى الصّمت النّاطق بيننا ...
وفي يوم قرّر هو ووحدته الرحيل ..ورحل..
أنا ما غضبت ...ولا ثرت... ولا حزنت....
وحدتي هي من فعل....
تنكّرت لي وحدتي ...
خاصمتني...قاطعتني ...أهلكتني من الضّجر...
صارت وحدتي تنضح مرارة...صارت قاسية...موحشة..
أصبحت لا تطيقني ...وأصبحت لا أحتملها ...
وكانت الحرب بيننا ...
عدوّتين صرنا ...أنا ووحدتي
ضاع الانسجام بيننا ...
وانفكّ الرّباط المقذّس الذي جمعنا...
حاولت أن أجعل وحدتي تدرك أنّ الظلّ ووحدته كانا رفيقين مؤقّتين وأنا الباقية ...
فتمرّدت وأعلنت أنّها به وبوحدته عاشقة حالمة ...
خسرت وحدتي...وصرنا عدوّتين بعد أن كنّا في غربة الوجود رفيقتين ...متّحدتين...
أرأيت أيّ زلزال صنعت أيّها الظلّ ووحدتك ؟؟؟
بهيجة بالربيع بنرڨية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق